الحقوق الزوجية

عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ

2022-10-04 - 1444/03/08
عناصر الخطبة
1/ من أسباب السعادة الزوجية 2/ وجوب المعاشرة بالمعروف وتحريم الإضرار 3/ الصبر والتحمل مطلوب من الزوج 4/ نبينا خير الناس لأهله 5/ مراعاة ضعف المرأة 6/ التحذير من معصية الزوج وبيان وجوب طاعته 7/ المرأة الصالحة والطالحة 8/ الحكمة في معالجة المشاكل

اقتباس

فبعض النساء الصالحات هي خير على البيت وبركة عليه، تراعي من هو أكبر سناً من أب وأم، وتراعي حق الأولاد للزوج من غيرها، وتسعى في جمع الكلمة، وأن يكون البيت بيتاً فيه ارتباط وتعاون وصلة بعضهم ببعض، فهي ليست نمامة، ولا مغتابة، ولا شريرة، ولكنها المرأة المؤمنة، هي بركة على زوجها وعلى البيت الذي تحل فيه

 

 

 

 

أما بعد: فيا أيها الناس: اتقوا الله تعالى حق التقوى.

عباد الله: إن من أسباب سعادة الزوجين قيام كل منهما بما يجب عليه نحو صاحبه، فقيام الزوج بالواجب عليه، وقيام المرأة بالواجب عليها، يكفل للبيت السعادة والهناء بتوفيق من الله.

والله جل وعلا في كتابه العزيز قد بين للزوجين الواجب على كل منهما فقال: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِى عَلَيْهِنَّ بالْمَعْرُوفِ) [البقرة:228]، فأخبر تعالى أن للزوجة حقاً كما أن عليها واجباً، وللزوج حق كما أن عليه واجباً.

فالحق الواجب على الزوج نحو امرأته الإنفاق عليها، كسوتها، التعامل معها بالمعروف، كفُّ الأذى، حسن العشرة، وقد سأل رجل النبي: "ما حق امرأة الرجل عليه؟ قال: "أن تطعمها إذا طمعت، وتكسوها إذا اكتسيت، ولا تضرب الوجه، ولا تقبِّح، ولا تهجر إلا في الفراش"، فهذه خمس خصال:

أولاً: أمره أن يطعمها إذا طعم، فيوفر لها الطعام، وأمره أن يوفِّر لها الكسوة، ثم نهاه عن ضربها في الوجه؛ لأن الضرب في الوجه فيه إهانة وإذلال، ووجه الإنسان أشرف أعضائه الظاهرة، فلا يجوز تشويهه بضربه، ويمكن الأدب في غير ذلك، ونهاه أن يقبِّح أي: أن يقول كلمة قبيحة، نحو: قبَّحكِ الله أو غيره من الألفاظ البذيئة، فإن الألفاظ السيئة تجرح القلب أعظم من الضرب، ولذا يقول الله جل وعلا: (وَقُل لّعِبَادِى يَقُولُواْ الَّتِى هِىَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَـانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَـانَ كَانَ لِلإِنْسَـانِ عَدُوّا مُّبِينًا) [الإسراء:53]

ونهاه عن الهجران إلا في الفراش، بمعنى: إذا أراد هجْرها هجَرها بترك المبيت معها، وأما هجرٌ بترك الكلام والمحادثة فهذا نهى عنه النبي ، فبقاؤها معه من دون حديث صاحبهما للآخر يزيد في الجفاء، ويبعد كلاً منهما عن الآخر، فإن الأحاديث الودية مما يُكسب القلب محبة ومودة من كل منهما لصاحبه.

وأما إذا دخل وخرج، لا يكلمها ولا يلتفت إليها، لا يسمع منها قولاً، ولا يُسمعها قولاً، فهذا أمر نهى عنه النبي ، لأنه يحدث تصدُّعاً في الحياة الزوجية، وبعد كلٍ منهما عن الآخر، والله تعالى يقول أيضاً: (وَعَاشِرُوهُنَّ بالْمَعْرُوفِ) [النساء:19]، وقال: (وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لّتَعْتَدُواْ وَمَن يَفْعَلْ ذلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلاَ تَتَّخِذُواْ آيَـاتِ اللَّهِ هزوا) [البقرة:231]

فانظر إلى أن ربنا جل وعلا أرشد الزوج إذا طلق المرأة، وأراد العود إليها، فليكن بقصد الإصلاح، (فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ)، (وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ) أي: قاربن انقطاع العدة، (فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ) بمعنى: استرجعوها لتكون الرجعة بالمعروف أي: ناوياً العشرة بالمعروف، لا جاعلاً الرجعة سبباً للعذاب والألم، (أَوْ سَرّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ) فدعها تنقضي عدتها، ولعل الله أن يعوضها خيراً ويعوضك خيراً.

وأما إمساك لأجل الإضرار والظلم والعدوان، فهذا نهى الله عنه بقوله: (وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لّتَعْتَدُواْ) أي: لا تمسكوهن وتراجعوا المرأة ضراراً لأجل أن تعتدي عليها، أو أن تظلمها وتسيء إليها، فذاك محرم في شريعة الإسلام، والعدوان قد نهى الله عنه، ولا يحلّ للرجل أن يعتدي عليها بالإيذاء والإضرار، فذاك أمر لا يليق بالمسلم السامع والمطيع لله ورسوله.

ونبينا قد أرشد الأزواج -أيضاً-، أرشد الزوج إلى المعاملة الحسنة مع المرأة، فأخبرهم أن من كمال الإيمان حسن الخلق، فقال: "أكمل المؤمنين إيمان أحسنهم خلقاً، وخيركم خيركم لنسائه"، "أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً".

فإن حسن الخلق وحسن التعامل يدلّ على كمال الإيمان وقوته، وسوء العشرة وسوء المعاملة وعدم الوفاء يدل على نقص في الإيمان، ولذا قال نبينا: "أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً"، ثم قال: "وخيركم خيركم لنسائه"، وخير الناس من كان خيره لنسائه، التعامل الحسن، والقيام بالواجب، والبعد عن كل ما يكدّر صفو العشرة وينغصها.

ويبين في موضع آخر أن الرجل يجب أن يكون المستحمل للأخطاء، ويجب أن يكون الصبر والتحمل من أخلاقه، فهو أقوى من المرأة تحملاً، والمرأة ضعيفة، وقد يكون منها الخطأ، لكن تحمّلُ الرجل وصبره هو المطلوب منه، فإنه القيّم عليها، وما دام القيم فلا بد من صبر وتحمل، فيقول: "لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقاً رضي منها آخر".

لا يبغضها ويكرهها فإنه قد يكون فيها خلق غير مناسب، ولكنها تشتمل على خلق طيب أيضاً، وهكذا حال الإنسان، فالكمال في المخلوق غير ممكن، لا من الرجل ولا من المرأة، فإن كرهت منها خلقا من الأخلاق فلا بد أن ترتضي منها خلقا غيره، وأما إذا كنت تعاتب على كل نقص، وتريد الكمال في كل الأحوال، فذاك طلب المستحيل، ومن كثر عتابه قلّ أصحابه.

ويبين أيضاً ذلك بوضوح جلي فيقول فيما ترويه عائشة -رضي الله عنها-: "خيركم خيركم لأهله" ثم قال: "وأنا خيركم لأهلي"، فمحمد خير الناس لأهله، صبراً وتحملا وإكراماً ومعاملة بالحسنى، آلى شهراً منهن لما حصل منهن ما حصل، ومع هذا كان يعاملهن بالحسنى ، وتخبر عائشة لما سئلت: ماذا كان يفعل في بيته؟ قالت: كان في حاجة أهله، فهو من أحسن الناس خلقاً، وأحسنهم تعاملاً صلوات الله وسلامه عليه أبداً دائماً إلى يوم الدين.

وهو أرشد الأزواج إلى أمر عظيم، وهو أن المرأة من طبيعتها الضعف وقلة القيام بالواجب المطلوب، إن من طبيعتها الضعف فقال: "استوصوا بالنساء خيراً، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته فلا يزال به عوج، فاستوصوا بالنساء".

فهذا توجيه للرجل أنه لُفِت نظره إلى تركيبة المرأة الضعيفة، وربما يكون منها سوءٌ في شيء من الأخلاق، أو قلة قيام بواجب، فلا تنظر إليها إلا نظر من يعرف وضعها وحالها، وأنك إذا أردت أن تقيم الاعوجاج فإن ذلك يستحيل عليك.

وأخبر أيضاً أن المرأة خلقت من ضلع، وأنها لا تستقيم لك على طريقة واحدة، إذا تعوِّد نفسك على الصبر والتحمل وعدم الضجر مما عسى أن تجده من بعض أخلاقها، لتنتظم الحياة الزوجية، ويتربى الأطفال في حضن الأبوين، في محبة ومودة وقيام بالواجب.

أيها المسلمون: ونبينا إذ وجّه الأزواج إلى هذه الأخلاق العالية والصفات الطيبة، أرشد أيضاً النساء الزوجات إلى ما يجب عليهن نحو الأزواج، فأخبر المرأة المسلمة أن رضا زوجها عنها بموته، أن ذلك من أسباب دخولها الجنة، فيقول: "إذا مات الزوج وهو راض عن امرأته دخلت الجنة"، فرضا زوجها عنها إذا مات سبب لدخولها الجنة، إذاً فعليها أن تسعى في إرضاء زوجها عنها حتى تفوز بهذا الثواب العظيم.

ويخبر خبراً آخر فيقول مبيناً أن المرأة إذا قامت بحق زوجها نالت الثواب العظيم، فيقول: "إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت بعلها، قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت"، هذا وعد من رسول الله لتلكم المرأة المؤمنة المصلية الصائمة الحافظة فرجها، المطيعة زوجها، أنها تخيّر أي باب من أبواب الجنة تدخل منه، فضلاً من الله وكرماً وجوداً.

أيتها المرأة المسلمة: ولكن رسول الله حذرك من العصيان والتمرد على الزوج، ورتب على هذا وعيداً شديداً ترتعد منه فرائص المرأة المؤمنة التي تخاف الله وتتقيه، فيقول: "إذا دعا الرجل امرأته للفراش فلم تجبه، فبات ساخطاً عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح".

هذا وعيد شديد للمرأة إذا عصت زوجها، وخالفت أمره، فإنها متوعَّدة بأن تلعنها ملائكة الرحمن حتى تصبح، وعيد شديد في غاية القسوة والشدة، مما يدعو المرأة المؤمنة إلى السمع والطاعة وبذل المعروف لزوجها والقيام بحقه.

ويوجه المرأة المسلمة إلى الطاعة للزوج فيقول: "لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها لعظم حقه عليها".

أيتها المرأة المسلمة: إنك راعية في بيت زوجك، يقول: "كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام راع ومسؤول عن رعيته، الرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته، المرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، الخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته".

ويقول مبيناً فضل المرأة المستقيمة على الخلق الكريم: "خير مال المرء المسلم المرأة الصالحة، إن نظر إليها أسرته، وإن أمرها أطاعته، وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله"، فتحفظ عرضها، وتصون فراش زوجها، وتحفظه في ماله فلا تتعدى على ماله بغير حق؛ لأنها راعية ومؤتمنة، فمن لازم ذلك حفظ حقوق الزوج بكل المعنى.

فلنتق الله في أنفسنا، ولنطبق شرع الله علينا، لننال السعادة والخير، (أَفَحُكْمَ الْجَـاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لّقَوْمٍ يُوقِنُون) [المائدة:50]، (يَـأَهْلَ الْكِتَـابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيّنُ لَكُمْ كَثِيراً مّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَـابِ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُمْ مّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَـابٌ مُّبِينٌ * يَهْدِى بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَـامِ وَيُخْرِجُهُمْ مّنِ الظُّلُمَـاتِ إِلَى النُّورِ) [المائدة:15- 16]، (إِنَّ هَـاذَا الْقُرْءانَ يِهْدِى لِلَّتِى هِىَ أَقْوَمُ) [الإسراء:9]

أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.
 

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً إلى يوم الدين.

أما بعد: فيا أيها الناس: اتقوا الله تعالى حق التقوى.

أيتها المرأة المسلمة: إن من أسباب مودة الزوج لك -أيضاً- أن تكوني امرأة صالحة مصلحة، تسعين في جمع الكلمة، ولَمِّ الشعث، وجمع شتات الأسرة، فلا تكوني امرأة مسيئة، وامرأة سيئة الخلق، لا تكوني امرأة ساعية بالشر بين الزوج وأهله، ومفرقة بينه وبين أولاده، أو مفرقة بينه وبين أبويه.

فبعض النساء الصالحات هي خير على البيت وبركة عليه، تراعي من هو أكبر سناً من أب وأم، وتراعي حق الأولاد للزوج من غيرها، وتسعى في جمع الكلمة، وأن يكون البيت بيتاً فيه ارتباط وتعاون وصلة بعضهم ببعض، فهي ليست نمامة، ولا مغتابة، ولا شريرة، ولكنها المرأة المؤمنة، هي بركة على زوجها وعلى البيت الذي تحل فيه.

فأم الزوج لها احترام، وأبو الزوج له احترام، والزوج له احترام، والأولاد من غيرها لهم احترام، فهي إذاً مصدر خير وصلاح، ونعمة ورحمة، تلك المرأة الصالحة التي إن فُقِدت ذكرت، وإن ماتت تُرحِّم عليها، وذُكرت بالخير في كل خصالها.

ولكن المصيبة كل المصيبة المرأة سيئة الخلق، قليلة الأدب، لم تُربَّ التربية الصالحة، شؤم على البيت وأهله، فمنذ أن تحل فالأم لا يُصغى إليها، والأب لا يُلتفت إليه، والأولاد من غيرها يهانون، وهي دائماً مع زوجها تملي عليه كل سوء، وتحسّن له كل قبيح، تدعوه إلى القطيعة للأبوين، وإلى ظلم الأولاد، وإلى، فكلما أتى الزوج فإنها تحمل إليه غيبة ونميمة، تنمّ بالكلام السيئ، وتغتاب عنده من تغتاب، حتى تملأ قلبه حقداً على الأبوين وعلى الأولاد من غيرها، بل قد يتعدى شرها إلى القطيعة بين الرجل وأهل بيته ورحمه.

هكذا تكون المرأة سيئة الخلق، فكوني -أختي المسلمة- على خلاف ذلك، اتقي الله وأحسني لمن هو عندك، فإن الإحسان والمعروف لن يُنسى ولن يُعدم، وستجدين غِبَّ ذلك في زوجات الأولاد وتعاملهن معك، وأما إن قدمت الشر والبلاء؛ فإن العواقب السيئة ستلحق بك شئت أم أبيت.

ويا أيها الزوج: حيال تلك المشاكل التي قد تحدث في البيوت أحياناً يجب أن تتحلى بالصبر والحلم والأناة، لا تنقاد لوساوس المرأة، ولا تنقاد أيضاً إلى ما قد يُفترى عليها من غيرها، فكن متوازناً، للأبوين حق البر والإحسان، وللزوجة حق القيام بالواجب.

فكن في اتزان في الأمور، وعالج القضايا بحكمة وبصيرة، وحلم وأناة، وتروٍّ في الأمور، وصبر على الأشياء، وحاول تضميد الجراح، وحاول تناسي كل الأمور، وحاول الربط بين الجميع بحكمة وبصيرة، فإن ذلك واجبك، والمسلم إذا ابتلي تحلى بالصبر، والصبر طريق للخير.

أسأل الله أن يوفق الجميع لما يرضيه، وأن يعيننا وإياكم على القيام بما أوجب علينا، إنه على كل شيء قدير.

واعلموا -رحمكم الله- أن أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد.

 

 

 

 

 

 

 

المرفقات

1385.doc

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات