الحصن الحصين من السحر والعين

الشيخ د عبدالرحمن السديس

2025-01-17 - 1446/07/17 2025-01-18 - 1446/07/18
التصنيفات: بناء المجتمع
عناصر الخطبة
1/اختلاف مطالب الناس في عالم مضطرب 2/التحذير من أعمال السحر والشعوذة 3/وسائل لعلاج المس والسحر والعين 4/خطأ وخطورة اللجوء للسحرة والمشعوذين 5/أهمية تحصين عقول وقلوب الجيل

اقتباس

إنَّ من أهم أنواع التحصين في هذه الآونة العصيبة تحصين مدارك الجيل والشباب، فكريًّا وعقديًّا، والمسؤوليَّة في ذلك تقع على عاتق العلماء والدعاة، والآباء ورجال التربية والفكر والإعلام، وحملة الأقلام؛ فعليهم جميعًا أن يُسهِمُوا في تحصين الجيل والشباب، فكريًّا وعقديًّا...

الخطبة الأولى:

 

إنَّ الحمدَ لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، سبحانه وبحمده، قدر الأمور وقضاها، وحرم الأباطيل وما ضاهاها.

لكَ الحمدُ يا ذا الكبرياءِ وَمَنْ يَكُنْ *** بحمدكَ ذا شكرٍ فقد أحرَز الشُّكْرَا

لكَ الحمدُ حمدًا لا يُعَدُّ لحاصِرٍ *** أيُحصِي الحصى والنبتَ والرَّمْلَ والقَطْرَا

 

وأشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، شهادة تَحفَظ الأبدانَ ممَّا يغشاها، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدًا عبد الله ورسوله، خير البرية وأزكاها، صلَّى اللهُ وسلَّم وبارَك عليه، وعلى آله وصحبه، صفوة الخلائق وأسماها، البالغين من مقامات التحصُّن والتحصين منتهاها، والتابعين ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

 

أما بعدُ: فاتقوا الله -عباد الله-، اتقوه في السر والنجوى؛ فمن لزم التقوى فقد أجاب داعي الله ولبَّى، واستعصى عن المضلات وتأبَّى، وزكَا رُوحًا وقلبًا؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 70-71].

هي التقوى فَلَاح المرء دومًا *** بها يجتاز أهوال الصعاب

 

مَعاشِرَ المؤمنينَ: في عالَمٍ يموج بالأزمات والتحدِّيات، والأوهام والشكايات

صغيرٌ يطلب الكِبَرَا *** وشيخٌ ودَّ لو صَغُرَا

وخالٍ يشتهي عملًا *** وذو عمل به ضَجِرَا

وربُّ المالِ في تعبٍ *** وفي تَعَبٍ مَنِ افتَقَرَا

 

وفي مجتمَعات تنتشر فيها أعمال السحر والشعوذة الشيطانية، وأمراض العين والأوبئة النفسيَّة، وتفاقُم حالات القلق والاضطراب، والتوتر والاكتئاب، والهموم والغموم، وما يصيب المسلمَ منها من كَرْب واعتلال، أو نقص في الأنفس والأموال، فإنَّه من أقدار الباري -سبحانه- بابتلاء الأفراد والمجتمعات، وهو لفريق مرقاة في درجات الكمال، ولآخر كفارة لسيئات الأعمال، ويحمل أمر المسلم كله على الخير، إن ألم به الصبر والبلاء والضير؛ (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)[الْبَقَرَةِ: 216].

 

أُمَّةَ الإيمانِ: التذكير بموضوع التحصن والتحصين من أهم ما يحتاجه الناس، ولاسيما في هذا الزمان الذي عمَّت أمراضٌ جمًّا من الأنفس وفيها توغَّلت، وأمَّتْها العِلَلُ وتغلغلَتْ، من صرع ومس وسحر وعين، ونَفْس وحسَد مفضٍ إلى حَيْنٍ، وقد أشرقت الآيات القرآنيَّة بأعظم برهان، والنصوص الحديثية بأروع بيان، والشاهد من الواقع والعيان، أنهما البلسم والشفاء، لكل داء عياء؛ (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ)[فُصِّلَتْ: 44]، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "اعرضوا علي رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم تكن شركًا"(رواه مسلم).

 

وكم مِنْ مريضٍ أشرَف على الهلكات والممات، ولم تجد في علته فخامة المصحات، ولا البَرَعة من النِّقَاسِيِّينَ والأطباء، واستطب بالرقية الشرعيَّة فحقق الله له البرء والشفاء، يقول الإمام ابن القيم -رحمه الله-: "فَالْقُرْآنُ هُوَ ‌الشِّفَاءُ ‌التَّامُّ ‌مِنْ ‌جَمِيعِ ‌الْأَدْوَاءِ ‌الْقَلْبِيَّةِ ‌وَالْبَدَنِيَّةِ، إِذَا أَحْسَنَ الْعَلِيلُ التَّدَاوِيَ بِهِ، وَكَيْفَ تُقَاوِمُ الْأَدْوَاءُ كَلَامَ رَبِّ الْأَرْضِ وَالسَّمَاءِ، الَّذِي لَوْ نَزَلَ عَلَى الْجِبَالِ لَصَدَّعَهَا، أَوْ عَلَى الْأَرْضِ لَقَطَّعَهَا" الله أكبر! يا له من يقين راسخ، ووثوق باذخ.

إن الرقى من حمة أو عين *** فإن تكن من خالص الوحيينِ

فذاك من هدي النبي وشرعته *** وذاكَ لا اختلافَ في سُنِّيَّته

 

أُمَّةَ الإسلامِ: الوقاية والتحصين طريق لتجنُّب الضرر أو الاعتلال والأمراض؛ فعليكم عباد الله بتحصين أنفسكم وأولادكم وبيوتكم بالأوراد الشرعيَّة، والأذكار الصباحية والمسائية، وأذكار الدخول والخروج، والطعام والشراب، والنوم والاستيقاظ، وغيرها من الأذكار الثابتة عن سيد الخلق -صلى الله عليه وسلم-؛ فهي الحصن الواقي -بإذن الله- مع التوكل الجازم على المولى السميع البصير، وتفويض الأمر لتدبيره المحكم البديع، فاليقين في الله أجل العزائم قدرًا، وأجلاها في حلك الحيرة بدرًا؛ (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ)[الزُّمَرِ: 36].

وَثِقْتُ بربِّي وفوضتُ أمري *** إليه وحسبي به مِنْ مُعِينِ

فلا تبتئِسْ لظروفِ الزمانِ *** فإن يقيني بالله يقيني

 

روى البخاري في صحيحه من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يُعوِّذ الحسنَ والحسينَ -رضي الله عنهما- ويقول: "إني أباكما كان يُعوِّذ بها إسماعيلَ وإسحاقَ: أعوذ بكلمات الله التامَّة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة"، وفي صحيح مسلم من حديث أبي أمامة الباهلي -رضي الله عنه- قال: "سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: اقرؤوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة"، والبطلة هم السحرة.

 

وروى الإمام أحمد في مسنده عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تجعلوا بيوتكم مقابر؛ فإن الشيطان يفر من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة"، ولا سيما آية الكرسيّ وخواتيم البقرة، وسورة الإخلاص والمعوذتين، كما كان هدي نبيكم -صلى الله عليه وسلم-؛ فإن تكفي من كل شيء.

 

معاشرَ المسلمينَ: وفي إغفال كثير من المسلمين تحصين أنفسهم وأولادهم وبيوتهم مع ضَعْف الجوانب الإيمانية والعقدية لدى مَنْ يُصيبه الشيطانُ بمسٍّ أو وسوسةٍ أو غيرِ ذلك، أو يصاب بعين أو حسد، ينجفل بعضهم إلى أحلاس السحرة، والمشعوذين، والطلاسم والخرافات، والسحر والدجاجلة، والمُخَالَفَات، وتتلقفهم من في سلكهم من أدعياء الرقية الشرعيَّة، أو من يدعون فك الأعمال، وإبطال السحر، ونحو ذلك؛ فهذا راق يسفسط بكتابة غامضة ويتمتم، وآخر يهرطق بمهم الكلام ويدمدم، وآخر يقطع بأن الداء عين، والعائن من ذوي القربى، وآخر لا ينفك عن ضرب مبرح، وجل هؤلاء الأدعياء يموهون بإظهار سمت العقلاء التقاة، وإن هم إلا من المخادعين الدهاة، المحتالين لابتزاز أموال الناس، واستدرارها على غير قياس، وقد يزج بوصفات تروج للوهم؛ لخداع البسطاء، خاصَّة مع رواجها في الفضائيات وشبكات المعلومات، ومواقع التواصُل الاجتماعيّ، بل وبعض التطبيقات الرَّقْميَّة.

 

وبعد، أيها الموفَّقون المبارَكون: فالتحصن والتحصين لا يحتاج لعناء أو تعنت، أو الوقوع في براثن الأدعياء والمتاجرين بالأوهام، بل هو أمان من كل هؤلاء، يفعله المرء في نفسه ومع أهله وأولاده وفي بيته وأسرته، وهو يستوجب تحصين الأفراد والبيوتات، والأسر والمجتمعات؛ غيرة لجناب العقيدة العتيدة، وحياض الشريعة البديعة، فأبشروا عباد الله وأملوا، وتدرعوا بالتحصن والتفاؤل.

يا صاحب الهم إن الهم منفرجٌ *** أَبْشِرْ بخيرٍ فإنَّ الفارجَ اللهُ

اللهُ يُحدِثُ بعدَ العُسْرِ ميسرةً *** لا تجزعنَّ فإنَّ الكافيَ اللهُ

إذا بُلِيتَ فَثِقْ باللهِ وارضَ به *** إن الذي يكشف البلوى هو اللهُ

واللهِ ما لكَ غيرُ اللهِ مِنْ أحدٍ *** فحسبُكَ اللهُ في كلٍّ لكَ اللهُ

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا)[الْإِسْرَاءِ: 82].

 

بارَك اللهُ لي ولكم في القرآن والسُّنَّة، ونفعنا ورفعنا بما فيهما من الآيات البينات والحكمة، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم، ولسائر المسلمين من كل خطيئة وإثم، فاستغفروه وتوبوا إليه؛ إن ربي لغفور رحيم.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله على ما أَولَى مِنَ النِّعَم وأفاء، سبحانه أكرَم عبادَه بالمنن والزكاء، وأشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهد أنَّ نبيَّنا محمدًا عبدُ اللهِ ورسولُه، قدوة الأتقياء، صلَّى اللهُ وسلَّم وبارَك عليه، وعلى آله الطاهرين الأصفياء، وصحبه البررة الأتقياء، والتابعين ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم اللقاء.

 

أمَّا بعدُ، فيا عبادَ اللهِ: اتقوا الله بامتثال أوامره، واجتناب نواهيه وزواجره، فإنَّه -جل جلاله- مُطَّلِع على باطن الأمر وظاهره، وخلجات الصدر وسرائره.

 

مَعاشِرَ المؤمنينَ: ليس بخافٍ عليكم ما يتناوش الأمةَ من محن وخطوب ورزايا، وفتن وكروب وبلايا، أزَّتْها نحوَ المآسي أزًّا؛ لذا فإن من أهم أنواع التحصين في هذه الآونة العصيبة تحصين مدارك الجيل والشباب، فكريًّا وعقديًّا، والمسؤوليَّة في ذلك تقع على عاتق العلماء والدعاة، والآباء ورجال التربية والفكر والإعلام، وحملة الأقلام؛ فعليهم جميعًا أن يسهموا في تحصين الجيل والشباب، فكريًّا وعقديًّا، والحث على الالتفاف حول علماء الأمة الراسخين، والتحذير من الفتاوى الشاذَّة والمحرضة والمضللة وتوعيتهم بالتحديات التي تواجههم في زمن طغت فيه فتن الشهوات والشبهات، والتي جرت الفتن إلى الأسر والبيوت والمجتمعات، وأخذا بحُجَزِكم عن الهوى في سراديب الأفكار النشاز، وبث الوعي في بيان خطط الأعداء وإرجافهم، وقطع الطريق عليهم في تحقيق مآربهم المشبوهة، حمى الله شبابنا ومجتمعاتنا وأوطاننا من كل سوء ومكروه، وحفظ علينا عقيدتنا وأمننا وقيادتنا وأماننا، إن ربي قريب مجيب.

 

ألا وصلُّوا وسلِّموا -رحمكم الله- على سيد المرسلين والأنبياء، وقدوة الأتقياء الأنقياء، كما أمركم بذلك رب العالمين، فقال -تعالى- قولًا كريمًا، مباركًا حكيمًا: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56]، وعند مسلم وغيره: "من صلى علي صلاةً صلَّى اللهُ عليه بها عشرًا".

إن الصلاة على النبي غنيمةٌ *** مَنْ حازَها حازَ الكرامةَ وامتلَكْ

فَفُزْ بالصلاة على النبيِّ مُرَدِّدًا *** صلى عليه اللهُ ما دار الفَلَكْ

 

اللهمَّ صلِّ على نبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحابته الغر الميامين، وخلفائه الراشدين؛ أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وعن سائر الصحابة أجمعين، والتابعين، ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنك وجودك وكرمك يا أكرم الأكرمين.

 

تحصَّنَّا بذي الْمُلْكِ والملكوتِ، واعتصَمْنا بذي العز والجبروت، وتوكلنا على الحي الذي لا يموت، نعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة، نعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق وذرأ وبرأ، ومن شر ما ينزل من السماء، وما يعرج فيها، ومن شر ما يخرج من الأرض، وما يدب فيها، ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها، إن ربي على صراط مستقيم، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم، حسبنا الله وكفى، (حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ)[التَّوْبَةِ: 59]، الله ربنا لا نشرك به شيئًا، لا حول ولا قوة إلا بالله، نبرأ إلى الله من حولنا وقوتنا، ونلجأ إلى حول الله وقوته، سبحان يا الله.

 

اللهمَّ أَعِزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، وأَذِلَّ الشركَ والمشركينَ، واحم حوزة الدين، واجعَلْ هذا البلدَ آمِنًا مطمئنًّا سخاء رخاء وسائرَ بلاد المسلمين.

 

اللهمَّ آمنَّا في أوطاننا، ووفِّق أئمتنا وولاةَ أمورنا، وأيِّد بالحق والتسديد إمامَنا ووليَّ أمرنا، اللهمَّ وفِّق إمامنا خادم الحرمين الشريفين، ووليَّ عهده إلى ما فيه عز الإسلام وفلاح المسلمين، وإلى ما فيه الخير والرشاد للبلاد والعباد، ووفق يا رب جميع ولاة المسلمين، اللهمَّ وفق رجال أمننا والمرابطين على ثغورنا وحدودنا، اللهمَّ من أرادنا وأراد الإسلام والمسلمين بسوء فأشغله بنفسه، ورد كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميرًا عليه.

 

اللهمَّ اجمع كلمة الأمة على الكتاب والسُّنَّة، يا ذا العطاء والفضل والمنة، اللهمَّ لا يهزم جندك، ولا يخلف وعدك، اللهمَّ انصر إخواننا في فلسطين، اللهمَّ دمر أعداهم، وشتت شملهم، واجعلهم عبرة للمعتبرين، اللهمَّ أنقذ المسجد الأقصى من الصهاينة المعتدين، واجعله شامخًا عزيزًا إلى يوم الدين، اللهمَّ أنج المستضعَفين من المسلمين في كل مكان، اللهمَّ احقن دماءهم، وأصلح أحوالهم، وارحم ضعفهم، واجبر كسرهم، وتول أمرهم، وانصرهم على عدوك وعدوهم.

 

اللهمَّ أَبْرِمْ لهذه الأمةِ أمرَ رُشدٍ يُعَزُّ فيه أهلُ الطاعةِ والإيمانِ، ويُهدى فيه أهلُ الإعراضِ والعصيانِ، اللهمَّ إن لنا إخوة مسهم زمهرير الشتاء، بضر وفاقة، فاللهم يا قاضي الحاجات، يا رافع الفاقات، يا مغيث اللهفات، أنزل عليهم من دفء رحماتك، وأغنهم من فضلك وبركاتك، يا سميع الدعاء.

 

اللهمَّ بارك لنا في جميع الشهور والأيام، وبلغنا بمنك شهر رمضان، ونحن في خير وصحة وعافية وأمن وأمان.

 

(رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201]، (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)[الْبَقَرَةِ: 127]، (وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)[الْبَقَرَةِ: 128]، واغفر لنا ولوالدينا ووالديهم، ولجميع المسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات؛ (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الصَّافَّاتِ: 180-182].

 

المرفقات

الحصن الحصين من السحر والعين.doc

الحصن الحصين من السحر والعين.pdf

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات