عناصر الخطبة
1/ فتنة الغلو وفتنة الغلاة 2/ تشويه الخوارج لمفهوم الجهاد 3/ أعظم الواجبات عند الأزمات وحلول الكربات 4/ وجوب الاعتصام بحبل الله -تعالى- والاستمساك به 5/ التحذير من التعاطف مع الغلاة 6/ حرص الغلاة على إسقاط علماء الأمة.اقتباس
نحن في زمان أطلت فيها الفتن المتنوعة برأسها ونشرت سمومها، إلا أن من أعظمها خطرًا وأشدها ضررًا وأكبرها فسادًا: فتنة الغلو وفتنة الغلاة الذين صدوا عن سبيل الله، وحرّفوا الكلم عن مواضعه، ففسّروا نصوص الوحيين بأهوائهم، ونزَّلوا النصوص في الكتاب والسنة في غير محلها، واحتكروا فهم الدين وإقامته وفق علوم ضعيفة وفهوم قاصرة فضلُّوا وأضلوا،.. يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان، وهكذا هو وصف أهل الغلو والجفاء على مر الزمان وتعاقب الليالي والأيام ...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله -تعالى- من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله إله الأولين والآخرين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى أثره بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فاتقوا الله أيها المؤمنون، اتقوا الله حق التقوى، واشكروا الله -تعالى- على ما منَّ به عليكم من هذا الدين وهذا الصراط المستقيم؛ حيث قال -جل في علاه- فالتقوى ينجّي بها الله -عز وجل- الإنسان من شرور الدنيا ومضلات الآخرة، إن المتقين موعودون بالنجاة، قال الله -تعالى-: (وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [الزمر:61]، (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) [الطلاق: 2- 3].
أيها المؤمنون عباد الله: تعوذوا بالله من مضلات الفتن؛ فإن مضلات الفتن لا تعمي البصيرة وتطمس طرق الهداية فحسب، بل إنها تضلّ الإنسان عن سبيل الله وهو يحسب أنه مهتدٍ، ويظن أنه على الجادّة والصراط المستقيم.
يقول الله -تعالى-: (وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ * وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ) [الزخرف: 36- 37]، ويقول -جل في علاه-: (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا) [الكهف: 103 - 104]، فالأخسرون أعمالاً هم كل مَن عبدَ الله على طريقة غير مرضية، عبدَ الله على سبيل غير شرعي يحسب أنه مصيب، وأن عمله مقبول وهو مخطئ، وعمله مردود.
الأخسرون أعمالا أيها المؤمنون هم كل من تعبد بغير شريعة الله التي جاء بها محمد -صلى الله عليه وسلم- من المشركين وأهل الكتاب، وكذلك أهل الأهواء من هذه الأمة، ومنهم من أشدهم خطرًا الخوارج الذين أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بقتالهم فقال: "لن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد".
سئل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- عن قول الله -تعالى-: (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا) [الكهف:104]، قال هم أهل حَرُورَاءُ أي هم الخوارج الذين كفروا أهل الإسلام، واستحلوا دمائهم، وقتلوا خيارهم؛ حتى قال شاعرهم يثني على المجرم عبدالرحمن بن ملجم الذي قتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يقول مثنيًا عليه:
يَا ضَرْبَةً مِنْ تَقِيَ مَا أَرَادَ بِهَا *** إلاَّ لِيَبْلُغَ مِنْ ذِي العَرْشِ رِضْوَانا
إنِّي لأَذْكُرُهُ يَوْماً فَأَحْسَبُهُ *** أَوْفَى البَرِيَّةِ عِنْدَ الله مِيزَانا
أَكْرِمْ بِقَوْمٍ بُطُونُ الطَّيْرِ أَقْبُرُهُمْ *** لَمْ يَخْلِطُوا دِينَهُمْ بَغياً وَعُدْوَانا
أي أنه بهذه الضربة التي قتل بها علي بن أبي طالب يحسبه أنه أوفى العالمين من ميزانًا عند رب العالمين يوم يقوم الناس لرب العالمين!! أيّ ضلال فوق هذا الضلال؟!
أيها المؤمنون: نحن في زمان أطلت فيها الفتن المتنوعة برأسها ونشرت سمومها، إلا أن من أعظمها خطرًا وأشدها ضررًا وأكبرها فسادًا: فتنة الغلو وفتنة الغلاة الذين صدوا عن سبيل الله، وحرّفوا الكلم عن مواضعه، ففسّروا نصوص الوحيين بأهوائهم، ونزَّلوا النصوص في الكتاب والسنة في غير محلها، واحتكروا فهم الدين وإقامته وفق علوم ضعيفة وفهوم قاصرة فضلُّوا وأضلوا، وصدق فيهم وصف من لا ينطق عن الهوى -صلى الله عليه وسلم- يقول في وصفهم: "يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم"، أي: لا يصل إلى قلوبهم فليس لهم من القرآن إلا زاد ألفاظه دون فهم معانيه ومقتضياته.
يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان، وهكذا هو وصف أهل الغلو والجفاء على مر الزمان وتعاقب الليالي والأيام وصفهم الأول: يقرءون القرآن لكنهم لا يفقهونه لا يدركون مقاصده؛ يقول عبد الله بن عمر عن هؤلاء: "إنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين"، وهذا خلل في العلم يثمر خللاً وفسادًا في العمل، ولذلك ذكر بعد ذلك نتيجة هذا الإعراض عن فهم كلام الله وكلام رسوله فقال -صلى الله عليه وسلم- "يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان".
إنهم يستحلون دماء المسلمين ويستهترون بحرماتهم لا يقيمون للقتل وزنا كأنما يقتلون ذبابًا ونحوه.
أيها المؤمنون: إن الغلو إذا استولى على العقول فقدت وعيها، وانطمست بصيرتها، فرمت بأصحابها إلى متاهات الطيش والعبثية في مسلسل دامٍ من تدمير وتهجير وقتل للنفوس المعصومة البريئة غدرًا وخيانة صدًّا عن سبيل الله، تشويهًا للإسلام، وهذا من أعظم الضرر الحاصل لمسلك الغلاة، عونًا لأعداء الله على أوليائه صدق فيهم قول الباري (أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا).
إنهم لا يرقبون في بلاد المسلمين إلًّا ولا ذمة، هؤلاء ما دخلوا بلد إلا أفسدوه، ولا تبنوا قضية إلا كانوا شرًّا على الأمة فيها، فوالله أصدق قول القائل فيهم: "لا للإسلام نصروا ولا للكفر والفساد والشر كسروا".
بل أصبحوا مطية لكل عدو للإسلام ظاهرًا أو مستترًا يوجهونهم بمكرهم ودسائسهم للإضرار ببلاد الإسلام، والنَّيْل منها بكل سبيل، والشواهد في القديم والحديث قائمة، قد وجَّهوا سهامهم إلى بلاد الحرمين، فاستهدفوا بعض الشباب تحت شعارات كاذبة وتحت دعاوى مضللة يدعون نصر الإسلام وإقامة الملة والجهاد في سبيل الله، ثم يوجهون هؤلاء الشباب لقتل أبناء بلادهم وزعزعة أمنهم.
خابوا وخسروا! أيّ جهاد هذا الذي ترك كل عدو للإسلام قريب وبعيد ولم يجد له مكانًا إلا بلاد الحرمين وبلاد المسلمين؟! فعلموا فيها قتلاً وتفجيرًا وتخريبًا وإفسادًا، وما شاهدته الأيام الماضية القريبة من استهداف وتفجير في بلادنا وبلاد المسلمين يؤكد أن الأمر خطير وهو شاهد عظيم على الكيد الموجَّه إلى بلادنا والخطر المحدق بشبابنا.
وغير بعيد عن ذلك ما يطلقه بعض أتباع داعش من وعيد هذه البلاد وأهلها بأنهم سيحررونها، وكأننا في بلاد كفر وفي بلاد فجور وفي بلاد ضلال، حسبنا الله ونعم الوكيل.
إنهم لفي ضلال عظيم؛ غُسلت أدمغتهم، ووُجِّهوا إلى غير أرض المعركة الحقيقة، خابوا وخسروا، فالجهاد ذروة سنام الإسلام.
إن الجهاد في هذا الزمان مختَطف؛ إنه مختطف من هؤلاء الغلاة الذين شوّهوه، وأعدموا ما فيه من رحمة؛ فالجهاد شرعه الله لإعلاء كلمة الله ونصر أوليائه وحفظ بلاد المسلمين، وهؤلاء جعلوا الجهاد عذابًا على الناس؛ يقتلون به الأبرياء، ويستبيحون به الدماء، ويستحلون به الحرمات، وينتهكون به حقوق الخلق.
جعلوا الجهاد حربًا على الإسلام وأهله، وإفسادًا في الأرض وتخريبًا، وما أصدق قول الله -تعالى- فيهم: (وَإِنَّ كَثِيرًا لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ) [الأنعام:119].
أيها المؤمنون: إن كل ذي بصيرة وكل من له أدنى معرفة بالشرع الحكيم يعلم ضلال هذا المسلك وخطورة هذا الانحراف، وأنه انحراف لا يتعلق فقط بزعزعة أمن بلد، بل يتعلق بتشويه الإسلام والصد عن سبيل الله، فمهما جهدت عقول هؤلاء -عقول من تلطخت أيديهم بدماء المسلمين- في تبرير وإيجاد مسوغات لهذا الاعتداء الأثيم على أهل الإسلام؛ فلم يجدوا له مسوغًا إلا في أذهان قوم لم يعرفوا دينًا صحيحًا ولا عقلاً صريحًا، تجارت بهم الأهواء كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "وإنه سيخرج في أمتي أقوام تتجارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكَلَب بصاحبه، لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله".
اللهم احفظ بلادنا من شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته، اللهم اكفِ المسلمين شر هؤلاء المفسدين، اللهم احفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا يا رب العالمين، اللهم قيِّض للدين ناصرًا يبين الحق ويدل عليه، ويزيل هذا العبث والتشويه.
اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن اتقاك يا رب العالمين، أقول هذا القول وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
(الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ) [الأنعام:1]؛ نحمده حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدالله ورسوله، اللهم صلّ على محمد وعلى آله وصحبه.
أما بعد: فاتقوا الله أيها المؤمنون، أوصيكم ونفسي بتقوى الله -تعالى- فإنها فرج من كل كرب ومخرج من كل ضيق (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) [الطلاق: 2- 3].
أيها المؤمنون ما نزل بلاء إلا بذنب، ولم يُكشف إلا بتوبة، فكونوا كما أمركم الله -تعالى-: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [النور: 21].
ما أحوجنا إلى تذكر مثل هذه المعاني عند الأزمات وحلول الكربات، فالواجب على الجميع رعاةً ورعيةً الاعتصام بحبل الله -تعالى- والاستمساك به؛ فإنه من اعتصم بالله نجا، ومن ترك حبله لا بد أن يتورط في بعض مهاوي الردى.
أيها المؤمنون: إن من واجبنا جميعًا أن نتعاون على البر والتقوى؛ كما أمرنا ربنا -جل وعلا- بذلك في قوله: (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [المائدة:2].
ومن أعظم التعاون الذي ينبغي أن يكون بيننا: السعي في إخماد هذه الفتنة، ومحاصراتها، والقضاء على مروجيها، واستئصال أسبابها وجذورها؛ فإنها فساد عظيم وشر كبير، ولم يأتِ في كلام النبي -صلى الله عليه وسلم- تحذير من فئة ضالة تكون في الأمة كما جاء من تحذيره -صلى الله عليه وسلم- في الخوارج، وذاك من عظيم ضررهم، وامتداد شرهم، وكثرة فسادهم وصدهم عن سبيل الله.
الله يقول في كتابه (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) [الأنبياء:107]، وهؤلاء قوم في صورة إنس على قلوب شياطين كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في وصف من يخرجون في آخر الزمان.
إننا بحاجة إلى أن نحذر من هذا المسلك، وأن نبين خطره لاسيما بين الشباب الذين تستهويهم بعض النصوص، ويُغرَّر بهم بأسهل ما يكون لضعف تجربتهم وقلة علومهم.
إننا بحاجة إلى أن نكون واضحين في نقد الخطأ وبيانه قبل فوات الأوان؛ فإن التصحيح ضمانة للإصلاح، وهو طريق قويم للخروج من كل ضائقة، وهو من النصح لله ولرسوله ولكتابه ولائمة المسلمين وعامتهم.
هؤلاء -أيها الإخوة- لم يُبقوا عالِمًا إلا وأسقطوا قيمته، ولم يُبقوا حاكمًا إلا وغمزوه، ليس مقدما عندهم إلا آراء من يلقنهم هذه الأفكار المنحرفة.
إذا قيل لأحدهم سل العلماء كما أمرك الله -تعالى- بقوله: (فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) [الأنبياء: 43]، فيبادرك لا أسأل العلماء هؤلاء إما خائفون أو خائنون، إذا كان كذلك فأين قول النبي -صلى الله عليه سلم-: "لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله".
ثم تجده يتوجه في السؤال واستباحة الدماء إلى أقوام لا يعرفون المسح على الخفين بدايات التشريع ليس عندهم فيه علم ولا معرفة ويجعلونهم حجة بينهم وبين الله في انتهاك الحرمات وسفك الدماء وإشاعات الفساد في الأرض.
حسبنا الله ونعم الوكيل..
أيها المؤمنون: اعلموا أنه لا يجوز التعاطف مع من يفسد في الأرض ويسفك الدماء ويسعى في الأرض فسادًا بالقتل والتفجير؛ فإن ذلك من التعاون على الإثم والعدوان.
إنه لا مبرر ولا مسوغ مهما كان الكلام في مثل ما يجري من هؤلاء من فساد، إنهم ضالون مضلون كلمة واضحة ليست لإرضاء أحد، إنما هي نصح لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم.
هذا الضلال المبين الذي يصدّ عن سبيل الله خارج عن شرع رب العالمين، ليس من الشريعة في شيء، لا نتزلف بذلك لأحدٍ، ولا نرجو عطاءً من أحدٍ، إنما نرجو العقبى من الله دون سواه.
ينبغي أن نعلم أن ما يُشاع عن أهل العلم أنهم علماء سلاطين أو أنهم لا يقولون الحق هو كذب وزور قد يسكت العالم عن مسألة من المسائل لمصلحة من المصالح، لكن أن تلغى كل مقامات العلماء وتُهدَر اجتهاداتهم، ويعرَض عن قولهم، ويتوجه إلى شباب لا يحفظون آيات الكتاب وما حفظوه لم يفهموه في استباحة الأعراض، وفي انتهاك الحرمات وسفك الدماء، فهذا هو الضلال المبين.
إنه لا يجوز التعاطف مع هؤلاء، أو الدفاع عنهم، يجب بيان الحق وإظهاره على وجه لا يلتبس، ولنصبر ولنحتسب، فإن العاقبة للمتقين (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا) [الطلاق: 2- 3].
اللهم اكفِ المسلمين شر هؤلاء المفسدين، وأعذنا من ضلالهم ورد ضالهم إلى الجادة يا رب العالمين، واهده إلى صوابه، واكفِ المسلمين شره يا ذا الجلال والإكرام.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم