الحب في الله تعالى (1)

الشيخ د إبراهيم بن محمد الحقيل

2022-10-11 - 1444/03/15
عناصر الخطبة
1/ الحب في الله تعالى عبادةٌ قلبيةٌ عظيمةٌ 2/ الحب في الله من أمارات كمال الإيمان 3/ الحب في الله يستجلب حلاوة الإيمان 4/ حرص النبي الكريم على ذيوع المحبة في الله 5/ الأجر الأخروي العظيم للحب في الله 6/ خطورة حُبِّ الكفار والفُسَّاق

اقتباس

هذه المحبة الخالصة التي يبذلها المؤمن لأخيه المؤمن ليست تشترى بمالٍ، ولا تنال بجاه، ويملكها المؤمن بقلبٍ صادق الإيمان، مخلصٍ لله تعالى، ورغم أنها لا تكلفُ العبد شيئاً من الدنيا، وهي عمل من أعمال القلوب لا تحتاج إلى مؤونة، ولا ينتج عنها نَصَبٌ وتعَبٌ؛ فإنَّ الشارع الحكيم قد رتب عليها أجوراً عظيمة، لا يفرِّطُ فيها إلَّا مَن ظَلَمَ نفسه، وبخس حظه؛ فآثر دنياه على آخرته! ..

 

 

 

 

 

الحمد لله، نعوذ به من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ الهَم كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].

أما بعد: فإن خير الكلام كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

أيها الناس: من دلائل حكمة الله تعالى، وعظيم قدرتِهِ اختلافُ البشَرِ في صورهم وألوانهم، وطبائعهم وأخلاقهم، وأصواتهم ولغاتهم، وأجناسهم وقبائلهم، (وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ) [الرُّوم:22].

والروابط بين البشر كثيرة ومتنوعة، دينية كانت أم دنيوية؛ فمنها العرقية والوطنية، والقبلية والأسرية، ومنها الدينية والفكرية، والثقافية واللسانية.

والرابطة الأعلى التي لا تماثلها رابطة أخرى، ولا تضاهيها ولا تقاربها، ويجب في شريعة الله تعالى أن يُقضى بها على كل رابطة، هي الرابطة الإيمانية، التي جعلها الله تعالى أوثق عرى الإيمان.

إنها الرابطة التي تجمع المسلم بأخيه المسلم بغض النظر عن لونه، وجنسه، وبلده، ولسانه؛ وهي التي آخَى بها النبي ? بين بلالٍ الحبشي وأبي عبيدة بن الجراح القرشي، وبين صهيب الرومي والحارث بن الصِّمة الخزرجي الأنصاري، وبين سلمان الفارسي وأبي الدرداء الخزرجي الأنصاري، رضي الله عنهم وأرضاهم، وهي التي حصر الله تعالى الأخوَّة فيها فقال -سبحانه-: (إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) [الحجرات:10].

بها يحقق العبد كمال الإيمان متى ما بنى تعامله مع الآخرين عليها؛ كما قال النبي: "مَن أحب لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله، فقد استكمل الإيمان" رواه أبو داود من حيث أبي أمامة رضي الله عنه.

إن الحب في الله -عز وجل- عبادةٌ قلبيَّةٌ عظيمةٌ، يتقرب بها المؤمن لربه فينال خيراً كثيراً، محبة خالصة صادقة، لا تكدرها شوائب الدنيا، ولا تخلق بمرور الأيام، ولا تتغير بتغير الأحوال؛ وإنما هي ثابتةٌ في كل الأحوال والأزمان، ما دام المحبوب من أهل الإيمان والصلاح.

يحب المؤمن أخاه لا لأجل جاهٍ قد ينفعهُ به، ولا لمال قد ينال حظه منه، ولا لأي شيء آخر يرجوه سوى الله تعالى؛ فهو يحبُه لله تعالى وحسب؛ وتزداد محبتهُ لأخيه كلما ازداد إيماناً إلى إيمانه، وصلاحاً إلى صلاحه.

هذه المحبة الخالصة التي يبذلها المؤمن لأخيه المؤمن ليست تشترى بمالٍ، ولا تنال بجاه، ويملكها المؤمن بقلبٍ صادق الإيمان، مخلصٍ لله تعالى، ورغم أنها لا تكلفُ العبد شيئاً من الدنيا، وهي عمل من أعمال القلوب لا تحتاج إلى مؤونة، ولا ينتج عنها نَصَبٌ وتعَبٌ؛ فإنَّ الشارع الحكيم قد رتب عليها أجوراً عظيمة، لا يفرِّطُ فيها إلَّا مَن ظَلَمَ نفسه، وبخس حظه؛ فآثر دنياه على آخرته!.

بها يجد العبد طعم الإيمان وحلاوته؛ كما قال النبي ?: "ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان"، وذكر منها: "ومَن أحَبَّ عَبْدَاً لا يُحِبُّهُ إلا لله"، وفي رواية: "وأن يحب في الله ويبغض في الله" رواه الشيخان من حديث أنس رضي الله عنه.

وروى الحاكم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي ? قال: "مَن سرَّه أن يجد حلاوة الإيمان فليحب المرء لا يحبه إلا لله" أخرجه أحمد والحاكم وصحَّحه.

وفي عرصات القيامة حين يطول بالناس المقام، ويشتد الزحام؛ وتعظم الأهوال، وتكون الشمس على مقدار ميل من رؤوس أهل الموقف، فإن المتحابين في الله تعالى ينجيهم حبهم هذا من كرب ذلك الموقف العظيم؛ فمن السبعة الذين يظلهم الله تعالى يوم لا ظل إلا ظله: "رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا" أخرجه الشيخان، أي: اجتمعا على هذا المحبة، وتفرقا عليها، والمراد: أنهما داما على المحبة الدينية ولم يقطعاها بعارض دنيوي، سواءً اجتمعا حقيقة أم لا، حتى فرق بينهما الموت.

وروى أبو هريرة -رضي الله عنه- فقال: قال النبي?: "يقول الله تعالى يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أُظِلُّهُم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي" رواه مسلم.

إن أهل المحبة الخالصة في الدنيا يُغبَطون في الآخرة، وليس من يغبطهم كفار أو منافقون، أو حتى مؤمنون صالحون؛ بل يغبطهم أحب الناس إلى الله تعالى، وأعلاهم منزلة عنده: النبيون والشهداء؛ كما روى أبو هريرة -رضي الله عنه- فقال: قال رسول الله?: "إن من عباد الله عباداً ليسوا بأنبياء يغبطهم الأنبياء والشهداء"، قيل: من هم؟ لعلَّنا نحبهم! قال: "هم قوم تحابوا بنور الله، من غير أرحام ولا أنساب، وجوههم نور، على منابر من نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس"، ثم قرأ: "(أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [يونس:62]" رواه النسائي وصححه ابن حبان.

وفي رواية: "هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم، ولا أموال يتعاطونها، فوالله إن وجوههم لَنور، وإنهم لعلى نور" رواه أبو داود وصححه الألباني.

وحُقَّ لذلك الأعرابي أن يعجب لمــَّا سمع ذلك من النبي، ? فجثى على الأرض وألوى إلى النبي فقال: يا رسول الله! ناس من الناس ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء على مجالسهم وقربهم من الله! انْعتهم لنا -أي: صِفْهُمْ لنا-، فسُرَّ وجهُ النبي بسؤال الأعرابي، ?فقال -عليه الصلاة والسلام-: "هم ناس من أفناء الناس، ونوازع القبائل، لم تصل بينهم أرحام متقاربة، تحابوا في الله وتصافوا، يضع الله لهم يوم القيامة منابر من نورٍ فيجلسون عليها، فيجعل وجوههم نوراً، وثيابهم نوراً..." رواه أحمد وأبو يعلى.

وقد يكون المؤمن قليل العمل لكن محبته لمن هم أقوى منه إيماناً، وأكثر عملاً؛ صيَّرته إليهم، ورفعته إلى منازلهم، وذلك فضل من الله تعالى لأهل المحبة الخالصة في الدنيا. روى الشيخان أن رجلاً سأل النبي ? عن الساعة، فقال: متى الساعة؟ قال: "وما أعددت لها؟" قال: لا شيء، إلا أني أحب الله ورسوله، فقال: "أنت مع مَن أحبَبْتَ"، قال أنس: فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي?: أنت مع من أحببت، ثم قال أنس: فأنا أحب النبي ? وأبا بكر وعمر، وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم، وإن لم أعمل أعمالهم".

وفي رواية لأبي داود قال أنس: رأيت أصحاب رسول الله ? فرحوا بشيء لم أرهم فرحوا بشيء أشد منه، وفي رواية لابن حبان قال أنس: فما رأيت المسلمين فرحوا بشيء بعد الإسلام فرحهم بها.

ونحن -أيها الإخوة- ينبغي أن نفرح بذلك، وحُقَّ لكل مسلم أن يفرح بهذا الخير العظيم، الذي به يدرك المؤمن من سبقوه من أهل العلم والدعوة، والجهاد والحسبة، والخير والصلاح بمحبتهم في الله تعالى؛ حتى إنه ليحشر يوم القيامة في زمرتهم، كما جاء عن رسول الله ? أنه قال: "ثلاث أحلف عليهنَّ" وذكر منها: "ولا يحب رجل قوماً إلا جعله الله معهم" أخرجه أحمد والحاكم وصححه، وفي رواية "إلا حشر معهم" رواه أحمد.

أسأل الله تعالى أن يرزقنا محبته، ومحبة ما يحبه، ومحبة كل عمل يقربنا إلى حبه، إنه سميع مجيب.

اللهم إنا نشهدك على محبتك، ومحبة رسلك وأنبيائك وملائكتك وصحابة نبيك محمد، وعبادك الصالحين في كل زمان ومكان، فاحشرنا معهم، وبلغنا منازلهم.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا) [مريم:96]، قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: أي: محبة في قلوب المؤمنين. رواه الطبراني.
بارك الله لي ولكم في القرآن الكريم...

 

 

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، ولا أمن إلا للمؤمنين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد: فاتقوا الله -أيها المؤمنون- لعلكم تفلحون.
عباد الله: من أحب النبيين والصديقين، والشهداء والصالحين، لا يحبهم إلا لقربهم من الله تعالى، وصدقهم في إيمانهم، وإخلاصهم في تنسكهم، وصلاح قلوبهم، وزكاء أعمالهم؛ كان رفيقاً لهم، (وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا) [النساء:69].

ومن أحب أولي العلم والدعوة، وأهل الجهاد والحسبة، وأصحاب الخير والصلاح، لا يحبهم إلا لجهادهم وعلمهم ودعوتهم، ونشرهم للخير والهدى، وأمرهم بالمعروف، ونهيهم عن المنكر، وتقواهم وصلاحهم؛ كان معهم ولو قَصُرَ عمله عنهم، وحشر في زمرتهم ولو كان أقل منهم.

ومن أحب الكفار والمنافقين، والفجار والفاسقين، كتَّاباً كانوا أم سياسيين أم صحفيين، أم أهل غناء وتمثيل ورقص ورياضيين؛ فيخشى عليه أن يحشر معهم، وأن يكون يوم القيامة في زمرتهم.

ومن أبغض أهل الخير والهدى، وأصحاب الصلاح والتقى، لا يبغضهم إلا لما يظهر على حالهم من تعظيمهم للشريعة، واستمساكهم بالسنة في هديهم ودَلِّهم، وأقوالهم وأفعالهم، كإعفاء اللحى، وتقصير اللباس، والتزام السواك، وارتياد المساجد، وتعظيم القرآن، ويحب مِن الناس ترك هذه المظاهر الشرعية، ونبذ تلك الشعائر الدينية؛ فهو من المنافقين، ولو كان في عداد المصلين؛ إذ لازِم ذلك أنه يكره شريعة الله تعالى التي شرعها، وسنة نبيه التي سنّها! وكثير ممن يقع في مثل ذلك لا ينتبه لنفسه، ولا يدرك مغبة فعله، ولا سيما مع ظهور أهل الغلو والتكفير، وانتشار أهل الإرجاء والتخذيل.

فحَذَارِ حذارِ أن يحب العبد ما يبغضه الله تعالى، أو يبغض ما يحبه الله تعالى من الأقوال والأفعال والأشخاص! فإن أصل الإسلام والكفر، والإيمان والنفاق، معلق بما يقع في القلوب من محبة ومودة، وبغض وكراهية، وموالاة ومعاداة.

وإذا أحب المؤمن أخاه المؤمن فلْيُعْلِمْهُ بذلك؛ لقول النبي: "إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه" رواه أبو داود والترمذي من حديث المقدام بن معد يكرب. وروى أنس -رضي الله عنه- أنه مر رجل بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وعنده ناس، فقال رجل ممن عنده: إني لأحب هذا لله، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أعلمته؟"، قال: لا، قال: "فقُمْ إليه فأَعْلِمْهُ"، فقام إليه فأعلَمَه، فقال: أحبك الذي أحببتني له. قال: ثم رجع إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فأخبره بما قال، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أنت مع من أحببت، ولك ما احتسبت" أخرجه أحمد وصححه ابن حبان والحاكم والألباني.

وفائدة هذا الإعلام بالمحبة أنه يجلب المودة، ويزيد في الألفة، ويستميل القلوب، ويزيل شحناء النفوس؛ وإذا علم أخوه أنه محب له في الله تعالى؛ قبِل نصحه وموعظته، وأصغى إلى رأيه ومشورته؛ ليقينه بصدق أخيه معه، ونصحه له.

فإن كان من عادته أنه يدعو لإخوانه وأحبابه في الله تعالى فلا يخبرهم بذلك، بل يكتمه عنهم، وإن دعا لهم بحضرتهم أسرَّ ذلك في نفسه، ولا يظهره لهم، إلا أن يصنع إليه أخوه معروفاً فيكافئه عليه بالدعاء.

فمحبته لأخيه يُعْلِمُهُ بها، ودعاؤه له يكتمه عنه؛ لئلا يتَّكل أخوه على دعائه فيترك الدعاء، أو يكسل عنه؛ ولظاهر قول النبي?: "ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملَك: ولك بمثل" رواه مسلم.

فسماها النبي? "دعوة بظهر الغيب"، وإذا أظهرها، أو أعلم أخاه بها لم تكن بظهر الغيب، ففقدت ما رُتِبَ عليها؛ ولذلك كانت أسرع الدعوات إجابة دعوة غائب لغائب؛ لإخلاصه، وصدق نيته، وبعده عن شوائب الرياء والسمعة.

ألا فاتقوا الله ربكم -أيها المؤمنون-، وأخلصوا عملكم له، وأحبوا فيه، وأبغضوا فيه، ووالوا فيه، وعادوا فيه؛ تجدوا بذلك حلاوة الإيمان.

وصلوا وسلموا على خير خلق الله محمد بن عبدالله كما أمركم بذلك ربكم...

 

 

 

 

 

المرفقات

في الله تعالى (1)1

في الله تعالى (1) - مشكولة

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات