الأمن

ناصر بن محمد الأحمد

2015-02-07 - 1436/04/18
عناصر الخطبة
1/أهمية الأمن 2/وسائل وسبل توفير الأمن 3/الأمن الحقيقي في ظل الإسلام 4/مفاسد فقدان الأمن 5/أهمية إقامة الحدود في الحفاظ على الأمن 6/الأمن من مخاوف يوم القيامة

اقتباس

أيها الناس: إن الأمن في البلاد مطلب نبيل، تهدف إليه المجتمعات البشرية، وتتسابق إليه السلطات الدولية، بكل إمكانياتها الفكرية والمادية، والأمن هو ضد الخوف، والأمن هو سكون القلب، وذهاب الروع والرعب، والبلد الآمن، هو البلد الذي اطمأن به أهله، إن طلب الأمن مقدم...

 

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله ...

 

أما بعد:

 

أيها الناس: إن الأمن في البلاد مطلب نبيل، تهدف إليه المجتمعات البشرية، وتتسابق إليه السلطات الدولية، بكل إمكانياتها الفكرية والمادية.

 

والأمن -أيها الإخوة- هو ضد الخوف، والأمن هو سكون القلب، وذهاب الروع والرعب.

 

والبلد الآمن، هو البلد الذي اطمأن به أهله.

 

أيها المسلمون: إن طلب الأمن مقدم على طلب الغذاء؛ لأن الخائف لا يتلذذ بالطعام والشرب، ولا يهنأ بالنوم ولا يطمئن في مكان، ولهذا لما دعا خليل الله إبراهيم -عليه السلام- لمكة المشرفة، قال: (رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ)[البقرة: 126].

 

فدعا بتوفير الأمن قبل توفير الرزق.

 

فالأمن -أيها الإخوة- مطلب ضروري لكل البشر، تخيلوا حالتنا لو انفرط عقد الأمن، أو عمت الفوضى؟ كيف يكون حالنا؟

 

لا أحد يأمن على نفسه، ولا أحد يأمن على عرضه، ولا أحد يأمن على ماله.

 

القتل والسلب والنهب لكل أحد، بدون سبب ولا مبرر.

 

فنسأل الله -عز وجل- بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى أن لا يأتي هذا اليوم علينا، وأن يحفظ علينا أمننا واستقرارنا، أنه ولي ذلك والقادر عليه.

 

ولكن -أيها الإخوة- لو طرحنا سؤالاً: ما هي وسائل توفير الأمن؟

 

هل يتوفر الأمن بالبطش والجبروت أو قهر الشعوب؟ أو يتوفر الأمن بالاستبداد من الولاة واستعباد الناس وذلهم؟ أو يتوفر الأمن بالتساهل والتسامح مع المجرمين والمفسدين إلى حد الفوضى؟ أو يتوفر الأمن باستعمال الأجهزة الدقيقة، والأسلحة الفتاكة، وما توفر بالمخترعات الحديثة من إمكانيات؟ أو يتوفر الأمن بقوة الحصون والأبواب والحراس؟

 

لقد فشلت كل هذه الوسائل، وأفلست كل نظم الأرض، وحيل البشر، فلم تستطع توفير الأمن.

 

ومن أوضح الأدلة على ذلك واقع الدول التي تسمى بالدول الراقية، التي تملك كل عناصر القوة المادية، وما تعانيه من الفوضى وانتشار الخوف في ربوعها، وتسلك المجرمين على شعوبها، حتى أن من يسافر إلى تلك البلاد لا يأمن على نفسه، ولا يستطيع أن يحمل معه شيئاً من النقود الضرورية، إلا وهو خائف أشد الخوف، ومتوقع للقتل في كل لحظة.

 

نعود إلى سؤالنا، إذاً: فما هي الأسباب الصحيحة لتوفير الأمن للمجتمعات، بعدما جربت البشرية كل النظم، وحاولت شتى الوسائل؟

 

إن أسباب الأمن تتركز في شيء واحد، هو: دين الإسلام، الذي اختاره الله للبشرية جميعاً إلى يوم القيامة (وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ)[المائدة: 50].

 

وقال عنه جل وعلا: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا)[المائدة: 3].

 

وقال عن نبيه -عليه الصلاة والسلام-: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)[الأنبياء: 107].

 

وخير شاهد على ما نقوله -أيها الإخوة- وهو أن الإسلام، هو السبب الوحيد للأمن.

 

حالة العرب خاصة والعالم عامة، قبل مجيء هذا الدين، فقد كانوا في جاهلية جهلاء، وضلالة عمياء، وكانت جزيرة العرب بالذات، مرحاً للفتن والاضطرابات، والنهب والسلب والحروب، فلما جاء هذا الدين، ودخلوا فيه، تحولوا إلى مجتمع مثالي، يسوده الأمن، ويحكمه الوحي، وتوجهه العقيدة السليمة، وتحولت فيه العداوة إلى محبة، والقطيعة إلى أخوة، والشح والأثرة إلى إيثار ومساواة؛ كما قال تعالى مذكراً عباده هذه النعمة: (وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا)[آل عمران: 103].

 

وقال تعالى: (وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)[الأنفال: 26].

 

أيها المسلمون: بعد تلك الفترة المباركة، مرت بهذه الجزيرة فترة أخرى ليست ببعيدة العهد عنا، وذلك عندما رق الدين عند غالب الناس، ودخلهم البدع والخرافات، وعاد غالب الناس إلى الشرك مرة أخرى، من التقرب للقبور والأشجار والأحجار، كل ذلك وغيرها مما أدخله الشيطان على هذه الجزيرة، فصارت بلادنا هذه تعيش حالة من الفوضى والخوف، والتناحر بين البادية والحاضرة من ناحية، وبين الحاضرة بعضها مع بعض من ناحية أخرى، كل قرية تغير على القرية الأخرى، وكان بين أهل تلك البلاد من العداوات والثارات الشيء الكثير، فلما منّ الله -عز وجل- على أهل هذه الجزيرة ظهور دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله تعالى رحمة واسعة-، وقام بتصحيح كثير من العقائد الفاسدة، والمبادئ المنحرفة، وقام بنشر هذا الدين من جديد، في أوساط هذه البلاد، واستجاب الناس لدعوته، أو عاد الناس مرة أخرى، إلى ما كانوا عليه أسلافهم من قبل، عادوا إلى الإسلام مرة أخرى، توفر لهم الأمن.

 

فهذا يدل -أيها الإخوة- على أن هذا الدين هو الذي يوفر الأمن، فلا الديكتاتورية تجلب الأمن، ولا نقيضها من الديمقراطية، ولا يمكن أن يجلب الأمن عن طريق الضغط على الشعوب، فإن هذا من طبيعة البشر، كلما زيد في التضييق عليها، والضغط عليها، زاد ذلك في حقدها، وصارت تحاول التمرد على الأنظمة والقوانين المعمول بها، بشتى الطرق والوسائل، ومحاولة الاحتيال على الأنظمة.

 

أيها المسلمون: لا يخفي عليكم مما يحصل، وتسمعون من فترة لأخرى، عن حصول بعض السرقات، والنهب وقطع الطرق في بعض المناطق، في جرائم القتل والاغتصاب، بدأت بالظهور، فما دلالة هذا؟

 

إنه يدل على شيء واحد، ولا تفسير غيره، بأنه كلما بعد الناس عن الدين، قل نسبة الأمن عندهم، وكلما زادوا محافظة وتمسكاً بشرع الله -عز وجل-، كان هذا سببا في استقرارهم وطمأنينتهم.

 

وهذه معادلة ثابتة، فأمن الناس بأيديهم، كلما زادوا في الشر، وانتشر بينهم الفساد، وظهرت الرذيلة، وقل الحياء والخوف من الله -عز وجل-، وكلما صار الناس يعصون ربهم نهاراً جهاراً، وكلما ضيعوا سنن نبيهم -صلى الله عليه وسلم-، كان هذا سبباً في زعزعة الأمن عندهم.

 

فكيف يطلب الأمن من كان محافظاً على أهله ومحارمه في السابق، والآن باسم التمدن والتحضر عرى نساءه، وصاروا يخرجون كاشفي الوجوه، في بلد معروف بالستر والمحافظة، لا يستحون من الله، ولا يستحون من عباد الله، كيف يطلب الأمن، من كان يتحرى الحلال في ماله سابقاً، والآن باسم الفائدة، وباسم الاستثمار صار يحارب الله ورسوله، ولا يسأل في غالب معاملاته، هل توافق شرع الله أو تخالف، يأكل الربا، وكأنه يأكل عسلاً، تبلد إحساسه، فصار لا يستحي من ربه، بعد أن كان ميسور الحال، رزقه الله -عز وجل- وأكثر ماله، وصار يملك من الدار والعقار، فقابل هذه النعم بالكفران -والله المستعان-.

 

كيف يطلب الأمن -أيها الإخوة- من يتساهل في أعظم شعيرة في هذا الدين، وهو الصلاة، مساجدنا تشكو إلى الله -عز وجل-، من قلة المصلين أو استخفاف الناس بشأنها، ولا يشاهدون إلا في الجمع.

 

أما صلاة الفجر، فلا تسأل عنها، وبعض الآباء يأتي بنفسه، ويترك أولاده في الفرش كالجيف وقد تجاوزوا سن التكليف.

 

كيف يطلب الأمن من منّ الله عليه بالمال والحلال، ثم يبخل على الله -عز وجل-، الذي أعطاه هذا المال، فلا يؤدى فيه حق الله، كم من المسلمين لا يؤدون زكاة أموالهم غلب عليهم الشح والبخل.

 

وإذا ما قمت تفتش عن المخالفات الشرعية الصريحة، سواء على مستوى الأفراد، أو على المجتمع، فإنك تعجز ولا تكاد تنتهي.

 

فاتقوا الله -أيها المسلمون- يا من تطلبون الأمن، قد عرفتم أسبابه، يا من تريدون الأمن في أوطانكم، ابتعدوا عن معصية الله -عز وجل-، لا تخالفوه، اعتبروا بالدول التي كانت آمنة مطمئنه، وكان أهلها يعيشون في سلام، كلبنان مثلاً، وكانت مصيفاً في وقت من الأوقات، كل من أراد الراحة، والجو البارد اللطيف، ذهب إلى لبنان، والآن أهلها يفرون منها، والله لا يهنئون بنوم، ولا يتلذذون بطعام، خوف وذعر، زلازل وقلاقل، حرائق ومتفجرات في كل لحظة وفي كل آونة، تسمع بكاء الأطفال.

 

تشاهد مذابح الرجال، تسمع بصراخ النساء الأرامل، ما سبب كل هذا؟ هل سببه زيادة التمسك بالدين، وشدة محافظة أهلها؟ أم سببه كما لا يخفي عليكم، بأن الفساد أول ما بدأ من الدول الإسلامية، بدأ تقريبا في لبنان، فتحت المراقص، تعرى نساؤهم على خشبات المسارح، شربت الخمور علانية في شوارعها وحوانيتها، حتى صار كل من يريد الفساد ذهب إلى هناك، يقضى وطره بالحرام ثم يرجع، فعندما تغير حالهم، غير الله عليهم: (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ)[الرعد: 11].

 

عندما نسوا الله -عز وجل- نسيهم الله -سبحانه وتعالى-، نزعت البركة من بلادهم، ونزع الأمن منهم، حتى صار حالهم كما تشاهدون وتسمعون، وهناك أيضاً دول أخرى، حل بها ما حل بلبنان.

 

فاتقوا الله -أيها المسلمون- إنه ليس بيننا وبين الله نسب، والله -عز وجل- لا يحابي أحداً من خلقه، اشكروا نعم الله -عز وجل- عليكم، استعينوا بها على طاعة الله، وصرفها فيما يفيد؛ لأن كفر النعم سبب حلول ضدها من الجوع والخوف، قال تعالى: (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ)[قريش: 3 - 4].

 

وقال تعالى: (وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ)[النحل: 112],

 

وقال عز من قائل: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا)[النــور: 55].

 

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ...

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله ...

 

أما بعد:

 

أيها المسلمون: ومن أهم الأسباب -أيضاً- الذي يثبت الأمن في المجتمعات، إقامة الحدود التي شرعها الله -عز وجل-، فكلما كان أي مجتمع أكثر تطبيقا لحدود الله، كان ذلك سبباً رادعاً للمجرمين، الذين ضعف إيمانهم، ولم ينفع منهم الوعظ والتذكير، والأمر والنهي، أن ترتدعوا من غيهم.

 

شرع الله -عز وجل- قتل القاتل، وقطع يد السارق، وقطع الأيدي والأرجل أو القتل والصلب لقطاع الطرق، ورجم الزاني المحصن، وجلد الزاني غير المحصن، وجلد القاذف، وجلد شارب الخمر، إلى غير ذلك من حدود الله، كل ذلك لحفظ الأمن، وليذوق المعتدى مرارة العقوبة كما أذاق المجتمع، مرارة الخوف والعدوان.

 

ولا يمكن -أيها الإخوة- أن يستتب الأمن في أي مكان إلا بإقامة حدود الله، ولو كان الله -عز وجل- يعلم بأن هناك وسيلة أخرى لردع البشر غير العقوبات، لشرعها سبحانه وتعالى: (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)[الملك: 14].

 

انظروا -أيها الإخوة- لأغلب الدول حتى الإسلامية، والتي يشتكى أهلها من عدم وجود الأمن، فإذا ما نظرت لرأيت عدم تطبيق حدود الله -عز وجل-.

 

من أهم الأسباب في ذلك -أيها المسلمون عباد الله- هناك أمن آخر.

 

أسأل الله -عز وجل- الذي لا إله إلا هو، الذي بيده مقاليد السماوات والأرض، أن يرزقني وإياكم، وجميع إخواننا المسلمين، الأحياء منهم والميتين، ألا وهو: الأمن من مخاوف يوم القيامة، فإن مخاوف أيام الدنيا أيا كانت، لا تقاس بالنسبة لخوف يوم القيامة، وذلك هو الأمن الحقيقي، الذي لو رزقه الإنسان، فقد فاز بالسعادة الحقيقية، قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ)[الأنعام: 82].

 

وقال تعالى: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آَمِنِينَ * وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ * لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ)[الحجر: 45 - 48].

 

وقال تعالى: (إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاء الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ)[سبأ: 37].

 

وقال تعالى: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ * فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ * كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ * يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آَمِنِينَ * لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)[الدخان: 51 - 57].

 

والآيات في هذا المعنى كثيرة، تدل على أن الإسلام ولا شيء غيره هو الذي يوفر الأمن للمسلم في الدنيا والآخرة، وبدون الإسلام فلا أمان ولا نجاة، وإنما هو الخوف الملازم أو العذاب الدائم؛ كما قال تعالى عن الكفار: (لَّهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَقُّ وَمَا لَهُم مِّنَ اللّهِ مِن وَاقٍ)[الرعد: 34].

 

وقال تعالى: (وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا)[الجن: 6].

 

أسأل الله -عز وجل- بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى، أن يرزقنا الأمن في الدنيا وأن يأمنا في الآخرة، وأن يرزقني وإياكم وجميع إخواننا المسلمين الأمن يوم الخوف، الأمن من الفزع الأكبر، وأن يصلح أحوال المسلمين، بالاستقامة على الدين، والرجوع إلى الإسلام رجوعاً صحيحاً، لا رجوعاً جزئياً، وأن يرزقني وإياكم العقيدة الصحيحة، التي هي أساس الشريعة، ورأس الإسلام، والتي هي بداية دعوة الرسل ولا يصلح آخر هذه الأمة، إلا بما صلح به أولها، فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدى محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعه، وكل بدعة ضلالة، وعليكم بجماعة المسلمين، فإن يد الله مع جماعة المسلمين، ومن شذ عنهم شذ في النار.

 

 

 

 

المرفقات
إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات