التحذير من تبرج النساء

عبدالرحمن بن عبدالله آل فريان

2022-10-12 - 1444/03/16
عناصر الخطبة
1/بيان خطورة تبرج النساء 2/ بيان أسباب التبرج 3/ بيان خطر الدعاة إلى السفور
اهداف الخطبة
التحذير من التبرج ودعاة السفور / تنبيه أولياء الأمور إلى إلزام نسائهم بالستر.
عنوان فرعي أول
ولا تبرجن
عنوان فرعي ثاني
قوامة الرجل
عنوان فرعي ثالث
دعاة السفور

اقتباس

وقد كثر التبرج في هذه الأزمان، وانتشر السفور، حتى أصبح غاية منشودة، لكثير من النساء اللاتي قلّ حياؤهن، وضعف دينهن.
وسبَبُ ذلك هو: التقليد الأعمى، بدون بصيرة. ولا حياة لأناس خرجوا على نظام، وتعاليم الإسلام. حتى أصبحوا لا يغارون على عوراتهن، وفسحوا لهن المجال في خروجهن في الأسواق، والتفاخر بكل جديد يدعو إليه الأعداء؛ حتى ضعف خوفهن من الله. وقام أراذل يدعون للتبرج؛ حتى تمكن الفساق والسقط من التمتع ...

 

 

 

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق؛ ليظهره على الدين كله، ولو كره المشركون. والحمد لله الذي ارتضى لنا الإسلام ديناً، وإن صد عنه الملحدون والجاحدون. وأشكره سبحانه على نعمه العظيمة، التي أكبرها نعمة الإسلام، وإن أنكره الكافرون.

وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، ولا شبيه ولا نظير له، تعالى الله وتقدس عما يصفه به المشركون.

وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، وخليله وصفوته من خلقه، ثابت له ذلك بالنصوص، ونقر به، وإن أنكره المفرطون. صلى الله عليه، وعلى آله، وأصحابه أهل الصدق والوفا، الذين هم بهديه متمسكون، وسلم تسليماً كثيراً، مترادفاً غزيراً إلى يوم يبعثون.

أما بعد:

فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى حق تقواه، وسارعوا إلى مغفرته ورضاه، واحذروا ما يسخطه وما لا يرضاه، وابتعدوا عن السفاسف، والرذائل والأدناس، وطهِّروا مجتمعكم مما يحطّم الأخلاق، ويفسد الأعمال، ويضيع السعادة، والرجولة بين الناس.

ألا وإنه قد تفشى فيما بينكم، في بلاد الإسلام رذيلة من الرذائل، وهي تبرج النساء، وخلوتهن بالأجانب، ومزاحمتهن لهم في المجتمعات. وهو سبب لانتزاع الحياء من النفوس، الحياء الذي هو شعبة من شعب الإيمان، ومن نزع منه الحياء نزع منه الخير كله، كما قال صلى الله عليه وسلم: "إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت".

وبسبب ضعف الإيمان صار الكثير من النساء يقلدن من لا دين عندهم ولا حياء، ولا تقيد بأوامر رب الأرض والسماء.

وإن سفور النساء وتبرجهن؛ من أعظم أسباب الفساد على العباد، وانحلال الأخلاق، وأعظم فتنة على الرجال، ويقودهم ذلك إلى الرذائل، من الزنا والفجور؛ لهذا حذر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "اتقوا الدنيا واتقوا النساء؛ فإن أول فتنة وقعت فيه بنو إسرائيل، في النساء".

وقال: " ما تركت فتنة على أمتي هي أضر على الرجال من النساء".

قد كثر التبرج في هذه الأزمان، وانتشر السفور، حتى أصبح غاية منشودة، لكثير من النساء اللاتي قلّ حياؤهن، وضعف دينهن.

وسبَبُ انهماكهن في هذا المحرم والرذيلة الفظيعة، هو التقليد الأعمى، بدون بصيرة، ولا حياة لأناس خرجوا على نظام، وتعاليم الإسلام، وأهملوا أوامره السامية الفاضلة العالية، وتساهل أولياء أمورهن؛ حتى أصبحوا لا يغارون على حريمهم وعوراتهن، وفسحوا لهن المجال في خروجهن في الأسواق، ومباشرتهن للبيع والشراء، والتفاخر بكل جديد يدعو إليه الأعداء؛ حتى ضعف خوفهن من الله.

وجُعِل الأمر بأيديهن؛ حتى رمى بعضهن العباءة، ورفعن اللباس إلى الركبتين، وكشف بعضهن الوجه والصدر، والذراعين والرأس، بلا حياء ولا خجل؛ حتى إن الرجل لا يكشف الساقين والذراعين والصدر مثلهن.

وقام أراذل يدعون للتبرج؛ حتى تمكن الفساق والسقط من التمتع بهن بالنظر، ومزاحمتهن بالأجساد؛ فأين الغيرة الدينية؟ أين الحمية الإنسانية؟ أين الأوامر الإسلامية؟ مع أن المرأة عورة، والنظر إليها سم مسموم، من سهام إبليس.

فيجب عليكم يا رجال الإسلام أن تلزموا نساءكم بالمحافظة على الستر، والصيانة والعناية بأوامر الإسلام، وإلزامهن وقرارهن في البيوت.

لا يغرنكم دعاة الباطل على أبواب جهنم، يدعون الناس إليها، قوم تأثروا بأعداء الإسلام؛ فقاموا يطلبون بإشباع رغباتهم البهيمية من نساء المسلمين.

احذروهم وتمسكوا بالإسلام؛ فإن التمسك بالإسلام، سبب السعادة والفلاح؛ فإن الإسلام أمر المرأة بحفظ كرامتها وعزها ومجدها، ونهاها عن تضييع أمر ربها أو ارتكابها لنهيه.

ومعلوم أن نساء الرسول صلى الله عليه وسلم -أمهات المؤمنين- هن فضليات نساء العالم، وبلغن الغاية والنهاية في العفة والنزاهة والطهارة والصلاح، ومع هذا كله أمرهن الله على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم بالحجاب والستر ولزوم البيوت، وحذرهن من التبرج وحتى من لين الكلام مع الرجال؛ بقوله: (فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً) [الأحزاب: 32]، وذلك يصير حفاظاً عن الفتنة، وتعليماً للأمة.

والأوامر السماوية، وتعليمات الإسلام هي الغاية في تنظيم الحياة، وهي الصالحة لكل زمان ومكان، وهي التي في تطبيقها، وامتثالها الخير الدنيوي والأخروي، لبني الإنسان.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً * لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلاً * مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً * سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً) [الأحزاب:59-62].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم، ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

المرفقات

475

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات