الرضا بالقدر

عبد الرحمن بن ناصر السعدي

2022-10-11 - 1444/03/15
التصنيفات: الإيمان
عناصر الخطبة
1/وجوب التسليم بمرّ القضاء 2/ ثمرات الإيمان بالقضاء والقدر 3/ ضرورة الإيمان بالله وحده
اهداف الخطبة
توضيح أن الإيمان بالقدر من صميم الدين/ توجيه المسلم إلى التسليم بالقضاء والقدر
عنوان فرعي أول
إذا وقر في لقلب
عنوان فرعي ثاني
هو الذي قدرها
عنوان فرعي ثالث
رفعت الأقلام

اقتباس

من تيقن أن الرزق مقسوم، كيف لا يطمئن إلى كفاية الله ورزقه؟ ...كيف يتسخط العبد المصائب والمكاره, والله هو الذي قدرها؟ كيف لا يحتسب له ثوابها, ويرجو ذخرها, من يعلم أن الله هو الذي أجراها ودبرها؟ ألا وإن الإيمان بقضاء الله وقدره, يوجب ...

 

 

 

 

الحمد لله الذي خلق كل شيء وقدره تقديراً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وكفى بالله ولياً ونصيراً، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, أرسله إلى جميع الثقلين بشيراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، اللهم صل وسلم على محمد, وعلى آله وأصحابه الذين أذهب الله عنهم الرجس, وطهرهم تطهيراً.

 

أما بعد:

 

أيها الناس, اتقوا الله, فقد فاز المتقون, واعتمدوا على ربكم في كل ما به تتصرفون، واعلموا أن كل شيء بقضاء وقدر من يقول للشيء كن فيكون.

 

ألا وإن الاعتقاد في القضاء والقدر أحد أصول الإيمان، وبتحقيقه يتحقق للعبد الربح, ويسلم من الخسران؛ فإن هذا الاعتقاد إذا وقر في القلوب نشَّط العاملين في أعمالهم، ورقَّاهم إلى مدارج الكمال في كل أحوالهم.

 

فمن آمن حق الإيمان بالله, وعلم أن كل شيء بقدره وقضائه ثبت الله قلبه للرضى والتسليم وهداه، ومن استعان بالله معتمداً بقلبه عليه أعانه، ومن لجأ إليه, واحتمى بحماه حماه وعصمه وصانه، ومن تحمل في سبيله الأثقال والمشاق سهلها عليه وهونها، ومن قصد نحوه صادقاً كفاه كل مؤنة وزين في قلبه مسالك الخير وحسنها؛ كيف يرهب الخلق في رضا الخالق من يعلم أن الأجل محتوم، وكيف يخشى الفقر فيما ينفق من ماله في الخير، ومن تيقن أن الرزق مقسوم، كيف لا يطمئن إلى كفاية الله ورزقه؟ من يعلم أن الله تكفل بأرزاق الخليقة، كيف لا يثق بوعد من قال: (وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ) [سـبأ: من الآية39]، وهو الذي بيده خزائن الملك على الحقيقة.

 

 

كيف يتسخط العبد المصائب والمكاره, والله هو الذي قدرها؟ كيف لا يحتسب له ثوابها, ويرجو ذخرها, من يعلم أن الله هو الذي أجراها ودبرها؟

ألا وإن الإيمان بقضاء الله وقدره, يوجب الطمأنينة إلى الله في كل الحالات، ويسهل على العبد اقتحام الصعاب والأهوال الملمات.

 

قال صلى الله عليه وسلم: " إذا سألت فاسأل الله, وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء, لم ينفعوك إلا بشيء كتبه الله لك, ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء, لم يضروك إلا بشيء كتبه الله عليك، رفعت الأقلام, وجفت الصحف، واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، واعلم أن النصر مع الصبر, وأن الفرج من الكرب, وأن مع العسر يسرا ".

قال تعالى: (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [التغابن:11].

 

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.

 

 

 

 

 

المرفقات

588

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات