الأعداء وكيدهم للإسلام

عقيل بن محمد المقطري

2022-10-04 - 1444/03/08
عناصر الخطبة
1/ منهج أعداء الإسلام في بث الشُّبَهات عنه 2/ قضية المرأة بين الأمس واليوم 3/ الإسلام وتكريم المرأة 4/ تحرير المرأة مصطلح مظلم 5/ سوء وفساد أبواق الغرب من أبناء هذه الأمة 6/ إحصائيات مفيدة

اقتباس

لم تعرف البشرية حضارة ولا دينًا اعتنى بالمرأة كالإسلام، جعلها مرفوعة الرأس، عالية المكان مرموقة القدر، نظر إليها على أنها شقيقة الرجل، خُلقا من أصل واحد ليسعد كل منهما بالآخر.

 

 

 

 

الحمد لله رب العلمين أتم علينا النعمة وأكمل لنا الدين ونهانا عن التشبه بالكافرين والمشركين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له مخلصا له الدين وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله بعثه الله رحمة للعالمينـ، وأمرنا بجهاد الكفار والمنافقين صلى الله عليه وآله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين سلم تسليما كثيرًا.

أما بعد:

عباد الله: إن أعداء الإسلام يكيدون للإسلام وأهله كما قال الله سبحانه عنهم (وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً) [النساء: 89].

لقد طرقوا أبوابًا عديدة وليس هذا بعجيب لكن العجب أن تنطلي دعواتهم على السذج من الناس والبسطاء فيصبحوا أعداء لنا.

لقد تمكن أعداء الأمة من هز كيانها من خلال بابين: الأول: باب العقيدة، والثاني من باب المرأة.

أما العقيدة: فقد استطاعوا أن ينشئوا مذاهب وأفكار وعقائد منحرفة عن الصراط المستقيم فصار المسلمون شِيَعًا وأحزابًا يكفّر بعضهم بعضًا ويفسّق بعضهم بعضًا.

وسلط هؤلاء على نصوص الوحيين التأويلات الباطلة حين فسد الدين لولا أن الله تكفل بحفظه فقيض علماء ربانين ينفون عنه تأويل الجاهلين وانتحال المبطلين.

أما الباب الثاني، فهو باب المرأة المسلمة فلم تعد جهة معينة هي التي تتحدث عن المرأة وتهتم بشئونها فأصحاب الرذيلة ووسائل الإعلام والمنظمات الدولية ومؤسسات حقوق الإنسان كما زعموا أصبحت تبني هذه القضية.

نعم هناك حرب ضروس لا هوادة فيها تحاك ضد المرأة المسلمة.

لقد علم أعداء الشريعة مدى حساسية المرأة بشكل خاص في المجتمع وإنها مربية الأجيال بل هي المجتمع كله.

بدأ هؤلاء في تغير نظرة الناس والمرأة بشكل خاص؛ لأنها هي المعنية بالضوابط المعينة بالضوابط الشرعية فأقاموا مئات الندوات وكتبوا آلاف المقالات ونظموا عشرات المحاضرات وضموا إلى ذلك تلك الأفلام والمسلسلات التي تخدم هذا التيار وهذا التوجه.

لم تعرف البشرية حضارة ولا دينا اعتنى بالمرأة كالإسلام جعلها مرفوعة الرأس عالية المكان مرموقة القدر نظر إليها على أنها شقيقة الرجل خلقا من أصل واحد ليسعد كل منهما بالآخر.

قال عليه الصلاة والسلام: «النساء شقائق الرجال»

فالمرأة في التكاليف كالرجل وكذلك في الثواب قال تعالى: (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا) [النساء: 124].

لقد أشاد الإسلام بفضل المرأة وعدّها نعمة من نعم الله وقال: (لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ) [الشورى: 49- 50].

وفي مسند الإمام أحمد «من كانت له أنثى فلم يئدها ولم يهنها ولم يؤثر ولده عليها أدخله الله الجنة»

إخوة الإسلام: إن المرأة في ظل الإسلام القويم تعيش حياة ملؤها الحفاوة والتكريم من أول يوم تقدم فيه إلى هذا الحياة مرورًا بجميع مراحل حياتها حتى الموت.

فقد رعى الإسلام حقها طفلة قال عليه الصلاة والسلام: «من عال جارتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين»

وقال صلى الله عليه والسلام: «من كان له ثلاث بنات، وصبر عليهن وكساهن من جدته كن له حجابا من النار»

ورعى حقها أُمًّا قال تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) [الإسراء: 23- 24].

وجعل حق الأم في البر آكد، فقد جاء رجل إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام فقال من أحق الناس بحسن صحابتي قال: «أمك قال: ثم من؟ قال: أمك قال: ثم من؟ قال: أمك قال: ثم من؟ قال: أبوك».

ورعى حقها زوجة وجعل لها حقوقا عظيمة على زوجها من المعاشرة بالمعروف والإحسان والرفق قال عليه الصلاة والسلام: «استوصوا بالنساء خيرا»

وقال عليه الصلاة والسلام: «أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا، وخياركم خياركم لنسائه»

ورعى حقها أختًا «لا يكون لأحد ثلاث أخوات فيحسن إليهن إلا دخل الجنة».

ورعى حقها في حال كونها أجنبية، فـ «الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو كالقائم الذي لا يفتر والصائم الذي لا يفطر»

وهذه بعض حقوق المرأة فلقد أعطاهن الإسلام من الحقوق ما يليق بخلقتها، كيف لا والذي منحها الحقوق هو خالقها (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) [الملك: 14].

وعلى الرغم من أن الإسلام احترم المرأة، وأعلى مكانتها وأعطاها حقوقها لكن الأعداء لم يرق لهم وضع المرأة المسلمة فأرادوا أن تخرج من بيتها تزاحم الرجال وآثار ضجة حول تحرير المرأة عبر وسائل الإعلام وظهروا على أنهم يدافعون عن المرأة.

إنه يجب علينا أن نفهم مصطلح ((تحرير المرأة)) إنها حرب على الإسلام، ولكن هذه المرة من خلال بوابة فالمرأة تواجه تحديات وصراعات متعددة فأنت ((لا تدري هل تحميها من ذئاب الإعلام أم تحافظ عليها من فساد الشارع والسوق)).

إن هؤلاء المسعورين من العلمانيين والغرب ومن سار في فلكهم ممن يتباكون على وضع المرأة هم أعداؤها، وإنهم يريدون انحلال المرأة من دينها، وأن تخلع حجابها وتترك بيتها يريدون إفساد أخلاقها وذلك في غفلة وقلة إنكار من أهل العلم والصالحين..

بدأ مسلسل ما يسمى تحرير المرأة قبل مائة عام أي عام 1899م حتى خرج كتاب (( تحرير المرأة )) لقاسم أمين الذي دعا فيه إلى سفور المرأة ونبذ الحجاب واختلاطها بالرجال، ولم تكن في مصر امرأة تختلط بالرجال سوى امرأة واحدة هي ((ناظلي فاضل)) حفيدة محمد على باشا.

وفي تركيا دعا أحمد رضا عام 1908م إلى فساد المرأة فقال: ((مادام الرجل التركي لا يقدر أن يمشى علنا مع المرأة في تركيا وهي سافرة الوجه فلا أعد في تركيا دستورا ولا حرية )).

وانظر إلى ما هو واقع اليوم في تركيا مراقص ودور للبغايا.

ولقد شغلوا المرأة وجعلوها تزاحم الرجال على والوظائف فحصلت البطالة في أوساط الرجال المطالبين أصلاً بالنفقة، وبالتالي لا مردود لعمل المرأة سوى العلقم:

1- حدت من نسلها.

2- أهملت أسرتها.

3- حصلت تأثير نفسي على أولادها إذا أنهم تربوا إما على خادمات أو عند الجيران أو في الشوارع.

4- كثرة حالات الطلاق.

5- المرتب يذهب لخادم والمواصلات وطعام السوق.

إخوة الإسلام: إن العلمانيين يريدون أن يصيروا وضع نسائنا كوضع نساء الغرب يعني أن تكون غانية في سوق الملذات والشهوات يستمتع بها الرجال في دور السينما والأزياء والتلفاز وصالات المسارح وشواطئ البحار وبيوت الدعارة أغلفة المجلات والصحف ومضيفات في الطائرات.

لماذا لا نسمع الغرب يتحدث عن المرأة المقهورة المعذبة المشردة المغتصبة من إفرازات الحروب التي أنشأها الغرب الظالم ما أمهاتنا وأخواتنا في فلسطين وفي الشيشان وفي أفغانستان وفي العراق وفي كشمير وفي الصومال…

في بلاد الغرب شاعت الرذيلة شيوعا لم يسبق له مثيل فليست مقصورة على دور البغايا بل في الفنادق والمقاهي والمنتزهات وقارعة الطريق.

ففي أمريكا:

- امرأة من كل أربع نساء تخون زوجها

- 34% من النساء يفكرن بالانتحار.

- حوادث الاعتداء بالضرب ضد النساء تصدر من أقاربهن.

- 28% من حوادث الاعتداء الجسمي على النساء من الزوج والصديق.

- وفي فرنسا تتعرض حوالي مليون امرأة للضرب.

- تقول: أمينة سر الدولة لحقوق المرأة ((إن الحيوان يعامل أحسن من المرأة )).

- نشرت مجلة التايمز الأمريكية أن حوالي (4000) زوجة من حوالي ستة ملايين زوجة مضروبة تنهي حياتهن.

وفي أمريكا 35 مليون متزوجة تقيم علاقات غير شرعية أي 70%من المتزوجين.

- وفي أمريكا أيضا كل ست دقائق تحدث حالة اغتصاب.

- وفي فرنسا خمسة ملايين امرأة متزوجة على علاقات جنسية بغير أزواجهن.

- 40 % من النساء وفي إيطاليا ضحايا الاغتصاب وتتم العمليات في المنازل والشوارع وأماكن العمل.

- 14 مليون امرأة في إيطاليا تخشي السير بغير رفقة في الشوارع المظلمة والأماكن المهجورة.

- فما ذا يريد العلمانيون ودعاة تحرير المرأة ومنفذو خطط الغرب في هذا الجانب بعد التحليلات المروعة …

عباد الله: اتقوا الله في أنفسكم وفي من تحت أيديكم في بيتكم من بنات وزوجات وأخوات وباعدوا بينهم وبين الأسباب المؤدية للجريمة ….

اللهم من أرادنا بسوء فاشغله في نفسه وأجعل كيده في نحره يا سميع الدعاء.
 

 

 

 

 

المرفقات

وكيدهم للإسلام

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات