البذل والعطاء في شهر السخاء

الشيخ د عبدالرحمن السديس

2025-03-14 - 1446/09/14 2025-03-15 - 1446/09/15
التصنيفات: رمضان
عناصر الخطبة
1/محاسن نسائم رمضان الزكية 2/بعض الحكم من فرض الصيام 3/الحث على اغتنام شهر الخيرات والبركات 4/رمضان شهر الجد والاجتهاد في العبادات 5/رمضان شهر الانتصارات

اقتباس

رمضان شهر النشاط والجِدّ والعمل، شهر الانتصارات وتحقيق الإنجازات، ففي رمضان من العام الثاني الهجري انتصر المسلمون في أُولى غزواتهم؛ غزوة بدر الكبرى، ثم تتابعت انتصارات المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وكان كثيرٌ منها في هذا الشهر المبارك...

الخطبة الأولى:

 

إنَّ الحمدَ لله، نحمدُه، ونستعينُه ونستغفرُه، نحمده -سبحانه- خصَّنا بموسم للطاعات ما أحلاه موردًا، من استبقه بلغ من مراضي الديان فَرقَدًا، لك الحمد اللهمَّ حمدًا مخلدًا، على نعم لم تحص عدا فتنفدا، ونسأله التوفيق للشكر إنه يكون لنعماء الإله مقيّدًا.

 

وأشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، شهادة نتبوأ بها من الجنان مقعدًا، وأشهد أن نبينا وسيدنا وقدوتنا محمدًا عبد الله ورسوله، خير من صام وقام فكان في الفضل أوحدا، صلَّى اللهُ وسلَّم وبارَك عليه، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحابته الغر الميامين، الأولى بلغوا من شهر التقى مجدًا وسؤددًا، والتابعين ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ، يرجو المآل الأسعد، وسلَّم تسليمًا كثيرًا ما راحت في الإحسان رائح أو غدًا.

 

أما بعدُ: فيا عبادَ اللهِ: اتقوا الله ربكم؛ فالتقوى جوهر الصيام وفحواه، ولبه ومغزاه؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)[الْبَقَرَةِ: 183].

فيا أيها الإنسان بَادِرْ إلى التُّقَى *** وسَارِعْ إلى الخيراتِ ما دمتَ تُمهَلُ

فما أحسنَ التقوى وأهدى سبيلَها *** بها يَرفَعُ الإنسانَ ما كان يَعمَلُ

 

مَعاشِرَ المؤمنينَ: وإذ تنعم أمتنا الإسلاميَّة بعبق شهرها الخالد، وأيامه الفيحاء التَّوالِد، وتتفيأ خيرَه الوارفَ، المزدانَ بأسمى المطارف، وترشُفُ رحيقَه، وتنهَلُ ريَّاه، وتجتلي أنوارَه، وتتملَّى بديعَ مُحيَّاهُ.

لَسُرعانَ شهرنا ما انتصف *** وكثيرٌ منا من نفسه ما انتَصَفْ

 

شهر الخير والجود والإحسان، شهر جرت بالطاعات أنهاره، وتفتَّقت عن أكمام الخير والبر أزهاره، واسَّمَّع المسلمون في لهيف شوق لمقاصده وأسراره، وأصاخوا في خشوع إلى مراميه وأخباره، تثيب أيامه بالقربات والسرور، وتنير لياليه بالآيات المتلوَّات والنور، موسم باركه الرحمن، وخلَّدَه القرآن؛ (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)[الْبَقَرَةِ: 185].

 

معاشرَ المسلمينَ: لقد شرَع اللهُ -تعالى- الصيامَ ليُجدِّد المسلمُ شيمَه التعبدية المحمودة، ويعاود انبعاثته في الخير المعهودة، فيترقى في درجات الإيمان، وينعم بصفات أهل البر والإحسان؛ حيث لم يقف الشارع الحكيم عند مظاهر الصوم وصُوَرِه، بل عمد إلى سمو الروح ورقي النفس وحفظها، وتزكية الجوارح، والصعود بها من الدرك الماديّ إلى آفاق السمو والعلو الإيماني؛ لذا اختص الله -جل وعلا- هذه العبادة له، دون سائر العبادات، في الصحيحين أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "كُلُّ ‌عَمَلِ ‌ابْنِ ‌آدَمَ ‌لَهُ ‌إِلَّا ‌الصَّوْمَ، ‌فَإِنَّه ‌لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ".

شهرٌ حباهُ إلهُ العرشِ مكرمةً *** فيرحمُ اللهُ مَنْ ضاقَتْ به السُّبُلُ

هو الرؤوفُ بنا هل خابَ ذو أملٍ *** يدعو رحيمًا بقلب ذلَّه الخَجَلُ

 

أُمَّةَ الإيمانِ: هذه الأيام المباركة فرصة سانحة لمراجعة النفوس، وإصلاح العمل، ونبذ الخلافات والفرقة، وتحكيم لغة العقل والحوار والحكمة، والتعاون على البر والتقوى، لما يحمله هذا الشهر الكريم من دروس عظيمة، في التسابق في الخيرات والأعمال الصالحات، واغتنام الأوقات، قال -تعالى-: (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ)[الْمَائِدَةِ: 48]، قال الإمام ابن القيم -رحمه الله-: "وكان هديه -عليه الصلاة والسلام- فيه أكمل هدي وأعظمه تحصيلًا للمقصود، وأسهله على النفوس"، وكان من هديه -صلى الله عليه وسلم- في رمضان الإكثار من أنواع العبادة، وكان جبريل -عليه السلام- يدارسه القرآن، وكان يكثر فيه من الصدقة والإحسان، وتلاوة القرآن، والصلاة والذكر والاعتكاف، وكان يخصه من العبادات بما لا يخص به غيره، فحثوا عباد الله حزم جزمكم، وشدوا لبب عزمكم، وأروا الله خيرًا من أنفسكم، أيقظوا قلوبكم من سنة الخواطر، واحبسوا ألحاظكم عن محظور المناظر، والسعيد مَنْ تحلَّى بزينة الطاعة، واقتدح بزند الجماعة.

 

معاشرَ الصائمينَ القائمينَ الباذلينَ: لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة، كان -عليه الصلاة والسلام- أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، وكان أجود بالخير من الريح المرسَلة"(مُتفَق عليه)، فأكثِرُوا من البذل والجود في الشهر المحمود، ألَا فجودوا -أيها الكرماء النبلاء- ممَّا أفاض الله عليكم، وابسطوا بالنوال والعطاء الأيادي؛ لتبددوا بذلك هموم المدينين، وعوز المحتاجين، وخصاصة المكروبين، والإفراج عن المساجين، الذين ينتظرون عطاءكم، ويتلهفون إلى بذلكم وإحسانكم؛ (وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)[سَبَأٍ: 39]، في الصحيحين من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "‌مَا ‌مِنْ ‌يَوْمٍ ‌يُصْبِحُ ‌الْعِبَادُ ‌فِيهِ، ‌إِلَّا ‌مَلَكَانِ ‌يَنْزِلَانِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الْآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا".

 

والناس بين موفَّق مرحوم، ومُمسِك محروم، فاجعلوا أيديَكم ممدودةً بالخير، لنفع الغير، وليكن عملُكم الخيريُّ تحت مظلة مأمونة، وجهات موثوقة، وما مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانيَّة، ومِنصَّة إحسان للعمل الخيري إلا نماذج مشرفة، لمواقف هذه البلاد المباركة، وحرص ولاة أمرها وفقهم الله على دعم الأعمال الإغاثية والخيريَّة والإنسانيَّة، وهنا يشاد بالحملة الوطنيَّة للعمل الخيري، عبر منصَّة إحسان، والدعم السخي من ولاة الأمر حفظهم الله، وهو يجسد اهتمام هذه البلاد المبارَكة منذ تأسيسها في دعم العمل الخيري وتعزيزه، مما يُوجِب التأييدَ والمسانَدةَ في أداء رسالتهم الدينيَّة والتعليميَّة، والاجتماعيَّة والإغاثيَّة، والصحيَّة والخيريَّة، والإنسانيَّة العالميَّة والحضاريَّة، كما أن ذلك يحدُّ من ظاهرة التسول، التي يتأذَّى منها السائل والمسؤول، فهي ظاهرة السوء، بادية الأذى، بريد الجريمة، تنافي العمل والسعي الدؤوب، كما أنَّها تخالف الأنظمة المرعية، والآداب الشرعيَّة، والسلوك الحضاريّ، وتشجع على الكسل والبطالة، وتشوه جماليات القيم في المجتمعات.

 

أُمَّةَ البذلِ والإحسانِ: ونعمت العبادة والزلفى، إخراج الزكاة المفروضة، والصدقات، طيبةً بها نفوسكم في هذه الأيام المباركات، والله -عز وجل- يقول: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بها)[التَّوْبَةِ: 103]، ويا حبذا الإكثار من العطاء والنفقات، والعناية بالأوقاف والوصايا، والمحافظ الوقفيَّة، في الأعمال الخيريَّة، لتميزها بالاستدامة والحوكمة، والشفافيَّة والموثوقية، والاهتمام بما يحقق المصالح العامَّة، والمشافي ومراكز علاج الكُلَى، وشق الطُّرق، وجود الإسكان، وحفر الآبار، وسقيا الماء، ونشر العلم الذي ينتفع به، في التوحيد، ودعم حلقات القرآن، وتوريث المصاحف، وكُتُب السُّنَّة والأحكام، وكفالة الأيتام، والصدقات الجارية؛ مما يحقق النفع العام، والمنصَّات، والتطبيقات الرَّقْميَّة، الدينيَّة، والعلميَّة، والتوعوية الموثوقة، ومجالات التنمية المُستَدامة، وأن يكون التجار والموسرون ورجال الأعمال قدوة في ذلك، وقد يكون إبداء الصدقة وإعلانها أفضل أحيانًا للاقتداء والائتساء؛ مما يعظم أجره ويدوم أثره، فكن أخي المسلم ملهمًا، مُبادِرًا، واصنع أثرًا مخلدًا؛ (وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ)[الْبَقَرَةِ: 272].

 

بارَك اللهُ لي ولكم في القرآن والسُّنَّة، ونفعنا وإيَّاكم بما فيه من الآيات البينات والحكمة، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل خطيئة وإثم، فاستغفروه وتوبوا إيه، إنه ربي لغفور رحيم.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله، نحفد إليه بالصيام ونسعى، وأشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، نرجوه دفع الآثام دفعًا، وأشهد أنَّ نبيَّنا محمدًا عبدُ اللهِ ورسولُه، أعظم البرية للعالمين نفعًا، صلى الله وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، خير من أرهف لهم الصيام خلقًا وطبعًا، والتابعين ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ، ما أجرى رمضان من التوابين دمعا، وسلم تسليمًا مزيدًا.

 

أما بعدُ: فاتقوا الله -عباد الله-، وأكثِرُوا في شهر الرحمة والغفران والإحسان من صالح الأعمال، ورجاء القَبول، وأعقبوها شكر المنان الموصول؛ فبالرضا تفوزوا، وللنعمى تحوزوا.

 

مَعاشِرَ المؤمنينَ: رمضان شهر النشاط والجِدّ والعمل، شهر الانتصارات وتحقيق الإنجازات، ففي رمضان من العام الثاني الهجري انتصر المسلمون في أُولى غزواتهم؛ غزوة بدر الكبرى، ثم تتابعت انتصارات المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وكان كثير منها في هذا الشهر المبارك، فاطرحوا -عباد الله- عن أنفسكم الكسلَ والوخمَ والونى، وخذوا بأسباب النصر والفلَاح والنجاح، من التوكل والجد والاجتهاد، واستقبلوا العشر الأواخر بعزم قوي شديد؛ تأسيا بنبيكم الكريم -صلى الله عليه وسلم-، فعن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: "كَانَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- ‌يَجْتَهِدُ ‌فِي ‌الْعَشْرِ ‌الْأَوَاخِرِ، ‌مَا ‌لَا يَجْتَهِدُ في غَيْرِهِ"(مُتفَق عليه)، وفي الصحيح أنَّه كان -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله، فشدوا المآزر، وأحيوا لياليه، ولتذرف العين دمع الندم، فربي غفور رحيم ودود حليم كريم كثير النعم.

 

فيا بشراكم، ويا نعماكم بهذه الأيام المباركة القلائل، ازدلفوا إلى ربكم بالفرائض والنوافل، واستدركوا ما فاتكم من الأعمال الجلائل، وارشفوا شهد الوصال بلذيذ القيام الاعتكاف والابتهال، والدعاء، فلا تزال الفرصة سانحة، والتجارة رابحة، لمن بدد أيام رمضان وفرقها، وسلك بنفسه طرائق التفريط فأوبقها، وفي هذا الشهر الكريم يندب اللهج بالدعوات الطيبات، في شهر النفحات، فقد ذكر الله الدعاء في ثنايا آيات الصيام؛ (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ)[الْبَقَرَةِ: 186]، فارفعوا أكُفَّ الضراعة لكم، ولأهليكم، وأوطانكم، وأمتكم، وأَلِحُّوا عليه -سبحانه- بالدعاء، وارفعوا إليه الشكوى والنداء، أن ينصر إخوانَكم المستضعَفين والمنكوبينَ والمضطهَدينَ في كل مكان، وأن يفرج كروبهم وهمومهم، ويكشف شدائدهم وغمومهم، إنه سميع مجيب.

 

ألَا وصلُّوا وسلِّموا -رحمكم الله- على نبي الرحمة والهدى، أفضل الصائمين وأشرف القائمين، كما أمرَكم بذلك ربُّكم رب العالمين، فقال -تعالى- وهو أصدق القائلين: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56]، وفي الحديث الصحيح عند مسلم وغيره: "مَنْ صلَّى عليَّ صلاةً صلى الله عليه بها عشرًا".

يا ربِّ صلِّ عليه كلما لمعَتْ *** كواكبُ في ظلام الليل والسَّحَرِ

وآلِهِ وجميعِ الصَّحْبِ قاطبةً *** الحائزينَ بفضلِ أحسنَ السِّيَرِ

 

اللهمَّ صلِّ وسلِّمْ وبارِكْ على نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد بن عبد الله، وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحابته الغر الميامين، وخلفائه الراشدين؛ أبي بكر وعمر، وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة أجمعين، والتابعين ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك وجودك وكرمك يا أكرم الأكرمين.

 

اللهمَّ اسلك بنا سبلَ المتقينَ الأبرارِ، واجعلنا من صفوة عبادك الأخيار، ومُنَّ علينا جميعًا بالعتق من النار، برحمتك يا عزيزُ يا غفارُ، اللهمَّ أَعِزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، ، واحمِ حوزةَ الدينِ، واجعَلْ هذا البلدَ آمِنًا مطمئنًّا سخاءً رخاءً وسائرَ بلاد المسلمين، اللهمَّ آمِنَّا في أوطاننا، ووفق أئمتنا وولاة أمرنا وأيد بالحق والتسديد إمامنا وولي أمرنا، اللهمَّ وفق إمامنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده إلى ما فيه عز الإسلام وصلاح المسلمين، وإلى ما فيه الخير والرشاد للعباد والبلاد، واجزهم خير الجزاء وأوفاه كفاء ما قدموا ويقدمون للحرمين الشريفين وقاصديهما، والمعتمرين والزائرين، من جليل منظومة الخدمات وفائق العنايات والرعايات، وَوَفِّقْ يا ربِّ جميعَ ولاة المسلمين، اللهمَّ وفق رجال أمننا والمرابطين على ثغورنا وحدودنا، اللهمَّ من أرادنا وأرد الإسلام والمسلمين بسوء فأشغله في نفسه، ورد كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميرًا عليه، يا سميع الدعاء، حسبُنا اللهُ ونِعمَ الوكيلُ.

 

اللهمَّ اجمع كلمة الأمة على الكتاب والسُّنَّة، يا ذا العطاء والفضل والمنة، اللهمَّ يا يهزم جندك، ولا يخلف وعدك، أنج المستضعَفين من المسلمين في كل مكان، اللهمَّ انصر إخواننا في فلسطين، واحفظ المسجد الأقصى، شامخًا عزيزًا إلى يوم الدين، اللهمَّ كما نصرت أولياءك يوم بدر، يوم الفرقان، انصرهم في كل زمان ومكان، اللهمَّ دمر أعداءهم، وشتت شملهم، واجعلهم عبرة للمعتبرين.

 

اللهمَّ إنك عفو تحب العفو فاعف عَنَّا؛ (رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201]، (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)[الْبَقَرَةِ: 127]، (وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)[الْبَقَرَةِ: 128]، واغفر لنا ولوالدينا ووالديهم وجميع المسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات.

 

(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الصَّافَّاتِ: 180-182].

 

 

المرفقات

البذل والعطاء في شهر السخاء.doc

البذل والعطاء في شهر السخاء.pdf

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات