الاعتراف بالفضل لأهل الفضل

زيد بن مسفر البحري

2022-10-12 - 1444/03/16
عناصر الخطبة
1/ أمْرُ الدين بنسبة الفضل لأهله 2/ شكر خادم الحرمين على خدمته لدينه ووطنه 3/ استقرار المملكة باجتماع سلطان العلم والدولة 4/ مواقف نبوية نبيلة في نسبة الفضل لأهله 5/ كيفية مكافأة من لا تستطيع مكافأته 6/ صورة لمكافأة السلف لأهل الفضل

اقتباس

ومع أنه المتفضل -سبحانه- على عباده في الأولى وفي الآخرة، أمرنا -سبحانه وتعالى- ألا ننسى الفضل لأهل الفضل، وأن ننسب الفضل إلى أهله. وامتدح -عز وجل- من يعترف بذلك، ويثني على فاعل الخير بالخير، قال الطبري -رحمه الله- في تفسير قوله -تعالى-: (وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ) [البقرة:237]، قال -رحمه الله-: "ولا تغفلوا -أيها الناس- الأخذ بالفضل بعضكم على بعض فتتركوه".

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

أما بعد: فيا عباد الله، المتفضل على عباده في الدنيا وفي الآخرة هو الله -عز وجل-، ومع أنه المتفضل -سبحانه- على عباده في الأولى وفي الآخرة، أمرنا -سبحانه وتعالى- ألا ننسى الفضل لأهل الفضل، وأن ننسب الفضل إلى أهله.

 

وامتدح -عز وجل- من يعترف بذلك، ويثني على فاعل الخير بالخير، قال الطبري -رحمه الله- في تفسير قوله -تعالى-: (وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ) [البقرة:237]، قال -رحمه الله-: "ولا تغفلوا -أيها الناس- الأخذ بالفضل بعضكم على بعض فتتركوه".

 

ولما لهذه الصفة -عباد الله-، وهي نسبة الفضل لأهل الفضل، لما فيها من الواقع الإيجابي والأثر الطيب على المجتمع؛ لأن طبيعة ابن آدم أنه ينشط إذا فَعل الفضل فأثني عليه بذلك، لما لهذة الصفة من المزية العظمى في المجتمع حتى ينشط أهل الخير في بذل الخير، أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن يُشكر صاحب الفضل؛ لأن من يشكر صاحب الفضل إنما يشكر في الحقيقة ربه -عز وجل-، لم؟ لأن الله -عز وجل- هو الذي أجرى هذا الفضل على هذا المخلوق، ولذا قال -صلى الله عليه وسلم-، كما عند أبي داود والترمذي من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-: "مَن لم يشكر الناس لم يشكر الله -عز وجل-".

 

ونحن في هذا المقام نشكر خادم الحرمين الشريفين على ما قدَّم وعلى ما بذل، فنسأل الله -عز وجل- أن يوفقه وأن يسدده وأن يعينه، فقد أظهر -وفقه الله- مكانة أهل العلماء، وبيَّن مزية العلماء، ودعم جميع المؤسسات الدينية من المساجد وجمعيات البر ومكاتب الدعوة والإرشاد ومكاتب هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذا ليس بمستغرب عن حُكَّام هذه البلاد، كما دعم الشعب وأعانه في أمور حياته الدنيوية، فنسأل الله -عز وجل- أن يسدده وأن يعينه على ما فيه صلاح البلاد والعباد، وهذا من فضل الله -عز وجل- على هذه البلاد،  (ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ) [يوسف:38]، (هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ) [النمل:40].

 

وهذا يؤكد ويقرر ما ذكرناه مسبقا من أن الاجتماع ووحدة الصف فيها الخير كله، فيها الأمن، فيها الرخاء، فيها السعادة؛ ولذا، لما اجتمعت كلمة هذا البلد، اجتمعت كلمة الحكَّام والمحكومين، الرعية والرعايا، جنى الجميع الخير والثمرة والطيبة.

 

وتلك المواقف الطيبة من خادم الحرمين الشريفين تدل على هوية هذه البلاد من لدن الشيخ محمد بن عبد الوهاب والإمام محمد بن سعود -رحمة الله عليهما-، وهذا يؤكد على أن الاستقرار لا يمكن أن يجتمع إلا إذا اجتمع سلطان العلم وسلطان الدولة، ولذا جرى حكام أهل هذه البلاد على هذا الأمر، وتلك المواقف الطيبة النيرة كانت بمثابة الصفعة لأعداء هذه الدولة، ولاسيما الروافض في إيران الخبيثة التي تبث سمومها في المجتمعات العربية الإسلامية، فنسأل الله -عز وجل- المزيد من فضله.

 

وليبشر الجميع ببشرى النبي -صلى الله عليه وسلم-، متى ما كانت المحبة قائمة بين الراعي والرعية، ليبشر الجميع؛ قال النبي -صلى الله عليه وسلم- عند مسلم: "خيار أئمتكم الذين تُحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم ويصلون عليكم"، يعني: يدعون لكم  وتدعون لهم، وهذه من المزايا الطيبة، فنسأل الله -عز وجل- أن يمن على بلادنا بالأمن والاستقرار والرخاء، وأن يديم الأمن والاستقرار في جميع بلدان العالم الإسلامي، وأن يرفع ما نزل بهم من البلايا والفتن؛ إنه ولي ذك والقادر عليه.

 

فنسبة الفضل لأهل الفضل -عباد الله- جاءت بها الشريعة، النبي -صلى الله عليه وسلم- ما ترك وما أغفل شيئا؛ ولذا، يقول أبو ذر -رضي الله عنه- كما في المسند: "ما مات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وطائر يقلب جناحيه في السماء إلا ذكر لنا منه علما"، فنسبة الفضل لم يدعها رسولنا -صلى الله عليه وسلم-، ماذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في الأشعريين؟ الأشعريون قوم إذا قلَّ الطعام لديهم في السفر أو في الحضر حَنَّ الغني على الفقير، ووقف القوي مع الضعيف، فماذا قال -صلى الله عليه وسلم-؟ في الصحيحين، من حديث أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه-، قال: "إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو"، يعني: ليس عندهم طعام في الغزو، "أو قلَّ طعام عيالهم في المدينة، جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد فاقتسموه، فهم مني وأنا منهم".

 

النبي -صلى الله عليه وسلم- يذكر الفضل لمن فعل الفضل في الجاهلية؛ ولذا، لما جاءه جرير بن عبد الله -رضي الله عنه- كما عند ابن ماجة، وكان كافرا، قال: "ما الذي أتى بك يا جرير؟" قال: جئت لأسلم. فماذا صنع النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ أكرمه، ألقى إليه كساءه ليستند عليه، ثم قال -عليه الصلاة والسلام-: "إذا أتاكم كريمُ قومٍ فأكرموه"، فيقول جرير: "ما رآني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا تبسم في وجهي".

 

المطعم بن عدي كان كافرا، لكن له موقف حسن مع رسولنا -صلى الله عليه وسلم-، فعل أهل الطائف ما فعلوه مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ورموه بالحجارة حتى أدموا قدميه الشريفتين -صلوات ربي وسلامه عليه- لما رجع إلى مكة، من الذي أجاره ووقف معه؟ وقف معه المطعم بن عدي، فما هي المقابلة وما هو المعروف الذي صنعه النبي -صلى الله عليه وسلم- لهذا الرجل؛ لأنه ذكر فضله وموقفه الشريف، مع أنه كان كافرا، لما أتى ابنه جبير بن مطعم بعد غزوة بدر، في غزوة بدر وقع أسرى من الكفار في أيدي الصحابة -رضي الله عنهم-، كما في صحيح البخاري، قال جبير بن مطعم: "فأتيته أكلمه في أسرى بدر"، وجبير كان كافرا آنذاك، فماذا قال -صلوات ربي وسلامه عليه- ليبين له فضل أبيه؟ قال: "لو كان المطعم بن عدي حيا ثم كلمني في هؤلاء النتنى"؛ لأن الكفار نتنى، "وكلمني في هؤلاء النتنى لتركتهم له"، من باب مقابلة الفضل بالفضل لأهل الفضل، مع أنه كان كافرا.

 

خديجة -رضي الله عنها-، ماذا صنعت وماذا قدمت للنبي -صلى الله عليه وسلم-؟ ولكن -صلى الله عليه وسلم- ما تركها ولا نسي حقها وفضلها من الثناء ومن المواقف الطيبة، في الصحيحين، من حديث عائشة -رضي الله عنها- "أن هالة أخت خديجة استأذنت النبي -صلى الله عليه وسلم- فعرف استئذان هالة، فارتاح فقال: "اللهم هالة!".

 

قالت عائشة: فغرتُ، فقلتُ له: "ما تذكر من امرأة عجوز من عجائز قريش، حمراء الشدقين؟ -يعني: قد سقطت أسنانها من الكِبَر- قد أبدلك الله خيرا منها؟"، فماذا قال -صلى الله عليه وسلم- لعائشة، كما جاء في المسند؟ قال: "آمنَتْ بي إذ كفر بيَ الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله منها الأولاد إذ حرمني أولاد النساء".

 

وفي الصحيحين، عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "ما غرتُ على نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- ما غرتُ على خديجة، وما أدركتها".

 

وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يذكرها، وكان إذا ذبح الشاة قال: "اذهبوا بها إلى صديقات خديجة"، قالت: فغضبت، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "إني رزقتُ حبها".

 

هذه مواقف نبيلة شريفة منه -صلى الله عليه وسلم-، نسب فيها الفضل لأهل الفضل.

 

أبو بكر، عبد الله بن عثمان، الصديق، عتيق الله من النار، ما هي المواقف الطيبة التي صنعها مع النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ وما هو الموقف الأعظم الأشرف الأنبل منه -عليه الصلاة والسلام- لأبي بكر؟.

 

يقول أبو الدرداء -رضي الله عنه-، كما عند البخاري: "كنت جالسا عند النبي -صلى الله عليه وسلم- إذ أقبل أبو بكر قد رفع بطرف ثوبه حتى بدت ركبته، فلما رآه النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن صاحبكم قد غامر"، يعني: بينه وبين أحد خصومة، فأقبل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "ما لك يا أبا بكر؟"، فقال أبو بكر -رضي الله عنه-: "كان بيني وبين ابن الخطاب شيء فأسرعت إليه ليغفر لي فأبى، فأقبلتُ إليك يا رسول الله"، يعني طلبت من عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن يعفو عني، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "يغفر الله لك يا أبا بكر، يغفر الله لك يا أبا بكر، يغفر الله لك يا أبا بكر".

 

ثم إن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ندم فأتى إلى بيت أبي بكر فما وجد أبا بكر، فأتى عمرُ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- فتمعَّر وجه النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال أبو بكر: "فأشفقتُ على عمر من غضب الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فقلتُ: يا رسول الله، كنت أظلم، كنت أظلم"، يعني أنا الذي بدأتُ بهذا الأمر، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "إنني أتيتكم فقلتم كذبتَ وقال أبو بكر صدقتَ، وواساني بماله ونفسه، فهل أنتم تاركو لي صاحبي؟ فهل أنتم تاركو لي صاحبي؟"، قال: فما أوذي أبو بكر بعد ذلك أبدا.

 

في صحيح البخاري، قال -صلى الله عليه وسلم-: "إن أمنَّ الناس علَيّ في ماله وصحبته أبو بكر، ولو كنتُ متخذا خليلا من أمتي لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكن أخوة الإسلام ومودته، لا يبقين في المسجد باب إلا سُد، إلا باب أبي بكر".

 

هذا من باب بيان فضله؛ ولذلك يقول ابن حجر -رحمه الله-: "فيه شكر المحسن، والتنبيه على فضله، والثناء عليه".

 

الأنصار -رضي الله عنهم- سموا بهذا الاسم لأنهم ناصروا النبي -صلى الله عليه وسلم-، فما ترك النبي -صلى الله عليه وسلم- موقفهم العظيم، فماذا قال -صلى الله عليه وسلم- كما في الصحيحين من حديث أنس -رضي الله عنه-؟ "أوصيكم بالأنصار، فإنهم كَرِشي وعَيْبَتي"، كرشي: موضع ثقتي. عيبتي : موضع سري وأمانتي. "فإنهم كرشي وعيبتي، قد قضوا الذي عليهم ولم يبق إلا لهم، فأحسنوا إلى محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم".

 

وكان يقول -صلى الله عليه وسلم-، كما في الصحيحين: لما غضبت الأنصار، وقسّم النبي -صلى الله عليه وسلم- قسما وأعطى المؤلفة قلوبهم، كأن الأنصار وجدوا في أنفسهم: لمَ لمْ يعطهم النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ فخطب فيهم النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: "لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، ولو سلك الناس واديا وشعبا لسلكت وادي الأنصار وشعبه، الأنصار شِعَار والناس دثار"، معنى هذا الكلام: الشعار هو الثوب الذي يلي بدنك مثل (الفانيلة)، الدثار: هو الثوب الذي يلي الثوب الذي يلي بدنك، مثل (الكوت أو الثوب أو المشلح)، فقال: "الأنصار شعار والناس دثار"، وهذا يدل على أنهم قريبون من النبي -صلى الله عليه وسلم- أقرب من غيرهم كقرب الثوب الشعار الذي يلي بدنه، صلوات ربي وسلامه عليه.

 

حليمة السعدية، من أين؟ من هوازن، ومكث النبي -صلى الله عليه وسلم- عندهم مسترضعا، ماذا قدَّم لهم -عليه الصلاة والسلام-؟ مع أن هذا الارتضاع كان بأجرة؛ يقول عبد الله بن عمرو بن العاص، كما في مسند الإمام أحمد في وفد هوازن، لما حصل ما حصل في غزوة حنين وخرجوا بأموالهم ونسائهم وأولادهم من أجل ألا يفروا حين ملاقاة النبي -صلى الله عليه وسلم-، لكن الله هزمهم، لما انتهت المعركة أتوا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-  كما في المسند، فقالوا: "إنا أصل وعشيرة كما تعلم يا محمد، فمُنَّ علينا مَنَّ الله عليك، فإنك تعلم ما نزل بنا من البلاء ما لا يخفى عليك"، يعني ذهبت أموالنا ونساؤنا وأبناؤنا، فماذا صنع النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ استجاب لدعوتهم، لم؟ لأن حليمة السعدية التي أرضعته كانت منهم، فأراد أن يكافئهم، ولذا أتته الشيماء أخته من الرضاعة... فعرّفته بعلامة، بِعَضَّة كانت في الظهر، فعرفها النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: "إن شئت أن تبقي معنا مكرمة معززة، وإن شئت رجعت إلى أهلك وأكرمتك"، فقالت: أرجع. فأكرمها النبي -صلى الله عليه وسلم-.

 

ولذا؛ الأنصار لما قدَّمت ما قدَّمت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- قدّمت -أيضا- مع المهاجرين، لكن ما هو الواجب على من قدِّم إليه الفضل؟ أن يكافئ صاحب الفضل، لكن؛ إن لم يستطع؟ قال النبي -صلى الله عليه وسلم- كما عند أبي داود والنسائي: "مَن صنع إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا الله له حتى تروا أنكم قد كافأتموه"، يعني: إذا لم يستطع الإنسان أن يكافئ صاحب الفضل فليثن عليه، ويدعو له.

 

ولذلك؛ المهاجرون لما أتوا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، كما عند أبي داود والترمذي، قالوا: يا رسول الله، إنا نزلنا على قوم ما رأينا قوما أبذل من كثير منهم ولا أحسن مواساة من قليل من هؤلاء، فخشينا أن يذهبوا بالأجر كله، كفونا المؤنة يا رسول الله وأشركونا في المهنأ، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "لا"، يعني: ما ذهبوا بالأجر كله، "ما دعوتم الله لهم، وأثنيتم عليهم".

 

وأحسن ما يُدعى به للإنسان أن يقال له: "جزاك الله خيرا"؛ ولذا، في حديث أسامة -رضي الله عنه- عند الترمذي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَن صُنِع إليه معروف فقال لفاعله: جزاك الله خيرا؛ فقد أبلغ في الثناء".

 

ونحن، عودا على بدء، نسأل الله -عز وجل- أن يجزي خادم الحرمين الشريفين خير الجزاء على ما قدّم وعلى ما بذل، ونسأل الله -عز وجل- أن يعينه هو وإخوانه ووزراءه على ما فيه صلاح البلاد والعباد.

 

 

الخطبة الثانية:

 

أما بعد: فيا عباد الله، كان السلف -رحمهم الله- يكافئون أهل الفضل، ولذا قال أبو حاتم بن حبان في "روضة العقلاء"، قال: إن "إبراهيم بن أدهم" وهو إمام في الزهد في البصرة، قال: "ما أسدى إليه أحد معروفا إلا كافأه... في ذات يوم علم بأن صاحبا له سيذهب إلى بيت المقدس، فاشترى خضارا وأغراضا فأعطاها له، وقال: ستمر بكوخ في طريقك وستجد فيه امرأة عجوزا يهودية فأعطها هذه الأغراض، فقال له: لم؟ قال: لأنني مررت بها ذات ليلة فآوتني عندها إلى الصباح، فأردت أن أكافئها". مع أنها يهودية! قال أبو حاتم ابن حبان: "الحر لا يكفر النعمة، ومن لم يكن لقليل المعروف عنده وقع أوشك ألا يشكر الكثير منه".

 

 

المرفقات

بالفضل لأهل الفضل

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات