الحليم

عبد العزيز بن عبد الله السويدان

2022-10-11 - 1444/03/15
عناصر الخطبة
1/ إثبات صفة الحليم لله تعالى دون تشبيه ولا تحريف 2/ معنى الحلم ومقتضياته 3/ الفرق بين حلم الله تعالى وحلم البشر 4/ كيفية التعامل مع حلم الله تعالى

اقتباس

وإذا تكلمنا عن صفة الحليم بالنسبة لله فيجب أن نثبتها له تعالى من غير تشبيه بخلقه ولا تحريف لمعنى تلك الصفة، فحلمه كامل لا يعتريه نقص كحلم البشر، حلم الإنسان مقيد بالقدرة؛ فقد يحلم الإنسان الحليم عن شيء ولكنه في نفس الوقت لا يحلم عن غيره، أما الحليم القدير فحلمه مع القدرة المطلقة التي لا يحدها حد، فلا يعجز حلمه إجرام ولا شرك ..

 

 

 

 

 

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء: 1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70، 71].

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وعلى وآله وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

إن من صفات الله التي يتكرر ذكرها في القرآن صفة "الحليم"، و"الحليم" اسم من أسماء الله، وصفة من صفاته الكاملة العليا، فهو الذي يحلم على عباده فلا يعاجلهم بالعقوبة لعلهم أن يتوبوا، يقول سبحانه: (وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ) [الكهف: 58].

الحليم والصفوح مع كمال اقتداره على الانتقام، هو الذي يسيطر على غضبه ويملكه ملكًا تامًّا، الحليم هو الذي لا يستفزه جاهل، ولا يستثيره سفيه خفيف العقل، إنه صامت متأمل مع قدرته على الكلام، إنه واثق الخطى بعيد النظر مع تمكنه من حسم الأمور بأسرع مما يظن الناس، هكذا يتصور الحليم.

وإذا تكلمنا عن صفة الحليم بالنسبة لله فيجب أن نثبتها له تعالى من غير تشبيه بخلقه ولا تحريف لمعنى تلك الصفة، فحلمه كامل لا يعتريه نقص كحلم البشر، حلم الإنسان مقيد بالقدرة؛ فقد يحلم الإنسان الحليم عن شيء ولكنه في نفس الوقت لا يحلم عن غيره، أما الحليم القدير فحلمه مع القدرة المطلقة التي لا يحدها حد، فلا يعجز حلمه إجرام ولا شرك.
 

يقول ابن كثير: "يرى عباده وهم يكفرون به ويعصونه وهو يحلم، فيؤخر وينذر ويؤجل ولا يعجل، ويستر آخرين ويغفر".

وحلم الإنسان مقيد بحاله، فقد يحلم الإنسان في الصغر ولا يقوى على الحلم في الكبر، أو العكس، وقد يضعف حلم الإنسان في حال الغضب، أو في حال المرض، أما رب العباد فحلمه قائم دائم لا يعتريه نقص ولا زوال، وحلم البشر مجهول لا يعلم مداه، أما حلمه سبحانه فمنتهٍ إلى مقدار وأجل مسمى؛ قال سبحانه: (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا) [فاطر: 45].

فالحلم منه صفة لازمة ذاتية، لكنه حلم في صفته العملية الفعلية ليس مجهول المدى وليس متواصل اللانهاية له، بل له موعد محدد لا يتأخر ولا ثانية واحدة، ولهذا قال سبحانه: (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ * وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ) [القمر: 49، 50]، وصح أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته"، قال: ثم قرأ: (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) [هود: 102].

نعم يملي للظالم، الإملاء لا بسبب العجز ولا الضعف، حاشاه جل في علاه، وإنما هو من كمال عدله وحلمه وحكمته وعلمه، فليس حلمه -جل وعلا- محفوفًا بالقدرة فقط، بل بالقدرة وبالعلم وبالحكمة البالغة، فقد يحلم فيمهل طويلاً في موطن ما، ويعجل العقوبة في موطن آخر، بل قد يقضي بتأخر العقوبة الكاملة إلى الآخرة دون الدنيا على الكثيرين؛ ولهذا قال سبحانه: (لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ) [آل عمران: 196، 197].

وقد جاء في الحديث أن تعجيل العقوبة للعصاة في الدنيا خير من تأخيرها لهم، ولهذا أورد ابن حجر حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إذا أراد الله بعبد خيرًا عجّل له عقوبته في الدنيا، وإذا أراد به شرًّا أمسك عن عقوبته، فيرد القيامة بذنوبه". نسأل الله العافية والسلامة في الدنيا والآخرة.

معاشر المسلمين: إن من فطرة الإنسان أنه خلق خلقًا لا يتمالك، كما صح في الحديث: أنه لما خلق الله آدم تركه ما شاء أن يدعه، فجعل إبليس يطيف به، فلما رآه أجوف عرف أنه لا يتمالك، أي لا يملك نفسه ويحبسها عن الشهوات، وقيل: لا يملك دفع الوسواس عنه، وقيل: لا يملك نفسه عند الغضب.

الحاصل أن الإنسان ضعيف، علمه محدود، صبره محدود، ولهذا السبب يتعجب عجبًا شديدًا كيف يحلم الله القوي القهار المقتدر على بعض عصاة المجرمين والظلمة المستكبرين، هناك حكمة، هكذا يقول المؤمن، نعم الحكمة في إمهالهم يقينية ثابتة لكنها عنا مخفية، والحلم في مثل هذه الأوضاع آية من آيات الله، وابتلاء من ابتلاءات الله، ولذلك يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من حديث عبد الله بن القيس: "ما أحد أصبر على أذى يسمعه من الله، إنهم يجعلون له ندًّا ويجعلون له ولدًا وهو مع ذلك يرزقهم ويعافيهم ويعطيهم". أخرجه أحمد.

حتى الصالحون عجبوا من حلم الله تعالى في بعض المواقف على الطغاة، سعيد بن جبير التابعي الجليل تلميذ ابن عباس -رضي الله عنهم-، سعيد بن جبير العالم الصالح الصادق في الحق، كان له موقف مع طاغية ذلك الزمان الحجاج بن يوسف، فقبل أن يقتله الحجاج دار بينه وبين الحجاج حوار، وكان منه أن سأله الحجاج: اختر -يا سعيد- أي قتلة أقتلك؟! قال سعيد: اختر أنت لنفسك، فوالله لا تقتلني قتلة إلا قتلك الله مثلها في الآخرة. قال الحجاج: أتريد أن أعفو عنك؟! قال سعيد: إن كان العفو فمن الله، وأما أنت فلا براءة لك ولا عذر. قال الحجاج: اذهبوا به فاقتلوه، فلما خرج ضحك فأخبر الحجاج بذلك، فردوه إليه. قال الحجاج: ما أضحكك؟! قال سعيد: عجبت من جرأتك على الله وحلم الله عليك. فأمر بالنطع فبسط، وقال: اقتلوه. قال سعيد: وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفًا مسلمًا وما أنا من المشركين. قال الحجاج: وجهوا به لغير القبلة. قال سعيد: فأينما تولوا فَثَمَّ وجه الله. قال الحجاج: كبوه على وجه. قال سعيد: منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى. فصاح الحجاج وقال: اذبحوه. قال سعيد: أما أنا فأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، خذها مني -يا حجاج- حتى ألقاك بها يوم القيامة، اللهم لا تسلطه على أحد بعدي.

وقتل سعيد، ولكن بعد مقتله صار الحجاج يصرخ كل ليلة: "مالي ولسعيد بن جبير!!، كلما أردت النوم أخذ برجلي"، واستجاب الله دعوة سعيد، فبعد خمسة عشر يومًا فقط مات الحجاج ولم يسلط على أحد بعده. رحم الله سعيد بن جبير.

حلم الله تعالى على الجبابرة السفاحين يحار الناس منه لوهلة، ولكن المؤمن منه سرعان ما يتذكر القرآن ويأوي إلى ربه الرحمن، سبحانه إذ يقول: (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ) [الحج: 48]، لقد أصبح حلمه تعالى غرورًا للظلمة وفتنة لهم.

قال مسعر بن كدام -رحمه الله-: "أناة الله حيّرت قلوب المظلومين، وحلم الله بسط آمال الظالمين!".

وقال بعض الحكماء: "اذكر عند الظلم عدل الله فيك، وعند القدرة قدرة الله عليك، لا يعجبك رَحْبُ الذراعين سفَّاكُ الدماء -لا يعجبك طول بقائه- فإن له قاتلاً لا يموت".

وإذا كان يزيد بن حاتم يقول: "ما هبت شيئًا قط غير هيبتي من رجل ظلمته وأعلم أن لا ناصر له إلا الله، فيقول: حسبي الله، الله بيني وبينك، ما هبت شيئًا مثل ذلك".

ولذلك فإن دعاء المظلوم قد يكون فيه نهاية الحلم، فيقضي الله تعالى أن يستمر حلمه إلى حين دعاء معين من مظلوم مضطر فتحين ساعة الانتقام.

أَتَـهْزَأُ بِـالدُّعَاء وَتَزْدَرِيهِ *** وَمَا تَدْرِي بِما صَنَعَ الدُّعَاءُ
سِهَامُ اللَّيلِ لا تُخْطِي وَلَكِنْ *** لـها أمدٌ وللأمدِ انقضاءُ
فيمسكها إذا مـا شاء ربي *** ويـرسلها إذا نفد القضاء

أيها الإخوة: كيف نتعامل مع هذه الصفة "صفة الحلم"؟!

أولاً: التفاؤل والرجاء، فحلم الله تعالى يعطي فرصة ثمينة للتوبة -جعلني الله وإياكم من التوابين المتطهرين-، فعند إرادة المعصية لا تكتب في صحيفة العبد إلا بعد تحققها، ففي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول الله: "إذا أراد عبدي أن يعمل سيئة فلا تكتبوها عليه حتى يعملها، فإن عملها فاكتبوها بمثلها، وإن تركها من أجلي فاكتبوها له حسنة، وإذا أراد أن يعمل حسنة فلم يعملها فاكتبوها له حسنة، فإن عملها فاكتبوها له بعشر أمثلها إلى سبعمائة ضعف".

بل إن الله تعالى لا يعاجل العاصي لا بالعقوبة ولا بكتابة السيئة حتى بعد ارتكابه للذنب مباشرة، فقد جاء في الجامع الصغير من حديث أبي أمامه أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن صاحب الشمال ليرفع القلم ست ساعات عن العبد المسلم المخطئ، فإن ندم واستغفر الله منها ألقاها، وإلا كتبت واحدة". فسبحان ربي ما أحلمه، وما أرحمه.

ثانيًا: هذا الحلم المصحوب بالرحمة والرأفة والكرم، يبعث الحياء من الله في القلوب الحية، كما يبعث على الخوف والحذر؛ لأن الله تعالى حذّر من قدرته على صرف القلوب بالكلية، لو شاء أن يصرفها لما قال: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ) [الأنعام: 46].

أعوذ بالله من التردي بعد الإيمان، ومن الحول بعد الهدى، وأسأله أن يثبتنا وإياك على الهدى والحق، وأستغفر الله العلي العظيم لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

الخطبة الثانية:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى أهله وأصحابه ومن والاه.

أما بعد:

فإن الإنسان إذا مكَّنه الله من السلطة على العباد ومنحه الجنود والحرس، ومن ثم بدأ بتصدير قائمة الأوامر والنواهي، سواء أكانت على شكل أنظمة أم مراسيم أم قوانين أم أي شكل آخر، فإن أشد ما يستفزه مخالفة الناس لتلك القائمة؛ لأن في مخالفتهم استهتارًا بسلطته وهيبته، وهذا في المقام الأول، ثم إن فيها أيضًا فسادًا واضحًا في نظره على الأقل، ولذلك لا تجد للحلم ولا للأناة مكانًا مع المخالفين من بين بني البشر.

أما رب العباد -جل وعلا- فإن البشر الذين يتقلبون في نعمه كما يشاؤون، ويرتعون في ملكه ليل نهار، يخالفونه بشتى أنواع المخالفات، ابتداءً بالشرك، مرورًا بالظلم، وانتهاءً بالبغي والعدوان، وهذه المعاصي تشتعل في مملكته اشتعالاً مخيفًا، وهو قادر على إهلاكه واستبداله كلمح البصر، ومع ذلك يحلم ويمهل ويستر ويغفر، فما أحلمه على العباد!!

(إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) [فاطر: 41].

إن سائر المخلوقات من غير البشر يعبدون الله تعالى ويسبحونه دون انقطاع ولا فتور تسبيحًا خاصًّا بهم يعلمه الله، والله تعالى يبين هذا للناس، ولكن الناس لم يقدروه حقَّ قدره: (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) [الإسراء: 44]، إله حليم غفور، فلنفر إليه ما دام في العمر متسع، فإنه لا مفر منه إلا إليه: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ * إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ * وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ) [فاطر: 15، 16].

اللهم اشرح صدورنا بذكرك، وأعنا على عبادتك وشكرك.
 

 

 

 

 

المرفقات
إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات