عناصر الخطبة
1/ مصدر التلقي والنسيج الفكري2/مصادر الأصيلة المعتمدة 3/مصادر التلقي الدخيلة وأثرها 4/نماذج على مصادر التلقي المسمومة 5/وصايا لمن يتابع مصادر التلقي المسمومةاقتباس
حفاظاً على عقيدةِ الأمةِ المسلمةِ وفكرها لم يترك الشرعُ الناسَ يتخبطون في أوديةِ الضلالة بل بين لهم المصادرَ الأصيلة والتي منها يبنون معتقدهم ويُكوِّنون منها...
الخُطْبَةُ الأُوْلَى:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا، عباد الله: أوصيكم ونفسي بتقوى الله وأناديكم بنداء الله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُمْ مُّسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]؛ أما بعد:
أيها المسلمون: إن النسيج الفكري للإنسان يرجعُ إلى طبيعةِ ما يتلقاه من مصادر العلوم والفنون وهذه الحقيقةُ يتفقُ عليها العقلاء ويتكلمُ فيها العلماء تحت مُسمى (مصدر التلقي) ولما اختلفَ الناسُ في مصادرِ تلقيهم اختلفت ثقافتهم وتنوعت مشاربهم فمن تلقى من المصادر الأصيلة سار على هدى وصراطٍ مستقيم ومن تلقى من مصادرٍ دخيلة انحرف عن سواء السبيل (أفمنْ يمشي مُكباً على وجهه أهدى أمَّن يمشي سويا على صراطٍ مستقيم).
وحفاظاً على عقيدةِ الأمةِ المسلمةِ وفكرها لم يترك الشرعُ الناسَ يتخبطون في أوديةِ الضلالة بل بين لهم المصادرَ الأصيلة والتي منها يبنون معتقدهم ويُكوِّنون منها مبادئهم وبها يضبطون أحكامهُم ، والمتأملُ للآيات ِالقرآنيةِ والأحاديثَ النبوية يرى وضوحَ ما ذكرناه, والعلماء الربانيون ينصون على هذا المعنى في شروحهم وكتاباتهم
والخلاصةُ في ذلك ما يلي:
أولاً: مصدرُ شريعة المسلم هو كتابُ الله وسنةُ رسوله -صلى الله عليه وسلم- الصحيحة وإجماعُ السلفِ الصالح، قال الله تعالى: (وَمنَ يُشاققِ الرسولَ من بعدما تبين لهُ الهُدى ويتَّبعْ غيرَ سبيلِ المؤمنينَ نُولهِ ما تولىَّ ونُصْلهِ جهنَّم وساءَت مصيرا).
وثانيا: المرجعُ في فهم الكتابِ والسنة هو النصوصُ المبينةِ لها، وفهمُ السلفِ الصالح.
وثالثا: أصولُ الدين كُلُّها قد بينها النبي -صلى الله عليه وسلم- وليس لأحد أن يحدثَ شيئاً زاعماً أنه من الدين.
رابعاً: ينبغي على المسلمين التسليمُ لله ولرسوله -صلى الله عليه وسلم- ظاهراً وباطنا فلا يُعارضُ شيءٌ من الكتابِ أو السنةِ الصحيحة بقياس عقلي،ولا ذوق صوفي ولا كشف بدعي ولا قولِ شيخ ولا إمام.
خامساً: العقلُ البشريُ الصريح لا بد أن يوافقَ النقلَ الشرعيَ الصحيح, ولا يتعارضان أبدا وعند توّهمِ التعارض فالنصوصُ الشرعيةُ مقدمة بلا شك.
أيها الإخوة: ولما اعتقدَ أتباع ُالسلفِ هذه المعاني ساروا بخطواتٍ ثابتة، يعتزون بهذا الدين العظيم ويفتخرون بتطبيقِ شرائعه ويتلقون الدين خالياً من الشوائبِ الفلسفية وخالصاً من الضلالات البدعية وهذا هو الموافق للفطرة البشرية (فأقِم وجهَكَ للدينِ حنيفاً فِطرةَ اللِه التي فطرَ الناسَ عليها لا تبديلَ لخلقِ الله ذلك الدِّين القَيِّم)
أيها الأخوة في الله: ودارت الأيام فإذا بقوم غرباء يأتون إلى مصادرِ التلقي الأصيلة فيخلطون معها مفاهيمَ منحرفةً دخيلة، وإذا بِهم يُلبسون الحق بالباطل بدعوى الاستفادة من ثقافات الأمم الأخرى، وكبيرهم الذي يحملُ أوزارهم إلى وِزرِه هو المأمون الذي أنشأ دارَ الحكمة وفيه ترجم كُتب فلاسفة اليونان وناضلَ عن القولِ بخلقِ القرآن وامتحن الناسَ في دمائهم وأرواحهم قال شيخ الإسلام ابن تيمية "إن الله لا يغفل عمل المأمون حينما أدخَلَ عِلمَ الكلام ونصرَ القولَ بخلقِ القرآن وامتحن الناس فيه".
ولما دخلَ علمُ الكلامِ هرع قومٌ إليه حتى أصبح العلماء يذمون وينتقصون من لا يتقنُ هذا العلم وفُتِنَ أقوامٌ به فكانت البدايةُ للنهايةِ المؤلمة لقد سارع بعضُ المفتونين إلى تبسيط علمِ الكلام ونسخِ الكتبِ فيه وجَنَدوا أنفسهم لنشره وتسويقه في بلاد المسلمين حتى حصل انحرافٌ مبين في ثقافة الأمة الإسلامية، ولكن هذا الضلال انحصر في طبقة المُطالعين الذين يتابعون الجديد من الكتب في حينها، وأما الكثيرُ من عوامِ المسلمين فكانوا بمعزلٍ عن هذه الثقافةِ المنحرفة ثم تيسرت المطابع وزادت المطبوعات الغثُ منها والسمين وتحركت أقلامٌ كثيرة تكتب عن كُلِّ شيء فقومٌ كتبوا في العلوم النافعة الصحيحة وآخرون ممن تشربوا الثقافة الوافدة تحركت أقلامهم في الطريق الآخر فمنهم من سال قلمه إلحاداً وزندقة ومنهم من سال قلمه فسقاً وابتداعاً ومنهم من تخصصَ في دس الشُبهات بين السطور تحت مظلة الثقافة العربية ثم تيسر لهؤلاء القوم الانتشارُ من خلال ما يسمى بالصُحف اليومية والمجلات الأسبوعية فأصبحت أقلامهم المسمومة تدسُ مقالاتٍ منحرفة بين مقالات أخرى اقتصاديةٍ وإخباريةٍ واجتماعية يتعطشُ الناس إليها ويتابعونها وخطورةُ هذه الأقلام المسمومة تكمُنُ في انتشارها بالملايين في بيوت المسلمين وأماكن وظائفهم وليس هذا وحسب بل يطلعُ على مقالات هؤلاء الرجالُ والنساء والكبار والصغار ويقضون الساعات اليومية مع أفكار هؤلاء الغرباء وما تدسه أقلامهم من فتن عمياءَ تجعَلُ الحليمَ حيران.
أيها الأخوة في الله: لاشك أنه من الخطورة بمكان أن ينتشر في بلاد المسلمين كتاب لصاحب قلم مسموم حصل على جائزة نوبل على رواية تجعل من اللهِ قاطِعَ طريق وتجعل من الأنبياء أهل شرب للخمور وتجعل الملائكة ممن يلعب البلوت فوق السحب -والعياذ بالله-.
وإنه من الخطورة بمكان أن ينتشر في بلاد المسلمين كتابُ لصاحب قلمٍ مسموم يجعل من أمهات المؤمنين بغايا مومسات ويجعلُ من الصحابة سفاكي دماء.
وإنه من الخطورةِ بمكان أن ينتشرَ كتابٌ لصاحب قلم مبتدع يبيحُ تعظيمَ وتقديسَ أولياءِ الصوفية وذبح النذور لهم ويُشيعُ التوسل بقبرَ النبي -صلى الله عليه وسلم- والاستغاثة به من دون الله.
وإنه من الخطورة بمكان أن ينتشر كتابُ لصاحب قلم منحرف يُبيح الربا ويأتي بالأدلةِ والشواهد ملوية الأعناق ليُحرِفَ أمراً ثابتاً تحريمه بالكتاب والسنة وبإجماع أئمة المسلمين.
ومع خطورة هذه الكتب إلا أنها لا تنتشر إلا بين طبقةٍ من طبقات المجتمع، وإنما تنتشرُ بين الذين يشترون هذه الكتب -إن تيسرت- ويطلعون على ما فيها تحت مظلة (حُريةِ الثقافة).
ولكن الخطورة تكون أعظمُّ وأشدُّ على الأمةِ حينما تنتشر ثقافةُ هذه الأقلام المسمومة في الجرائد اليومية والمجلات الأسبوعية تُشيعُ ضلالها بطرقٍ مُغلفة، فتزيغُ بسببها عقولُ القراء وتنحرفُ لأجلها عقائدُهم ومبادئُهم، وأصحاب هذه الأقلام المسمومة يُصرحون بأنهم يتحكمون بعقول القراء، يقول أحدهم في إحدى الجرائد: "الصحافيون ناسُ يخبرون الناس ما حدث للناس" ثم قال: "أما اليوم فنحن في مرحلة أخرى نقول للناس ما نعتقد به نحن".. ويقول بغرور: "نحن حكماء عالمون بكل شيء"، ويقول أيضا: "نحن في رؤوسِ كُلَّ الناس نعرفُ كلَّ ما يحدث وما لا يُعتقدُ بحدوثه نعرفُ ما يُفكرُ به الناس نُشيدُ اعتبارات وعدم احترام بعدها نُصلح بإيمان قاطع ما هدمناهُ في أعمدةٍ قليلة..." إلى آخر ما قال.
إنهم يتلاعبون بعقول القُراء ومن ذلك التلاعب بعقيدتهم وأخلاقهم، وهم أيضاً يُحطمون ثوابت المسلمين ويطمسون شخصيتهم الإسلامية.
ومن ذلك أن أحد رؤوس الحداثة كتب في مقال طويل في إحدى الجرائد جعل من الإسلام بشرائعه المحكمة وبحضارته الزاهرة جعل منه قشَّاً من العشب المحترق ثم يقول -بكل وقاحة-: "ماذا يقدر القش أن يُقدِمَ لحقول المستقبل؟" ويقصد بذلك أن الإسـلام دين رجـعي لا يستطيـع مـواكبة الحضارة المستقبلية بل يتجاوز إلى رمي علماءِ المسلمين وورثةِ الأنبياء بأنهم (مستودعٌ للأوهام والأباطيل) فجعل من الكتاب والسنة والفقه الإسلامي وكُلَّ ما ينتمي إلى هذا الدين إنما هو مجردُ مخزن للأوهامٍ والخيالاتٍ والأباطيل ثم في ختام المقال يُثني ثناءاً عطراً على أقلام ملحدة كتبت إلحادها بصراحة وليس ذاك الثناءُ والمدح إلا لأنهم حطموا قيود الشريعة وتمردوا على ثوابت المسلمين.
هذا وللكلام بقية فنسأل الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.
بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم ونفعني الله وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد:
أيها المسلمون: ومن الأقلام المسمومة من جندت نفسها للدفاع عن المبتدعة والمتزندقةِ من إخوان الشياطين وحسبنا أن نذكرَ حادثةَ ذاك الذي فسرَ القرآن تفسيراً ماركسياً فلما حكمت عليه المحكمة بأنه قد ارتد بذلك وحكمت بالتفريق بينه وبين زوجته تحركت أقلامٌ مسمومةٌ كثيرة للدفاع عن ردته واتهام الحكُم الشرعي في حقه أنه نوعٌ من السطوة القَمعية وأن من يؤيدُ هذا الحكمَ الشرعي فإنه متخلفٌ لم يواكبْ الحُريةَ الحضارية ولن تدخلَ أمتهُ إلى حضارة القرن الواحد والعشرين!!, ومن أصحاب الأقلام المسمومة من شَهَر قلمه لإحياء الفكر الاعتزالي والثناء عليه فيجعل مقالا أو أكثر في ذكر ترجمةِ رؤساءِ المعتزلة، بل يُعرِّف بكتبهم ويضعُ الصورَ لأغلفتها ثم يقول في آخر المقال: "إن الاطلاع على مثل هذه الكتب تعطي القارئ انطباعاً ممتعاً؛ لأن العقلَ ينطلق عن دائرة المعتاد", وهو أسلوب دعائي لهذا الفكر الاعتزالي ويأتي صاحبُ قلمٍ مسمومٍ فيُعرِّفُ بكتب غُلاةِ الصوفية ممن قال بوحدةِ الوجود يقول عن مؤلف الكتاب: "كان كثيرُ الترحال والسفر، وابتدع مذهب الوقفة وتعني عنده أن ينفصلَ الصوفيُ تماماً عن السوي ويفنى عن الكوفية، وفي هذا الفناء لا يشهد الصوفي إلا الأحدية" ويضعُ صورة غلافِ الكتاب في أسلوب دعائي لإقناع القراء السذج بأهميته وحاجتهم للاطلاع عليه إن كانوا حقاً من المثقفين.
أيها الأخوة في الله: ونحن إذ نذكر ما ذكرناه لنتذكر ما جاء في صحيح مسلم من حديث حذيفة -رضي الله عنه- أنه قال: كان الناس يسألون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يُدركني فقلت: يا رسول الله إنا كُنَّا في جاهليةٍ وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير شر؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: "نعم"، فقلت: فهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: "نعم وفيه دخن" قلت: وما دخَنه؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: "قومٌ يستنون بغير سنتي ويهتدون بغير هدي تعرفُ منهم وتُنكر؟" فقلت: فهل بعد ذلك الخيرِ من شر؟ قال: "نعم دعاةٌ على أبوابِ جهنم من أجابهم قذفوه فيها"، قلت: يا رسولَ الله هم لنا؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: "قومٌ من بني جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا..." الحديث.
إن المسلمَ قد يتابعُ هذه الجرائدِ والمجلات ليتعرف على أخبار بلاده أو يتابعُ أخبارَ المسلمين هنا وهناك -إن وجدت- ولكن هذا لا يعني بحال أن يكونَ كالجثة الميتة التي يُقلبها المغسل كيفما شاء؛ فالواجب على المسلم حينما يجد أن المقالَ يدسُ مفاهيمَ غريبةً على عقيدته وأخلاقه الواجب عليه أن ينتبه لذلك، ويحذر من شُبهات كاتبه، وعليه أن يضعَ على هذا الكاتب علامات الاستفهام؛ فقد يثبتُ من خلال مقالاته أنه من ذوي التيارات الحداثية أو العلمانية المتطرفة.
والحقيقةُ الغائبةُ عن كثيرٍ من المسلمين أن القراءة الناقدة والثقافة الواعية لا تكون عند القارئ المسلم إلا إذا تفقه في دينه وتعرف على سبيلِ المجرمين، ويتحملُ الثِقلَ الأكبر في بيان دس أصحاب الأقلام المسمومة بالرد عليهم، وكشف زيغ كتاباتهم. يتحمل الواجب الأكبر في ذلك الصحفيون الذين حملوا أمانةَ التوعية الصحيحة وعرض المقالات النافعة.
ولقد جاء في البند الثاني ضمن سياسة الإعلام في هذه البلاد أن من واجب الإعلام العملُ على مناهضة التيارات الهدامة والاتجاهات الإلحادية والفلسفات المعادية ومقاومة محاولات صرف المسلمين عن عقيدتهم وذلك بكشف زيغها وبإبراز خطرها على الأفراد والمجتمعات.. إلى آخره فواجب الإعلاميين واجبٌ عظيم في هذا المضمار؛ فحريٌ أن ننهض للدفاع عن عقيدة المسلمين ولتعرية المضلين.
أيها الأخوة: ليس بسديد أبداً أن نصبحَ جميعاً لا ثقافة لنا ولا دراية إلا من خلال الإطلاع على هذه الجرائد والمجلات فكم نرى من المسلمين من يجلس الساعات اليومية يتصفح تلكم الصفحات بينما لا تراه يرجع إلى الكتب الأصلية التي تجددُ إيمانه وتصححُ مفاهيمه فنجدُ هذا المسلمَ وذاك لا يتحدث عما ينفعه في دينه ودنياه بل تراه دوما في حديث عن الدعايات وأخبار لا تقدم ولا تؤخر في حياته ولقد قال -صلى الله عليه وسلم-: "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه".
إننا -أيها الأخوة- لسنا نطالبُ باعتزال المسلم عن مجتمعه، ولكننا نطالبُ المسلمين بأن يحصنوا أنفسهم عن ثقافةٍ غربيةٍ عن عقيدتهم وأخلاقهم؛ فلا نقبلُ من أصحاب الأقلام المسمومة أن يطمسوا شخصيتنا الإسلامية وهويتنا الإيمانية.
اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وبارك لنا فيما أعطيت وقِنا شرَ ما قضيت إنك تقضي ولا يُقضى عليك.
عباد الله: صلوا على نبيكم فلقد أمركم الله بذلكم اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم