الإمام أحمد بن حنبل (2/2)

شريف عبدالعزيز - عضو الفريق العلمي

2022-10-07 - 1444/03/11
التصنيفات: شخصيات تاريخية

اقتباس

ولنا أن نتخيل هذا المشهد المهول الذي حضره الإمام أحمد وحده وكان في مجلس الخليفة المعتصم وفيه كل رجال البدعة والوزراء والقادة والحجَّاب والسيافون والجلادون، وكان الذي بدأ معه الكلام هو المعتصم نفسه وقد حاول استمالته وترغيبه في أول الأمر، ثم أمر علماء البدعة بمناظرته، فهزمهم الإمام كلهم، وهو يحتج عليهم بالآيات والأحاديث والآثار وهم يحتجون بكلام الفلاسفة مثل العرض والجوهر والشيء والوجود والقدم، لذلك فقد علت حجته حجتهم والإمام يقول:

 

 

 

 

الإمام أحمد والخليفة المعتصم العباسيُّ

هذا الفصل هو الأشدُّ والأروع في فصول هذه المحنة العظمى، وتجلى فيه صمود الإمام أحمد حيث أصبح وحده في الميدان بعد أن مات محمد بن نوح تحت وطأة الحبس والتنكيل، ورغم أن الخليفة المعتصم لم يكن من أهل الفكرة ولا يعتقدها في الأساس، ولكنه خاض في الفتنة وانغمر فيها لأن أخاه المأمون قد أوصاه بذلك، فحمله حبه لأخيه المأمون لأن يعمل بوصيته، بل يزيد عليها، فكان أول قرار أخذه المعتصم هو رد الإمام أحمد إلى بغداد وسجنه هناك في سجن ضيق مظلم والقيود في يديه ورجليه حتى إنه أصيب بمرض شديد في شهر رمضان، فنقلوه إلى سجن أوسع مع عموم الناس، ومكث في هذا السجن ثلاثين شهرًا.

وفي السجن أخذ رجال الاعتزال ورءوس الفتنة يأتونه واحدًا تلو الآخر ليناظروه في خلق القرآن، وهو يناظرهم وتعلو حجته حججهم، وكلما غلبهم في المناظرة اشتدوا عليه وضيقوا عليه وزادوا في قيوده، وبعد عدة أيام وكانوا في شهر رمضان سنة 219هجرية، بدأت فصول المناظرة العلنية بحضور الخليفة المعتصم نفسه.

ولنا أن نتخيل هذا المشهد المهول الذي حضره الإمام أحمد وحده وكان في مجلس الخليفة المعتصم وفيه كل رجال البدعة والوزراء والقادة والحجَّاب والسيافون والجلادون، وكان الذي بدأ معه الكلام هو المعتصم نفسه وقد حاول استمالته وترغيبه في أول الأمر، ثم أمر علماء البدعة بمناظرته، فهزمهم الإمام كلهم، وهو يحتج عليهم بالآيات والأحاديث والآثار وهم يحتجون بكلام الفلاسفة مثل العرض والجوهر والشيء والوجود والقدم، لذلك فقد علت حجته حجتهم والإمام يقول: "أعطوني شيئًا من كتاب الله وسنة رسوله"، وكان قائد الشرطة عبد الرحمن بن إسحاق ممن يدافع عن الإمام أحمد ويقول للخليفة المعتصم: "يا أمير المؤمنين أعرفه منذ ثلاثين سنة، وإنه ليرى طاعتك والجهاد معك، وإنه لعالم وإنه لفقيه"، ولكن في المقابل كان أحمد بن دؤاد أشد الناس عليه ويحرض المعتصم عليه بشدة ليقتله ويقسم له أنه ضال وكافر ومبتدع.

استمرت هذه المناظرة العلنية ثلاثة أيام وكانوا في شهر رمضان، والإمام ثابت لا يتزعزع وخصومه من حوله تتساقط شبههم وبدعهم، حتى كان اليوم الرابع وكان المعتصم قد ضجر من طول المناظرة وأغراه قاضي المحنة أحمد بن دؤاد، حتى وصل التهديد إلى الضرب والجلد، وأحضرت الخشبة والسياط وشد أحمد على العقابين -وهما خشبتان يُشدُّ الرجل بينهما للجلد- فخلعت يداه وهو صامد، وعندها أخذت المعتصم شفقة على الإمام وأعجب بثباته وصلابته، ولكن أحمد بن أبي دؤاد أغراه وقال له: "يا أمير المؤمنين تتركه فيقال غلب خليفتين؟" فحميَ المعتصم لكلمته الشريرة وأمر بضرب الإمام فأخذ الجلادون في ضربه بالسياط، يتناوبون على ضربه؛ هذا يضربه سوطين والآخر ثلاثة وهكذا، حتى إذا بلغ سبعة عشر سوطًا قام إليه المعتصم وقال له: "يا أحمد علام تقتل نفسك؟! إني والله عليك لشفيق"، وجعل "عجيف" أحد قادة الأتراك العسكريين في جيش المعتصم ينخس الإمام بقائمة سيفه ويقول: "أتريد أن تغلب هؤلاء كلهم؟" وجعل بعضهم يقول: "ويلك إمامك الخليفة على رأسك قائم"، وقال بعضهم: "يا أمير المؤمنين دمه في عنقي، اقتله، وجعلوا يقولون: يا أمير المؤمنين أنت صائم وأنت في الشمس قائم، والمعتصم يقول: ويحك يا أحمد ما تقول؟ فيجيب الإمام بكل صمود وثبات: أعطوني شيئًا من كتاب الله أو سنة رسول الله أقول به، فيأمر المعتصم بمواصلة الضرب، ثم قال له المعتصم مرة أخرى: أجبني إلى شيء فيه أدنى فرج حتى أطلق عنك بيدي، ومع ذلك الإمام صامد، فأخذوا في ضربه حتى أغمي عليه من شدة الضرب وقد تمزق ظهره من لهيب السياط.

بعد هذا الثبات العجيب الذي تعجز عن مثله الجبال الراسيات، أمر المعتصم بإطلاق سراحه، ولكن بعد أن فعل شيئًا في منتهى العجب والغرابة، وهو قيامه بإحضار أقارب الإمام أحمد وأهله وجيرانه وأشهدهم على أنه سليم البدن، وذلك خوفًا من ثورة الناس عليه إن حصل للإمام مكروه، هذا على الرغم من قوة المعتصم وشجاعته وسلطته، ولكن قوة الحق وسلطة الصمود وشجاعة الثبات الذي عليه الإمام أحمد كانت أكبر من ذلك كله، وخرج الإمام أحمد وعاد إلى بيته بعد 28 شهرًا من الحبس والضرب من سنة 218هـ حتى سنة 221هـ.

والمعتصم وإن كان هو الذي أقدم على ضرب الإمام أحمد إلا أنه لم يكن مثل المأمون مقتنعًا أو معتنقًا لهذه البدعة، وكان يودُّ لو أطلق سراح أحمد بلا ضرب، ولكن رءوس الضلالة أوغروا صدره وأشعلوا غضبه حتى أقدم على جناية ضرب الإمام، لذلك فلقد جعله الإمام أحمد في حلٍّ من هذه الجناية وذلك يوم أن جاءه خبر فتح عمورية سنة 223هـ.

الإمام أحمد والخليفة الواثق العباسي

ظل أحمد بعد خروجه من سجن المعتصم يعالج في بيته فترة طويلة من آثار الضرب والتعذيب حتى تماثل للشفاء، وأخذ يحضر الجمعة والجماعة ويحدث الناس ويفتي حتى مات المعتصم، وولي مكانه ابنه الواثق، وكان قد تربى في حجر قاضي المحنة أحمد بن أبي دؤاد فشربه البدعة منذ صغره، فكان الواثق من أشد وأخبث الناس في القول بالبدعة، حيث أظهرها بقوة وأجبر الناس عليها وأطلق يد أحمد بن أبي دؤاد فيها، فكان يفرق بين الرجل الذي لا يقول ببدعته وبين امرأته، ويأمر المعلمين بتعليم الصبيان في المكاتب هذه البدعة الخبيثة، وبلغ الأمرُ ذروته عندما كان أحمد بن أبي دؤاد يمتحن أسرى المسلمين عند الروم، فمن قال ببدعة خلق القرآن افتداه، ومن امتنع يتركه أسيرًا بيد الروم حتى ضجَّ الناس وضاقت نفوسهم.

بلغ الأمر بالناس ذروته من فجاجة نشر البدعة وتسلط المعتزلة على الناس، حتى أقدمت مجموعة من أهل بغداد بقيادة أحمد بن نصر الخزاعي، على التحضير للخروج على حكم الخليفة الواثق العباسيّ وخلعه من الخلافة، وذهب نفرٌ منهم للإمام أحمد، لاستفتائه في الخروج وعدَّدوا له مساوئ الواثق وجرائمه وبدعه، فلم يوافق الإمام أحمد على ذلك ومنعهم وناظرهم في القضية، وأمرهم بالصبر، وذلك من فقه وورع ودين الإمام أحمد، على الرغم من الأذى والاضطهاد والعذاب الشديد الذي ناله الإمام على يد هذه الحكومة الجائرة المبتدعة، والتي لو خرج عليها الإمام أحمد ما لامه أحد، إلا إنه قد أدرك أن المفاسد المترتبة على الخروج أعظم وأكبر من المصالح المتوقعة من وراء إسقاطها، والذي توقعه الإمام قد وقع بالفعل، فلقد فشلت حركة الخزاعيِّ وراح فيها الكثيرون.

وعلى الرَّغم من الدور الذي لعبه الإمام أحمد في إقناع الكثيرين بعدم الخروج على الواثق، إلا أنَّ الواثق قد قابل ذلك بفعلٍ شرير بالغ السوء، حيث أمر بنفيه من بغداد، وأرسل إليه يقول: "لا يجتمعنَّ إليك أحد، ولا تساكنِّي بأرض ولا مدينة أنا فيها"، فخرج الإمام من بيته واختبأ بدار أحد تلاميذه عدة أيام، ثم انتقل إلى موضعٍ آخر، فمكث فيه عدَّة شهور حتى هدأ الطلب عليه، ثم تحوَّل إلى مكانٍ آخر، وظلَّ هكذا لا يستطيع أن يخرج إلى صلاةٍ ولا إلى مجلس علم وتحديث، حتى هلك الواثق العباسي سنة 231هـ، فخرج الإمام للناس وجلس للتحدث، وذلك أنَّ المتوكل الذي ولي بعد الواثق كان على مذهب أهل السنة وقد أمر برفع البدعة وإظهار السنة، وأيضًا لم يسلم الإمام من الفتنة أيام المتوكل، ولكنها كانت فتنة بالسراء ليس بالضراء، ذلك أن المتوكل قد أفاض عليه الأموال والعطايا الجزيلة، وحاول استمالته ليسكن مدينة سامراء ويترك بغداد، وأن يتولى تعليم وتأديب ولده «المعتز»، ولكنَّ الإمام رفض ذلك بشدة، وعانى بسبب هذا الرفض معاناة شديدة.

خلاصة المحنة

إنَّ هذه المحنة التي وقعت عامة بأرض الإسلام، لم يصمد فيها سوى الإمام أحمد، وقد تداوله ثلاثةُ خلفاء يتسلَّطون عليه من شرق الأرض إلى غربها، ومعهم من العلماء والمتكلمين والقضاة والوزراء والأمراء والولاة والقادة العسكريين، فبعضهم تسلَّط عليه بالحبس وبعضهم بالتهديد والوعيد بالقتل، وبعضهم جلده وعذبه وألقاه في غياهب السجون، وبعضهم بالنفي والتشريد والمطاردة، ثم كانت فتنة السراء أيام المتوكل، وقد خذله في ذلك أهلُ الأرض حتى أصحابُه العلماء والصالحون، وهو مع ذلك لا يجيبهم إلى كلمة واحدة مما طلبوا منه، وما رجع عمَّا جاء به الكتاب والسنة، ولا كتم العلم ولا استعمل التقية، بل قد أظهر من سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وآثاره ما قمع به البدعة، ورفض كلَّ المحاولات التي بذلها معه قرناؤه العلماء في إقناعه بقبول التقيَّة، ورأى أن التقية لا تجوز إلا للمستضعفين الذين يخشون ألا يثبتوا على الحق والذين هم ليسوا بموضع القدوة للناس، أما أولو العزم من الأئمة الهداة فإنهم يأخذون بالعزيمة ويحتملون الأذى ويثبتون، والإمام أحمد كان يرى نفسه ولم يبق أحدٌ سواه أمام البدعة مسئولاً عن إخمادها والصمود أمامها مهما تكن العواقب، ولو أخذ بالتقيَّة والرُّخصة لاستساغ الناس الرخصة، ولضلُّوا من ورائها، ولذلك كان الإمام أحمد هو إمام أهل السنة وهو جبل الحق والسنة، يوم أن حكمت البدعة، وثباته بإذن الله -عز وجل- كان ثباتًا للدين والسنة، وإنما تنال الإمامة بالصبر واليقين، كما قال ربنا رب العالمين: (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ) [السجدة:24].

جنازة الإمام وأروع مشاهد الحياة

ا
لإمام أحمد كثيراً ما كان يقول: قولوا لأهل البدع بيننا وبينكم الجنائز، ذلك أن أهل البدعة قد استقوَوْا بسلطان الدولة، وحازوا المناصب الهامة والولايات العامة، وسيطروا لفترة طويلة من الوقت على السَّاحة العلميَّة والاجتماعيَّة للدولة الإسلامية، وكان الناس يخافون من سطوتهم، فيتملقونهم ويسايرونهم ويسكتون على بدعهم وضلالهم، فظلَّ هؤلاء الحمقى المبتدعة، أنَّ لهم مكانة وفضلاً ومنزلةً عند الناس، وصدَّقوا هذه الكذبة الكبيرة، فقال لهم الإمام هذه المقولة الشهيرة التي تُرجمت واقعيًّا، على جنازته رحمه الله، والتي لم يشهد التاريخ مثلها إلا قليلاً.

ـ مرض الإمام أحمد بن حنبل في بيته ببغداد، وسمع الناس بمرضه فأتَوا من كل صوب وحدب يعودونه، وتزاحموا، ولزموا بابه، يبيتون في الشوارع حتى تعطَّلت الأسواق، وعجز الناس عن البيع والشراء، وكانوا يدخلون عليه أفواجًا يُسلِّمون عليه ويخرجون، ونقلت الأخبار للخليفة المتوكل، فأرسل قواته، فسدت الطرقات، وحظرت الدخول إلى الزقاق حيث يقع بيت الإمام أحمد.

ـ وفاضت روحه إلي خالقها، يوم الجمعة الموافق 12 ربيع الآخر سنة 241 هجرية، وحضر غسله مائةٌ من بني هاشم، وخرج بنعشه ثمانمائة ألف من الرجال، وستون ألفًا من النساء، أي قرابة مليون مسلم ومسلمة يُشيِّعونه إلى مثواه الأخير بعد أن صلّوا عليه، فأمر "ابن طاهر" نائب الخليفة المتوكل العباسيِّ في بغدادَ بعضَ رجاله أن يمسحوا -أي يقيسوا- الموضع الذي وقف الناس فيه حيث صلَّوا علي الإمام أحمد، فبلغ مقاسُه ألفي ألف وخمسمائة ألف -أي مليونين وخمسمائة ألف من البشر-. قال عبد الوهاب الوراق: "ما بلغنا أنَّ جمعًا في الجاهلية، ولا في الإسلام اجتمعوا في جنازة أكثرَ من الجمع الذي اجتمع على جنازة أحمد بن حنبل".

ـ قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: "توفِّي أبى رحمه الله يوم الجمعة ضحىً، و دفناه بعد العصر لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الآخر سنة إحدى و أربعين و مائتين، و صلَّى عليه محمد بن عبد الله بن طاهر، غلبنا على الصلاة عليه، و قد كنَّا صلينا عليه نحن و الهاشميون داخل الدار، و كان له ثمانٍ و سبعون سنة".

قال عبد الله: "وخضب أبي رأسه و لحيته بالحناء، و هو ابن ثلاثٍ و ستين سنة".

و هكذا قال نصر بن القاسم الفرائضي، و أبو الحسن أحمد بن عمران الشيباني، أنه مات في ربيع الآخر.

ـ وقال أبو محمد عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغوي، عن بنان بن أحمد بن أبى خالد القصبانيّ: "حضرت الصلاة على جنازة أحمد بن حنبل يوم الجمعة سنة إحدى و أربعين ومائتين، و كان الإمام عليه محمدَ بن عبد الله بن طاهر، فأُخرجت جنازة أحمد بن حنبل، فوُضعت في صحراء أبي قيراط، و كان الناس خلفه إلى عمارة سوق الرقيق، فلما انقضت الصلاة، قال محمد بن عبد الله بن طاهر: انظروا كم صلَّى عليه ورأى، قال: فنظروا فكانوا ثمان مئة ألف رجل، و ستين ألف امرأة، و نظروا من صلى في مسجد الرصافة العصر فكانوا نيِّفاً و عشرين ألفِ رجلٍ".

ـ و قال جعفر بن محمد بن الحسين المعروف بالترك، عن فتح بن الحجاج: "سمعت في دار الأمير أبي محمد عبد الله بن طاهر أنَّ الأمير بعث عشرين رجلاً، فحزروا كم صلَّى على أحمد بن حنبل، قال: فحزروا، فبلغ ألفَ ألفٍ و ثمانينَ ألفاً".

و قال غيره: "وثلاث مئة ألفٍ سوى من كان في السُّفن في الماء".

ـ و قال الإمام أبو عثمان الصَّابونيُّ: "سمعت أبا عبد الرحمن السُّلَميَّ يقول: حضرت جنازة أبى الفتح القواس الزاهد مع الشيخ أبى الحسن الدارقطنيِّ، فلما بلغ إلى ذلك الجمع الكبير، أقبل علينا، و قال: سمعت أبا سهل بن زياد القطان يقول: سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول: سمعت أبي يقول: قولوا لأهل البدع: بيننا و بينكم يوم الجنائز".

ـ و قال عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازيُّ: "حدثني أبو بكر محمد بن عبَّاس المكِّي، قال: سمعت الوركانيَّ جار أحمد بن حنبل قال: أسلم يومَ مات أحمد بن حنبل عشرون ألفاً من اليهود و النَّصارى و المجوس".

قال: و سمعت الوركانيَّ يقول يوم مات أحمد بن حنبل: "وقع المأتم و النوح في أربعة أصناف من الناس: المسلمين، و اليهود، و النَّصارى، و المجوس".

وهكذا رحل الإمام العظيم بعد حياة كبيرة وحافلة بالعلم والعمل والجهاد والصبر والثبات والدفاع عن عقيدة المسلمين، وقد عصم الله -عز وجل- الأمة به من مزالق البدع والضَّلالات، وصار مثلاً وآية وقدوةً للسابقين واللاحقين على مر العصور.

أهم المصادر والمراجع

سير أعلام النبلاء.
تذكرة الحفاظ.
المقصد الأرشد.
مناقب الإمام أحمد بن حنبل.
طبقات الحنابلة.
طبقات الحفاظ.
تاريخ الطبري.
الكامل في التاريخ.
البداية والنهاية.
صفة الصفوة.
وفيات الأعيان.
شذرات الذهب.
حلية الأولياء.
تاريخ بغداد.
 

 

الإمام أحمد بن حنبل (1/2)

 

 

 

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات