اقتباس
لقد كان الإمام ساموري توري نسيجاً متفرداً في زمانه، أثنى عليه أعداؤه قبل حلفائه، حتى إن الفرنسيين قد وصفوه بنابليون أفريقيا، وقال عنه الجنرال الإيطالي (أوريست باراتيرا): "إن ساموري أظهر تفوقاً على كل زعماء إفريقيا الغربية، حيث إنه الوحيد الذي تميز بصفات الزعامة، وحيث كان سياسياً محنكاً وقائداً يمتلك القدرة على وضع الخطط الحربية التي يصعب توقعها". فرحم الله الإمام العظيم وجعل له خلفاً في الأمة المحمدية.
الإسلام دين ولاّد، تميز منهجه عن غيره بقدرته الفائقة على إنتاج الرجال والقادة والأبطال، قادة في كل المجالات، وعظماء في كل المجالات، ومثّل الإسلام بمنهجه ومحتواه العقائدي والحركي والسلوكي أعظم معين لإخراج الأجيال المتعاقبة والكوادر الرائدة، وهذه الحيوية مكنت الإسلام من إقامة دولته في شتى بقاع الأرض، والاستمرار في مواجهة المتغيرات والظروف الاستثنائية.
ومن أعظم ما تفرد به الإسلام كدين ودولة وجود الكثير من الأبطال والقادة والأفذاذ عبر التاريخ من العرب والعجم والبربر والسودان. فلم تكن البطولة والقيادة حكراً على العرب – الذين خرجت من أرضهم الرسالة المحمدية – بل نبغ الكثيرين من غير العرب، بل لا أكون مجازفاً أن قلت: إن معظم أفذاذ الإسلام من غير العرب. وهذه قصة واحد منهم يجهلوها كثير من المسلمين الآن. إنهم البطل والقائد الإسلامي الكبير (ساموري توري) مؤسس دولة الإسلام في غينيا وغرب أفريقيا.
المولد والنشأة:
ولد ساموري في ساندكورو في جنوب شرق كنكان في أعالي حوض نهر ميلو أحد روافد النيجر. وقد اختلف الباحثون في تاريخ مولده، ولكنت من المرجح بأنه يقع بين سنتي 1830-1835م وقد تلقى ساموري في صباه تعليماً دينياً على يد والده لافيا توري وأكمل تعليمه الديني على يد أحد المرابطين. وقد ترك الشيخ المرابطي أثراً كبيراً في نفسية وعقل الفتى ساموري، وأضمر في نفسه أن ساعدته الظروف أن يقيم دولة على غرار دولة المرابطين المجيدة.
وقد وقعت حادثة لساموري كانت لها أكبر الأثر في نشأته العسكرية، فقد حدث أن وقعت والدته في أسر أحد الزعماء ويدعى سيزي عام 1851 وكان على ساموري لكي يفك أسرها أن يعمل لعدة سنوات في خدمة جيش سيزي فقبل ساموري.
ومن خلال تلك المرحلة استطاع أن يتعلم طرق الدبلوماسية وفن التفاوض بين الزعماء، كما تعلم فنون القيادة العسكرية بالاشتراك في حروب هذا الملك الوثني ضد خصومه الوثنيين، كما استفاد ساموري من رحلة شهيرة قام بها إلى ساحل العاج تعلم خلالها تجارة السلاح، واطلع على نظام حياة عدة مجتمعات هناك، وتعرف على أوضاع المسلمين خاصة تلك القبائل المسلمة التي كانت تخضع للسلطان المسلم (عمر الفوتي) مما جعله يفكر في إحياء هذه المملكة العظيمة التي كان لها دور كبير في نشر الإسلام في غرب أفريقيا، وقد تأثر ساموري توري كثيراً بالحاج عمر وطريقته في إقامة دولة الإسلام في غرب أفريقيا.
رحلة بناء الدولة:
يعتبر الحاج عمر بن سعيد تال الذي تأثر به البطل ساموري توري واحداً من أبرز علماء ومجاهدي غرب إفريقيا الذين كان لهم الأثر البارز في تاريخ المنطقة، قام الحاج عمر بحركة إصلاحية كبيرة هدفت إلى نشر الإسلام وإحياء روح الجهاد وشملت مناطق واسعة من حوضي نهر السنغال والنيجر.
وكانت رؤية الحاج عمر في إقامة دولته قائمة على عدة محاور:
1-إبعاد خطر النصارى الدور الاستعماري عن غرب إفريقيا حيث كان الأوروبيون يتاجرون مع أهل تلك المناطق ويحاولون مد نفوذهم السياسي والاقتصادي وربما فرض النصرانية عليها.
2-العمل على نشر الإسلام في المناطق غير المسلمة وتصحيح ما انحرف من عقائد المسلمين وتطهيرها من الشوائب والخزعبلات والممارسات الغريبة على الإسلام الصحيح.
3-كان الحاج عمر يرى ضرورة وجود قوة مادية رادعة ومنظمة تقوم بمهمة حماية المكتسبات الإسلامية ورعاية شؤون المسلمين.
وانطلاقاً من هذه الرؤية الشاملة عن الدولة الإسلامية في بيئة خطرة مثل البيئة الأفريقية، أراد ساموري تكوين إمبراطورية كبيرة من قبائل الماندنجو التي ينتمي إليها في أعالي النيجر. وبالفعل كون ساموري جماعة تولى رياستها بنفسه وأقسم على بناء دولة إسلامية في تلك المنطقة ثم قام ساموري بتدريب رجاله على فنون القتال وتم تسليحهم، ومن ثم بدأ نفوذه يمتد.
في عام 1874م بدأ الغزو التدريجي لكل القرى المجاورة لعاصمته، وتحالف مع المسلمين في مدينة كانكان، وبهذا استطاع أن يهزم جماعات مهمة من القبائل، وازدادت سيطرته على كافة فوتاجالون، ونجح في تحطيم كل القوى المنافسة له، وصار أكبر قائد لإمبراطورية إسلامية عرفها شعب المالينك. في الخامس والعشرين من يوليو سنة 1884م جمع ساموري توري أهله في احتفال وأعلن لهم أنه سيلقب نفسه بلقب الإمام، وطلب من أهله ورعاياه أن يعتنقوا الإسلام، وفي نوفمبر من العام نفسه منع الخمر شربًا وبيعًا في مملكته، ومنع العادات الوثنية، وبدأ في تطبيق الشريعة الإسلامية.
ويمكن تقسيم دولة ساموري إلى ثلاث مراحل، المرحلة الأولى اتسمت ببناء مجتمع جديد ودولة جديدة وذلك قبل عام 1884، فقسم البلاد إلى مائة واثنتين وستين مقاطعة، يديرها وال من أقاربه بمعية رجل عسكري وآخر متخصص في علوم الدين، وحرص على تسليح رجاله بسلاح عصري عوض الأسلحة البدائية التي كان يستعملها الأفارقة في حروبهم في زمنه. وقد ذكر المؤرخون أنه كان يأخذ الأطفال وينشئهم تنشئة عسكرية ودينية مركزة، مما ساعد على اتساع قاعدة مؤيديه والموالين لدعوته، وعلى المستوى الاقتصادي أنشأ ساموري الكثير من الأسواق التي يختص كل واحد منها بتجارة معينة، فهناك سوق العاج وآخر للذهب وآخر للمواشي وغير ذلك، فازدهرت التجارة في دولته، مما مكنه من إنشاء مصانع لإنتاج السلاح وأخرى لقطع الغيار، وهو أمر غير مسبوق في منطقة النيجر.
والمرحلة الثانية امتدت 1885-1888م، واتسمت هذه المرحلة بالصبغة الدينية وإعلان ساموري الجهاد لنشر الإسلام بين الوثنيين وفتحه العديد من المدارس لتحفيظ القرآن والتوسع في إنشاء المساجد، وكان يؤمن بأهمية الدين ودوره المحوري في مواجهة أعدائه، وقد فرض ساموري توري على زعيم كل قرية أن يأتيه بمجموعة من الشباب الصالحين للجندية، وفي أوقات السلم كانت القوات الاحتياطية تُسرّح ستة أشهر لتعمل في فلاحة الأرض وإجراء المنافع، لتعود بعد ذلك، فإن كان في حاجة لها أبقاها وإلا سرّحها مدة أخرى وهكذا.
أما المرحلة الثالثة والأخيرة فتبدأ من عام 1889-1898م، وقد اصطبغت بالصبغة العسكرية. وقد اصطدم ساموري بالفرنسيين طوال المراحل الثلاث ولكن اختلفت حدة هذا الصدام من مرحلة إلى أخرى، فقبل عام 1884م اقتصرت العلاقة بينه وبين الفرنسيين على مجرد المناوشات العسكرية ولكن بعد عام 1884م هاجم ساموري الفرنسيين بعنف.
الجهاد حتى الممات:
تعرضت القارة الإفريقية لغزو غربي كاسح في القرن التاسع عشر، اتفقت خلاله القوى الغربية الاستعمارية على تقسيم إفريقيا الغنية بالثروات والموارد الطبيعية، فاتجهت إيطاليا نحو ليبيا واستحوذت إنجلترا على مصر واحتلت فرنسا المغرب والجزائر وتونس، ولم تكتف بذلك، إذ فكرت في اجتياح منطقة النيجر الكبرى وهي المنطقة التي وصلها الإسلام عن طريق فتوحات (أبي بكر بن عمر اللمتوني)، فاعتنقت الكثير من قبائلها دين الإسلام واستمرت بعضها في عبادة الأوثان إلى حدود الفترة التي ستواجه فيها المنطقة الغزو الفرنسي.
بعد مؤتمر برلين عام 1884م، الذي عمل على تنظيم الاحتلال الأوربي لإفريقيا، وضعت فرنسا مملكة ساموري نصب عينيها لوفرة ثرواتها وخيراتها، وانتهاج هذه الدولة للمنهج الإسلامي الواضح مما يجعلها خطراً محدقاً على الوجود الصليبي الفرنسي في غرب القارة السوداء. فقاومها البطل ساموري باستماتة وكبدها خسائر فادحة وتجلت عبقريته في تقسيم قواته إلى ثلاثة فرق:
واحدة كلفها بمواجهة تقدم الفرنسيين، وزودها بأحدث الأسلحة وقتها، وكانت بمثابة قوات النخبة الأكثر تنظيماً وإعداداً نفسياً وإيمانياً، وأخرى أسند إليها مهمة غزو الوثنيين الذين أعلنوا ولاءهم لفرنسا، وثالثة اهتمت بضبط الأمن في المناطق الخاضعة لسيطرته.
كان عامة جيش ساموري توري من المشاة وقليل منهم من الفرسان، وسلّحهم بأسلحة أوروبية حديثة كان يشتريها من البريطانيين في فريتون مقابل بيع الذهب والعاج وأسرى الحروب، وكان حرسه الشخصي مكونًا من 500 رجل، وكان لأخيه مالنكي تورو قوة خاصة تقدر بمائتي فارس وألف راجل كان الفرنسيون قد عزموا على الاستيلاء على كل المنطقة التي يجري فيها نهر النيجر، فأتاهم الله بهذا البطل ساموري توري الذي كبدهم من الخسائر في الأموال والرجال ما لم يتوقعوه، فقد دوّخ الفرنسيين بجهاد جليل دام ثلاثة عشر عامًا بالرغم من بدائية أسلحته أمام آلة الحرب الفرنسية الجبارة، لكنه الإيمان إذا وقر في القلوب فلا يقوم أمامه شيء. أجبر ساموري القوات الفرنسية على الاعتراف بدولته كما دفعها إلى طلب الهدنة غير ما مرة، وكانت إستراتيجيته تعتمد على استنزاف خصومه في معارك طويلة الأمد، وهو ما نجح فيه على مدى عشرين عاماً، مما أجبر الفرنسيين على تغيير قادتهم وضباطهم المرة تلو الأخرى بسبب تسرب الملل إلى نفوسهم. فساموري يقاتل على أرضه ووسط أهله، وهو أقرب من عدوه إلى فهم طباع القبائل الإفريقية وطريقة تفكيرها، أما أعداؤه فهدفهم الربح والحصول على الثروة.
وقد ابتُلي ساموري توري بعدو مسلم واسمه تيبا حاكم إمارة كندوجو كدر عليه جهاده، واتفق مع الفرنسيين ضده، وكان تيبا عدوه الأول لكنه ليس الوحيد فقد ابتلي بغيره لكن كان ذلك هو العدو اللدود الذي ساعد الفرنسيين كثيرًا في ضرب ساموري بحيث كان الفرنسيون يهجمون عليه من جهة فيهجم عليه تيبا من جهة أخرى؛ ليصير ساموري بين المطرقة والسندان، ومع ذلك لم يفت ذلك في عضده، كبد الفريقين خسائر وهزائم متتالية دفعت الفرنسيين لتغيير قادتهم عدة مرات، بل وطلبوا الهدنة منه أيضاً. بعد المعاهدة توجه ساموري توري إلى عدوه تيبا ليقضي عليه وحاصره ستة أشهر في عاصمته سيكاسو لكنه أخفق في فتحها، ولجأ الفرنسيون إلى الحيلة ليخففوا عن حليفهم تيبا الحصار فاضطر الإمام ساموري لرفع حصاره عن العاصمة وعاد إلى بلاده لكن بعد أن تحمل خسائر كبيرة فقد قُتل سبعة آلاف من جنده واثنين من أشهر قواده، وكل ذلك بسبب خيانة تيبا المنتمي زوراً للإسلام.
ساموري على خطى الصحابة:
أما أروع موقف في حياة الإمام ساموري توري فقد تمثل في تطبيقه العملي الراقي والعظيم لعقيدة الولاء والبراء. و ملخص هذا الموقف أن الفرنسيين اختطفوا ولده وساوموه على رده بمساومات لم يرضها فلم يقبل، وكان أبي النفس لا يقبل الذل والضيم وإملاء الشروط المخالفة لشرع الله، فلما يئس الفرنسيون منه لجئوا إلى حيلة شيطانية، فأخذ الولد إلى فرنسا ست سنوات، واستطاعوا التأثير عليه وتغيير أفكاره؛ ليصبح منهجه مخالفاً لمنهج أبيه تماماً وأرسلوه إلى أبيه؛ ليقنعه بترك الجهاد، فلما رفض الإمام ساموري نهج ابنه البكر وما جاء به من أفكار مستوردة، لجأ هذا الولد العاق المفتون إلى تأليب القبائل عليه، ودعوتهم للخروج على طاعته وخلع بيعته، والدخول في حلف فرنسا وطاعتها، وهنا تجرد ساموري توري لله –تعالى-، وعظمت عنده عقيدة الولاء والبراء، وقتل ولده في مشهد عام بين الناس حتى لا يؤثر على حركة الجهاد، وهذا الصنيع العظيم يصدق فيه قول الله -تعالى-: (لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ) [المجادلة:22]، فلله در هذا الإمام العظيم الذي تشبه بالصحابة الكرام يوم بدر الكبرى، يوم أن قتل أبو عبيدة بن الجراح أباه الكافر، وقتل عمر بن الخطاب خاله الكافر، وهمّ أبو بكر أن يقتل ابنه البكر، فرضي الله عن الصحابة- ومن تشبه بهم وسار على دربهم.
نهاية البطل:
تولى قيادة الجيش الفرنسي في المنطقة قائد شديد العداوة للإسلام والمسلمين اسمه (أرشينار)، وفرض على ساموري معاهدة أخرى سنة 1307/1889م تنازل فيها ساموري توري عن بعض الأراضي وتعهد بعدم الإغارة على البلاد التي احتلتها فرنسا، وقبلها ساموري توري؛ لأنه كان في حالة ضعف وأراد أن ينظم صفوفه، ويلتقط أنفاسه لجولة أخرى. وقد استطاع القائد أرشينار أن يحتل مدينتين من مدن ساموري توري، وهما:
كانكان، وبيساندوجو، لكن عندما دخلها وجدهما أكوامًا من الرماد فقد أحرقهما الإمام حتى لا يستفيد منهما بشيء.
وكانت مملكة ساموري تدعوها فرنسا بالإمبراطورية المتنقلة؛ لأن ساموري كان كلما فقد جزءًا من مملكته عوضه بأجزاء أخرى من الممالك الوثنية المجاورة فكأنه لم يفقد شيئًا وإنما غير حدود مملكته بهذا.
غيرت الحكومة الفرنسية القائد أرشينار وأتت بقائد آخر (اسمه بونييه) بغية تحقيق نصر سريع بعد أن طالت مدة مقاومة ساموري، وجرد القائد الجديد حملة بقيادة (مونتي) لكنها منيت بهزيمة ساحقة من قوات الإمام ساموري وأسر من الجند الفرنسيين عدد كبير، ثم أرسلت فرنسا حملة أخرى فهزمت ولله الحمد كما هزمت سابقتها، فجنحت فرنسا للسلم، وأرسلت حاكم السنغال الفرنسي؛ ليعقد معاهدة مع الإمام الذي قبلها لحاجته إلى الراحة والإعداد وللتفرغ لنشر الإسلام بين الوثنيين، لكن الفرنسيين لجئوا إلى الحيلة والخداع في هذه المعاهدة وتمكنوا على إثرها من تعقب الإمام في معركة كبيرة في يوليو سنة 1898م كسبها ساموري ضد القائد الفرنسي لارتيج لكنه أخطأ فتحرك غرباً فدخل الغابات الاستوائية وجبال الدان في فصل الأمطار فأصابت جنده المجاعة وتشتتوا فلم يجتمعوا بعد هذا.
أراد ساموري أن يعود إلى ساننكورو لكن الفرنسيين رفضوا إلا أن يأتيهم بأبنائه رهينة ويسلم أسلحته فعظم عليه ذلك فواصل القتال حتى قبض عليه غدراً ونفي إلى جزيرة أوجويه في سنة 1317هـ/1898م وقيل نفي إلى الجابون، وتوفي في سنة 1319 هـ/1900 -رحمه الله تعالى-، واستقرت فرنسا في غرب إفريقيا عقب هذا الانتصار المفاجئ.
وقد ترك حفيده أحمد سيكوتوري ليتولى المقاومة من بعده وليصبح أول رئيس لغينيا التي حصلت على استقلالها سنة 1958م، ولكنه خالف نهج جده وسار في نهاية الأمر في ركاب فرنسا.
لقد كان الإمام ساموري توري نسيجاً متفرداً في زمانه، أثنى عليه أعداؤه قبل حلفائه، حتى إن الفرنسيين قد وصفوه بنابليون أفريقيا، وقال عنه الجنرال الإيطالي (أوريست باراتيرا): "إن ساموري أظهر تفوقاً على كل زعماء إفريقيا الغربية، حيث إنه الوحيد الذي تميز بصفات الزعامة، وحيث كان سياسياً محنكاً وقائداً يمتلك القدرة على وضع الخطط الحربية التي يصعب توقعها". فرحم الله الإمام العظيم وجعل له خلفاً في الأمة المحمدية.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم