الاستجابة لله وللرسول

ملتقى الخطباء - الفريق العلمي

2022-08-12 - 1444/01/14 2022-10-12 - 1444/03/16
عناصر الخطبة
1/معنى الاستجابة لله وللرسول صلى الله عليه وسلم 2/أهمية الاستجابة لله ورسوله وثمارها 3/نماذج من المستجيبين 4/موانع الاستجابة وعقوبات المعرضين عنها.

اقتباس

وَلَمَّا حُرِّمَتِ الْخَمْرُ وَسَمِعُ الْمُسْلِمُونَ الْمُنَادِيَ يُنَادِي: "أَلَا إِنَّ الْخَمْرَ قَدْ حُرِّمَتْ"، فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ لِسَاقِيهِمْ أَنَسٍ: اخْرُجْ، فَأَهْرِقْهَا، يَقُولُ أَنَسٌ: فَخَرَجْتُ فَهَرَقْتُهَا، فَجَرَتْ فِي سِكَكِ الْمَدِينَةِ... وَفِي لَفْظٍ: فَمَا رَاجَعُوهَا...

الْخُطْبَةُ الأُولَى:

 

إِنَّ الْحَمْدَ للهِ؛ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَهْدِيهِ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَتَابِعِيهِمْ بِإِحْسَانٍ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا؛ (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب:70-71]، أَمَّا بَعْدُ:

 

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُ: إِنَّ اللهَ يُنَادِيكَ؛ فَهَلْ تُجِيبُ نِدَاءَ اللهِ؟ وَالنَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَدْعُوكَ؛ فَهَلْ تُلَبِّي دَعْوَةَ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟

 

لَطَالَمَا نَادَانَا اللهُ -تَعَالَى- قَائِلًا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا). وَبَعْدَهَا دَائِمًا يَأْتِي أَمْرٌ أَوْ نَهْيٌ؛ فَهَلْ أَجَبْنَا اللهَ؟! وَلَطَالَمَا أَمَرَنَا وَنَهَانَا رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْقَائِلُ: "مَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ؛ فَاجْتَنِبُوهُ، وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ؛ فَافْعَلُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ"(مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ).

 

وَلَكَ أَنْ تَقُولَ: مَا حَقِيقَةُ الِاسْتِجَابَةُ؟ وَالْجَوَابُ: أَنْ يَخْضَعَ وَيُطِيعَ وَيَنْقَادَ قَلْبُكَ وَجَوَارِحُكَ وَأَقْوَالُكَ وَأَفْعَالُكَ لِأَوَامِرِ الدِّينِ وَنَوَاهِيهِ، وَأَنْ تُطِيعَ اللهَ وَرَسُولَهُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- طَاعَةً مُطْلَقَةً.

 

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ: وَلِأَهَمِّيَّةِ الِاسْتِجَابَةِ للهِ وَرَسُولِهِ وَشَرْعِهِ وَعَدَ اللهُ الْمُسْتَجِيبِينَ بِالثِّمَارِ الْيَانِعَةِ وَالْخَيْرَاتِ الْهَانِئَةِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ؛ فَمِنْهَا:

الْحَيَاةُ الطَّيِّبَةُ لِأَهْلِ الِاسْتِجَابَةِ، قَالَ -تَعَالَى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ)[الأنفال: ٢٤]؛ "فَتَضَمَّنَتْ هَذِهِ الْآيَةُ أُمُورًا: أَحَدُهَا: أَنَّ الْحَيَاةَ النَّافِعَةَ إِنَّمَا تَحْصُلُ بِالِاسْتِجَابَةِ للهِ وَرَسُولِهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؛ فَمَنْ لَمْ تَحْصُلْ لَهُ هَذِهِ الِاسْتِجَابَةُ فَلَا حَيَاةَ لَهُ"(الْفَوَائِدُ لِابْنِ الْقَيِّمِ).

 

وَالِاسْتِجَابَةُ سَبَبٌ فِي قَبُولِ الدُّعَاءِ، قَالَ -تَعَالَى-: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)[البقرة:١٨٦].

 

وَبِالِاسْتِجَابَةِ نَيْلُ مَغْفِرَةِ اللهِ؛ (يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)[الأحقاف:٣١-٣٢].

 

كَمَا أَنَّ مِنْ ثَمَرَاتِهَا: الْجَنَّةَ، قَالَ اللهُ -تَعَالَى-: (لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى)[الرعد:١٨].

 

وَحَتَّى نَكُونَ مِنْ أَهْلِ الِاسْتِجَابَةِ، وَنَفُوزَ بِتِلْكَ الْهِبَاتِ الْوَفِيرَةِ الَّتِي وَعَدَ اللهُ أَهْلَهَا؛ تَعَالَوْا بِنَا لِنَتَأَمَّلَ فِي صَفَحَاتٍ مُشْرِقَةٍ مِنْ حَيَاةِ الْمُسْتَجِيبِينَ لِنَسْتَنِيرَ بِهَا فِي تَحْقِيقِ ذَلِكَ؛ فَهَذَا أَبُو طَلْحَةَ لَمَّا نَزَلَتْ: (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ)[آل عمران:92]، يَأْتِي رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَيَقُولُ: إِنَّ أَحَبَّ أَمْوَالِي إِلَيَّ بَيْرُحَاءَ، وَإِنَّهَا صَدَقَةٌ لِلَّهِ، أَرْجُو بِرَّهَا وَذُخْرَهَا عِنْدَ اللَّهِ، فَضَعْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ حَيْثُ أَرَاكَ اللَّهُ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "بَخٍ، ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ، ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ"(مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ).

 

وَمِنَ النَّمَاذِجِ كَذَلِكَ: اسْتِجَابَةُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي تَحْوِيلِ الْقِبْلَةِ؛ فَقَدْ رُويَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- أَنَّهُ قَالَ: "بَيْنَمَا النَّاسُ بِقُبَاءَ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ جَاءَهُمْ آتٍ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ اللَّيْلَةَ، وَقَدْ أُمِرَ أَنْ يَسْتَقْبِلَ الْكَعْبَةَ، فَاسْتَقْبِلُوهَا، وَكَانَتْ وُجُوهُهُمْ إِلَى الشَّامِ، فَاسْتَدَارُوا إِلَى الْكَعْبَةِ"(رَوَاهُ النَّسَائِيُّ).

 

وَلَمَّا حُرِّمَتِ الْخَمْرُ وَسَمِعُ الْمُسْلِمُونَ الْمُنَادِيَ يُنَادِي: "أَلَا إِنَّ الْخَمْرَ قَدْ حُرِّمَتْ"، فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ لِسَاقِيهِمْ أَنَسٍ: اخْرُجْ، فَأَهْرِقْهَا، يَقُولُ أَنَسٌ: فَخَرَجْتُ فَهَرَقْتُهَا، فَجَرَتْ فِي سِكَكِ الْمَدِينَةِ... وَفِي لَفْظٍ: فَمَا رَاجَعُوهَا وَلَا سَأَلُوا عَنْهَا بَعْدَ خَبَرِ الرَّجُلِ"(مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ).

 

وَلَمَّا سَمِعُوا آخِرَ آيَةِ الْخَمْرِ: (فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ)[المائدة:٩١]، قَالُوا جَمِيعًا: "انْتَهَيْنَا انْتَهَيْنَا"(رَوَاهُ النَّسَائِيُّ).

 

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ: هَذِهِ بَعْضُ أَحْوَالِ الْمُسْتَجِيبِينَ الَّتِي يَجِبُ أَنْ نَتَأَسَّى بِأَصْحَابِهَا، كَمَا يَجِبُ الْحَذَرُ مِنَ الْأَسْبَابِ وَالْمَوَانِعِ الَّتِي أَرْدَتْ بِالْمُعْرِضِينَ، وَالَّتِي مِنْ أَبْرَزِهَا:

التَّكَبُّرُ: يَرْوِي سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ أَنَّ رَجُلًا أَكَلَ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِشِمَالِهِ، فَقَالَ: "كُلْ بِيَمِينِكَ"، قَالَ: لَا أَسْتَطِيعُ، قَالَ: "لَا اسْتَطَعْتَ"، مَا مَنَعَهُ إِلَّا الْكِبْرُ، قَالَ: فَمَا رَفَعَهَا إِلَى فِيهِ"(رَوَاهُ مُسْلِمٌ)، وَقَدِيمًا تَكَبَّرَ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ؛ فَقَالُوا: (أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ)[المؤمنون:47].

 

وَمِنْهَا: الْحَسَدُ؛ فَهُوَ الَّذِي مَنَعَ الْيَهُودَ مِنَ الِاسْتِجَابَةِ لِلْإِسْلَامِ؛ (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ)[البقرة:١٠٩].

 

وَمِنْهَا: التَّعَصُّبُ وَالتَّقْلِيدُ الْأَعْمَى لِلْآبَاءِ؛ (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا)[البقرة:١٧٠].

 

وَمِنْهَا: اتِّبَاعُ الْهَوَى، قَالَ -تَعَالَى- مُوَضِّحًا عِلَّةَ عَدَمِ اسْتِجَابَةِ الْكُفَّارِ لِلرَّسُولِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ)[القصص:٥٠].

 

وَمِنْهَا: الْخَوْفُ؛ فَكَمْ مِنَ النَّاسِ يَعْرِفُ الْحَقَّ وَيُوقِنُ بِهِ، لَكِنْ يَمْنَعُهُ مِنَ الِاسْتِجَابَةِ لَهُ الْخَوْفُ عَلَى النَّفْسِ أَوِ الْأَهْلِ أَوِ الْمَصَالِحِ... وَهَذَا مِمَّا مَنَعَ أَهْلَ قُرَيْشٍ أَنْ يَسْتَجِيبُوا؛ (وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا)[القصص:٥٧].

 

أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ؛ فَاسْتَغْفِرُوهُ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

 

 

الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:

 

الْحَمْدُ للهِ وَحْدَهُ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنْ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ، أَمَّا بَعْدُ:

 

عِبَادَ اللهِ: إِنَّ مِنْ شُؤْمِ الْإِعْرَاضِ وَتَرْكِ الِاسْتِجَابَةِ: أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمُعْرِضِ وَقَلْبِهِ، قَالَ –تَعَالَى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ)[الأنفال:٢٤]؛ "أَيْ: إِنْ تَرَكْتُمُ الِاسْتِجَابَةَ للهِ وَرَسُولِهِ عَاقَبَكُمْ بِأَنْ يَحُولَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ قُلُوبِكُمْ؛ فَلَا تَقْدِرُونَ عَلَى الِاسْتِجَابَةِ بَعْدَ ذَلِكَ".

 

وَالْمُعْرِضُ عَنِ الِاسْتِجَابَةِ للهِ وَرَسُولِهِ رَافِضٌ بِحَالِهِ دُخُولَ الْجَنَّةِ، قَالَهَا -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَنْ يَأْبَى؟ قَالَ: "مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الجَنَّةَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى"(رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ).

 

وَلِأَنَّ الْجَزَاءَ مِنْ جِنْسِ الْعَمَلِ جَعَلَ اللهُ عُقُوبَةَ الْمُعْرِضِينَ عَنِ الِاسْتِجَابَةِ طَوَاعِيَةً فِي الدُّنْيَا: الْإِجْبَارَ عَلَيْهَا فِي الْآخِرَةِ، قَالَ –تَعَالَى- مُخَاطِبًا مُنْكِري الْبَعْثِ: (يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا)[الإسراء:٥٢].

 

فَيَا سَعَادَةَ مَنْ أَطَاعَ أَمْرَ رَبِّهِ وَرَسُولِهِ وَاسْتَجَابَ! وَيَا خَسَارَةَ مَنْ أَعْرَضَ عَنِ الِاسْتِجَابَةِ لَهُمَا وَاسْتَكْبَرَ عَنْ طَاعَتِهِمَا حَتَّى هَلَكَ وَخَابَ!.

 

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، واخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ، اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، وَارْزُقْهُمُ الْبِطَانَةَ الصَّالِحَةَ النَّاصِحَةَ.

 

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ.

 

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا وَوَالِدِينَا عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ.

 

هَذَا، وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ؛ حَيْثُ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ؛ فَقَالَ فِي كِتَابِهِ: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56].

 

المرفقات

الاستجابة لله وللرسول.pdf

الاستجابة لله وللرسول.doc

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات