الحب في الإسلام

محمد راتب النابلسي

2022-10-08 - 1444/03/12
عناصر الخطبة
1/مفهوم الحب في الإسلام 2/ الإيمان لا يتعارض مع الحب الشرعي 3/الحب النظيف من لوازم التمسك بالدين الحنيف 4/الحب الشرعي موجب لطاعة الودود سبحانه 5/محبة الله للمتحابين فيه 6/ثمار الحب الشرعي وآثاره الطيبة.

اقتباس

المؤمن يحب هذا الدين العظيم، ولاؤه لهذا الدين وللمسلمين وعلى تخلفهم وعلى ضعفهم وعلى ثغرات لا تعد ولا تحصى في حياتهم، إنه منهم وإليهم، هل الولاء إلا هو الحب؟ في أدق تعريفات الولاء الحب؛ فالمؤمن يحب الله -عز وجل- ويحب رسوله الأمين وصحابته الكرام ويحب أولياء الله..

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله نحمده، ونستعين به ونسترشده، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل لـه، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إقراراً بربوبيته، وإرغـاماً لمن جحد به وكفر، وأشهد أن سيدنا محمداً -صلى الله عليه وسـلم- رسول اللـه سـيد الخلق والبشر، مـا اتصلت عين بنظر، أو سمعت أذن بخبر، أما بعد:

 

أيها الأخوة الكرام: ابتدع عيد يحتفل به أهل الأرض سموه عيد الحب، وقد تحدثت في خطبة سابقة عن مشروعية الاحتفال بهذا العيد، وبينت الأحاديث الصحيحة التي تحظّر على المسلم أن يكون له عيد غير الأعياد التي وردت في الكتاب والسنة.

 

أيها الأخوة: لكن لابد من تعليق -كلمة حب- كلمة كبيرة جداً- هي في الحقيقة ثلث الإنسان، الإنسان عقل يدرك وقلب يحب وجسم يتحرك، بل إن الحب قد يطغى على إدراكه وعلى حاجات جسده، وهذه الكلمة من أكبر كلمات الإسلام، هذه الكلمة تلهج بذكرها ألسنة العابدين، يوصي بها المصلحون، يسعى إليها الدعاة إلى الله، يغرسها في نفوس الأتباع العلماء العاملون.

 

أيها الأخوة: الحب هذه الكلمة الساحرة ذات الظلال الرقيقة في النفس الإنسانية، يعكس الإسلام لها؛ فهماً خاصاً، الإسلام يعترف بعاطفة الحب على أنها واحدة من أهم الدوافع الإنسانية والمحركات الفعالة في السلوك الفردي والجماعي.

المسلمون اليوم يعانون أزمة في المحبة جعلت الإنسان لا يفهم إنسانيته على وجهها الصحيح، وهذا الذي تقلقون منه وتستمعون إلى أخبار ما سيكون هل هو إلا انعدام الحب بين البشر؟ هل هو إلا أنانية مفرطة أو وحشية تبعده عن جنس البشر؟

 

أيها الأخوة الكرام: يعاني المسلمون من أزمة الحب فيما بينهم، مساجدهم كبيرة ومزخرفة وعامرة، مؤتمراتهم منظمة، كتبهم عميقة، كل شيء على أتمه إلا الحب الذي كان بين أصحاب رسول الله.

 

أيها الأخوة الكرام: إن المسلمين في الأصل هم أشدّ الشعوب صفاء وإنسانية وحباً للآخرين، هل يعاني الإنسان في بلاد المسلمين من فقر مدقع إلا بسبب ضعف الحب بين الناس؟ "والله ما آمن والله ما آمن والله ما آمن من بات شبعان وجاره إلى جانبه جائع وهو يعلم" (الحاكم عن أنس).

 

أيها الأخوة الكرام: مفهوم الحب في الإسلام مفهوم دقيق وعميق، الشريعة الغراء تنظر لهذه العاطفة وتقدسها، الشريعة الغراء تنظر للمودة والرحمة اللذين ينبعان من الحب نظرة خاصة.

 

أيها الأخوة الكرام: الذي يقابل الحب الكراهية إنها من عمل الشيطان، لكن الإسلام العظيم ضبط هذا الشعور بضوابط، وجعل له أطراً وقيوداً وأحكاماً عامة تنصب جميعها في هدف تنظيم المجتمع، وإشاعة الأمن والطمأنينة في حياة البشرية جمعاء.

 

والمشكلة -أيها الأخوة- أن هذه الكلمة الكبيرة التي هي جزء كبير من هذا الدين العظيم مسخت وقلصت وضغطت لعلاقة آثمة بين جسدين لا بين نفسين، هذا المفهوم شوّه، كأن مفهوم عيد الحب أن تكون علاقة آثمة خارج إطار الزواج بين شاب وفتاة، دعوة إلى الإباحية والمعصية والخروج عن منهج الله -عز وجل-.

 

أيها الأخوة الكرام: أقول لكم هذه الكلمة: الإنسان الذي لا يحب ولا يشعر بحاجة إلى أن يُحب ليس من بني البشر ! الإنسان المؤمن يحب الله -تعالى-.

 

فــلـيتك تحلو و الحياة مـــريرة****وليتك ترضى والأنام غضاب

وليت الذي بيني وبينك عامر****وبيني و بين العالمين خراب

 

أيها الأخوة الكرام: ولأن المؤمن يحب الله -عز وجل- يحب رسوله الكريم: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [التوبة: 128].

 

المؤمن يحب هذا الدين العظيم، ولاؤه لهذا الدين وللمسلمين وعلى تخلفهم وعلى ضعفهم وعلى ثغرات لا تعد ولا تحصى في حياتهم، إنه منهم وإليهم، هل الولاء إلا هو الحب؟ في أدق تعريفات الولاء الحب؛ فالمؤمن يحب الله -عز وجل- ويحب رسوله الأمين وصحابته الكرام ويحب أولياء الله الصالحين ويحب العلماء العاملين، يحب كل من ينتمي لهذا الدين، هل الدين إلا الحب؟ وإذا ألغينا الدين من الحب، إذا ألغينا الروح من الجسد يصبح جثة هامدة لا معنى لها، يكون الإنسان في بيته مصدر أنس وسعادة لمن حوله؛ فإذا توفاه الله عجلوا بدفنه وبإخراجه من البيت ما قيمة الجسد من دون روح؟ وما قيمة الدين من دون حب؟

 

أيها الأخوة الكرام: لأن هذا الدين الذي هم عليه الناس من دون حب قعدوا واستمرأوا الحياة الدنيا، وركنوا إلى الأرض واطمأنوا بما عندهم من ثروات، وكرهوا لقاء الله -عز وجل- وبذل أنفسهم في سبيله، دين من دون حب لا يفعل شيئاً بل يسبب العداوات والمشاحنات، دين من دون حب لا يرقى بصاحبه عند الله -عز وجل-.

 

أيها الأخوة الكرام: هل الإنسان إلا عقل يدرك وقلب يحب؟ ولا يستغني الإنسان عن إحدى هذين الخصيصتين، عقل يدرك وقلب يحب، والقرآن كتاب هداية المؤمنين، خاطب العقل مرة وخاطب العاطفة والقلب ثانية، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ) [التوبة: 38]، (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ) [الانفطار:67]، ما الذي يدفع المؤمن لأن يستقيم على أمر الله؟ إنه الحب، (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ) [ هود: 118].

 

ولكن هذا الإيمان الذي يأتي قسراً لا قيمة له عند الله، بل هو لا يسعد الإنسان إلا أن يأتي الله محباً وراغباً ويأتيه بمبادرة منه، وأية دعوة إلى الله تخاطب العقل فقط دعوة عرجاء، وأية دعوة إلى الله تخاطب القلب فقط دعوة عرجاء، لابد من أن تخاطب العقل، (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ) [ الانفطار: 6].

 

أيها الأخوة الكرام: الذين قيدوا معنى الحب بهذا المفهوم الضيق الآثم المحرم العابث المنحرف ضلوا وأضلوا، كلمة الحب أكبر كلمة في الإسلام وفي حياة المؤمن، لأنه يحب الله -تعالى- يبذل الغالي والرخيص والنفس والنفيس، لأنه يحب رسول الله يتبع سنته ولو تعارضت مع مصالحه، لأنه يحب البشرية جمعاء أليسوا من خلق الله -عز وجل- لذلك يحسن إليهم، "مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنَّا" (الترمذي عن أبي هريرة).

 

أيها الأخوة الكرام: حقيقة دقيقة أعرضها على مسامعكم؛ الحب دوائر متنامية قد يحب الإنسان نفسه وهذه أصغر دائرة من دوائر الحب، قد يحب نفسه فيستقيم على أمر الله طلباً لسلامته ولسعادته ولآخرته، فكلما نما إيمانه تتسع هذه الدائرة فيحب أسرته ويحرص على دينها وعلى إيمانها ومستقبلها الأخروي؛ فإذا نما إيمانه أكثر وأكثر يحب المؤمنين ويحرص على مصالحهم ويتمنى لهم كل سعادة، يحمل همهم ويخفف عنهم، ويبذل لهم، فإذا نما إيمانه أكثر فأكثر يحب البشرية جمعاء، هذا معنى قول النبي -عليه الصلاة والسلام-: عَنْ أَنَسٍ -رَضِي اللَّهم عَنْهم- قَالَ: "خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خُطْبَةً مَا سَمِعْتُ مِثْلَهَا قَطُّ قَالَ: "لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا" (البخاري).

 

أيها الأخوة الكرام: كلما علت مرتبتك اتسعت دائرة محبتك، فحينما تحب الآخرين وقد قال بعض علماء الحديث في تفسير قول النبي -عليه الصلاة والسلام-: "لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ" (البخاري عن أنس).

أيها الأخوة الكرام: يقول الله -عز وجل-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ) [المائدة: 54]

 

أيها الأخوة الكرام: كما قلت قبل قليل: إن الإنسان يحب الجمال، والله -سبحانه وتعالى- مصدر الجمال في الكون الذي أحسن كل شيء خلقه، والله -سبحانه وتعالى- مصدر كل نعمة: (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا) [ إبراهيم: 34].

 

ورد في الأثر القدسي: "إني والإنس والجن في نبأ عظيم أخلق ويعبد غيري وأرزق ويشكر سواي، خيري إلى العباد نازل وشرهم إلي صاعد، أتحبب إليهم بنعمي وأنا الغني عنهم، ويتبغضون إلي بالمعاصي وهم أفقر شيء إلي، من أقبل عليهم مني تلقيته من بعيد، ومن أعرض عني منهم ناديته من قريب، أهل ذكري أهل مودتي أهل شكري أهل زيادتي أهل معصيتي لا أقنّطهم من رحمتي، إن تابوا فأنا حبيبهم وإن تابوا فأنا طبيبهم أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من الذنوب والمعايب" (البيهقي والحاكم).

 

تعصي الإله وأنت تظهر حبه****ذاك لعمري في القياس شنيع

لو كان حبـــــــك صادقاً لأطعته****إن المـحب لمن يحب يطيــــع

 

أيها الأخوة الكرام: "عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَتَى السَّاعَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "مَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟" قَالَ: مَا أَعْدَدْتُ لَهَا مِنْ كَثِيرِ صَلَاةٍ وَلَا صَوْمٍ وَلَا صَدَقَةٍ وَلَكِنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، قَالَ: "أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ" (البخاري)؛ قال أنس: ما فرح الصحابة بشيء كفرحهم بهذا الحديث، لأنهم يحبون رسول الله، إذاً هم معه إن شاء الله في الجنة.

 

أيها الأخوة الكرام: نحب رسول الله لأنه أخرجنا من الظلمات إلى النور، ولأنه عرفنا بخالقنا وربنا وإلهنا، ولأنه هدانا إلى طريق الجنة ينبغي أن نحبه، ولا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وولده وماله والناس أجمعين؛ "فهذا سيدنا عمر قال: يا رسول الله إني أحبك أكثر من نفسي وولدي والناس أجمعين إلا نفسي التي بين جنبيك، قال: "لما يكمل إيمانك يا عمر" جاءه ثانية وقال: يا رسول الله: الآن أحبك أكثر من نفسي وولدي ومالي والناس أجمعين قال: "الآن يا عمر" (البخاري عن أبي عقيل بت معبد).

 

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ" (مسلم عن أبي هريرة).

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله صاحب الخلق العظيم، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

 

أيها الأخوة الكرام: جاء في صحيح مسلم أن رجلاً أراد أن يزور أخاً له في الله فأرسل الله له على مدرجته ملكاً في الطريق في  رجل وسأله أين تذهب؟ قال: أريد أن أزور أخي فلاناً، قال: ألقرابة بينك وبينه؟ قال: لا، قال: أفبنعمة له عندك؟ قال: لا، قال: فما الذي تبتغي من زيارته؟ قال: أحبه لله، قال: أبشر فإن الذي تحبه من أجله بعثني لأبشرك بأنه يحبك لحبك إياه، "قَالَ أَبْشِرْ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ وَالْمُتَجَالِسِينَ فِيَّ وَالْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ وَالْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ" (أحمد عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ).

 

وفي حديث مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: قَالَ اللَّهُ -عز وجل-: "الْمُتَحَابُّونَ فِي جَلَالِي لَهُمْ مَنَابِرُ مِنْ نُورٍ يَغْبِطُهُمُ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ" (الترمذي).

 

"وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ الْإِمَامُ الْعَادِلُ وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ أَخْفَى حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ" (البخاري عن أبي هريرة).

 

أيها الأخوة الكرام: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم، واعلموا أن ملك الموت قد تخطانا إلى غيرنا وسيتخطى غيرنا إلينا، فلنتخذ حذرنا، الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني.

 

اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا الـتي فـيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا، واجعل الحياة زاداً لنا مـن كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، مولانا رب العالمين.

 

 

المرفقات

الحب في الإسلام

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات