عناصر الخطبة
1/ سرعة مرور الأعمار 2/ مبدأ التأريخ الهجري 3/ وجوب الاعتزاز بهوية الأمة 4/ خطورة الانحراف عن التأريخ الهجري.اقتباس
نحن عندما نؤرخ بالتاريخ الهجري نعتبر أنفسنا امة لها خصوصيتها لها تَبِعَيتُها الخاصة لإسلامها ولدينها نحن ليس لنا علاقة بالتاريخ الصيني فلا نؤرخ به ليس لنا علاقة بالتاريخ تاريخ يخصها مع اعتمادها للتاريخ الميلادي. كذلك نحن ليس لنا علاقة امة لها ميزتها ولها تبعتها للكتاب والسنة ليس لنا علاقة بالتاريخ النصراني حتى نؤرخ به ونترك تاريخنا الهجري...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادية له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له جل عن الشبيه والمثيل والكفء والنظير.
وأشهد أن محمد عبده ورسوله وصفيه وخليله وخيرته من خلقه وأمينه على وحييه أرسله ربه رحمةً للعالمين وحجة على العباد أجمعين فهدى الله تعالى به من الضلالة وبصَّر به من الجهالة وكثَّر به بعد القلة ولمَّ به بعد الشتات وأمَّن به بعد الخوف وصلوات الله وسلامه عليه وعلى اله الطيبين وأصحابه الغر الميامين، ما اتصلت عين بنضر ووعت أذنٌ بخبر وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد أيها الإخوة الكرام:
فإن ربنا -جل وعلا- لما خلق الخلق أحكمه وأجاده -جل وعلا- الشمس والقمر لغاياتٍ وحكم فقال الله سبحانه وتعالى: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا) [سورة الفرقان: 62]. قال ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما-: "أي جعل ما يفوت المرء من عمل في الليل يخلفه في النهار وما يفوته من عمل النهار يخلفه في الليل".
وقد قال نبينا -صلّى لله عليه وسلم-: "من نام عن حِزْبِهِ من الليلِ، فقرأهُ فيما بينَ صلاةِ الفجرِ والظهرِ، كُتب له كأنه قرأهُ من الليلِ".
فجعل الله -تعالى- هذا الليل والنهار يتعاقبان علينا يبليان كل جديد ويقدمان كل حديث يتعاقبون على الناس (.... خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا)، وإن الكلام عن الوقت ومرور الزمان كلام مهم فقد ذكره الله -تعالى- في كتابه وأقسم الله -جل وعلا- في كتابه بالزمان قال الله -تعالى- : (وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ) [الفجر: 1-2]، وقال سبحانه وتعالى: (وَالضُّحَى* وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى) [الضحى: 1-2].
ولولا عظمة الزمان وأهمية التفكرِ فيه والانتباه إليه لما اقسم الله -تعالى- به، وإن خلال هذه الأيام يتصرم عنا عامً هجريٌ كامل عامٌ هجريٌ مر علينا وفرح به من فرح سقم فيه من سقم وشُفي فيه من شُفي وولد فيه من ولد ومات فيه من مات. عامٌ هجريٌ كامل تَصَرم علينا تمر أيامه أمام أعيُونِنا فنذكر ما فيها من فرح أو يسر أو من غيبة وحضور أو من تفرق واجتماع.
ولقد بيَّن النبي -صلّى لله عليه وآله وسلم- أهمية أن يتفكر الإنسان في مرور أيامه وساعاته فقال -عليه الصلاة والسلام-: "لن تزول قدما عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسأَلَ عن أربعِ خِصالٍ: عن عُمرِه فيما أفناه، وعن شبابِه فيما أبلاه، وعن مالِه من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن عِلمِه ماذا عمِل فيه".
فذكر -عليه الصلاة والسلام- أولها "عن عُمرِه فيما أفناه" لم يذكر -عليه الصلاة والسلام- عن ماله ولا عن صحته ولا عن زوجه ولا عن ولده لم يبدأ بذلك، وإنما بدأ -عليه الصلاة والسلام- بقوله: "عن عُمرِه فيما أفناه"، تسأل عن هذه السنة التي مرت عليك كيف قضيتها ما هي الواجبات التي أديتها؟ ما هي المخالفات التي وقعت فيها؟ ما هي الحقوق التي قصرت في أدائها؟ يسأل عن عمره تمر عليه أيامه وساعاته ودقائقه ويقال له لما فعلت كذا ولماذا ضيعت كذا وكيف وقعدت عن كذا.
قال: "عن عُمرِه فيما أفناه"، مهما امتد عمره وصل إلى مئة سنة أو ربما كان من الأمم السابقة ووصل على ألف سنة وألفي سنة يسأل عن ذلك في يوم كان مقدراه خمسين ألف سنة يسأل "عن عُمرِه فيما أفناه" فيما أفنيت عمرك وفيما ضيعت ساعاتك وفيما صرفت أوقاتك قال: "عن عُمرِه فيما أفناه"، ثم ركز على فترة من فترات العمر هي قوة بين ضعفين (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ) [الرّوم: 54].
فذكر النبي -صلّى لله عليه وسلم- أنه بعدما يسأل عن عمره كله يركز على فترة القوة فترة الفتوة، فترة الشباب، فترة الفراغ قال: "وعن شبابِه فيما أبلاه"، كيف صرفتَ شبابك لما كنت في قوة من جسد وفتوة في شبابك وقوة في غريزتك وإقدام من نفسك وعلو من همتك وفراغ من وقت قال يسأل "وعن شبابِه فيما أبلاه".
فإذا كان المرء سيسأل وسيوقف بين يدي الله -تعالى- كما يسأل عن التوحيد والشرك يسأل عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه فإن هذا خريٌ أن يتفكر الإنسان في مرور عام كامل كيف مر عليه، ما هي الانجازات التي فعلتها في هذا العام؟ ما هي البصمات التي فعلتها لدينك ولإسلامك؟ كم شخص نصحت؟ وكم صلاة ضيعت؟ وكم كتابٍ قرأتَ؟ كم شهادة حصلت عليها؟ ما هي الانجازات وما هي الفرص التي ضيعتها خلال هذا العام الذي مر عليك.
وقف الفُضيل يوماً على رجل فقال الفُضيل ابن عياض لهذا الرجل: يا رجل كم مضى من عُمُرك؟
فقال الرجل: قد مضى منه ستون سنة.
فَقال لهُ الفُضيل: فأنت منذ ستين سنة تسير في طَريقٍ يُوشك أن تبلغ آخره.
أنت الآن طريقك ربما يكون طوله ستون سنة أو ربما يكون أكثر من ذلك سبعين أو ثمانين أو مئة فأنت قد قطعت مرحلة من حياتك أنت تسير في طريقٍ يُوشِكُ أن تبلغ آخره فماذا قدمت خلال طريقك؟ماذا فعلت خلال هذه الستين سنة التي مرت في حياتك؟
قال الحسن البصري: "قال يا ابن آدم! إنما أنت أيام كلما ذهب يوم ذهب بعضك"، أنت عبارة عن دفتر هذا الدفتر فيهِ عددٌ من الصفحات أنت لا تعرفها أنت في كل يوم تفتح صفحتاً لا تستطيع أن تعيدها مرة أخرى أنت الذي تسجل في هذه الصفحة ما تشاء تسجل فيها صلاة أو غض بصر أو إطلاق بصر أو ذكر وخير وإحسان، أو ربما سجلت فيها معصية وشيئاً من المخالفات أنت تسجل ما شئت في هذه الصفحة ثم تقلبها وتستقبل يوماً آخر تلك الصفحة التي مضت، مضت إلى رب العالمين في كتاب لا يظل ولا ينسى في كتاب محفوظ مسجل عليك.
ثم إذا نُشرت الصحف رأيت هذا الكتاب الذي كان بين يديك في الدنيا وأنت ملأته فيما تشاء، فيقول الحسن البصري: "إنما أنت أيام كلما ذهب يوم ذهب بعضك"، فيفاجئ المرء وهو يفتح كل يوم صفحة من صفحات حياته أن هذا الكتاب قد انتهى أن هذا الدفتر كان يظنه مئة عامٍ وإذا هو أصبح لا يزيد عن أربعين عاماً أو عشرين عاماً أو ربما أقل من ذلك فيفاجئ المرء فربما يقول إذا نزل الموت: (يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي) [البلد: 24]، لأنه فرط ولم ينتبه.
أيها المسلمون:
إننا نودع عاماً هجرياً كاملاً، هذا العام هو شعيرةً من شعائر الإسلام نحن عندما نؤرخ بالتاريخ الهجري نعتبر أنفسنا امة لها خصوصيتها لها تَبِعَيتُها الخاصة لإسلامها ولدينها نحن ليس لنا علاقة بالتاريخ الصيني فلا نؤرخ به ليس لنا علاقة بالتاريخ الفارسي فلا نؤرخ به ليس لنا علاقة بالتاريخ ياباني ولا الهندي، فإن هذه دول كلها لها تاريخ يخصها مع اعتمادها للتاريخ الميلادي. كذلك نحن ليس لنا علاقة امة لها ميزتها ولها تبعتها للكتاب والسنة ليس لنا علاقة بالتاريخ النصراني حتى نؤرخ به ونترك تاريخنا الهجري.
ولقد كان الناس قديماً لا يؤرخون بالتواريخ أصلاً قبل الإسلام لم يكن عند العرب تاريخ ومع ذلك لم يكن العرب في مكة ولا في نواحيها يؤرخون بتاريخٍ للفرس أو للهند ولا لغيرهم. كانوا يؤرخون بالحوادث فيقول قائلهم أنا ولدت بعد عام الفيل بكذا من السنين أو بعد خراب الكعبة بكذا من السنين، أو ولدت قبل موقعة كذا بكذا من السنين.
ثم جاء الإسلام وبُعِث َ نبينا -عليه الصلاة والسلام- وظل الناس يؤرخون بمثل ذلك فصاروا يؤرخون فلان ولد قبل معركة بدر بسنتين وفلان ولد قبلها بخمس سنين وفلان ولد بعد معركة الأحزاب بيومين وما شابه ذلك فكانوا يؤرخون بالمواقع والمعارك والأحداث المشهورة عندهم.
حتى كان في عهد عمر رضي الله -تعالى- عنه فبعث إليه أبو موسى الأشعري بعث إلى عمر كتاباً يقول له فيه يا أمير المؤمنين أنه تصلنا منك كتبٌ وفيها شعبان ومحرم ونحن لا ندري هل تعني شعبان الفائت أو شعبان القادم، وذلك أن الكتب ربما تأخرت في نقلها على الإبل وعلى غيرها من الدواب فربما تأخرت بعض الكتب في وصولها وربما حفظ بعضهم شيئاً من الأوراق فلا يدري شعبان من أي سنة.
قال: يا أمير المؤمنين! فأرخ لنا تاريخاً، فجعل عمر رضي الله -تعالى- عنه يجمع المسلمين وكان هذا في السنة السابعة عشر من الهجرة قبل وفاه عمر بن الخطاب بخمس أو ست سنين جعل يستشيرهم ما رأيكم؟ فقال بعضهم نؤرخ من مبعث نبينا -صلّى لله عليه وسلم- وقال الآخر بل نؤرخ من ميلاد الرسول -عليه الصلاة والسلام-، حتى اجمعوا بعد ذلك رضي الله -تعالى- عنهم بأن يؤرخوا بهجرة النبي صلى الله عليه واله وسلم إلى المدينة لان هي التي حصل بها الفتح وتكوين دولة الإسلام مبعثه -صلّى لله عليه وسلم- هو رحمةٌ للعالمين لكن لم يحدد مبعثه وأختلف فيه سنة مبعثهِ تاريخ مبعثهِ مختلفٌ فيه مولدهِ تحديداً باليوم مختلف فيه ولكن الجميع أجمعوا على معرفة تاريخ هجرته -عليه الصلاة والسلام-، وأن هجرة النبوية الشريفة لسيدي رسول الله -عليه الصلاة والسلام- قد بدأ بعدها تكوين دولة الإسلام ودحر الكافرين وتكوين الجيش الإسلامي ووجود موقع نبوي للنبي -عليه الصلاة والسلام- يجتمع الناس من كل الدنيا إليه إن أرادوا الدخول على الإسلام والوفود إليه عندها اعتمد عمر رضي الله -تعالى- عنه هذا التاريخ وكانوا في السنة السابعة عشر للهجرة فلم يجعل بداية السنوات لم يجعلها من تلك السنة التي هو فيها وإنما جعلها من سنة هجرة -عليه الصلاة والسلام- فصار عمر لما أتخذ القرار بالتاريخ الهجري في السنة السابعة عشر للهجرة.
هذا التاريخ الهجري نعرف به عباداتنا نعرف به ديننا إذا تنكرنا للتاريخ الهجري فكيف نعرف الأيام البيض التي يسن صيامها وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر هجري؟!
إذا تنكرنا للتاريخ الهجري كيف نعرف العاشر من شهر محرم فهو لم يقل عشرة يناير أو عشر فبراير إنما العاشر من شهر الله المحرم؟!
إذا تنكرنا للتاريخ الهجري وغفلنا عنه ولم نعد نؤرخ به في كتبنا لا في أجهزتنا ولا في هواتفنا وتركنا التاريخ الهجري جانباً كيف سنعرف يوم عاشوراء لنصومه وكيف سنعرف يوم عاشوراء الذي نجا الله موسى وقومه وأهلك الله فرعون وقومه؟
كيف سنعرف دخول رمضان إلا بالتاريخ الهجري, وكيف سنعرف عيد الفطر إلا بالتاريخ الهجري؟!
كيف ستضبط المرأة عدتها المتوفى عنها زوجها أن تتربص بنفسها أربعة أشهر وعشرة أيام هي لا تحسبها بالتاريخ الميلادي كلا، إنما تحسبها بالأيام الهجري كيف ستضبطها إذا لم نكن نعلم التاريخ الهجري.
إذا ضيعنا التاريخ الهجري ستصبح الأجيال التي تأتي بعدنا تفتح تاريخ أبن كثير فيقول أبن كثير وفي السنة السابعة للهجرة وفي السنة السبع مئة للهجرة وفي السنة ستة مئة للهجرة ويبدأ الجيل ينظر وكأنه يقرأ تاريخاً هندياً أو صينياً لا يدري ما هي ست مئة للهجرة ولا السبع مئة للهجرة نتنكر للتاريخ.
يقرأ أجيالنا القادمة بعد ذلك الكامل لأبن الأثير أو تاريخ الطبري فلا يدرون عن تاريخ الإسلام أصلاً لأنهم نسوا التاريخ الهجري وهذه من أعظم العواقب التي تُضيع بها الأمة تاريخها إذا نسيت التاريخ الهجري واعتمدت الميلادي.
لا بأس لو احتاج الإنسان أن يكتب الهجري وبجانبه الميلادي فلا بأس دع الناس يرون دائماً الهجرة ويتذكرون هجرة سيدهم رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أما أن تلغي التاريخ الهجري تماماً فهذا حرام.
وإذا نظرت اليوم في الدول وجدت أن الصين عندها تاريخ صيني تؤرخ به إلى اليوم وتفخر بذلك صحيح أنها تضع معه التاريخ الميلادي لكن لو تسألهم اليوم كم التاريخ بالسنة الصينية لأخبرك، فارس عندهم تاريخ يؤرخون به، الهند عندهم تاريخ يؤرخون به، عدد من الدول عندهم تاريخ لا يزال إلى اليوم يعتمدونه ويؤرخون به.
ثم يأتي بعض الناس ممن أشربت قلوبهم الذل والأتباع للكافر ثم يقول يا جماعة ماذا نستفيد من التاريخ الهجري ألغوه وأعملوا كما تعمل الدنيا كلها واعملوا التاريخ الميلادي فإذا قلت له طيب الصين عندهم تاريخ صيني تقول سبحان الله محافظين على ثقافتهم سبحان الله تمدحهم أن حافظوا على ثقافتهم وأنت تضيع ليس ثقافتك تُضيع أمر من دينك بإتباعهم على هذا.
نحن أيها المسلمون! إن تركنا التاريخ الهجري وأرخنا بالتاريخ الميلادي فهو تشبه بقوم آخرين والنبي -عليه الصلاة والسلام- قال: "من تشبَّه بقومٍ فهو منهم، وفي لفظٍ: ليس منا من تشبَّه بغيرِنا".
نحن علاقتنا وتعظيمنا هو بالنبي الذي بعث إلينا صحيح نحن نؤمن بكل الأنبياء ونعظمهم ونجلهم ونحترمهم ونعلم أن دعوتهم واحدة ولا نرضى أن يتنقص منهم أحداً أبداً ولكن مع ذلك ارتباطنا في الأتباع لشريعة لنبينا الذي بعث إلينا وهو محمد -عليه الصلاة والسلام- فلماذا نؤرخ بميلاد نبي آخر إذا كنت مصراً فأرخ بميلاده هو.
إضافة إلى أن المحققين من أساتذة التاريخ يقولون إن التاريخ الميلادي أصلاً خطأ فالتاريخ الذي جُعل عنده ميلاد عيسى -عليه السلام- وهو نهاية السنة الميلادية وبداية السنة التي بعدها يقولون أن هذا التاريخ أصلا خطأ عيسى لم يولد أصلا في شتاء وإنما ولد في صيف. وفي الإنجيل نصوصٌ تدل على أن في وقت ميلاد المسيح -عليه السلام- كان المزارعون ينامون في الحقول بين السنابل، سنابل القمح كان المزارعون ينامون بينها فلو كان ميلاد عيسى -عليه السلام- في شتاءٍ قارص وثلج لما استطاعوا أن يناموا في الحقول بين السنابل.
وإنما هذا النص من الإنجيل الموجود اليوم يدل على أن عيسى -عليه السلام- أصلا ولد في وقت الصيف لا في وقت شتاء وأيضا كتاب ربنا -جل وعلا- هو الحجة قبل ذلك وهو الدليل الذي نتبعه وهو الذي قال ربنا -جل وعلا- فيه عن مريم في ولادتها لعيسى (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا) [سورة مريم: 25].
والنخل إنما يثمر ويخرج رطبُهُ في الصيف ولا يخرج ذلك في الشتاء دل هذا على أن مولد عيسى -عليه السلام- إنما كان في الصيف لا في الشتاء. ولو تأملتم اليوم وجدتم أنهم قد وضعوه تاريخ ولادته في الشتاء في أواخر ديسمبر وأوائل يناير.
فإذا كان التاريخ أصلاً الميلادي تاريخ خطأ في بدايته أصلاً وفي اعتماده فإن هذا أحرى أن نبقى نحن معتزين بتاريخنا الهجري نتعبد لله -تعالى- به ونتقرب إلى الله -جل وعلا- بإتباعه.
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من إتباع سيدنا رسول الله -عليه الصلاة والسلام- ومن أنصار شريعته، وان يجعلنا الله -تعالى- ممن يعتبرون بمرور الأيام والساعات ويرزقنا الله -تعالى- الاتباع على الابتداع، استغفروا الله العلي العظيم لي ولكم من كل ذنب استغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه وأشهد أن محمد عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وإخوانه وخلانه واقتفى أثره واستن سنته إلى يوم الدين.
اللهم أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وإذا أردت بعبادك فتنةً فأقبضنا إليك غير خزايا ولا مفتونين.
اللهم اغفر لنا ولإخواننا الذي سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك أنت الغفور الرحيم.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، واخذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، اللهم انصر إخواننا المجاهدين في كل مكان، اللهم انصر إخواننا المجاهدين في كل مكان.
اللهم انصر إخواننا المجاهدين في سبيلك في كل أرض من أرضك يا رب العالمين، اللهم انصر إخواننا المجاهدين في بلاد الشام، اللهم صوب رميهم اللهم صوب أرائهم وأجمع كلمتهم وسدد رميهم اللهم يسر وصول المال والسلاح إليهم.
اللهم ألف بين قلوبهم اللهم أعذهم من نزغ الشيطان بينهم يا رب العالمين، اللهم تقبل شهدائهم اللهم ارحم موتاهم، اللهم اشف جرحاهم اللهم أمِّن خوفهم، اللهم أمِّن خوفهم، وأشبع جوعهم، واكس عاريهم يا رب العالمين.
اللهم أرنا عجائب قدرتك في من ظلمهم، اللهم أرنا عجائب قدرتك في من ظلمهم، اللهم ولا ترفع للنُصَيرِية والرافضية هنالك راية، واجعلهم لمن خلفهم آية، اللهم مزق ملكهم وفرق جمعهم وشتت شملهم وخالف بين كلمتهم.
اللهم وأنزل على إخواننا أيدهم بجنود السماء بعظمتك وبجنود الأرض بقدرتك يا رب العالمين يا حي يا قيوم يا ذال الجلال والإكرام.
اللهم نسألك أن تؤمن جميع بلدان المسلمين اللهم أمِّن واجمع كلمة إخواننا وأهلنا في اليمن إخواننا في مصر وفي تونس وفي ليبيا وفي كل أرضٍ من أرضك يا رب العالمين.
اللهم أصلح أحوال في العراق وفي فلسطين وفي كل أرضٍ من أرضك يا رب العالمين يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم ووفق ولي أمرنا لما تحب وترضى اللهم وخذ بناصيته للبر والتقوى ووفقه لهداك واجعل عمله في رضاك وسائر ولاة أمور المسلمين يا رب العالمين، اللهم صلّ على محمد وعلى أل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم