الإلحاد وخطره على المجتمع (1)

فريق النشر - ملتقى الخطباء

2022-10-12 - 1444/03/16
التصنيفات:

 

 

كتبه م/ إيهاب شاهين

 

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

 

الإلحاد ذكره الله تعالى في كتابه حيث قال "إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير" فأثبت الله ـ عز وجل ـ الإلحاد في الآيات - والآيات المذكورة في هذه الآية كونية وشرعية - والكونية هي كل ما يتعلق بالخلق والتكوين - والشرعية هي كل ما يتعلق بالوحي والرسل" المعجزات "- والذي يلحد في الآيات الكونية سوف يكذب بالمعجزات بداهة - والإلحاد في الآيات بنوعيه الكونية والشرعية خطر داهم على المجتمع يجب الحذر منه والتحذير من أصحابه - والذي نريد إلقاء الضوء عليه وبيانه هو الإلحاد في الآيات الكونية "وهى كل ما يتعلق بالخلق والتكوين " فالملحدون في هذا النوع ينسبون أمر الخلق والتكوين إلى غير الله كمن ينسب وجود الليل والنهار والشمس والقمر إلى الطبيعة أو أنه وجد صدفة لذلك هم ينكرون وجود الخالق تبارك وتعالى - وينكرون وجود الملائكة والجنة والنار وحصول البعث بعد الموت - وبالتالي هم ينكرون كل ما يتعلق بالوحي والرسل وحصول المعجزات على أيديهم وبيانهم للأحكام والحلال والحرام ـ لذلك تبنت الحركات الصهيونية نشر هذا المذهب الخبيث في المجتمعات الإسلامية والعربية من خلال الجامعات والنوادي والمقاهي وكافة ملتقيات الشباب ـ بغرض وجود انحلال أخلاقي وتفسخ في القيم واقتراف شتى الموبقات دون النظر لوجود رقيب أو عمل حساب لموت وجنة و نار - فيقطع في قلب الشباب كل وازع يردعه عن الوقوع في براثن هذا الفكر ويحول بينه وبين التوبة والرجوع إلى الله لأنه ينكر وجوده أساساً ـ فيكتمل المخطط الصهيوني بالسيطرة على المجتمعات الإسلامية والعربية بعد تفسخها وانحلالها وخراب عقيدتها - لذلك كان لابد من إلقاء الضوء على هذا الفكر الخبيث وبيان معناه وإظهار عواره والرد على ما يثيره أصحابه من شبهات التي قد تنطلي على بعض الشباب وبيان أسباب انتشار هذا الإلحاد في مجتمعاتنا .

 

وفى بحث أعدته الندوة العالمية للشباب الإسلامي عن الإلحاد ذكرت أن الإلحاد هو : مذهب فلسفي يقوم على فكرة عدمية أساسها إنكار وجود الله الخالق سبحانه وتعالى .

 

و يعد أتباع العلمانية هم المؤسسون الحقيقيين للإلحاد ، ومن هؤلاء : أتباع الشيوعية والوجودية والداروينية .

 

وقد أرادت الحركة الصهيونية نشر الإلحاد في الأرض فنشرت العلمانية لإفساد أمم الأرض بالإلحاد والمادية المفرطة والانسلاخ من كل الضوابط التشريعية والأخلاقية كي تهدم هذه الأمم نفسها بنفسها ، وكانت محاولات نشر هذا الفكر داخل المجتمعات الإسلامية بعد سقوط الخلافة الإسلامية .

 

فقد حاول إسماعيل أحمد أدهم نشر الإلحاد في مصر ، وألف رسالة بعنوان لماذا أنا ملحد؟ وطبعها بمطبعة التعاون بالإسكندرية سنة 1926م وتبعه إسماعيل مظهر أصدر في سنة 1928م مجلة العصور في مصر ، وكانت قبل توبته تدعو للإلحاد والطعن في العرب والعروبة طعناً قبيحاً.  معيداً تاريخ الشعوبية ، ومتهماً العقلية العربية بالجمود والانحطاط ، ومشيداً بأمجاد بني إسرائيل ونشاطهم وتفوقهم واجتهادهم .

 

وفي سنة 1928م أسست في مصر جماعة لنشر الإلحاد تحت شعار الأدب ـ واتخذت دار العصور مقراً لها واسمها رابطة الأدب الجديد وكان أمين سرها كامل كيلاني .. وقد تاب إلى الله بعد ذلك.

 

وتقوم أفكار ومعتقدات الملحدين على الآتي ـ  إنكار وجود الله سبحانه ، الخالق ـ عز وجل ـ تعالى الله عمّا يقولون علواً كبيراً .

 

- الكون والإنسان والحيوان والنبات وجد صدفة وسينتهي كما بدأ ولا توجد حياة بعد الموت .

 

- المادة أزلية أبدية وهي الخالق والمخلوق في نفس الوقت .

 

- النظرة الغائية للكون والمفاهيم الأخلاقية تعيق تقدم العلم .

 

- إنكار معجزات الأنبياء لأن تلك المعجزات لا يقبلها العلم ، كما يزعمون ، ومن العجب أن الملحدين الماديين يقبلون معجزات الطفرة الوحيدة التي تقول بها الداروينية ولا سند لها إلا الهوس والخيال .

 

- عدم الاعتراف بالمفاهيم الأخلاقية ولا بالحق والعدل ولا بالأهداف السامية .

 

- ينظر الملاحدة للتاريخ باعتباره صورة للجرائم والحماقة وخيبة الأمل وقصته لا تعني شيئاً .

 

- الإنسان مادة تنطبق عليه قوانين الطبيعة التي اكتشفتها العلوم كما تنطبق على غيره من الأشياء المادية .

 

وقد يتسائل البعض ما هي الأسباب التي ساعدت على تسلل هذا الفكر الخبيث إلى بلادنا ومجتمعاتنا ـ هذه بعض الأسباب التي أدت إلى ذلك ، بتصرف من بحث بعنوان حتى لا يصبح الإلحاد ظاهرة بيننا .

 

1- غياب القدوة الصالحة في الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام .

 

2- تعرض الشاب وخاصة في بدايات تكوينه الفكري وقبل نضجه للفكر الإلحادي من خلال قراءته الكتب الفلسفية واتصاله بمفكرين ملاحدة وإعجابه بأدبهم وأطروحاتهم .

 

3- تغلب الشهوات على بعض الشباب ويرون أن الدين يمنعهم منها ويشكل حاجزاً بينهم وبين رغبتهم في الاستمتاع بالحياة .

 

4- انتشار ـ القنوات والانترنت ودور النشر والمقاهي الثقافية -  وما يُبث فيها من شهوات وشبهات تأخذ كل واحدة منها بنصيبها من شبابنا مع عدم وجود حملة تحصين مضادة لأثارها السلبية .

 

5- عدم قيام مؤسسات التربية من تعليم ومعاهد وجامعات بأنشطة تذكر للوقوف في وجه موجة الإلحاد الجديدة ؛ وبطء استجابتها للمستجدات .

 

6- جود فئات من المجتمع أساءت للدين من خلال حماسها غير المنضبط وجهلها العريض ليتحول الدين عندها إلى مظاهر لا يصاحبها في كثير من الأحيان جواهر نقية فتسببت في حدوث ردّ فعل معاكس عند بعض الشباب .

 

وبعد هذا البيان المختصر لمعنى الإلحاد فما نسمع الآن على صفحات الإنترنت وداخل أسوار الجامعات العربية والإسلامية ما يقوم به هذا الشباب الملحد من سب للذات الإلهية والتنقص من رب العالمين تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً ومن استهزاء بالرسل الكرام والقرآن العظيم يجعل المرء المسلم الغيور على دينه وعقيدته يتجرع مرارات من الأسى والكمد والحزن ويندى جبينه لذلك ـ خاصة وأن هذا الكلام يتفوه به أناس وشباب مسلم أصالة ولكن أحاطت به شياطين الإنس والجن فجعلته يخرج من الدين بهذا الفكر الخبيث ويغرق في شهوات الدنيا ـ لذلك فالحمل ثقيل على أتباع هذا الدين في بذل كل ممكن ومستطاع لطرد هذا الفكر الخبيث من مجتمعاتنا وعقول شبابنا وإرجاعهم إلى الدين والعمل على تحصين المجتمع من هذا الفكر الدخيل فالتبعة ثقيلة ويحتاج الأمر إلى جهود كل المخلصين ـ وسوف نتناول بإذن الله تعالى في مقالات لاحقة الرد على الشبهات التي أوردها الملحدون بشيء من التفصيل .

 

والحمد لله رب العالمين .

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات