التحرش وكيفية ردعه

عبدالباري بن عواض الثبيتي

2022-10-12 - 1444/03/16
عناصر الخطبة
1/ خطورة التحرُّش ومفاسده 2/ وسائل الوقاية من التحرش 3/ وجوب التصدِّي لظاهِرة التحرش مِن كل فِئات المُجتمع.

اقتباس

ومِن الجرائِم التي تئِنُّ المُجتمعاتُ مِن وَيلاتِها، ويُجمِعُ العُقلاء على أهمية رَصدِ واقِعِها: جريمةُ التحرُّش بالأعراضِ التي تُفضِي إلى الوُقُوعِ في المحظُور بالغواية والإيذاء والخِداع، وهو سُلُوكٌ منبُوذ، وإفسادٌ مقيتٌ يعملُ على تهيِيجِ العواطِفِ، وإثارةِ الغرائِز. هذه الجريمةُ لها أضرارٌ بليغةٌ، يكمُنُ ضررُها الأكبرُ في الوُقُوعِ فيما حرَّم الله، وزَعزعةِ المُجتمع، والأمراض النفسيَّة للضحيَّة التي قد تصِلُ إلى الانزِلاق في درَكَات الشرِّ أو الانتِحار.

الخطبة الأولى:

 

الحمدُ لله، الحمدُ لله القائِلُ: (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ) [الأنعام: 82]، أحمدُه -سبحانه- وهو للحمدِ أهل، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له أنزلَ على عِبادِه سُورةَ العصر، وأشهدُ أن سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه القُدوةُ في الإيمان والتقوَى والصبر، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبِه ما أدبَرَ ليلٌ وانفَلَقَ فجر.

 

أما بعدُ: فأُوصِيكم ونفسِي بتقوَى الله، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].

 

كرَّم الإسلامُ البشريَّة بمعانِي الحياة المُطمئنَّة، والأمانِ والسلامِ، واتَّسَمَت الشريعةُ وأحكامُها بالشمُوليَّة، وأحاطَت الأمةَ بسِياجِ القِيَم الذي يحرُسُ كلَّ جوانِبِها، ويَدعُوها إلى مكارِم الأخلاق، ومحاسِن الأعمال، ويسمُو بها عن سفاسِفِ السلُوك وسيِّئ الصفات.

 

قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)، وقال تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) [المائدة: 3].

 

حاصَرَت تعاليمُ الإسلام الجريمةَ بوَأد أسبابِها، ومنع مُسبَّباتها، وقضَى عليها في مَهدِها؛ حِمايةً لأمن المُجتمع، ورِعايةً لحقِّ الفردِ، كما جفَّفَ الإسلامُ منابِعَ الجريمة بتربية المُجتمع على القِيَم النبيلة، وبناءِ الوازِع الأخلاقيِّ، وأوجَبَت الشريعةُ الحدودَ والقِصاصَ والتعازِير لأمنِ المُجتمع كلِّه. قال تعالى: (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة: 179].

 

ومِن الجرائِم التي تئِنُّ المُجتمعاتُ مِن وَيلاتِها، ويُجمِعُ العُقلاء على أهمية رَصدِ واقِعِها: جريمةُ التحرُّش بالأعراضِ التي تُفضِي إلى الوُقُوعِ في المحظُور بالغواية والإيذاء والخِداع، وهو سُلُوكٌ منبُوذ، وإفسادٌ مقيتٌ يعملُ على تهيِيجِ العواطِفِ، وإثارةِ الغرائِز.

 

هذه الجريمةُ لها أضرارٌ بليغةٌ، يكمُنُ ضررُها الأكبرُ في الوُقُوعِ فيما حرَّم الله، وزَعزعةِ المُجتمع، والأمراض النفسيَّة للضحيَّة التي قد تصِلُ إلى الانزِلاق في درَكَات الشرِّ أو الانتِحار.

 

رَدعُ المُتحرِّشين المُستَهتِرين العابِثِين واجِبٌ شرعيٌّ، قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا) [الأحزاب: 58].

 

وقال -صلى الله عليه وسلم-: "إن شرَّ الناسِ منزِلةً عند الله يوم القِيامة: مَن ودَعَه أو ترَكَه الناسُ اتِّقاءَ فُحشِه".

 

تجريمُ التحريش والتصدِّي له عملٌ جليلٌ، وفيه إقامةٌ لحُكم الله برَدع مَن يُريدُ الإفسادَ في الأرض، ويُضرِمُ نيرانَ الفتن، ويُزعزِعُ الأمن ويتمادَى في الباطِل، حُكمُ الله يحفَظُ للناسِ أعراضَهم وسُمعتَهم وكرامتَهم.

قال -صلى الله عليه وسلم-: "حدٌّ يُعملُ به في الأرضِ خيرٌ لأهلِ الأرضِ مِن أن يُمطَرُوا أربعين صباحًا".

 

هذا نِداءُ القرآن الكريم للمُؤمنين بالنَّأيِ عن تتبُّع خُطوات الشيطان ومسالِكِه، قال الله تعالى: (وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ) [الأنعام: 151]، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ) [النور: 21].

 

كلُّ ذلك لسدِّ منافِذِ الشرِّ، ومَن يُحاوِلُ شُيُوعَ الفاحِشة في الذين آمنُوا.

التحرُّشُ صِفةٌ دَنيئةٌ تلحَقُ الضُّعفاءَ السُّفهاءَ، مريضِي النُّفُوس، علِيلِي القِيَم، قليلِي المُروءة، الذين يأتُون قبائِحَ الأعمال.

جريمةُ التحرُّش تتَّخِذُ صُورًا عديدةً، ومُمارساتٍ مُتنوِّعة، تبدأُ بالألفاظِ البذيئة، والعِبارات الساقِطة التي يتبجَّحُ بها مُرتكِبُوها.

 

قال -صلى الله عليه وسلم-: "إيَّاكُم والفُحش؛ فإن الله لا يُحبُّ الفاحِشَ والمُتفحِّش".

وقال: "ليس المُؤمنُ بالطعَّان ولا اللعَّان ولا الفاحِش البَذِيء".

 

وقال -صلى الله عليه وسلم-: "لكل ابنِ آدم حظُّه مِن الزِّنا؛ فالعينان تزنِيَان وزِناهما النَّظَر، واليدَان تزنِيَان وزِناهما البَطشُ، والرِّجلان تزنِيَان وزِناهما المشيُ، والفَمُ يَزنِي وزِناهُ القُبَل".

 

وإذا سمَحَ الإنسانُ للسانِه أن يلغُو عرَّضَ نفسَه للضَّياع في الدُّنيا، والإفلاسِ في الآخرة، قال الله تعالى: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) [ق: 18].

 

التحرُّشُ داءٌ يستَشرِي في كل ميدان، ويطرُقُ كلَّ السُّبُل، وازداد توسُّعًا في واقعِ الفضاءِ الافتراضِيِّ الذي تجاوَزَ المكانَ والزمانَ بحِيَلٍ لم تُعهَد، ومكرٍ لم يُعرَف، فعاثَ في القُلوبِ فسادًا، ولوَّثَ العُقُول، وأفسَدَ الفِطَر السَّوِيَّة.

 

ومِن صُور التحرُّش: التفاعُلُ مع مقاطِعِ الرَّذِيلة في مواقِعِ التواصُل الاجتماعيِّ التي فيها نشرٌ للشرِّ، وإشاعةٌ للفاحِشة، وتحريضٌ فظيعٍ، وضررٌ بليغٌ لا يُحدُّ ولا يُوصَف.

 

قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) [النور: 19].

 

والذين يبُثُّون هذه المقاطِع ويقُومُون على ترويجِها مآلُهم وَخِيم، وخاتمتُهم مُحزِنةٌ مُؤلِمةٌ - أعاذَنا الله وإياكُم مِن سُوء  الخاتِمة-.

 

قال تعالى: (لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ) [النحل: 25]، وقال تعالى: (وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ) [العنكبوت: 13].

 

لقد انتشَرَ داءُ التحرُّش بسبب المُجاهَرة والتساهُل والتفاخُر، وتزيين السُّوء، كما أن الجفافَ العاطفيَّ في البيُوت جعلَ الفتيات والأطفالَ والنساء صَيدًا سهلًا في مُتناوَل نزَوَات المُتحرِّشِين.

 

وأهلُ الشرع والفِكر والرأيِ السَّديد يعلَمُون أن أفضلَ وِقايةٍ لهذا المرض العُضال: غرسُ وازِعِ الدين، وتقوِيةُ الإيمان، والتمسُّكُ بهدايات القرآن، والالتِزامُ بالتقوَى قَولًا وسُلُوكًا، وغضُّ البصَر، واللِّباسُ الساتِر، وتهذيبُ النَّفس بالعِفَّة والخوفِ مِن الله.

 

ولا يخفَى أن الشبابَ طاقةٌ مُتَّقِدة، وحماسٌ مُتدفِّق، وإذا وجَدَ توجيهًا واحتِواءً وتمكينًا لمواهِبِه وقُدراتِه سلَكَ طريقَ الجادَّة، وارتقَى بفِكرِه واهتِماماتِه، وانخرَطَ في العمل والبِناء. وهذا يُثمِرُ تحصينَ المُجتمع مِن التحرُّش.

 

بِناءُ جُسُور الثِّقة بين الآباء والأولاد يُنمِّي الشخصيَّةَ القويَّةَ، ويُشجِّعُ السلوكيَّات السليمة، ويبنِي معالِمَ الرُّجُولة، ونبذَ المُيُوعة، ويُربِّي الفتيات على الاحتِشام والسَّتر والحِجاب.

 

أما الأُسَر التي تترنَّح وترزَحُ تحت وابِلِ المُشكِلات والصِّراعات والتفكُّك، فهي أرضٌ خِصبةٌ للتحرُّش والمُتحرِّشين، كما أن الزواجَ المُبكِّر يُشبِعُ الرغبةَ، ويملأُ الفراغَ، ويحمِي مِن مساوِئِ الأخلاق.

 

قال -صلى الله عليه وسلم-: "يا معشرَ الشباب! مَن استطاعَ مِنكم الباءَة فليتزوَّج؛ فإنه أغضُّ للبصر، وأحصَنُ للفَرْج".

 

بارَك الله لي ولكم في القرآنِ العظيم، ونفعَني وإياكم بما فيه مِن الآياتِ والذكرِ الحكيم، أقولُ قولي هذا، وأستغفرُ اللهَ العظيمَ لي ولكُم، فاستغفِروه؛ إنه هو الغفورُ الرحيم.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمدُ لله، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ، وأشهدُ أن سيِّدنا ونبيَّنا محمدًا رسولُ الله، صلَّى الله عليه وعلى آلِهِ وصحبِه ومَن والاه.

 

أما بعد: فأُوصِيكُم ونفسِي بتقوَى الله.

 

ومِن نافِلة القول: التأكيدُ على أهمية مُلاحظة سُلُوكيَّات الأولاد وعدم إهمالِها، لاسيَّما حين تتشكَّلُ سُلُوكيَّات مُريبَة.

 

إن مُقاومة جريمة التحرُّش وكلِّ الجرائِم مسؤوليَّةٌ مُشتركَة بين جميع فِئات المُجتمع، ومَن لم يردَعه القرآن ونِداءُ الإيمان فلا بُدَّ حينئذٍ مِن سَوطِ السُّلطان.

وقد جاء عن عُثمان -رضي الله عنه-: "إن الله ليَزَعُ بالسُّلطات ما لا يَزَعُ بالقرآن".

 

ألا وصلُّوا - عباد الله - على رسولِ الهُدى؛ فقد أمرَكم الله بذلك في كتابِه فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].

 

اللهم صلِّ على مُحمدٍ وأزواجِه وذُرِّيَّته، كما صلَّيتَ على آل إبراهيم، وبارِك على محمدٍ وأزواجِه وذُرِّيَّته، كما باركتَ على آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد.

 

وارضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشِدين: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن الآلِ والصحبِ الكرامِ، وعنَّا معهم بعفوِك وكرمِك وإحسانِك يا أرحَم الراحِمين.

 

اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمين، وأذِلَّ الكُفرَ والكافرين، ودمِّر اللهم أعداءَك أعداءَ الدين، واجعَل اللهم هذا البلدَ آمِنًا مُطمئنًّا، وسائِرَ بلاد المُسلمين.

 

اللهم مَن أرادَنا وأرادَ الإسلامَ والمُسلمين بسُوءٍ فأشغِله بنفسِه، واجعَل تدبيرَه تدميرَه يا سميعَ الدُّعاء، اللهم مَن أرادَنا وأرادَ الإسلامَ والمُسلمين بسُوءٍ فأشغِله بنفسِه، واجعَل تدبيرَه تدميرَه يا سميعَ الدُّعاء.

 

اللهم إنا نسألك الجنةَ، ونعوذُ بك من النار.

اللهم إنا نسألك من الخير كلِّه، عاجِلِه وآجِلِه، ما علِمنا منه وما لم نعلَم، ونعوذُ بك من الشرِّ كلِّه، عاجِلِه وآجِلِه، ما علِمنا وما لم نعلَم.

 

اللهم أصلِح لنا دينَنا الذي هو عِصمةُ أمرِنا، وأصلِح لنا دُنيانا التي فِيها معاشُنا، وأصلِح لنا آخرتَنا التي فِيها معادُنا، واجعَل الحياةَ زيادةً لنا في كل خيرٍ، والموتَ راحةً لنا مِن كل شرٍّ يا رب العالمين.

 

اللهم إنا نسألُك الهُدى والتُّقَى والعفافَ والغِنَى.

اللهم إنا نسألُك فواتِحَ الخيرِ وخواتِمَه وجوامِعَه، وأوَّلَه وآخرَه، ونسألُك الدرجاتِ العُلَى من الجنةِ يا ربَّ العالمين.

 

اللهم اغفِر لنا ما قدَّمنا وما أخَّرنا، وما أعلنَّا وما أسرَرنا، وما أنت أعلمُ به منَّا، أنت المُقدِّم وأنت المُؤخِّر، لا إله إلا أنت.

 

اللهم اغفِر لنا خطأَنا وعمدَنا، وجِدَّنا وهَزلَنا، وكلُّ ذلك عندنا، اللهم إنك عفُوٌّ تُحبُّ العفوَ فاعفُ عنَّا، اللهم اغفِر لنا ذنوبَنا كلَّها يا أرحم الراحمين.

 

اللهم أعِنَّا ولا تُعِن علينا، وانصُرنا ولا تنصُر علينا، وامكُر لنا ولا تمكُر علينا، واهدِنا ويسِّر الهُدَى لنا، وانصُرنا على مَن بغَى علينا.

 

اللهم اجعَلنا لك ذاكِرِين، لك شاكِرِين، لك مُخبِتِين، لك أوَّاهِين مُنِيبِين.

اللهم تقبَّل توبتَنا، واغسِل حَوبَتَنا، وثبِّت حُجَّتَنا، وسدِّد ألسِنتَنا، واسلُل سخِيمَةَ قُلوبِنا.

اللهم إنا نعُوذُ بك مِن زوالِ نِعمتِك، وتحوُّل عافيتِك، وفُجاءَة نِقمتِك، وجميعِ سَخَطِك.

 

اللهم أصلِح لنا شأنَنا كلَّه، ولا تكِلنا إلى أنفُسِنا ولا إلى أحدٍ مِن خلقِك طرفةَ عينٍ.

اللهم ابسُط لنا مِن بركاتِك ورحمتِك وفضلِك ورِزقِك، اللهم بارِك لنا في أموالِنا وأولادِنا وذريَّاتنا وأزواجِنا، واجعَلنا مُبارَكين أينما كُنَّا يا أرحم الراحمين.

 

اللهم وفِّق إمامَنا لِما تُحبُّ وترضَى، اللهم وفِّق إمامَنا لهُداك، واجعَل عملَه في رِضاك، ووفِّق نائِبَه لكل خيرٍ يا أرحم الراحمين، ووفِّق جميعَ وُلاة أمور المُسلمين للعمل بكتابِك وتحكيم شرعِك يا أرحم الراحمين.

 

(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الأعراف: 23]، (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [الحشر: 10].

(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 201].

 

(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النحل: 90]؛ فاذكُروا اللهَ يذكُركم، واشكُرُوه على نِعمِه يزِدكم، ولذِكرُ الله أكبر، والله يعلَمُ ما تصنَعُون.

 

المرفقات

التحرش وكيفية ردعه

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات