عناصر الخطبة
1/الإيمان بالغيب من عقيدة المسلم 2/حشر الناس من قبورهم إلى أرض المحشر 3/كيف ينجو المسلم من هول موقف الحشر؟ 4/شتان بين حشر الصالحين والطالحين 5/الحثّ على الاستعداد ليوم المعاد.اقتباس
إن من أعظم ما يجب على العبد أن يؤمن به من الأمور الغيبية هو: الإيمان باليوم الآخر؛ فنؤمن بكل ما هو واقع بعد الموت حتى ينتهي الناس إلى مستقرّهم الأخير.. ولعلنا نمر سريعًا على حشر الناس من قبور هم إلى أرض المحشر حفاةً عراةً غرلاً بُهْمًا..
الخطبة الأولى:
الحمد لله الحكيم الكريم العليّ العظيم السميع العليم الرؤوف الرحيم الذي أسبغ على عباده النعمة، وكتب على نفسه الرحمة، وضمَّن الكتابَ الذي كتَبه أنَّ رحمته تغلب غضبه؛ فهو أرحم بعباده من الوالدة بولدها، كما هو أشد فرحًا بتوبة التائب إليه من الفاقد لراحلته التي عليها طعامه وشرابه في الأرض المهلكة إذا وجدها.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له رب العالمين وأرحم الراحمين الذي تعرَّف إلى خلقه بصفاته وأسمائه، وتحبَّب إليهم بإحسانه وآلائه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الذي ختم به النبيين أرسله رحمة للعالمين وبعثه بالحنيفية السمحة والدين المهيمن على كل دين، فوضع به الآصار والأغلال، وأغنى بشريعته عن طرق المكر والاحتكار، صلى الله عليه ما تعاقب الليل والنهار وعلى الآل والصحب والأصهار وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد فيا معاشر المسلمين: إن من عقيدة المسلمين التي يجب أن ترسخ في قلوبنا أجمعين عقيدة الإيمان بالغيب، ويُقصَد به كلّ ما أخبر الله به في كتابه أو على لسان رسوله من الأمور التي تغيب عن الأنظار ولا تُدْرَك بالحسّ.
ويتمثل هذا في الركن الخامس من أركان الإيمان، ألا وهو الإيمان باليوم الآخر، ولقد أثنى الله -تبارك وتعالى- على المؤمنين بالغيب كما قال -تعالى-: (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ)[البقرة:3].
فهم يؤمنون بالله حال كونهم مع الناس وحال انفرادهم عن رؤية الأبصار، كما أنهم يؤمنون بكل غيب لم تدركه أبصارهم أو تبلغه عقولهم.
معاشر المسلمين: إن من أعظم ما يجب على العبد أن يؤمن به من الأمور الغيبية هو: الإيمان باليوم الآخر جملةً وتفصيلاً؛ فنؤمن بكل ما هو واقع بعد الموت حتى ينتهي الناس إلى مستقرهم الأخير؛ الجنة أو النار.
ولعلنا نمر سريعًا على حشر الناس من قبور هم إلى أرض المحشر حفاةً عراةً غرلاً بُهْمًا. وحتى نتصور الموقف تمامًا لنعلم أن النفخ في الصور يقع مرتين؛ الأولى وهي نفخة الفزع والصعق، والثانية نفخة البعث والنشور، كما قال -تعالى-: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ)[الزمر:68].
وبين تلك النفختين أربعون، قيل يومًا، وقيل شهرًا، وقيل سنة، كما أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال -صلى الله عليه وسلم-: "ما بينَ النفختينِ أربعونَ، ثُمَّ يُنزِلُ اللهُ منَ السماءِ ماءً فيَنبُتونَ كما يَنبُتُ البقْلُ، وليس مِنَ الإِنسانِ شيءٌ إلّا يبلى إلّا عظْمٌ واحدٌ وهُوَ عَجْبُ الذنَبِ، منه خُلِقَ، ومنهُ يُرَكَّبُ يومَ القِيامَةِ".
وأخرج مسلم في صحيحه من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- قال -صلى الله عليه وسلم-: "ثُمَّ يُنْفَخُ في الصُّورِ، فلا يَسْمَعُهُ أَحَدٌ إلَّا أَصْغَى لِيتًا وَرَفَعَ لِيتًا، قالَ: وَأَوَّلُ مَن يَسْمَعُهُ رَجُلٌ يَلُوطُ حَوْضَ إبِلِهِ، قالَ: فَيَصْعَقُ، وَيَصْعَقُ النَّاسُ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ، أَوْ قالَ يُنْزِلُ اللَّهُ، مَطَرًا كَأنَّهُ الطَّلُّ أَوِ الظِّلُّ، نُعْمَانُ الشَّاكُّ، فَتَنْبُتُ منه أَجْسَادُ النَّاسِ، ثُمَّ يُنْفَخُ فيه أُخْرَى، فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ، ثُمَّ يُقَالُ: يا أَيُّهَا النَّاسُ هَلُمَّ إلى رَبِّكُمْ".
فعندئذ يهب الناس من قبورهم فزعين إلا من كتب الله له الأمن -جعلنا الله وإياكم منهم بمنّه وكرمه-، وتحشر الملائكة الناسَ إلى أرض المحشر، وهي بحمص الشام، وفيها يجتمع الناس على صعيدٍ واحدٍ، ويشتدّ عليهم الموقف، ويمكثون الزمن الطويل وهم ينتظرون فصل القضاء حتى يتمنَّى الكفار لو يُؤْمَر بهم إلى النار؛ ليخلصوا من ذلك الموقف.
أخرج البخاري ومسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال -صلى الله عليه وسلم-: "أنا سَيِّدُ النَّاسِ يَومَ القِيامَةِ، وهلْ تَدْرُونَ بمَ ذاكَ؟ يَجْمَعُ اللَّهُ يَومَ القِيامَةِ الأوَّلِينَ والآخِرِينَ في صَعِيدٍ واحِدٍ، فيُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي، ويَنْفُذُهُمُ البَصَرُ، وتَدْنُو الشَّمْسُ فَيَبْلُغُ النَّاسَ مِنَ الغَمِّ والْكَرْبِ ما لا يُطِيقُونَ، وما لا يَحْتَمِلُونَ، فيَقولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ: ألا تَرَوْنَ ما أنتُمْ فِيهِ؟ ألا تَرَوْنَ ما قدْ بَلَغَكُمْ؟ ألا تَنْظُرُونَ مَن يَشْفَعُ لَكُمْ إلى رَبِّكُمْ؟ فيَقولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ: ائْتُوا آدَمَ، فَيَأْتُونَ آدَمَ، فيَقولونَ: يا آدَمُ، أنْتَ أبو البَشَرِ، خَلَقَكَ اللَّهُ بيَدِهِ، ونَفَخَ فِيكَ مِن رُوحِهِ، وأَمَرَ المَلائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ، اشْفَعْ لنا إلى رَبِّكَ، ألا تَرَى إلى ما نَحْنُ فِيهِ؟ ألا تَرَى إلى ما قدْ بَلَغَنا؟ فيَقولُ آدَمُ: إنَّ رَبِّي غَضِبَ اليومَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، ولَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وإنَّه نَهانِي عَنِ الشَّجَرَةِ فَعَصَيْتُهُ نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إلى غيرِي، اذْهَبُوا إلى نُوحٍ، فَيَأْتُونَ نُوحًا، فيَقولونَ: يا نُوحُ، أنْتَ أوَّلُ الرُّسُلِ إلى الأرْضِ، وسَمَّاكَ اللَّهُ عَبْدًا شَكُورًا، اشْفَعْ لنا إلى رَبِّكَ، ألا تَرَى ما نَحْنُ فِيهِ؟ ألا تَرَى ما قدْ بَلَغَنا؟ فيَقولُ لهمْ: إنَّ رَبِّي قدْ غَضِبَ اليومَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، ولَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وإنَّه قدْ كانَتْ لي دَعْوَةٌ دَعَوْتُ بها علَى قَوْمِي، نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إلى إبْراهِيمَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَيَأْتُونَ إبْراهِيمَ، فيَقولونَ: أنْتَ نَبِيُّ اللهِ وخَلِيلُهُ مِن أهْلِ الأرْضِ، اشْفَعْ لنا إلى رَبِّكَ، ألا تَرَى إلى ما نَحْنُ فِيهِ؟ ألا تَرَى إلى ما قدْ بَلَغَنا؟ فيَقولُ لهمْ إبْراهِيمُ: إنَّ رَبِّي قدْ غَضِبَ اليومَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، ولا يَغْضَبُ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وذَكَرَ كَذَباتِهِ، نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إلى غيرِي، اذْهَبُوا إلى مُوسَى، فَيَأْتُونَ مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فيَقولونَ: يا مُوسَى، أنْتَ رَسولُ اللهِ فَضَّلَكَ اللَّهُ برِسالاتِهِ، وبِتَكْلِيمِهِ علَى النَّاسِ، اشْفَعْ لنا إلى رَبِّكَ، ألا تَرَى إلى ما نَحْنُ فِيهِ؟ ألا تَرَى ما قدْ بَلَغَنا؟ فيَقولُ لهمْ مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ رَبِّي قدْ غَضِبَ اليومَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، ولَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وإنِّي قَتَلْتُ نَفْسًا لَمْ أُومَرْ بقَتْلِها، نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إلى عِيسَى صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَيَأْتُونَ عِيسَى، فيَقولونَ: يا عِيسَى أنْتَ رَسولُ اللهِ، وكَلَّمْتَ النَّاسَ في المَهْدِ، وكَلِمَةٌ منه ألْقاها إلى مَرْيَمَ، ورُوحٌ منه، فاشْفَعْ لنا إلى رَبِّكَ، ألا تَرَى ما نَحْنُ فِيهِ؟ ألا تَرَى ما قدْ بَلَغَنا؟ فيَقولُ لهمْ عِيسَى صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ رَبِّي قدْ غَضِبَ اليومَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، ولَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، ولَمْ يَذْكُرْ له ذَنْبًا، نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إلى غيرِي، اذْهَبُوا إلى مُحَمَّدٍ، فَيَأْتُونِّي فيَقولونَ: يا مُحَمَّدُ، أنْتَ رَسولُ اللهِ، وخاتَمُ الأنْبِياءِ، وغَفَرَ اللَّهُ لكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ، وما تَأَخَّرَ، اشْفَعْ لنا إلى رَبِّكَ، ألا تَرَى ما نَحْنُ فِيهِ؟ ألا تَرَى ما قدْ بَلَغَنا؟ فأنْطَلِقُ، فَآتي تَحْتَ العَرْشِ، فأقَعُ ساجِدًا لِرَبِّي، ثُمَّ يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيَّ ويُلْهِمُنِي مِن مَحامِدِهِ، وحُسْنِ الثَّناءِ عليه شيئًا لَمْ يَفْتَحْهُ لأَحَدٍ قَبْلِي، ثُمَّ يُقالُ: يا مُحَمَّدُ، ارْفَعْ رَأْسَكَ، سَلْ تُعْطَهْ، اشْفَعْ تُشَفَّعْ، فأرْفَعُ رَأْسِي، فأقُولُ: يا رَبِّ، أُمَّتي أُمَّتِي، فيُقالُ: يا مُحَمَّدُ، أدْخِلِ الجَنَّةَ مِن أُمَّتِكَ مَن لا حِسابَ عليه مِنَ البابِ الأيْمَنِ مِن أبْوابِ الجَنَّةِ، وهُمْ شُرَكاءُ النَّاسِ فِيما سِوَى ذلكَ مِنَ الأبْوابِ، والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، إنَّ ما بيْنَ المِصْراعَيْنِ مِن مَصارِيعِ الجَنَّةِ لَكما بيْنَ مَكَّةَ وهَجَرٍ، أوْ كما بيْنَ مَكَّةَ وبُصْرَى"(صحيح مسلم: ١٩٤).
اللهم استرنا فوق الأرض، واسترنا تحت الأرض، واسترنا يوم العرض يا أرحم الراحمين.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين إله الأولين والآخرين وناصر المستضعفين وهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم، وأشهد أن لا إله الله الإله الحق المبين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ومصطفاه وخليله وخيرته من خلقه، بلَّغ الأمانة وأدَّى الرسالة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد معاشر المسلمين: إذا علم العبد أنه سيقف في موقف الحشر بين يدي الله -تعالى- فما الواجب المتحتّم عليه تجاه هذه العلم؟ إنّ الناس في ذلك الموقف لا ينجّيهم بعد رحمة الله -تعالى- إلا الأعمال الصالحة التي كانوا يعملونها في دنياهم، فكلما زاد عمله الصالح كلما زاد أمنه وطمأنينته؛ قال -تعالى-: (الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ)[الأنعام:82].
وكلما نقص عمله الصالح، وزادت خطيئته؛ كلما نقص أمنه وزاد خوفه وهلعه، والآيات في ذلك كثيرة جدًّا، وأما الظالمون أهل الذنوب والمعاصي، فاسمع ما قيل فيهم؛ قال الله -تعالى-: (وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا)[مريم:86]، وقال: (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ)[البقرة:275]، وقال -تعالى- (وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآَزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ)[غافر:18]، إلى غير ذلك من الآيات.
وأخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة قال: "يُحْشَرُ النّاسُ على ثَلاثِ طَرائِقَ: راغِبِينَ راهِبِينَ، واثْنانِ على بَعِيرٍ، وثَلاثَةٌ على بَعِيرٍ، وأَرْبَعَةٌ على بَعِيرٍ، وعَشَرَةٌ على بَعِيرٍ، ويَحْشُرُ بَقِيَّتَهُمُ النّارُ، تَقِيلُ معهُمْ حَيْثُ قالُوا، وتَبِيتُ معهُمْ حَيْثُ باتُوا، وتُصْبِحُ معهُمْ حَيْثُ أصْبَحُوا، وتُمْسِي معهُمْ حَيْثُ أمْسَوْا ".
عباد الله: سؤال موجّه من ربّ العالمين إلى الناس أجمعين، (أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آَمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)[فصلت:40]؛ ألا فلنعد لذلك الموقف العصيب عدته؛ فإن الموقف عظيم جدًّا لا تكاد العقول أن تدركه، واسمع إلى ما أخرجه مسلم في صحيحه من حديث عائشة -رضي الله عنه- قال -صلى الله عليه وسلم-: "يُحْشَرُ النّاسُ يَومَ القِيامَةِ حُفاةً عُراةً غُرْلًا" قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، النِّساءُ والرِّجالُ جَمِيعًا يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إلى بَعْضٍ؟، قالَ -صلى الله عليه وسلم-: "يا عائِشَةُ الأمْرُ أشَدُّ مِن أنْ يَنْظُرَ بَعْضُهُمْ إلى بَعْضٍ".
عباد الله: لقد أنذر المولى -جل وعلا- يوم الحشر في أكثر من آية؛ كما قال -عز وجل-: (وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآَزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ)[غافر:18].
اللهم اجعلنا ممن وفَّقته فاستعدَّ لما أمامه، وممن استغفرك فغفرت له ذنوبه وإجرامه، وممن تاب فتبت عليه قبل حصول الندامة.
اللهم وفِّقنا لهداك، واجعل عملنا في رضاك، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، اللهم وفق الآمرين بالمعروف، اللهم مكِّن لهم في الأرض، واجعل ولاة الأمر عونًا لهم وحربًا على أعدائهم.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم