الافتقار إلى الله

ملتقى الخطباء - الفريق العلمي

2023-10-20 - 1445/04/05 2023-11-09 - 1445/04/25
عناصر الخطبة
1/حاجة الخلق إلى الله وافتقارهم إليه 2/نماذج من افتقار الأنبياء إلى الله.

اقتباس

إِنَّنَا مُفْتَقِرُونَ إِلَى اللَّهِ -تَعَالَى- فِي صَلَاحِ قُلُوبِنَا، وَزَكَاءِ أَعْمَالِنَا، وَاسْتِقَامَتِنَا عَلَى دِينِنَا، وَكُلُّ ذَلِكَ بِيَدِ اللَّهِ -تَعَالَى-؛ إِذْ إِنَّ قُلُوبَنَا بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِهِ يُقَلِّبُهَا كَيْفَ شَاءَ، وَمُفْتَقِرُونَ إِلَيْهِ -سُبْحَانَهُ- فِي حِفْظِ أَنْفُسِنَا وَأَوْلَادِنَا وَأَمْوَالِنَا مِنَ الْأَمْرَاضِ وَالْحَوَادِثِ وَالْجَوَائِحِ...

الخطبة الأولى:

 

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَتُوبُ إِلَيْهِ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آلِ عِمْرَانَ: 102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النِّسَاءِ: 1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 70-71]، أَمَّا بَعْدُ:

 

فَيَا مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ: لَقَدْ خَلَقَنَا -جَلَّ فِي عَلْيَائِهِ- وَهُوَ غَنِيٌّ عَنْ خَلْقِنَا؛ فَلَمْ يَخْلُقْنَا -سُبْحَانَهُ- لِيَسْتَكْثِرَ بِنَا مِنْ قِلَّةٍ، وَلَا لِيَسْتَقْوِيَ بِنَا مِنْ ضَعْفٍ؛ وَخَلْقُهُ لَنَا مَحْضُ فَضْلٍ مِنْهُ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- تَفَضَّلَ بِهِ عَلَيْنَا؛ (يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ)[الزُّمَرِ:6].

 

فَالْخَالِقُ -سُبْحَانَهُ- تَفَضَّلَ عَلَى خَلْقِهِ بِأَنْ أَوْجَدَهُمْ مِنَ الْعَدَمِ، وَأَسْبَغَ عَلَيْهِمُ النِّعَمَ، وَهُمْ مُحْتَاجُونَ إِلَيْهِ فِي كُلِّ أَحْوَالِهِمْ، مُفْتَقِرُونَ إِلَيْهِ فِي كُلِّ حَاجَاتِهِمْ؛ وَهُوَ -سُبْحَانَهُ- غَنِيٌّ عَنْهُمْ؛ وَصَدَقَ الْحَقُّ فِي كِتَابِهِ الْعَزِيزِ حَيْثُ قَالَ: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ * إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ * وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ)[فَاطِرٍ:15-17].

 

وَافْتِقَارُنَا إِلَى اللَّهِ -تَعَالَى- افْتِقَارٌ يَشْمَلُ جَمِيعَ شُؤُونِنَا؛ فَنَحْنُ فُقَرَاءُ إِلَيْهِ فِي هِدَايَتِنَا، وَفُقَرَاءُ إِلَى عِبَادَتِهِ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-؛ فَلِلَّهِ الْمِنَّةُ الْمُطْلَقَةُ، أَلَمْ نَقْرَأْ فِي كِتَابِهِ الْعَزِيزِ؛ (قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)[الْحُجُرَاتِ:17]، وَقَوْلَهُ -سُبْحَانَهُ- فِي الْحَدِيثِ الْقُدْسِيِّ: "يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُهُ فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ".

 

وَنَحْنُ كَذَلِكَ مُفْتَقِرُونَ إِلَى اللَّهِ -تَعَالَى- فِي أَرْزَاقِنَا؛ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَرْزُقُنَا غَيْرَ رَبِّنَا وَخَالِقِنَا وَالْمُنْعِمِ عَلَيْنَا، وَالْخَلْقُ مَهْمَا كَانَتْ عَظَمَتُهُمْ، أَوْ بَلَغَتْ قُوَّتُهُمْ، أَوْ عَلَتْ مَكَانَتُهُمْ لَا يَرْزُقُونَ أَنْفُسَهُمْ، فَضْلًا عَنْ أَنْ يَرْزُقُوا غَيْرَهُمْ؛ فَكُلُّهُمْ عِيَالٌ عَلَى اللَّهِ -تَعَالَى-، يَسُوقُ إِلَيْهِمْ أَرْزَاقَهُمْ حَيْثُ كَانُوا؛ (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا)[هُودٍ:6]، (وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)[الْعَنْكَبُوتِ:60].

 

وَقَدْ جَمَعَ اللَّهُ -تَعَالَى- ذِكْرَ افْتِقَارَنَا إِلَيْهِ -سُبْحَانَهُ- فِي الْخَلْقِ وَالرِّزْقِ فِي آيَاتٍ كَثِيرَةٍ؛ وَذَلِكَ أَنَّهُ لَا قِوَامَ لَنَا وَلَا بَقَاءَ بَعْدَ أَنْ خَلَقَنَا رَبُّنَا -جَلَّ جَلَالُهُ- إِلَّا بِرِزْقِهِ الَّذِي رَزَقَنَا إِيَّاهُ؛ (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)[الرُّومِ:40].

 

وَلَوْ حَبَسَ عَنَّا رِزْقَهُ فَمَنْ يَرْزُقُنَا؟! (أَمْ مَنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ)[الْمُلْكِ:21]؛ فَالرِّزْقُ إِنَّمَا يُطْلَبُ مِمَّنْ يَمْلِكُهُ وَيَقْدِرُ عَلَيْهِ، وَرَبُّنَا -جَلَّ جَلَالُهُ- بِيَدِهِ خَزَائِنُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ؛ (إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)[الْعَنْكَبُوتِ:17].

 

وَمُفْتَقِرُونَ إِلَى اللَّهِ -تَعَالَى- فِي طَعَامِنَا وَشَرَابِنَا وَكِسَائِنَا وَصِحَّتِنَا وَفِي كُلِّ شُئُونِنَا، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ -تَعَالَى- فِي الْحَدِيثِ الْقُدْسِيِّ: "يَا بَنِي آدَمَ، كُلُّكُمْ كَانَ ضَالًّا إِلَّا مَنْ هَدَيْتُ، وَكُلُّكُمْ كَانَ عَارِيًا إِلَّا مَنْ كَسَوْتُ، وَكُلُّكُمْ كَانَ جَائِعًا إِلَّا مَنْ أَطْعَمْتُ، وَكُلُّكُمْ كَانَ ظَمْآنًا إِلَّا مَنْ سَقَيْتُ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ، وَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ، وَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ، وَاسْتَسْقُونِي أَسْقِكُمْ"(رَوَاهُ أَحْمَدُ).

 

فَاعْرِفُوا لِلَّهِ -تَعَالَى- حَقَّهُ، وَأَقِرُّوا بِفَضْلِهِ، وَتَبَرَّئُوا مِنْ كُلِّ حَوْلٍ وَقُوَّةٍ إِلَّا بِاللَّهِ -تَعَالَى-؛ فَإِنَّ ذَلِكَ التَّبَرُّؤَ -إِلَّا مِنْ حَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى وَقُوَّتِهِ- كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؛ لِأَنَّ فِيهِ اعْتِرَافًا بِالْفَقْرِ الدَّائِمِ إِلَى اللَّهِ -تَعَالَى-.

 

بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ؛ أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ؛ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الْحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنْ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ، أَمَّا بَعْدُ:

 

يَا عِبَادَ اللَّهِ: لَقَدْ كَانَ دَأْبُ الرُّسُلِ، وَسَبِيلُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمُ؛ الِافْتِقَارَ إِلَى اللَّهِ -تَعَالَى-، وَالِانْطِرَاحَ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَالِاعْتِرَافَ لَهُ بِالْفَاقَةِ وَالْفَقْرِ وَالضَّعْفِ، وَالتَّبَرُّؤَ مِنَ الْحَوْلِ وَالْقُوَّةِ؛ فَهَذَا خَلِيلُ الرَّحْمَنِ إِبْرَاهِيمُ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- يَتَبَرَّأُ مِنْ أَصْنَامِ قَوْمِهِ، وَيُعْلِنُ فَقْرَهُ لِلَّهِ -تَعَالَى- فِي كُلِّ شُئُونِهِ الدُّنْيَوِيَّةِ وَالْأُخْرَوِيَّةِ؛ (قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ * أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ * فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ * الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ * وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ * وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ)[الشُّعَرَاءِ:75-82]، وَهَذَا اعْتِرَافٌ مِنْهُ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- بِفَضْلِ اللَّهِ -تَعَالَى- عَلَيْهِ، وَإِعْلَانِ الْفَقْرِ وَالْحَاجَةِ إِلَيْهِ، وَتَعْدَادِ نِعَمِهِ عَلَيْهِ.

 

وَهَذَا نَبِيُّكُمْ مُحَمَّدٌ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ أَشَدَّ النَّاسِ فَقْرًا إِلَى اللَّهِ -تَعَالَى-، وَاعْتِرَافًا بِفَضْلِهِ، وَتَعْدَادًا لِنِعَمِهِ، وَتَعَلُّقًا بِجَنَابِهِ، وَإِلْحَاحًا فِي دُعَائِهِ.

 

وَكَانَ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- يُرَبِّي ذُرِّيَّتَهُ وَأُمَّتَهُ عَلَى دَوَامِ الِافْتِقَارِ إِلَى اللَّهِ -تَعَالَى-، وَالْإِقْرَارِ بِالْحَاجَةِ إِلَيْهِ -سُبْحَانَهُ- فِي كُلِّ شَيْءٍ، رَوَى أَنَسٌ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لِابْنَتِهِ فَاطِمَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا-: "مَا يَمْنَعُكِ أَنْ تَسْمَعِي مَا أُوصِيكِ بِهِ؛ أَنْ تَقُولِي إِذَا أَصْبَحْتِ وَإِذَا أَمْسَيْتِ: يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكِ أَسْتَغِيثُ، أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، وَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ"(رَوَاهُ الْحَاكِمُ).

 

خِتَامًا -أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ- إِنَّنَا مُفْتَقِرُونَ إِلَى اللَّهِ -تَعَالَى- فِي صَلَاحِ قُلُوبِنَا، وَزَكَاءِ أَعْمَالِنَا، وَاسْتِقَامَتِنَا عَلَى دِينِنَا، وَكُلُّ ذَلِكَ بِيَدِ اللَّهِ -تَعَالَى-؛ إِذْ إِنَّ قُلُوبَنَا بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِهِ يُقَلِّبُهَا كَيْفَ شَاءَ، وَمُفْتَقِرُونَ إِلَيْهِ -سُبْحَانَهُ- فِي حِفْظِ أَنْفُسِنَا وَأَوْلَادِنَا وَأَمْوَالِنَا مِنَ الْأَمْرَاضِ وَالْحَوَادِثِ وَالْجَوَائِحِ، وَمُفْتَقِرُونَ إِلَيْهِ -عَزَّ وَجَلَّ- فِي دَيْمُومَةِ النِّعَمِ الَّتِي أَنْعَمَ بِهَا عَلَيْنَا، فَهُوَ مَنْ يَمْلِكُ بَقَاءَهَا وَزَوَالَهَا؛ فَافْتَقِرُوا إِلَيْهِ -سُبْحَانَهُ- يُغْنِكُمْ، وَلَا تَسْتَغْنُوا بِغَيْرِهِ فَتَهْلَكُوا.

 

وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ، وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ؛ حَيْثُ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ؛ فَقَالَ فِي كِتَابِهِ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56].

 

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَاخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ.

 

اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، وَارْزُقْهُمُ الْبِطَانَةَ الصَّالِحَةَ النَّاصِحَةَ.

 

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ.

 

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا وَوَالِدِينَا عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ.

 

عِبَادَ اللَّهِ: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى، وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؛ فَاذْكُرُوا اللَّهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.

المرفقات

الافتقار إلى الله.doc

الافتقار إلى الله.pdf

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات
عضو نشط
زائر
08-12-2023

جزاكم اللھ عنا خير الجزاء