عناصر الخطبة
1/ الزواج آثاره ومنافعه 2/ الزواج نعمة ومودة ورحمة 3/ سلبيات حفلات الزواج.اقتباس
من الآثار السلبية التي تعاني منها الحياة الزوجية: غلاء المهور وارتفاع الصداق والمساومة عليه، والمباهاة به، وصارت الفتاة كأنها سلعة تجارية، والشاب يتحمل ديونا مالية، ناهيك عما يتبع المهور من قصور باهظة وفنادق عالية وقاعات غالية وسفرات آكلة، ومقدمات قبل الدخول للعائلة. بل آل الأمر أن يكون العقد في قصور وفنادق وكأنه زواج لاحق. ومن الآثار السلبية في الزواجات الصيفية: استئجار القصور والقاعات للأفراح والمناسبات بأموال وآلاف من المئات؛ قصدًا للتفاخر والمباهاة والتكاثر وتحمل أعباء ذلك من ديون وأقساط، فيبقى العمر دون انتهاء وسداد، ولهذا تخلف كثير من الشباب بسبب غلاء المهور وسكن الدور، فتراكم عليه الأموال والأقساط...
الخطبة الأولى:
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم مالك يوم الدين، أفضل ما يرسم بالبنان حمد الإله الدائم الإحسان، ثم صلاة ربنا الرحمن على محمد عليّ الشان وآله وصحبه من شيدوا آثاره ودينه قد أيدوا.
وبعد، عباد الله: فاتقوا الله فنعم المتقى والمرتقى ونعم العاقبة واللقى في جنة المأوى.
أيها المسلمون: تأتي الإجازات الصيفية وأوقات الراحات والعطل الزمنية وإذا النفوس تبتهج وتشرق أنوارها وتمتزج.
نعم إنه فرح المناسبات والزواجات وتوفيق الشباب والفتيات، فما أجملها من لحظات وليالي سعيدات.
الزواج -أيها الإخوة- آية من آيات الله وسنة من سنن أنبياء الله، وبه عمار الكون والراحة والسكون والعون مطلب الراحة النفسية والحياة المطمئنة مصالحه كبيرة ومنافعه وفيرة، تعم بها السعادة الإنسانية، وتشرق به الحياة الزوجية وتخرج جيل الذرية وصلاح الأسرية تصان به الأنظار، وتحفظ به الفروج عن التطلع إلى الحرام والدمار، لاسيما ونحن نعيش أزمنة شهوانية وقنوات ومنتديات عنكبوتية تدعو إلى الرذيلة وتنشر الفاحشة السخيفة.
ليس الحديث عن الزواج وآثاره، فمنافعه لا يلحق له غباره بقدر -أيها الإخوة- ما نحمد الله على زواج شبابنا وفتياتنا، تأتي الإجازات وتأتي تلك الدعوات والبطاقات هنا وهنا وما هو آتٍ، فنسأل الله لكل شاب وشابة ومتزوج ومتزوجة أن يجمع بينهما بخير، وأن يحفظهما من كل أذى وضير، وأن يوفق المتزوجين ويصلح لهم الأزواج والبنين.
إن الزواج نعمة ومودة ورحمة، ودرع وحصن، وجنة تقام الحفلات، وتدعى لها الفئام، ويتواصل القريب والبعيد، ويتصل الأقارب، ويجتمع الشمل، ويتبادل الناس السلام، ويرتبط الجميع وتعلوهم الفرحة، وترمقهم المسرة، وتحلو لهم البهجة الكل صغارًا وكبارا رجالا ونساءً، يعلن النكاح، ويشعر بالفلاح، ويوضع له وليمة كما جاء عن المصطفى، وتبتهج النفوس بالدعاء وترسم الشفاه على الأفواه تلك الابتسامة ودعوة الإله فهنيئًا لزواج كان على وفق الشريعة متلمس الهدى ومنابيعه اجتماع والتأم وترابط وسلام دون إسراف، أو تبذير أو غلاء مهور وتعسير بعيدًا عما يكدر صفوه من المنكرات، ويشوبه من المخالفات، فهذا الزواج السعيد الحري بالقبول والعقب الرشيد والتوفيق والتسديد والولد البار المجيد.
هذا وفي بعض الحفلات من السلبيات وبعض الزواجات من المخالفات مما قد تعرقل الزواج وتزجّ به إلى تعاسة وازدواج وتفكك واختلاف ونزاع وإجحاف.
فمن الآثار السلبية التي تعاني منها الحياة الزوجية: غلاء المهور وارتفاع الصداق والمساومة عليه، والمباهاة به، وصارت الفتاة كأنها سلعة تجارية، والشاب يتحمل ديونا مالية، ناهيك عما يتبع المهور من قصور باهظة وفنادق عالية وقاعات غالية وسفرات آكلة، ومقدمات قبل الدخول للعائلة. بل آل الأمر أن يكون العقد في قصور وفنادق وكأنه زواج لاحق.
ومن الآثار السلبية في الزواجات الصيفية: استئجار القصور والقاعات للأفراح والمناسبات بأموال وآلاف من المئات قصدا للتفاخر والمباهاة والتكاثر وتحمل أعباء ذلك من ديون وأقساط، فيبقى العمر دون انتهاء وسداد، ولهذا تخلف كثير من الشباب بسبب غلاء المهور وسكن الدور، فتراكم عليه الأموال والأقساط وسوء الحال فلا بد من مد يد العون لشبابنا تيسيرًا وتسهيلاً مهرًا وتأسيسًا، ولفتياتنا تزويجا وعدم عضلهن وتأخير.
ومن المنكرات في المناسبات والحفلات: استئجار المغنين والمغنيات وإحضار الفرق الغنائية والطرب واللهو والموسيقى، والمعازف الشيطانية، وطلب فرق نسائية ناهيك بأن هؤلاء المطربين والراقصين يأتون بأموال خيالية وأسعار باهظة مالية، وكذا حضور المغنيات والراقصات بأصوات عالية وسهرات ماجنة وساعات من الليل متأخرة، ونساء عارية، أهكذا تستقبل نعمة الزواج بالمعصية وسوء المنهاج؟!
ما قيمة فرقة تزوج مجموعة وتخرج أسرة؟! والبعض يجلب أشرطة غنائية وأجهزة صوتية فلا تسمع إلا نهيق وزعيق وصخب ونعيق.
نعم الإسلام أباح الضرب بالدف للنساء خاصة لإبداء الفرح والسرور وإعلان النكاح والحبور، بعيدا عن الحرام والشرور والطرب وآلات اللهو المأزور، شريطة أن يكون بين النساء وبمعزل عن الرجال وأصوات في محيط النساء دون غناء تكدر الحال.
ومن السلبيات أمة العطايا والخيرات: التصوير والإسراف فيه، وعدم احترام الآخرين وكبار السن والحاضرين، فمن كان له وجهة نظر فليكن في نطاق محدود وزمن معدود لا من الدخول حتى الخروج حتى أن ذلك يسابق أنفاسك والولوج فتذهب معه أهبة الاجتماع وتبادل الحديث وأطراف السماع.
ومن السلبيات في الحفلات: عدم التوقيت المنظم والتحديد المقنن المحكم للذهاب والإياب والطعام والشراب، وحبذا أن يكون هناك مقترح يرسم على بطاقة الدعوة تناول الطعام بالساعة والحضور والانتظام، حتى يعذر المتأخر ويحترم المتقدم ويحافظ على الوقت فلا تذهب ساعات بدون فائدة فاحترام الأوقات دليل على الرقي ونماء الحضارات.
والحفظ على اللحظات أما أن يجلس المرء طول ليله وساعات متعددة لتناول وجبة فيذهب من وقته أضعاف أضعاف ذلك، فبهذا يذهب الوقت بدون فائدة.
ومن الآثار أيها الأخيار ما يحصل من اختلاط بين الجنسين بحجة الفرح ورؤية النساء ومصافحتهن، وهذا من حبائل الشيطان وإغوائه للإنسان.
ومن منكرات الأفراح أمة الخير والصلاح: ما ينتشر بين أوساط النساء من الألبسة العارية والضيقة المشقوقة المفتوحة، والألبسة الشفافة الرقيقة، والأدهى والأمر البنطال والجنز أمام الرجال، وكذا ألبسة الصغار من ثياب قصيرة، وأكتاف بارزة وأحجام محددة وعباءات مطرزة وأطياب فواحة، وهذا مما يندى له الجبين في حفلات الأعراض من موضات فاضحة وأجساد بادية وثياب ضيقة وأجسام وألبسة شفافة، وبعض النساء أو بعض ضعاف الرجال يحتج بأن هذا إنما هو بين النساء لا غير، وهذه حجة واهية فيجب عليها أن تتستر كسترها عند محارمها، ولا يظهر إلا ما يظهر غالبا من لباسها وعند محارمها، فعلى الرجال الغيرة على محارمهم ونسائهم، وعدم الذهاب إلى زواجات مشتملة على محرمات ومنعهن الحفلات الماجنات.
هذا وأسأل الله الكريم أن يوفقنا لمراضيه، وأن يجنبنا أسباب سخطه ومناهيه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
الخطبة الثانية:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،
هذا ومن المنكرات في حفلات المناسبات: الجلوس على الغيبة والنميمة فتجد من يجلس الساعات في انتظار الطعام والمأكولات، وهو ينهش في عرض الغافلين والغافلات، وغيبة الآخرين بل ربما لا يمر أحد عليه إلا وهو يتكلم فيه، فالواجب أن تكون مجالسنا وحال انتظارنا لما يعود عليه نفعنا في ديننا ودنيانا دون سوء ظن وتقويم وتجريح وكذب وزور وتلميح.
ومن الآثار السلبية على الأولاد والذرية: تخصيص دعوات الزواج بالرجال، وإخراج الأطفال وقد بوب البخاري في صحيحه "باب ذهاب النساء والصبيان إلى العرس"، ثم ساق بسنده عن أنس قال: أبصر النبي -صلى الله عليه وسلم- نساء وصبيان مقبلين من عرس فقام إليهم فرحاً بهم، وقال: "اللهم أنتم من أحب الناس إليَّ"، وبالصغار وفرحهم البريء وابتساماتهم الجميلة تكتمل الزواج والابتهاج، ولهذا لما سن أناس سنة سيئة "الرجاء عدم اصطحاب الأطفال" قابلهم من سن سنة حسنة "الرجاء اصطحاب الأطفال" أو "باصطحابهم يكتمل الفرح بين الرجال".
فرأيتهم للكبار ومصافحتهم الرجال واحترامهم للكبير وصلتهم بالأقارب، والتعارف والتواصل من جميل المطالب ودعواتهم وبراءتهم، فلا يدري المرء ربما بارك الله في الزواج والحضور بحضور صغارنا وأطفالنا، فجملوا زوجاتكم بحضورهم وقربوهم ولا تبعدوهم.
ومن السلبيات في المناسبات: أن من حضر زواج فيه منكر يجب عليه عدم حضوره إن كان لا يستطيع إزالته وإنكاره، وإن كان بوجوده يزول المنكر فيجب عليه حضوره لينكره وإن لم ينكر ولم يقم فهو شريك في الوزر والإثم والراضي بالذنب كفاعله.
ومن الآفات الخطيرة: تضييع صلاة الفجر مع الجماعة فتجد من يسهر طوال ليله في مناسبته ثم إذا قرب الفجر نام عن صلاته، وهذا منكر وخيم وفعل ذميم.
ومن الملحوظات في كروت الدعوات: وجود أسماء الله والآيات، وهذا لم يكن معهودا عن سيد البريات، فحبذا ووجهة نظر عدم وضع أدعية ولا آيات؛ لأنها تؤخذ وترمى دون محافظة وصيانة وجدوى.
والدعاء للمتزوجين الثابت عند رؤية المتزوج أو المتزوجة، ومقابلته إدخالا للسرور عليه ودعوات نبوية إليه لا كما يصنع على الأوراق وينشر في الآفاق.
ومن منكرات الأفراح: السفر إلى بلاد الكفر الصراح، وتقليب الأبصار في رؤية آثار الكفار ما يسمى شهر العسل، فبدل حمد الله الأجل معصيته في الجلوس بين أعداء الملل فسافر وتمتع بالمناظر لكن في حدود الأوامر واجتناب الزواجر.
وكذا من منكرات الأفراح بالإثم: دخول الزوج على زوجته أمام الناس وعلى المنصة يكون اللقاء، وكم في هذا من الفتنة والبلاء.
ومن المنكرات الشنيعة والمخزيات الفظيعة: التقاط صور النساء في الحفلات وتصوريهن من قبلهن أو غيرهن؛ بحجة الفرح والتذكار والمرح، وفي هذا من الأخطار العظيمة والجرائم والكبيرة والتفككات الأسرية، فكم حصل بتصوير النساء عن علم منهن أو بغير علم من مفاسد وتهدم بيوت وقطيعة أرحام!
فالحذر..الحذر من دخول الكاميرات والجولات في محيط النساء والمناسبات، فالتقنية أصبحت ذكية تلتقط الصور بدون إحساس وعلم وشعور ولا مساس، وما أجمل ما يصنعه المحافظون "يمنع دخول الجولات الذكية".
فينبغي الحزم في هذا الباب، وسد النوافذ والحجاب والمنع التام، وأخذ الحيطة فالفتنة بتصوير النساء عظيمة.
ومن ذلكم -حفظني الله وإياكم- الذهاب للكوافيرات والنقاشات، وقد تمكث الفتاة برهة من الزمان للأصباغ والألوان ودفع الأموال الباهظات.
وقد يزيد الطين بلة التقاط الصور على هذه الحالة، وفي معامل النساء خالية بحجة أنها ليلة العمر، فيغيب عن الأذهان ما يحصل من إثم أو كدر وافتتان.
هذا واشكروا ربكم وأطيعوه واشكروه، ولا تكفروه وحسنوا زوجاتكم برضاه وحفلاتكم بمراقبته وتقواه وصلوا وسلموا على عبده ومصطفاه ورسوله واجتباه.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين..
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم