التحذير من مشاركة الكفار في أعيادهم

الشيخ محمد بن مبارك الشرافي

2025-01-03 - 1446/07/03 2025-01-16 - 1446/07/16
عناصر الخطبة
1/خصائص شريعة الإسلام 2/ النهي الصريح عن التشبه بالكفار 3/محاولات أعداء الإسلام طمس حقائق الدين ومعالمه 4/مشاركة بعض المسلمين في أعياد المشركين 5/أقوال وفتاوى الأئمة في تحريم مشاركة المشركين في أعيادهم.

اقتباس

إِنَّ هَذِهِ الْأَدِلَّةَ وَاضِحَةُ الْبَيَانِ فِي تَحْرِيمَ التَّشَبُّهِ بِالْكُفَّارِ فِيمَا هُوَ مِنْ خَصَائِصِهِمْ؛ سَوَاءً كَانَ ذَلِكَ فِي الْعَقَائِدِ أَوِ الْعَادَاتِ أَوِ الصِّفَاتِ، وَسَواءٌ كَانَ ذَلِكَ الْفِعْلُ مِمَّا قَصَدَ فَاعِلُهُ التَّشَبُّهَ بِهِمْ أَوِ لَمْ يَقْصِدْهُ...

الخطبةُ الأولَى:

 

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ؛ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

 

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب:70-71].

 

أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ اللهَ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- قَدْ أَغْنَى الْمُسْلِمِينَ وَأَنْعَمَ عَلَيْهِمْ بِشَرِيعَةٍ شَامِلَةٍ لِكُلِّ مَصَالِحِ الدِّينِ وَالدُّنْيَا، وَعَلَّقَ رَبُّنَا -جَلَّ وَعَلَا- السَّعَادَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ عَلَى الْعَمَلِ بِهَا وَالتَّمَسُّكِ بِهُدَاهَا؛ قَالَ اللهُ -تَعَالَى-: (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى)[طه: 123].

 

وَهَذِهِ الشَّرِيعَةُ هِيَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ؛ وَهِيَ طَرِيقُ مَنْ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِن النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ، وَمَا خَالَفَهَا فَهُوَ طَرِيقُ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَالضَّالِينَ مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالْمُشْرِكِينَ.

 

قَالَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: "إِنَّا قَوْمٌ أَعَزَّنَا اللهُ بِالْإِسْلَامِ، فَإِنْ طَلَبْنَا الْعِزَّةَ بِغَيْرِهِ أَذَلَّنَا اللهُ".

 

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِنَّ الْمُتَأَمِّلَ فِي النُّصُوصِ مِنْ كِتَابِ اللهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَجِدُ النَّهْيَ الصَّرِيحَ عَنِ التَّشَبُّهِ بِالْكُفَّارِ وَاضِحًا؛ قَالَ اللهُ -سُبْحَانَهُ- (ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ)[الجاثية: 18].

 

وعَنْ ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "منْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ"، وَعَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "خَالِفُوا اليَهُودَ؛ فَإِنَّهُمْ لَا يُصَلُّونَ فِي نِعَالِهِمْ وِلَا فَي خِفَافِهِمْ"(رَوَاهُمَا أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُمَا الْأَلْبَانِيُّ).

 

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِنَّ هَذِهِ الْأَدِلَّةَ وَاضِحَةُ الْبَيَانِ فِي تَحْرِيمَ التَّشَبُّهِ بِالْكُفَّارِ فِيمَا هُوَ مِنْ خَصَائِصِهِمْ؛ سَوَاءً كَانَ ذَلِكَ فِي الْعَقَائِدِ أَوِ الْعَادَاتِ أَوِ الصِّفَاتِ، وَسَواءٌ كَانَ ذَلِكَ الْفِعْلُ مِمَّا قَصَدَ فَاعِلُهُ التَّشَبُّهَ بِهِمْ أَوِ لَمْ يَقْصِدْهُ.

 

وَإِنَّ النَّاظِرَ فِي عَالَمِ الْيَوْم يَرَى بِوُضُوحٍ جُهُودَ أَعْدَاءِ الْإِسْلَامِ فِي مُحَاوَلاتِهِمْ لِطَمْسِ حَقَائِقِ الدِّينِ وَمَعَالِمِهِ؛ وَإِطْفَاءِ نُورِهِ بِشَتَّى الْوَسَائِلِ، كُلُّ ذَلِكَ لِيَقْطَعُوا صِلَةَ الْمُسْلِمِينَ بِدِينِهِمْ وَيُبْعِدُوهُمْ عَنْ دِينِ اللهِ -تَعَالَى- الذِي ارْتَضَاهُ، لِيُصْبِحَ الْوَاحِدُ مُسْلِمًا بِالاسْمِ فَقَطْ، قَالَ اللهُ -تَعَالَى-: (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)[التوبة: 32]، وَلِذَلِكَ كَانَ التَّحْذِيرُ مِنْ مُوَالَاتِهِمْ وَالقُرْبِ مِنْهُمْ؛ قَالَ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ...)[الممتحنة: 1].

 

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: فِي كُلِّ نِهَايَةَ عَامٍ مِيلادِيٍّ يَحْتَفِلُ النَّصَارَى بِمَا يُسَمَّى بِعِيدِ الكِرِيسْمِس، أَيْ عِيدِ مِيلِادِ نَبِيِّ اللهِ الْمَسِيحِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ-، فَيُقُومُونَ بِأَدَاءِ شَعَائِرَ وَعِبَادَاتٍ؛ وَبَذْلِ هَدَايا وَإِيقَادِ شُمُوعٍ، وَغَيْر ذَلِكَ؛ سَوَاءٌ كَانَ فِي دُوُلِهِمْ أَوْ فِي الْمُجْتَمَعَاتِ التِي يَعِيشُونَ فِيهَا خَارِجَ بِلادِهِمْ.

 

وَإِنَّ حِرْصَ النَّصَارَى عَلَى إِقَامَةِ هَذِهِ الْأَعْيَادِ فِي نِهَايَةِ السَّنَةِ الْمِيلادِيَّةِ يُعْتَبَرُ جُزْءًا مِنْ دِينِهِمْ وَعَقِيدَتِهِمْ، لِذَا فَإِنَّهُ لا يُسْتَغْرَبُ حِرْصُهُمْ عَلَى إِقَامَتِهَا، لَكِنَّ مُصيِبَتَنَا فِي بَعْضِ الْمُسْلِمِينَ الذِينَ يُشَارِكُونَ هَؤُلاءِ النَّصَارَى فِي أَعْيَادِهِمُ الْكُفْرِيَّةِ.

 

وَهَذِهِ الْمُشَارَكَةُ مِنْ البَعْضِ أَخَذَتْ صُورًا عَدِيدَةً، فَمِنَ الْمُسْلِمِينَ مَنْ يُشَارِكُهُمْ فِي حُضُورِهَا وَيَحْتَفِلُ مَعَهُمْ وَكَأَنَّهُ وَاحِدٌ مِنْهُمْ، فَكَيْفَ يَرْضَى مُسْلِمٌ لِنَفْسِهِ أَنْ يُلَوِّثَ عَقِيدَتَهُ الصَّافِيَةَ بِعَقِيدَةِ النَّصَارَى الذِينَ يَدَّعُونَ بِأَنَّ اللهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ؟! تَعَالَى اللهُ عَنْ قَوْلِهِمْ عُلُوًّا كَبِيرًا.

 

وَمِنْ صُوَرِ هَذِهِ الْمُشَارَكَةِ: التَّهْنِئَةُ لِهَؤُلاءِ بِهَذِهِ المنَاسَبَةِ، وَهَذَا قَدْ يَقَعُ مِنْ بَعْضِ مَنْ يَخْتَلِطُ مَعَهُمْ بِحُكْمِ الْعَمَلِ الْوَظِيفِيِّ أَوِ الدِّرَاسَةِ؛ فَيُبَادِلُونَهُمُ التَّهَانِي، وَرُبَّمَا يُرْسِلُونَ لَهُمْ بِطَاقَاتِ التَّهْنِئَةِ بِهَذِهِ الْمُنَاسَبَاتِ، وَهَذِهِ الْمُشَارَكَاتُ مُحَرَّمَةٌ مِنْ عِدَّةِ أَوْجُهٍ:

 

أَوَّلًا: لِأَنَّهُ مِنَ التَّشَبُّهِ بِالْكُفَّارِ، وَتَقَدَّمَ الدَّلِيلُ عَلَى تَحْرِيمِه.

 ثَانِيًا: إنَّ الْمُشَارَكَةَ فِيهَا نَوْعٌ مِنْ مَوَدَّةِ الْكُفَّارِ وَمَحَبَّتِهِمْ، وَاللهُ يَقُولُ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ)[المائدة: 51].

 

ثَالِثًا: إِنَّ الْعِيدَ قَضِيَّةٌ دِينِيَّةٌ عَقَدِيَّةٌ، وَلَيْسَتْ عَادَاتٍ دُنْيَوِيَّةً؛ كَمَا دَلَّ عَلَيْهِ الْحَدِيثُ فِي الصَّحِيحَيْنِ: "إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا، وَهَذَا عِيدُنَا"، وَعِيدُهُمْ يَدُلُّ عَلَى عَقِيدَةٍ شِرْكِيَّةٍ كُفْرِيَّةٍ، قَالَ اللهُ -تَعَالَى-: (وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ)[الفرقان: 72]، وَقَدْ فَسَّرَ الْعُلَمَاءُ الآيَةَ بِأَعْيَادِ الْمُشْرِكِينَ.

 

أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

 

 

الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:

 

الْحَمْدُ للهِ الذَي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ، وَالصَّلاةُ عَلَى خَاتَمِ رُسُلِهِ وَأَفْضَلِ أَنْبِيَائِهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَأَزْوَاجِهِ وَعَلَى مَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ لِقَائِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.

 

أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ، وَاعْلَمُوا أَنَّ الْوَاجِبَ اللهِ الْحَذَرُ وَالتَّحْذِيرُ مِنْ مُشَارَكَةِ الْكُفَّارِ فِي أَعْيَادِهِمْ، يَقُولُ شَيْخُ الْإِسْلَامُ ابْنُ تَيْمِيَّةَ -رَحِمَهُ اللهُ-: "إِنَّ الْأَعْيَادَ مِنْ جُمْلَةِ الشَّرَائِعِ وَالْمَنَاهِجِ وَالْمَنَاسِكَ التِي قَالَ اللهُ -تَعَالَى- فِيهَا: (لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ)[الحج: 67]، كَالْقِبْلَةِ وَالصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ، فَلا فَرْقَ بَيْنَ مُشَارَكَتِهِمْ فِي الْعِيدِ وَبَيْنَ مُشَارَكَتِهِمْ فِي سَائِرِ الْمَنَاهِجِ...." إِلَى أَنْ قَالَ: "فَالْمُوَافَقَةُ فِيهَا مُوَافَقَةٌ فِي أَخَصِّ شَرَائِعِ الْكُفْرِ وَأَظْهَرِ شَعَائِرِهِ".

 

وَيَقُولُ الْعَلَّامَةُ ابْنُ القَيِّمِ -رَحِمَهُ اللهُ- فِي كِتَابِهِ أَحْكَامِ أَهْلِ الذِّمَّة: "أَمَّا تَهْنِئَتُهُمْ بِشَعَائِرِ الْكُفْرِ الْمُخْتَصَّةِ بِهِمْ فَحَرَامٌ بِالاتِّفَاقِ، وَذَلِكَ مِثْلُ أَنْ يُهَنِّئَهُمْ بِأَعْيَادِهِمْ، فَهَذَا إِنْ سَلِمَ قَائِلُهُ مِنَ الْكُفْرِ فَهُوَ مِنَ الْمُحَرَّمَاتِ، وَهُوَ بِمَنْزِلَةِ أَنْ يُهَنِّئَهُ بِسُجُودِهِ لِلصَّلِيبِ، بَلْ ذَلِكَ أَعْظَمُ إِثْمًا عِنْدَ اللهَ وَأَشْدُّ مَقْتًا مِنَ التَّهْنِئَةِ بِشُرْبِ الْخَمْرِ وَقَتْلِ النَّفْسِ وَارْتِكَابِ الْفَرْجِ الْحَرَامِ وَنَحْوِهِ، فَمَنْ هَنَّأَ عَبْدًا بِمَعْصِيَةٍ أَوْ بِدْعَةٍ أَوْ كُفْرٍ فَقَدْ تَعَرَّضَ لِمَقْتِ اللهِ وَسَخَطِهِ".

 

وَفِي فَتَاوَى اللَّجْنَةِ الدَّائِمَةِ (11168): "لا يَجُوزُ لِلْمُسْلِمِ تَهْنَئِةُ النَّصَارَى بِأَعْيَادِهِمْ؛ لِأَنَّ فِي ذَلِكَ تَعَاوُنًا عَلَى الإِثْمِ وَقَدْ نُهِينَا عَنْهُ قَالَ -تَعَالَى-: (وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)[المائدة: 2]، كَمَا أَنَّ فِيهِ تَوَدُّدًا إِلَيْهِمْ وَطَلَبًا لِمَحَبَّتِهِمْ وَإِشْعَارًا بِالرِّضَا عَنْهُمْ وَعَنْ شَعَائِرِهِمْ، وَهَذَا لا يَجُوزُ، بَلِ الْوَاجِبُ إِظْهَارُ الْعَدَاوَةِ لَهُمْ وبُغْضَهُمْ؛ لِأَنَّهُمْ يُحَادُّونَ اللهَ -جَلَّ وَعَلَا- وَيُشْرِكُونَ مَعَهُ غَيْرَهُ وَيَجْعَلُونَ لَهُ صَاحِبَةً وَوَلَدًا.

 

 قَالَ -تَعَالَى-: (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ)[المجادلة: 22] الآيَة، وَقَالَ -تَعَالَى-: (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ)[الممتحنة: 4].

 

فَاللَّهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا دِيننا اَلَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنا، وَأَصْلِحْ لَنَا دُنْيَانا اَلَّتِي فِيهَا مَعَاشُنا، وَأَصْلِحْ لَنَا آخِرَتَنا اَلَّتِي فِيهَا مَعَادُنا، وَاجْعَلْ اَلْحَيَاةَ زِيَادَةً لَنَا فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلْ اَلْمَوْتَ رَاحَةً لَنَا مِنْ كُلِّ شَرٍّ.

 

اَللَّهُمَّ انْفَعْنَا بِمَا عَلَّمْتَنَا، وَعَلِّمْنَا مَا يَنْفَعُنَا، وَارْزُقْنَا عِلْمًا يَنْفَعُنَا، الله آمِنَّا فِي دُورِنَا وَأَصْلِحْ وُلَاةَ أُمورِنَا، اللَّهُمَّ انْصُرْ دِينَكَ وَكِتَابَكَ وعبادَكَ الصالحينَ.

 

اللَّهُمَّ إنِّا نعُوذُ بِكَ مِنَ الْبَرَصِ وَالْجُذَامِ وَمِنْ سَيِّئِ الأَسْقَامِ، اللَّهُمَّ إنَّا نعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَالْهَرَمِ وَالْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ، اللَّهُمَّ ارْفَعْ عنَّا الغَلَا والوَبَا وجَنِّبْنَا الرِّبَا والزِّنَا والزَّلَازِلَ والفِتَنَ مَا ظَهَرَ مِنْها وَمَا بَطَن.

 

 اللَّهُمَّ صَلِّ وسَلِّمْ عَلَى عبدِكَ وَرَسولِكَ محمدٍ وعلى آلهِ وصحبِهِ أَجْمَعينَ، والحمدُ للهِ ربِّ العَالَمِينَ.

 

 

المرفقات

التحذير من مشاركة الكفار في أعيادهم.doc

التحذير من مشاركة الكفار في أعيادهم.pdf

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات