التنقل والنتويع.
من عناصر الجمال الأدبي الذي يحلو تحلية الخطبة به التنويع والتنقل بين الصور والأشكال الجمالية في الكلام.
إن التزام الخطيب طريقة واحدة من الجمال الأدبي يكررها باستمرار يشعر سامعيه بتبلد تجاه هذا اللون فتفقد ما كان فيه من حلاوة، ولذا حري بالخطيب الداعية أن يتبصر بمختلف الأساليب البلاغية حتى يتنقل في أرجائها، فيتنقل من الخبر إلى التساؤل إلى الجواب إلى التمني إلى الحماسة إلى العاطفة، إلى غير ذلك من ألوان وفنون بيانية بشرط الملائمة وعدم التنافر.
وإليك أهم الأساليب التي يحسن التنقل بينها:
1. الإخبار : مثل قول حذيفة رضي الله عنه في إحدى خطبه : " إن الله عز وجل يقول ( اقتربت الساعة وانشق القمر ) ألا وإن الساعة قد اقتربت، ألا وإن القمر قد انشق، ألا وإن الدنيا قد أذنت بفراق، وإن اليوم المضمار وغدا السباق ".
2. الأمر : ويحسن التنقل بين صيغه المختلفة، فهو تارة يكون بلفظ المضارع المسبوق بلام الأمر كقول معاوية رضي الله عنه: " لتكن الدنيا أعينكم أصغر من حثالة القرض"، وتارة يكون باسم فعل الأمر ( عليكم بكذا ( بمعنى الزموا )، حذار ..).
وتارة يكون بلفظ الخبر كقوله تعالى ( والوالدات يرضعن أولادهن ).
3. النهي : كقول أبي بكر رضي الله عنه في خطبته بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم " لا يشغلنكم الشيطان بموت نبيكم، ولا يفتننكم عن دينكم ".
4. القسم : كقول عمر بن عبد العزيز : " وايم الله أني لأقول هذه المقالة وما أعلم عند أحد من الذنوب أكثر مما أعلم عندي ".
5. الاستفهام : كقول علي رضي الله عنه في إحدى خطبه : " أين من سعى واجتهد، وجمع وعدد، وبنى وشيد ؟ ".
6. الاستنكار : كقول داود بن علي في إحدى خطبه في المدينة : " أيها الناس، حتام يهتف بكم صريخكم؟ أما آن لراقدكم أن يهب من نومه؟، كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون، أغركم الإمهال حتى حسبتموه إهمالا ؟ "
وكثيرا ما يستعمل الاستفهام ويراد به الإنكار.
7. التعجب : كقول : " ما أجل القلوب حين تستضيء بنور الإيمان، وما أعظم النفوس حين تستقيم على هدى الرحمن ".
8. التشويق : كقوله عليه الصلاة والسلام : " ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟، أفشوا السلام بينكم ".
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم