عناصر الخطبة
1/تسهيل إيران لاحتلال العراق من قبل أمريكا 2/بعض الإيرانيين الذين تسللوا إلى العراق وتولوا مناصب سياسية واستخباراتية 3/استراتيجية إيران في إدارة السياسة العراقية وبعض أحزابها 4/دعوة العراقيين إلى الحيطة واليقظةاقتباس
حديثُنا اليومَ -أيها الأحباب-: كشفٌ وبيانٌ للاختراق السياسي الرافضي الخبيث الذي حصل للعراق ومؤسّساته، وما انجرّ عنه من فسادٍ وإفساد، لتحقيق الهدف الاستراتيجي العام لخططهم الخبيثة: "زعزعةِ خصائصِ هويّتِهِ السنيّة ووحدتِهِ الحضاريّة، وإفسادِ منظومته القيميّة والأخلاقيّة، تمهيدًا لاحتلاله وضمّه للمشروع...
الخطبة الأولى:
بسم الله وحده لا شريك له، وأصلّي وأسلّمُ على نبيّنا محمدٍ بن عبدِ اللهِ رسولِ اللهِ وعبده، وعلى آلِهِ وأصحابِهِ أنصارِ الحقّ وجُنْدِه، وارضَ اللهمَّ عن المؤمنين بعهده المصدقين لوعده، وعلى أئمة الهدى ونجوم الاقتداء، الذين طالما ساوَرَهُم الباطِلُ بسلطانه وكيده، وكاثَرَهُم بجُمُوعِهِ وحشدِه، ودَمْدَمَ عليهم بهَزِيمِهِ ورعْدِه، فما وهنوا عند إرخائه، وما استكانوا عند شدّه، ما انخدعوا لهزله، ولا لعبوا عند جدّه!.
وعلى عباد الله الصالحين المصلحين الذين وقفوا عند شرعه وَحَدّه، وأخلصوا عملهم لله بيقين القلب وعقده، وابتلاهم الله بالشرّ والخير فتنة؛ فقالوا: كلّ من عنده!، ووفقهم لفهم حقائق الأشياء فما التبست عليهم المعاني، ولا سمّوا الشيء باسم ضدّه!.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمّدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله الطيّبين الطاهرين وصحبِه، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين.
ثم أما بعد:
حديثُنا اليومَ -أيها الأحباب-: كشفٌ وبيانٌ للاختراق السياسي الرافضي الخبيث الذي حصل للعراق ومؤسّساته، وما انجرّ عنه من فسادٍ وإفساد، لتحقيق الهدف الاستراتيجي العام لخططهم الخبيثة: "زعزعةِ خصائصِ هويّتِهِ السنيّة ووحدتِهِ الحضاريّة، وإفسادِ منظومته القيميّة والأخلاقيّة، تمهيدًا لاحتلاله وضمّه للمشروع التوسّعيّ الفارسيّ".
فنسأل الله السلامة والعافية.
القيادة الصفوية الإيرانية -معشر المؤمنين-: نجحت في خلق امتداد لها داخل العمق العراقي عبر تمكين الصليبيين من احتلال هذا البلد العظيم؛ ففي مطلع عام 2004 م اعترف نائب الرئيس الإيراني الأسبق "محمد علي أبطحي" أثناء مشاركته في ندوة سياسية دولية في دبي بان: "لولا مساعدة إيران لما نجحت أمريكا في احتلال العراق وأفغانستان".
هذا التصريح -معشر المؤمنين-: أكده لاحقاً مستخدماً العبارة ذاتها الرئيس الإيراني الأسبق "خاتمي" عام 2004 م.
وفي عام 2005 م أثناء الحملة الانتخابية للرئاسة الإيرانية؛ أكد "هاشمي رفسنجاني" دور النظام الإيراني في تسهيل مهمة أمريكا في احتلال العراق وتدميره!.
أمريكا هذه الدولة الكافرة الظالمة الغاشمة التي تزعم إيران أنها هي وإسرائيل عدوها الأول.
والصحيح غير ذلك!.
من المهم -معشر المؤمنين-: أن نشير في هذا السياق إلى عدم صدور أي تصريح أو بيان رسمي إيراني ينفي أو يشجب هذه التصريحات، وخاصّة أنها صادرة عن أركان النظام الإيراني!.
بهذه الخطوة -معشر المؤمنين-: توفرت للصفويين الشعوبيين الجدد فرصة تاريخية لتحقيق ما عجزت أجيال منهم على إنجازه في حالتي السلم والحرب منذ سقوط الإمبراطورية الفارسية، وإلى تاريخ 9/4/2003 م، ودخول قوات الغزو الأمريكية إلى العاصمة العراقية بغداد، وما صاحب ذلك من فوضى عارمة اجتاحت الأخضر واليابس.
ما الذي حصل على المستوى السياسي في العراق بعد حصول هذا الاجتياح الصليبي بتسهيلات صفوية؟
تسلل آلاف المندسين من الصفويين المرتبطين عضويا بالآيات الشيطانية في طهران علاوة على آلاف الإيرانيين المنضوين تحت لواء ما يسمى بـ "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، والذين استقروا في أغلب المحافظات العراقية بأسماء عربية ووثائق هوية مزيفة! مثلما هو شأن.
1- "بيان جبر": واسمه الحقيقي "باقر جبر سولاغ" من مدينة اللار في إيران.
وهذا شغل منصب وزير المالية في العراق بعدما كان وزيراً للداخلية!.
2- "محمد باقر الحكيم": وشقيقه "عبد العزيز الطبطبائي" من مدينة يزد الإيرانية.
3- "بحر العلوم" من مدينة بروجرود.
4- "حامد البياتي": واسمه الحقيقي "طالب الأصفهاني".
5- "آية الله مدرسي": واسمه الحقيقي "دهبر بور".
6- "صادق الموسوي": من مدينة "كرمنشاه" في إيران.
7- "فائق شيخ علي": واسمه الحقيقي "فائق دعبول المرندي".
8- "علي الدباغ"، و"موفق الربيعي"، و"حسن الشهرستاني"، والعشرات من أعضاء مجلس النواب الحالي، والذين يحملون الجنسية الإيرانية، بل تعود أصولهم لإيران فعلاً، ولا ننسى بالطبع مرجعهم: "علي السيستاني" الذي رفض حتى قبول الجنسية العراقية، والتي عرضها عليه رئيس الوزراء العراقي!.
معشر المؤمنين: وغيرُ هؤلاءِ كثير من الأعاجم الذين اتخذوا لأنفسهم أسماء عربية، وادعوا زوراً وبهتاناً أنهم عراقيون اضطهدهم: "النظام السابق"، وأصبحوا في مراكز حساسة في مؤسسات الدولة المهزلة في العراق ما بعد الاحتلال!.
إنّه عن طريق هؤلاء وبوساطتهم استطاع القادة الصفويون الإيرانيون أن يُحْكِموا قبضتهم على أغلب المؤسسات السياسية في العراق، ومن ضمنها مجلس الوزراء، ومجلس النواب، فضلاً عن سيطرتهم العملية على أغلب الأحزاب الشيعية العاملة في بلاد الرافدين، حتى أصبحت كلها تدور في فلك إيران! تأتمر بأمرها وتنفذ أجنداتِها وتنخرط طوعاً في مشاريعها التآمرية تحت عنوان مذهبي طائفي؛ لخصه "محمد علي الشيرازي"، حينما صرح لجريدة القبس الكويتية العدد 11262 السنة 33 بتاريخ 15/10/2004 صفحة 4، قائلا: "إن من حق إيران أن تتدخل في شؤون الشيعة في كل مكان؛ لأنها هي ولية الشيعة، ووجود عناصر استخبارات ليس جريمة سياسية؛ لأن العراق بلد شيعي، وتوجد به العتبات المقدسة والمرجعية الدينية!".
هكذا -معشر المؤمنين-: بكل صراحة ووضوح، وصول إيران وأدواتها الشيعية إلى كل المرافق السياسية في العراق كان نتيجة طبيعية لهذا الشعور الطاغي لدى حكامها بأنها هي صاحبة الأمر والنهي في كل بقعة يوجد فيها نَفَس للشيعة، ولو كان ممثلاً بفرد واحد، مهما كان في أقصى الأرض!.
وقد كشف السيد "محمد المحدثين" بصراحة عن ماهية هذا الأمر وخطورته، وهو يترأس لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.
وذلك خلال مؤتمر صحفي عقد في باريس عن قائمة طويلة تضم اكثر من (31.690) عراقياً مرتبطين بنظام الملالي في إيران، ويتقاضون أجور شهرية، ورواتب لقاء عمالتهم وخيانتهم، وتآمرهم على وحدة ومستقبل العراق!.
والخطير -معشر المؤمنين-: في تلك القائمة: أنها تضمّنت أسماء لوزراء وأعضاء في المجلس الوطني، وشخصيات سياسية ودينية وثقافية كانوا إلى زمن قريب يتبجّحون بوطنيتهم واستقلاليتهم، ونظافة أيديهم، حتى كُشِفَ أمرهم، ونُشِرَ غسيلُهُم الوسخ -كما يُقال- على صفحات وسائل الإعلام، وأصبحت فضيحتهم على كلّ لسان!.
بأمثالِ هؤلاء الأشخاص أمسكت طهران بخيوط السياسة في العراق.
وهذا يؤكد أن العراق الأبي تعرّض لاحتلال صفوي إيراني خبيث تمامًا مثلما تعرّض لاحتلال أمريكي غاشم!.
نسأل الله السلامة والعافية، ونسأله التوفيق إلى ما يحب ويرضَى.
أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب؛ إنه غفور رحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلامُ على من لا نبيّ بعده، محمد وآله وصحبه والتابعين بإحسان.
معشر المؤمنين: بعد احتلال العراق قامت إيران الصفويّة بتشكيّل "وزارة الأمن القومي الإيرانية"، وبميزانية مالية ضخمة، ووظيفة هذه الوزارة:
- إجراء اتصالات مع كل الجماعات الشيعية المحلّية في العراق، سواء كانت جماعة، أو حزبا، أو جمعية سياسية، أو إغاثية، أو ثقافية، وخططت وفق جدول زمني استدعاء كل قياداتها إلى إيران، للتعرف عليها، ومحاولة الاتفاق معها.
وتشمل الدراسة حجم الجماعة وأماكن تواجدها في العراق، ويتم التأكد من مصداقية حجم الجماعة ورجالاتها من خلال تزكيات جماعات شيعية عراقية ورجال دين.
- فإذا تمّ الاتفاق والتنسيق؛ ترصد مبالغ ورواتب لأعضائها للعمل، وفق مخطط ترسمه هذه المؤسسة؛ شريطة أن توافق الجماعة، أو الحزب على أن تزوّدهم إيران -ولكل جماعة- بثلاثة مستشارين "أمني، عسكري، سياسي" يكون استقرارهم قرب مراكز تواجد هذا الحزب أو الجماعة.
وقد تم ذلك الأمر خلال الفترة من (9/4/2003 إلى 1/1/2004) حيث تمّ الاتفاق مع كل الأحزاب الشيعية في العراق، وغطت كل الساحة الشيعية العراقية، وأصبح القرار الشيعي في العراق يصنع بواسطة لجنة مركزيه إيرانيه!.
وإذا أردنا الإشارة إلى أهم حزبين ممن يعتبر ذراعًا لإيران في العراق، وناشطًا استخباراتيا وسياسيا بامتياز، نذكر:
المجلس الأعلى للثورة الإسلامية: رجل إيران الأول في العراق، مثله مثل حزب الله في لبنان.
وهو ما أكده "صبحي الطفيلي" الأمين العام الأسبق لحزب الله، حين شبه "عبد العزيز الحكيم" رئيس المجلس الأعلى ب"حسن نصر الله" أمين عام حزب الله، وأنهما ينفذان أوامر "خامنئي" شخصيا!.
وله ذراع عسكري خبيث هو "فيلق بدر" المسؤول عن تنفيذ تصفيات فورية للشخصيات الموجودة في قوائم مجهزة ومعدة سلفاً، من الضبّاط والطيّارين والقيادات العسكرية السنيّة والعلماء والمفكرين والصحفيين وأساتذة الجامعات والأطباء والكفاءات الفكرية والطبية!.
حزب الدعوة الإسلامي: وهو ورأس الأحزاب الشيعية في، ومنه تفرعت بقية الجماعات والأحزاب؛ منها: حزب الله اللبناني، وكثير من أحزاب المنطقة الشيعية، وهو أكبر ممثل للشيعة في العراق تاريخيا وفكريا.
وقد انقسم هذا الحزب بسبب بعض اختلاف في مواقف أصحابه، ومن شر أقسامه: حزب الدعوة لإبراهيم الجعفري" الذي وافق على المخطط الأمريكي الإيراني، وينتمي إليه رئيس الحكومة العراقية الأسبق "نوري المالكي".
وحزب الدعوة -معشر المؤمنين-: واقعيًا هو من يحكم العراق سواء "إبراهيم الجعفري ونوري المالكي" بصفتهما رئيسي وزراء، وكلاهما أثبت أن ولاءه لإيران أكبر من ولائه للعراق، فقد أطلقا سراح كل المعتقلين الإيرانيين الذين قبضت عليهم الشرطة أو الجيش بتهمة القيام بأعمال تخريبية في العراق، وقام المالكي كذلك بإطلاق سراح (400 إيراني) في أول عهده.
كما إن هناك تقارير كثيرة جداً عن تواجد إيراني في وزارة الداخلية -في وزارة صولاغ-، ولكن كان يتم غض الطرف عنها من قبل إبراهيم الجعفري والمالكي، وحين كشفت الصحافة تواجد إيراني مكثف في البصرة، قام الجعفري و المالكي بالدافع عن التواجد الإيراني، وعللوا ذلك بأنه وجود رسمي!.
معشر المؤمنين: هذا شيءٌ من حقيقة هؤلاءِ الرافضة الأنجاس، وهذا جزءٌ يسيرٌ جدًّا من هيمنتهم السياسية على الدولة العراقية.
نسأل المولى العلي القدير أن يمكّن للشرفاء في العراق، وأن يحقّقَ يقظة هذه الأمّة تجاه هذا الاخطبوط قبل فوات الأوان، فالمواجهة مع الصفويين في العراق معركة وجودٍ، لا معركة حدود، وإذا تحققت غفلتنا، وانتصر الصفويون فيها -والعياذُ بالله-؛ فلن يجد المتفرجون مِنَّا وقتاً يكفيهم حتى للنّدم والبكاء!.
يشهدُ اللهُ أنّا قد بلّغنا!.
اللهم حبّب إلينا الإيمان وزيّنه في قلوبنا، وكرّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين، واهدنا واهدِ بنا واجعلنا سببًا لمن اهتدى، يا قوي يا متين برحمتك نستغيث فأغثنا.
وصل اللهم وبارك على نبيّك محمد وعلى آله وصحبه والتابعين وسلِّم.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم