اقتباس
ليس لأهل المغرب أحفظ منه مع الثقة والدين والنزاهة والتبحر في الفقه والعربية والأخبار. وقال ابن خلكان: أبو عمر بن عبد البر إمام عصره في الحديث والأثر وما يتعلق بهما. قال السيوطي: "وانتهى إليه مع إمامته علو الإسناد وولي قضاء أشبونة مدة وكان أولا ظاهريا ثم صار...
دخل الإسلام بلاد الأندلس مبكراً في القرن الأول الهجري، وشهدت ربوعه الخضراء وتلاله الساحرة وسواحله الخلابة أبناء الإسلام وهم يأتون من أقصى المشرق ليعبروا البحر قاصدين إعلاء كلمة الله-تعالى-، ونشر التوحيد إلى أقصى بقاع الأرض، فقامت بها دولة للإسلام هي الأطول والأعرق، وحضارة سامقة مازالت البشرية تستضئ بتراثها وتبكي على أطلالها وتحيي ذكراها إلى وقتنا الحاضر.
وتعتبر دولة الإسلام في الأندلس من أعرق وأطول الدول والحضارات عبر التاريخ الإنساني عامة والإسلامي خاصة، إذ جاوزت الثماني قرون تقلبت خلالها الدولة من حال إلى آخر، وشهدت العديد من العصور ذات النظم الحاكمة المتباينة، فانتقلت من عصر الولاة أيام الأمويين إلى عصر الأسرة الأموية أو الأمراء من نسل مؤسسها عبد الرحمن الداخل المعروف بصقر قريش أيام العباسيين إلى أبهى عصورها؛ عصر الخلافة العامة والحاجب المنصور، إلى عصر التفكك والانهيار وقيام ملوك الطوائف الذي مثل السقوط الأول للأندلس، إلى عصر المرابطين، ثم الموحدين، ثم عصر بني هود، وأخيراً عصر بني الأحمر وفيه تقلصت دولة الإسلام من أقصى اتساعها في عهد عبد الرحمن الناصر والحاجب المنصور إلى مملكة غرناطة في الجنوب، لتسقط في النهاية بصورة مروعة، تاركة خلفها كنزاً لا يُقدر بثمن من العبر والعظات والدروس.
ورغم تقلب الأمور في دولة الإسلام بالأندلس واضطرابها السياسي والاجتماعي والاقتصادي خلال فترات كثيرة من تاريخها خاصة من بعد رحيل آخر رجال الأندلس الكبار؛ الحاجب المنصور سنة (392 ه-1002 م) إلا أن الحالة العلمية في الأندلس حافظت على تألقها واستمراريتها وتوهج نشاطها غير مبالية بما كان يعتري الدولة من خلل واضطرابات سياسية وصراعات في معظم المجالات، وشهد تاريخ الأندلس عشرات بل مئات النماذج من العلماء الأفذاذ والأئمة الكبار الذين لا يقلون بحال عن قرنائهم المشارقة الذين طارت معظم الشهرة إليهم باعتبارهم في مهد الرسالة ومهبط الوحي والعلم.
وسوف نعرض لسيرة واحد من أهم وأعظم علماء الأندلس بل والأمة الإسلامية بأسرها والذي كان بحق بحراً زخّاراً، وعالماً موسوعياً في شتى الفنون، ترك بصمته في كل العلوم، وسار بعلمه وارتحل في ربوع الأندلس حتى شهد له الجميع بالإمامة، وصارت مؤلفاته عمدة في أبوابها، إنه الإمام أبو عمر بن عبد البر الأندلسي.
التعريف به:
الامام العلاّمة، المؤرخ، اللغوي، المحدث المفسر، الفقيه الأصولي، حافظ المغرب، شيخ الاسلام، أبو عمر بن عبد البر، يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم النَّمري الحافظ الأندلسي القرطبي، المالكي محدث قرطبة، أحد الأعلام، صاحب التصانيف الفائقة، إمام عصره، وواحد دهره؛ شيخ علماء الأندلس وكبير محدّثيها في وقته، وأحفظ من كان بها للسنن والآثار.
وُلد بقرطبة سنة (368هـ)، حيث قال عن نفسه: "ولدت يوم الجمعة والإمام يخطب، لخمس بقين من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وستين وثلاثمائة في قرطبة بالأندلس" في بيت علم ودين وورع، فأبوه من سادات المسلمين وعلمائهم وقد مات والإمام صغير فلم يسمع منه ولم يرو عنه، ولكن لم يمنع اليتم المبكر للإمام ابن عبد البر لئن يسلك درب آبائه ويقفو آثارهم، فطلب العلم في صباه وختم القرآن قبل البلوغ .
أثر البيئة العلمية في نشأة الإمام:
نشأ أبو عمر وترعرع في مدينة قرطبة وقد كانت يومئذ عاصمة الخلافة بالأندلس ودرتها، ومدينة العلم والفضل والحضارة، إليها الرحلة من كل موهوب وآمل في النبوغ، احتضنت فطاحل العلماء من كل فن، وكانت مستقر أهل السنة والجماعة، وقد سطع في أفقها الفسيح نجوم المعرفة من كل فن، والذين لا شغل لهم إلا التبحر في شتى أنواع المعرفة، فازدهرت لذلك فنون الآداب والعلوم، وأصبحت مركز الحضارة الإسلامية في المغرب، وقبلة الأنام فيه، ولكثرة علمائها واشتهار أهلها بالتمسك بالسنة، صار عملها حجة في بلاد المغرب، كما كان عمل أهل المدينة حجة عند الناس، فكانوا يحكمون بها جرى به عمل أهل قرطبة، وكان الناس يشدون الرحال إليها لرواية الحديث، ودراسة الأدب والفقه ومختلف العلوم الشرعية والدنيوية، كالطب والهندسة والفلك وغيرها.
في هذا الأفق العلمي الخالص نشأ وترعرع الإمام ابن عبد البر -رحمه الله-، وفيه تفقه وأخذ عن كثب عن كثير من فطاحل العلماء وفحول السنة، وكتب بين أيديهم، ولازمهم ودأب في طلب العلم، ولم يقتصر طلبه للعلم على قرطبة وحدها بل جال في مدن الأندلس وارتحل من الشرق إلى الغرب حتى فاق الأقران وبزّ رجال الزمان، فجاوز شيوخه بكثرة علومه واتساع معارفه وتنوع مؤلفاته.
صفاته ومكانته العلمية وثناء الناس عليه:
مازال الإمام ابن عبد البر يطلب العلم ويكابد مشاق تحصيله حتى اجتمع عنده ما لم يجتمع لأندلسي من قبل، فأتقن علوم السنة والقراءة ضبطا وحفظا وفهما، حتى حاز لقب حافظ المغرب بدون منازع، وكثير من العلماء يعدونه في طبقة المجتهدين المطلقين رغم مالكيته المعروفة عنه، وكان ناصراً للسنة، مستقل الفكر، بعيداً عن الجمود، ومن ثم كان يبغض التقليد، بل كان سبّاقاً في إرساء دعائم مدرسة رفض التقليد، مجتهداً في استنباط المسائل الفقهية والأحكام، ذو بسطة في الاستدلال والحجية على آرائه وفهمه، وهذا ما يدركه الباحث في كتابي "التمهيد" و"الاستذكار" وغيرهما من مؤلفاته القيمة، فهو يُمحّص آراء الأئمة المجتهدين، فيقبل، ويرفض، ويرجّح، ويستدل لرأيه، ويقارع الحجة بالحجة، لا يرفض قولا إلا عن بينة، ولا يرجح رأيا إلا ببرهان، ومن ثم أصبح رأيه حجة عند الخاصة من أهل العلم، وأصبح علماً بين المجتهدين من الفقهاء والمحدثين، ومفخرة من مفاخر الأندلس.
أما عقيدته فقد كان سلفي الاعتقاد كعادة أهل الأندلس في ذلك الزمان قبل أن تتسرب لهم المذاهب الكلامية من المشرق، ينفر من الفلسفة وطرق أهل الكلام، متين الاعتقاد والديانة، صاحب سنة وأثر واتباع حتى وُصف بإمام أهل السنة في زمانه وتسابق الأمراء والكبار إلى كسب وده واستضافته في مدنهم خلال حقبة ملوك الطوائف، وكان مجاهد العامري أمير دانية وجزر شرق الأندلس أكثرهم خصوصية به واحترامه له، يحرص على حضور دروسه والسماع منه، واستضافه في مملكته فترة من الوقت كتب خلالها ابن عد البر أهم كتبه ومؤلفاته. كما عمل قاضياً فترة من الزمان في لشبونة- عاصمة البرتغال الآن-
أما عن ثناء الناس عليه، قال عنه الإمام الذهبي في السير: " كان إماماً ديناً ثقةً، علامة، متبحراً، صاحب سنة واتباع، وكان أولاً أثرياً ظاهرياً، ثم تحول مالكياً مع ميل إلى فقه الشافعي في مسائل، ولا ينكر له ذلك، فإنه ممن بلغ رتبة الإئمة المجتهدين، ومن نظر في مصنفاته بان له منزلته من سمة العلم، وقوة الفهم، وسيلان الذهن، وكل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولكن إذا أخطأ إمام في اجتهاده لا ينبغي لنا أن ننسى محاسنه، ونغطي معارفه، بل نستغفر له ونعتذر عنه".
وفي كتاب آخر للذهبي؛ العبر في خبر من غبر، قال: "وكان في أصول الديانة على مذهب السلف، لم يدخل في علم الكلام، بل قفا آثار مشايخه -رحمهم الله-، متين الديانة، وجميع شيوخه الذين حمل عنهم لا يبلغون سبعين نفساً، ولا رحل في الحديث، ومع هذا فما هو بدون الخطيب البغدادي، ولا البيهقي ولا ابن حزم في كثرة الإطلاع، بل قد يكون عنده ما ليس عندهم مع الصدق والديانة والتثبيت وحسن الاعتقاد، -رحمه الله- تعالى".
وقال شيخ مالكية الأندلس أبو الوليد الباجي-وكان يتنافس معه رئاسة العلم في زمانه-:" لم يكن بالأندلس مثل أبي عمر بن عبد البر في الحديث، وهو أحفظ أهل المغرب بلا منازع". وقال الإمام أبو محمد بن حزم، وهو من تلاميذه: "التمهيد لصاحبنا أبي عمر بن عبد البر، لا أعلم في الكلام على فقه الحديث مثله أصلا فكيف أحسن منه".
وقال الفتح بن خاقان في (مطمح الأنفس): أبو عمر يوسف بن عبد الله ابن عبد البر إمام الأندلس وعالمها الذي التحت به بعالمها، صحح المتن والسند وميز المرسل من المسند، وفرق بين بين الموصول والمنقطع، وكسا الملة منه نور ساطع، حصر الرواة، وأحصى الضعفاء منهم والثقاة، جد في تصحيح السقيم، وجد منه ما كان كالكهف والرقيم، مع التنبيه والتوقيف، والإتقان والتثقيف، وشرح المقفل واستدراك المغفل، له فنون هي للشريعة رتاج، وفي مفرق الملة تاج، كان ثقة، والأنفس على تفضيله متفقة. أما أدبه فلا تعبر لجته، ولا تدحض حجته، له من الصفات والمزايا ما يجعله أحد الأئمة الأعلام".
وقال ابن العماد في (الشذرات): ليس لأهل المغرب أحفظ منه مع الثقة والدين والنزاهة والتبحر في الفقه والعربية والأخبار. وقال ابن خلكان: أبو عمر بن عبد البر إمام عصره في الحديث والأثر وما يتعلق بهما. قال السيوطي: "وانتهى إليه مع إمامته علو الإسناد وولي قضاء أشبونة مدة وكان أولا ظاهريا ثم صار مالكياً فقيهاً حافظاً مكثراً عالماً بالقراءات والحديث والرجال والخلاف كثير الميل إلى أقوال الشافعي".
قال الباجي: حدثنا شيخنا عبد الرحمن الغريسي بدار الحديث الحسنية، وقد جرى في مجلسه ذكر ابن عبد البر، فقال: "حضر عالم مجلس أبي عمر بالأندلس، فلما فرغ من مجلسه سلّم وقال: يا حافظ المغرب، فقال له ابن عبد البر:" تعني أن أبا بكر الخطيب حافظ المشرق، قال: نعم، ولما ارتحل هذا العالم إلى بغداد وجالس أبا بكر الخطيب وعاد إلى الأندلس وحضر مجلس ابن عبد البر مرة ثانية، وعند نهاية المجلس سلم عليه وقال: (يا و) وعقب على ذلك قائلا: لما جالست الخطيب، علمت إنك حافظ المغرب والمشرق.
ومنذ ذلك التاريخ انتشرت هذه الحكاية بين أهل الأندلس وأخذ الآباء والأمهات يتفاءلون وينادون أبناءهم (يا و) ولما كانت مراكش عاصمة المغرب والأندلس في الربع الأخير من القرن الخامس يقصدها عامة الأندلسيين وخاصتهم، أصبحت تجري عبارة (يا و) بمراكش على السنة الآباء والأمهات إلى يومنا هذا، عله يصبح مثل ابن عبد البر".
أهم مؤلفاته:
الإمام أبو عمر بن عبد البر من علماء الأمة الموسوعيين الذين ضربوا بسهم في شتى العلوم والمعارف، فله أثر محمود وسبق كبير في أبواب عدة، امتازت مؤلفاته بالتحقيق والـتأصيل، فصارت كل واحدة منهم مرجعاً في بابها، وحجة في بيانها.
ألف الإمام جملة من المصنفات، منها: التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد، والاستذكار لمذاهب علماء الأمصار فيما تضمنه الموطأ من معاني الرأي والآثار، وله التقصي لحديث الموطأ، والاستيعاب لأسماء الصحابة، وجامع بيان العلم وفضله، والبيان عن تلاوة القرآن، وبهجة المجالس وأنس المجالس، والعقل والعقلاء، والكافي في الفقه في الاختلاف وأقوال مالك وأصحاب، والدرر في اختصار المغازي والسير، والمدخل في القراءات، والانتقاء في فضائل الثلاثة الفقهاء، ترجم فيه مالكاً وأبا حنيفة والشافعي، والقصد الأمم في أنساب العرب والعجم، والانباه على قبائل الرواة، والانصاف فيما بين العلماء من الاختلاف، وغيرها الكثير.
وتدل مصنفاته في الفقه والحديث على سعة علمه، ومنها كتابه التمهيد الذي يعد من أنفع الكتب، جمع فيه لأسانيد الموطأ، ورتبه على حروف المعجم، وجاء بشرح المعاني وزيادة الأسانيد والشواهد للأحاديث عند مواضعها حسب ترتيبه الجديد. أما كتابه الاستذكار فهو مكمل لكتاب التمهيد، شرح فيه للموطأ، بكل ما جاء فيه، شرح فيه الأسانيد والمتون، وشرح فيه الآثار ووصل البلاغات التي رواها الإمام مالك بقوله: "بلغني"، وأبان رأي مالك فيها ومن وافقه أو خالفه، وأبان من جاء ذكرهم في الأسانيد، وأزال ما فيها من إشكال وخلاف، وأبان النكت الحديثية فيها، والعلل وما يمكن به القدح ونحوه، من حيث وصل الروايات إذا كانت منقطعة أو مرسلة، ورفع ما كان موقوفاً. وأبان وشرح ما يحمله الحديث من المعاني وجاء بالشواهد والمتابعات التي تشهد لصحة الحديث، وشرح أقوال مالك، وزياداته وبلاغاته، وأبان اقوال الصحابة والتابعين، في مسائل الفقه التي يتعرض لها، وأدلة الخلاف والترجيح في المسائل الفقهية.
فلا ريب أن كتب الله -تعالى- القبول لهذين الكتابين فصارا من أهم المراجع الحديثية والفقهية لطلبة العلم من شتى المذاهب.
وإضافة لكتبه العظيمة في الفقه والحديث، فللإمام قدم سبق في التاريخ والسير. فقد اختصر كتابي المغازي والسير لموسى بن عقبة، والسيرة النبوية لابن هشام، المعروف، وجمعما في كتاب واحد اسمه "الدرر"، وهو اسم على مسمى، ويعتبر من أفضل كتب السيرة النبوية المختصرة، وقد جعله الإمام ابن القيم عمدة كتابه الشهير" زاد المعاد" وأساسه الذي بنى عليه.
ثم كتابه الاستيعاب في معرفة الأصحاب من أجل الكتب وأنفعها في بابه، وهو أصل في تراجم الصحابة وسيرتهم، وأحد الأصول الأربعة التي بنى عليها العلامة ابن الأثير كتابه "أسد الغابة"، واعتمد عليه الحافظ ابن حجر في كتابه الإصابة في تمييز الصحابة، ولأهمية هذا الكتاب اشتغل به غير واحد من أهل العلم بالتذييل والتلخيص، وتأتي أهميته من جهة أن مصنفه كان قد برع وتقدم في علم الأثر، وكان له بسطة في علم النسب والخبر، وقد جمع في هذا الكتاب من صحت صحبته للنبي -صلى الله عليه وسلم-، وكثرت مجالسته له، ومن لقيه لقية واحدة، مؤمناً به، أو رآه رؤية، أو سمع منه لفظة، وأضاف له كل من ولد في عهده -صلى الله عليه وسلم-، من أبوين مسلمين وكان مسلماً، وقد اعتمد في ذلك على الأقوال المشهورة عند أهل العلم بالأثر، واعتمد على التواريخ والسير المشهورة، كمغازي موسى بن عقبة، وابن إسحاق، وطبقات ابن سعد، وعلى روايات خليفة بن خياط، والزبير بن بكار، ومصعب الزبيري، والمدائني، والبخاري في التاريخ الكبير، والدولابي، وغيرها من المصنفات المعتمدة.
وفاته:
عمّر الإمام أبو عمر بن عبد البر طويلاً، فشاهد كثيراً، وعاصر أحداثاً جساماً في الأندلس، فولد في عصر القوة والسؤدد أيام الحكم بن المستنصر، وشب وترعرع في عصر ذروة المجد في أيام الحاجب المنصور، ثم دارت الأيام وأدارت ظهر المجن للأندلس وأهلها، فأقبلت النحوس وأدبرت السعود، وجاء عصر الاختلاف والتشرذم؛ عصر ملوك الطوائف، فوجد الإمام الكبير نفسه لا يستقر له حال، ولا يحط له رحال، دائم التنقل من مكان لآخر، فأُجبر على الجلاء عن وطنه ومنشئه قرطبة فكان في الغرب مدة، ثم تحول إلى شرق الأندلس وسكن منه دانية، وبلنسية، وشاطبة، وبها توفي -رحمه الله- ليلة الجمعة في آخر يوم من شهر ربيع الآخر، ودفن يوم الجمعة لصلاة العصر من سنة ثلاث وستين وأربع مائة عن عمر جاوز الخامسة والتسعين بأيام. فرحمة الله رحمة واسعة وأجزل له المثوبة يوم الدينونة.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم