الخشوع

عبد العزيز بن عبد الله السويدان

2022-10-12 - 1444/03/16
التصنيفات: أحوال القلوب
عناصر الخطبة
1/فضل الخشوع وأهميته 2/الخشوع لب الصلاة وروحها 3/الأسباب الجالبة والمعينة على الخشوع في الصلاة

اقتباس

أيها الإخوة: حالة في القلب تنبع من أعماقه مهابة لله وتوقيرا، الخشوع تواضع وتذلل في النفس، ولين ورقة وانكسار في القلب. وما لم يكن في القلب تلك الأحوال فلن يخشع، وما لم يخشع القلب فلن يخشع السمع والبصر والوجه والجبين وسائر الأعضاء والحواس.ذلك أنه إذا سكن القلب وخشع، خشعت الجوارح والحركات كلها، حتى...

 

 

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونؤمن به، ونتوكل عليه، ونثني عليه الخير كله، لك الحمد ربنا على ما وهبتنا، بسطت رزقنا، وأظهرت أمننا، وأحسنت معافاتنا، ومن كل ما سألناك ربنا أعطيتنا، فلك الحمد على واسع فضلك، وكمال عدلك، لك الحمد بالإسلام، ولك الحمد بالإيمان، ولك الحمد بالمال والولد، ولك الحمد بالعافية والمعافاة، لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إله الأولين والآخرين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم الأمين، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، وجاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين، فصلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، وعلى من سار على نهجه إلى يوم الدين.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء: 1].

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70-71].

 

أما بعد:

 

فيا عباد الله: إن العبادات والقربات تتفاضل عند الله لا بكثرتها فحسب، بل بتفاضل ما في القلوب؛ من إخلاص ومحبة وخشوع.

 

والعابد حقا، والمتقرب لربه صدقا؛ هو الذي تحقق في أعماق قلبه صدق الامتثال للأوامر على وجهها، وعظم قلبه المخالفات بجميع درجاتها، فاستبعد عنها لا يستثني شيء عن قصد وإصرار، وبذلك يجمع بين الإخلاص والحب، والخوف والرهبة.

 

ومن أجل بيان هذا التفاضل والتمايز، هذه وقفة مع أعظم فرائض الإسلام بعد الشهادتين مع الصلاة عماد الدين، التي بالمحافظة عليها، والخشوع فيها، يستحق المسلم فردوس الجنة الأعلى؛ قال تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ)[المؤمنون: 1-2] إلى قوله: (أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ *الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)[المؤمنون: 11] -نسأل الله من واسع فضله-.

 

أيها الإخوة المصلون: كيف نخشع في الصلاة؟

 

إن روح الصلاة ولبها هو الخشوع، وحضور القلب؛ حتى قال بعض أهل العلم: صلاة بلا خشوع ولا حضور؛ جثة هامدة بلا روح.

 

ولذلك جاء في المصنف: أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- اشترط الخشوع في الصلاة لنيل منقبة الإجابة بالضرورة؛ فقال: "من صلى ركعتين لم يحدث نفسه فيهما بشيء من الدنيا -هذا هو الشاهد- لم يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه".

 

وفي رواية: "غفر له ما تقدم من ذنبه".

 

وقد حرص الإسلام كثيرا على الخشوع؛ فجاءت الآية تأكد مقام الخاشعين، وأكدت الشريعة على خلو المصلي من كل ما يمنع خشوعه من أحوال: خشوع بحضرة طعام، أو حاجة إلى قضاء الحاجة، أو وجود ما يلهي، يعني التركيز في الصلاة من زخارف، أو أصوات مزعجة؛ كل ذلك حتى يتحقق الخشوع.

 

بل إن من شدة الإسلام على الخشوع عتب الله عباده عليه بقوله: (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ)[الحديد: 16].

 

قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: "ما كان بين إسلامنا وبين أن عاتبنا الله بهذه الآية إلا أربع سنين".

 

أيها الإخوة: حالة في القلب تنبع من أعماقه مهابة لله وتوقيرا، الخشوع تواضع وتذلل في النفس، ولين ورقة وانكسار في القلب.

 

وما لم يكن في القلب تلك الأحوال فلن يخشع، وما لم يخشع القلب فلن يخشع السمع والبصر والوجه والجبين وسائر الأعضاء والحواس.

 

ذلك أنه إذا سكن القلب وخشع، خشعت الجوارح والحركات كلها، حتى الصوت والكلام؛ كما قال تعالى في وصف يوم القيامة يوم يضطر جميع العباد للخشوع، وهم أمام الديان يوم الحساب: (وَخَشَعَت الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا)[طـه: 108].

 

إن من أهم أسباب الخشوع: حال العبد خارج الصلاة، المصلون كثير ولكن كم من المصليين في صلح مع الله خارج الصلاة، لا يبارزونه بالمعاصي بالنظر إلى ما حرم، أو بالسمع إلى ما حرم، ولا يهملون واجباتهم الأخرى؛ من بر بالوالدين، وصلة للرحم، وعدل مع الزوجات وبين الأولاد، ووفاء بالوعد وطهارة في البيع والشراء، وأمانة في القول، وتزكية للسان عن الكذب، والفحش والغيبة والنميمة، كم من المصلين خاضع خاشع لله في يومه وليلته؟

 

إذا أردت أن تخشع للصلاة فاخضع لله خارج الصلاة، كيف يخشع القلب في الصلاة والمصلي لا يغض بصره عن الحرام، ولا يدع المعاملات الربوية، ولا معاملات القمار والميسر، كيف ينكسر القلب في الصلاة وهو لم ينكسر لله أثناء ظلمه لزوجته، أو بطشه بعامل فقير لا حيلة له، كيف يخشع قلبه وهو مريض بالحسد؟ أو بالكبر؟ أو العناد؟

 

المصلون كثير، ولكن الخاشعين قليل!.

 

إن من كان جادا في نيل منزلة الخشوع، فليصلح ما بينه وبين الله، وما بينه وبين العباد، فإذا سار على هذا الخلق كان له أن يقابل ربه حين يقبل على الصلاة بكل رجاء وإشفاق، فكأنما مشاعره تنطق وهو مقبل على الصلاة ليلقى ربه، فتقول: يارب لقد استقمت واستقام قلبي، واستقامت جوارحي من أجلك وحدك خالقي، اللهم تقبل، اللهم تقبل.

 

تكون هذه مشاعره، ثم يقول: الله أكبر، ويستقبل الله -تعالى-.

 

مشاعر كهذه قبل الصلاة لابد أن ينكسر قلب صاحبها إذا دخل في الصلاة، لابد أن يخشع؛ لأن الخشوع ثمرة أخلاق العبد مع خالقه، ومع الناس على قلبه، وقلبً ضحى وصبر في سبيل محبوبه الأعظم لابد أن يخشع له إذا لاقاه.

 

والخشوع أيضا خاضع لعلاقة العبد مع صلاته، هل علاقته بها مجرد علاقة فريضة واجبة مكلف بأدائها فلا يرتاح حتى ينتهي منها، أم هي علاقة ود وشوق؛ لأن الصلاة في مفهومه ونظره مناجاة قريبة وحميمة لخالقه.

 

ولذلك يمكن أن يقال: أن من أسباب الخشوع: حب الصلاة، والشوق إليها، وللشوق للصلاة علامات تدل عليه؛ منها:

 

مداومة التبكير للصلاة، والحرص على الصف الأول بالتبكير لا بتخطي رقاب المصلين، لاسيما يوم الجمعة من بعض المصلين -هداهم الله- يأتي وقد امتلأ المسجد بالمصلين، فيزعج المصلين بتخطي رقابهم أثناء انتظارهم للخطبة، أو أثناء إنصاتهم لها.

 

كل ذلك حتى يصل إلى الصف الأول، ولو كان حريصا في الحقيقة تبكر في المجيء.

 

وليس من الشوق في الصلاة ولقاء الرحمان: إبقاء الجوال مفتوحا إذا دخل المسجد، فإن ذلك مما عمت به البلوى، وتساهل فيه الكثيرون -إلا من رحم الله-.

 

فالمحب حقا الذي يحب ربه، ويحب صلاته، ويشتاق إليها، ويشتاق إلى لقاء ربه، لا يبقي شيئا يصرفه عن حبيبه أثناء اللقاء، وإلا كان ذلك الشيء أحب إليه.

 

أما لو كانت نغمة الجوال أغنية، أو موسيقى؛ فتلك –والله- قلة الأدب مع الله أولا، ومع الفريضة ثانيا، ومع الناس ثالثا -أسأل الله أن يصلح الحال-.

 

إنه بوضوئه يتهيأ لملاقاة مولاه العظيم، فإذا انتهى لبس جميل الثياب لا دنيئها: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ)[الأعراف: 31].

 

كل ذلك من علامات محبة الصلاة، والشوق إليها، فالشوق للصلاة أثر من آثار محبة العبد لربه، ففي الصلاة يناجيه عن قرب، ويسأله، ويستغفره، ويملأ قلبه، رجاءا في جنته.

 

أما أثر الخوف والرهبة، فهو بتصوري أن كل صلاة سيصليها ربما تكون آخر صلاة، وأنه قد يقابل الله بعدها، فكيف يحرص على الخشوع فيها وهي آخر صلاة؟!

 

فحب الصلاة، وحب الله؛ سبب من أسباب الخشوع، ولذلك ثقلت الصلاة على غير الخاشعين، بل تكون كالجبل على صدور بعضهم -أسأل الله العفو والعافية-؛ كالهم الذي يريد أن يخلص منه ويرتاح؛ قال تعالى: (وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ * الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)[البقرة: 45-46].

 

يقول صلى الله عليه وسلم لبلال: "أرحنا بالصلاة يا بلال".

 

فإن لم نعظم قدر الصلاة لم نخشع فيها، والشوق للصلاة مرتبط بالإيمان، ولذلك كانت الصلاة قرة عين النبي -صلى الله عليه وسلم-: "وجعلت قرة عيني في الصلاة".

 

فكلما زاد الإمام زاد الشوق للصلاة، والتنعم فيها، والعكس صحيح.

 

فلابد لمريدي الخشوع إذاً أن يزيد من طاعاته الأخرى: من ذكر، وتلاوة للقرآن، وصدقة، وزيارة للبيت الحرام، ورحمة بالأيتام، وحضور لمجالس الذكر، وتفكر في الله، وبديع صنعه، وقيام لليل، وصيام، مع حضور للقلب في هذا كله، حتى لا تنقلب العبادات عادات.

 

ثم عليه كي يزيد من إيمانه أن يجتنب معاصي السمع والبصر، ومعاصي اليد واللسان، وأكبر من هذا وذاك أن يجتنب معاصي القلب؛ من حقد وحسد لأي مسلم، أو كبر واحتقار للخلق، أو رفض للحق، أو عنصرية،أو حزبية، أساسها الهوى والظلم، فيبدأ بتطهير قلبه من هذه الآفات، وأمثالها واحدة تلو الأخرى.

 

وثقوا بأنه لن يزيد إيمان العبد إلا بذلك.

 

إنها عملية شاقة تلك التي تستجلب زيادة الإيمان، نعم، هي كذلك، ولكن هل ينال الخير إلا بالصبر؟ (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ)[فصلت: 35].

 

أسأل الله أن يجعلنا من الخاشعين إنه سميع قريب مجيب، وأستغفر الله؛ إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى من سار على نهجه، واهتدى بهداه إلى يوم الدين.

 

أما بعد:

 

فقد جاء في الحلية: أن علي ابن الحسين -رضي الله عنه- كان إذا فرغ من وضوءه في الصلاة، وصار بين وضوئه وصلاته أخذته رعدة ونفضة، فقيل له في ذلك، فقال: ويحكم أتدرون إلى من أقوم ومن أريد أن أناجي.

 

فسبب من أسباب الخشوع: استشعار عظمة الله.

 

ومن أسبابه: الطمأنينة في الصلاة، فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يطمئن حتى يرجع كل عظم إلى موضعه.

 

ومن الأسباب: تذكر الموت في الصلاة، قال صلى الله عليه وسلم: "اذكر الموت في صلاتك فإن الرجل إذا ذكر الموت في صلاته لحري أن يحسن صلاته، وصل صلاة رجل لا يظن أنه يصلي غيرها"[صححه الألباني].

 

وقال عليه الصلاة والسلام: "إذا قمت في صلاتك فصل صلاة مودع" [رواه أحمد].

 

ومن أسباب الخشوع: تدبر الآيات المقروءة، وبقية أذكار الصلاة، والتفاعل معها شعوريا، ولا يحصل التدبر إلا بالعلم بمعنى ما يقرأ.

 

قال ابن جرير -رحمه الله-: "إني لأعجب ممن قرأ القرآن ولم يعلم تأويله".

 

فتدبر الآيات سبب من أسباب الخشوع، وتدبر الآيات في الصلاة عملية تحتاج إلى رياضة نفس وتدريب وصبر، ولكن ما أدارك بعد أن تدرك شيئا من خشوع السلف.

 

قام أحد الصحابة، وهو قتادة بن النعمان -رضي الله عنه-: لا يقرأ إلا: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) [الإخلاص: 1] يرددها، لا يزيد عليها طوال الليل.

 

تأمل في معانيها وتدبر في مقتضياتها: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) [الإخلاص: 1].

 

وقام سعيد بن جبير ليلة يصلي فقرأ: (وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ)[البقرة: 281] فرددها بضعا وعشرين مرة، يردد هذه الآية بالذات.

 

ومن الأسباب الأخرى: الصلاة إلى سترة، والدنو منها، والنظر إلى موضع السجود، والتنوع في السور والآيات، والأذكار والأدعية في الصلاة.

 

أيها المسلمون: إن من ضياع العمر أن لا يبادر المسلم إلى إصلاح صلاته، وبذل أسباب الخشوع فيها.

 

سئل حاكم الأصم عن صلاته، فقال: إذا حانت الصلاة؛أسبغت الوضوء، وأتيت الموضع الذي أريد الصلاة فيه، فأقعد فيه حتى تجتمع جوارحي، ثم أقوم للصلاة،وأجعل الكعبة بين حاجبي، والصراط تحت قدمي، والجنة عن يميني، والنار عن شمالي، وملك الموت ورائي، وأظنها آخر صلاتي، ثم أقوم بين يدي الرجاء والخوف، أكبر تكبيرا بتحقيق، وأقرأ تلاوة بترتيل، وأركع ركوعا بتواضع، وأسجد سجودا بتخشع، وأتبع ذلك الإخلاص، ثم لا أدري أقبلت أم لا!.

 

أسأل الله -تعالى- أن يرزقنا وإياكم الخشوع.

 

اللهم اغفر لنا ذنبونا كلها...

 

 

 

 

المرفقات
إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات