عناصر الخطبة
1/ أهمية الرابطة الإيمانية بين المسلمين 2/ التخطيط النبوي للإخاءِ الإسلامي 3/ ذم خذلان المسلم لأخيه 4/ أسس التآلف بين المسلمين.اقتباس
إذا اعتَزَّ أقوامٌ بفضلِ مَنزِع، أو شرَفِ مبدَأٍ، وإذا افتَخَرُوا بسُمُوِّ قَدرٍ وعلُوِّ منزِلةٍ، فإن مِن حقِّ أهل الإسلام أن يعتَزُّوا بسمُوِّ عقيدتِهم، وأن يشرُفُوا بسَدادِ نَهجِهم، وكَمالِ شريعَتِهم التي جاءَت بأفضلِ تخطيطٍ تتوثَّقُ به روابِطُهم، وتَقوَى به الوشائِجُ بينهم؛ إذ ارتفَعَت فوقَ كل رابِطةِ حسَبٍ أو نسَبٍ أو مصلَحةٍ، إلى رابِطةِ الأخُوَّة الجامِعةِ لكلِّ أسبابِ التوادِّ والتعاطُفِ والتراحُمِ والولاءِ الشامِلِ لكلِّ مَن رضِيَ بالله ربًّا، وبالإسلامِ دِينًا، وبمُحمدٍ - صلى الله عليه وسلم - رسُولًا.
الخطبة الأولى:
الحمدُ لله يَهدِي مَن يشاءُ إلى صراطٍ مُستقيم، أحمدُه - سبحانه - على فضلِه السابِغِ وجُودِه العظيم، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له البَرُّ الرؤوفُ الرحيم، وأشهدُ أن سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه، وخِيرتُه مِن خلقِه ذو النَّهج الرَّاشِدِ والخُلُق القَويم، اللهم صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك مُحمدٍ، وعلى آلهِ وصحابتِه ومَن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
أما بعد: فاتَّقُوا الله - عباد الله -، (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) [البقرة: 281].
عباد الله: إذا اعتَزَّ أقوامٌ بفضلِ مَنزِع، أو شرَفِ مبدَأٍ، وإذا افتَخَرُوا بسُمُوِّ قَدرٍ وعلُوِّ منزِلةٍ، فإن مِن حقِّ أهل الإسلام أن يعتَزُّوا بسمُوِّ عقيدتِهم، وأن يشرُفُوا بسَدادِ نَهجِهم، وكَمالِ شريعَتِهم التي جاءَت بأفضلِ تخطيطٍ تتوثَّقُ به روابِطُهم، وتَقوَى به الوشائِجُ بينهم؛ إذ ارتفَعَت فوقَ كل رابِطةِ حسَبٍ أو نسَبٍ أو مصلَحةٍ، إلى رابِطةِ الأخُوَّة الجامِعةِ لكلِّ أسبابِ التوادِّ والتعاطُفِ والتراحُمِ والولاءِ الشامِلِ لكلِّ مَن رضِيَ بالله ربًّا، وبالإسلامِ دِينًا، وبمُحمدٍ - صلى الله عليه وسلم - رسُولًا.
كما قال - عزَّ وجل -: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) [الحجرات: 10]، وكما قال - عزَّ اسمُه -: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ) [التوبة: 71].
ولقد وطَّدَ رسولُ الهُدى - صلواتُ الله وسلامُه عليه - دعائِمَ هذا الإخاءَ الفرِيدَ بمبادِئِ تصقُلُه، وتُهذِّبُه وتُنقِّيه مِن كل زائِفٍ دَخِيلٍ، وتُصحِّحُ واقِعَه، فقال - صلواتُ الله وسلامُه عليه -: «المُسلمُ أخُو المُسلمِ لا يظلِمُه ولا يُسلِمُه، ومَن كان في حاجَةِ أخِيه كان الله في حاجَتِه، ومَن فرَّجَ عن مُسلمٍ كُربةً فرَّجَ الله عنه كُربةً مِن كُرَبِ يوم القيامة، ومَن ستَرَ مُسلِمًا ستَرَه الله يومَ القِيامة»؛ أخرجه الشيخان في "صحيحيهما".
فبدأَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في هذا التخطيطِ النبويِّ للإخاءِ الإسلاميِّ بإيجابِ تجافِي المُسلمِ عن ظُلمِ أخِيه، سواءً أكان ذلك باغتِصابِ حقِّه، أو النَّيل مِن عِرضِه بالتَّشهيرِ به علانِيةً أو سِرًّا، بكِتابةِ ما يُخالِفُ واقِعَه، مما يكونُ به الإيقاعُ بالأبرِياءِ لغاياتٍ أو دوافِعَ نفسِيَّة، أو ليرتفِعَ على أنقاضِ مَن رمَاه بالإفكِ والبُهتان، أو لتكون له الحَظوةُ بحِيازةِ مغنَمٍ ماديٍّ، أو متاعٍ قليلٍ، أو لرفعِ مكانتِه وإعلاءِ شأنِه.
وكلُّ ذلك مِن الظُّلم العاتِي الذي يجِبُ أن يترفَّعَ عنه المُسلمُ لمُناهضَتِه الإخاء، ومُنابَذَته صِدقَ الولاء، مُستحضِرًا قولَ ربِّه الأعلَى في الحديثِ القُدسيِّ: «يا عبادِي! إنِّ حرَّمتُ الظُّلمَ على نفسِي، وجعَلتُه بينَكم مُحرَّمًا، فلا تَظالَمُوا»؛ أخرجه الإمامُ مُسلمُ بن الحجَّاج في "صحيحه".
ومُستحضِرًا أيضًا قولَ رسولِه الكريم - صلى الله عليه وسلم -: «اتَّقُوا الظُّلمَ؛ فإن الظُّلمَ ظُلُماتٌ يوم القِيامة» (أخرجه الإمامُ أحمد في "مسنده" بإسنادٍ صحيحٍ عن ابن عُمر - رضي الله عنهما -).
ومُستحضِرًا أيضًا قولَه في وصيَّتِه لمُعاذِ بن جبلٍ - رضي الله عنه -: «واتَّقِ دعوةَ المظلُومِ؛ فإنه ليس بينَها وبين اللهِ حِجابٌ» (أخرجه الشيخان في "صحيحيهما").
وفي إطارِ هذا التخطيطِ النبويِّ للإخاءِ الإسلاميِّ أيضًا، أهابَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بالمُسلم ألا يُسلِمَ أخاهُ للمكرُوهِ يستبِدُّ به، ولا للضرَّاء تستأثِرُ به؛ بل يجعَلُ مِن نفسِهِ عضُدًا له عند نُزولِ البلاءِ بساحتِه، وسنَدًا يُؤازِرُه ويُناصِرُه؛ ليُخفِّفَ عنه وَقعَ الفاجِعة، وهَولَ الصَّدمةِ، وليُزيحَ عن كاهِلِه أثقَالَ المِحنةِ.
وهو أمرٌ عامٌّ شامِلٌ لا يختَصُّ بأفرادٍ دُون جماعاتٍ، ولا بمَن له حقُّ الجِوارِ دُون مَن بعُدَت به الدِّيار، وشقَّ به المَزارُ؛ فالمُسلمون جميعًا مُتضامِنُون في الآمال، مُتراحِمُون في الآلام، يُصوِّرُ واقِعَهم أبلغَ تصويرٍ قولُ رسولِ الهُدى - صلواتُ الله وسلامُه عليه -: «المُؤمِنُ للمُؤمِنِ كالبُنيانِ يشُدُّ بعضُهُ بعضًا» - وشبَّكَ بين أصابِعِه -؛ أخرجه الشيخان في "صحيحيهما" مِن حديث أبي مُوسَى الأشعريِّ - رضي الله عنه -.
أما خِذلانُ المُسلم لأخِيه في المواطِنِ التي يجبُ أن ينتصِرَ له فيها فهو استِهانةٌ بحقِّه، وجُحودٌ لأخُوَّته، وتجرِئةٌ للأعداءِ على اقتِحامِ ساحَتِه، واستِباحَة حُرمتِه، والانتِقاصِ مِن كرامَتِه.
وفي إطارِ التخطيطِ النبويِّ للإخاءِ الإسلاميِّ أيضًا نلحَظُ النَّدبَ للتضحِيةِ بالرَّاحةِ وكلِّ محبُوبٍ للنَّفسِ، في سبيلِ قضاءِ حاجَةِ المُسلم، والسَّعيِ الحَثِيثِ لتَفريجِ كُربتِه، مُلوَّحًا بالوَعد الكريمِ بالجزاءِ الضَّافِي مُقابَلَةً للإحسانِ بالإحسانِ الذي هو في الذِّروَة مِن أي جزاءٍ، وذلك هو الرِّعايةُ الإلهيةُ، والمعُونةُ الربَّانيَّةُ تصحَبُ مَن يبسُطُ جناحَ رحمتِه على أخِيه المُسلمِ، ما دامَ في حاجَةٍ إلى بَسطِ جَناحِه عليه، برِفدِه، وكفالَتِه في قضاءِ حوائِجِه، أو تَفريجِ كُربتِه، وإغاثَةِ لَهفَتِه، أو ضمِّ صَوتِه إليه في المُطالَبَة بحقِّه.
ويتأكَّدُ ذلك في حقِّ أربابِ الجاهِ والمنزِلةِ والمكانةِ؛ إذ بهم بعد الله تعالى تُقضَى الحوائِج، وتَنجابُ ظُلَمُ المِحَن، وترتفِعُ البأساءُ والضرَّاءُ.
وللجَاهِ يا عباد الله زكاةٌ كزكاةِ المالِ، لا مندُوحةَ عن أدائِها، والإخلاصِ لله فيها؛ حذَرًا مِن تبدُّلِ الحالِ، وزَوالِ النِّعمة؛ فإن الله تعالى أغيَرُ على نِعمِه مِن أن يدَعَها بيَدِ مَن لا يقومُ بحقِّه فيها، كما جاء في الحديث الذي أخرجه الطبرانيُّ في "الكبير" بإسنادٍ حسنٍ، عن عبد الله بن عُمر - رضي الله عنهما -، أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إنَّ لله تعالى أقوامًا يختَصُّهم بالنِّعَم لمنافِعِ العِبادِ، ويُقِرُّها فيهم ما بذَلُوها، فإذا منَعُوها نزَعَها مِنهم فحوَّلها إلى غيرِهم».
فاتَّقُوا اللهَ عباد الله -، واستَمسِكُوا بهذا النَّهج النبويِّ الذي تُحفَظُ به النِّعَم، وتُؤدَّى به الحُقوقُ، وتُوثَّقُ به الوشائِج، ويُشدُّ به على روابِطِ الإخاءِ بين المُسلمين.
نفَعَني الله وإياكم بهَديِ كتابِه، وبسُنَّة نبيِّه - صلى الله عليه وسلم -، أقولُ قَولِي هذا، وأستغفِرُ اللهَ العظيمَ الجليلَ لي ولكم ولكافَّةِ المُسلمين من كلِّ ذنبٍ؛ إنه هو الغفورُ الرحيمُ.
الخطبة الثانية:
الحمدُ لله الذي أكمَلَ لنا الدِّين، وأكرَمَنا ببِعثةِ سيِّد المُرسَلين، أحمدُه - سبحانه -، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أن سيِّدنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه المبعُوثُ رحمةً للعالَمين، اللهم صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك محمدٍ، وعلى آله وصحابتِه أجمعين، والتابِعِين ومَن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
أما بعد .. فيا عباد الله: إنَّ الله تعالى جعَلَ رابِطةَ المُؤمنين على أساسِ العقيدةِ والأخُوَّةِ في الله، فأخبَرَ عن ذلك المعنَى بقولِه: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) [الحجرات: 10]، وهو إخبارٌ مِنه بما يجِبُ أن يكون واقِعًا ملمُوسًا لا مجالَ لجَعلِه كلامًا وأمانِيَّ لا حقيقةَ لها؛ لأن المُؤمنين حين آمَنُوا بربِّهم، وصدَّقُوا برسولِه - صلى الله عليه وسلم -، وبما جاءَهم مِن عنده توحَّدَت وِجهتُهم، واجتمَعَت قلوبُهم.
ولا تنافُرَ بين قلوبٍ اجتمَعَت على إيمانٍ بالله، وعمَرَها حبٌّ شديدٌ لله ولرسولِه - صلى الله عليه وسلم -؛ لأن الإيمانَ قُوةٌ جاذِبةٌ تبعَثُ أهلَها على التعاطُفِ والتقارُبِ، وذلك هو التآلُف الذي أشارَ إليه - سبحانه - بقولِه: (وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [الأنفال: 63].
وكان هذا التآلُفُ القائِمُ على العقيدةِ والأُخُوَّةِ في الله جَديرًا بهذا المثَلِ النبويِّ العظيمِ الوارِدِ في قولِه - عليه الصلاة والسلام -: «مثَلُ المُؤمنين في توادِّهم وتراحُمِهم وتعاطُفِهم كمثَلِ الجسَدِ إذا اشتَكَى مِنه عُضوٌ تداعَى له سائِرُ الجسَدِ بالسَّهرِ والحُمَّى»؛ أخرجه مُسلم في "صحيحه".
وإن هذا التوادَّ والتراحُمَ - يا عباد الله - ليغرِسُ في نفسِ المُسلمِ الشُّعورَ بالمسؤوليَّةِ نحوَ مُجتمعِه وأمَّتِه، وهو شُعورٌ يُشكِّلُ دائِرةً تترابَطُ فيها الحلقات، كلُّ حلقَةٍ مِنها تُمثِّلُ مصلَحةً عامَّةً للمُسلمين، مِن واجِبِ المُسلمِ أن يُسهِمَ فيها بحسَبِه؛ ليدُلَّ بذلك على أنه عُضوٌ عامِلٌ في هذا المُجتمع، وحِصنٌ مَنِيعٌ دُونَه لا يُؤتَى المُسلِمون مِن قِبَلِه.
وإن هذا الشُّعورَ بالمسؤوليَّة لا يكفِي فيه إبداءُ المشاعِرِ الطيِّبة دُون اتِّخاذِ خُطواتٍ إيجابيَّة تُعبِّرُ عن الشُّعور بالمسؤوليَّة، والاهتِمام بأمرِ المُسلمين.
فإذا سارَ المُسلِمون على الدَّربِ وأخذُوا بما أخذَ به السلَفُ مِن وسائلِ الشدِّ على الأواصِرِ، ورَبطِ الأخِ بأخِيه برابِطةِ الحُبِّ في الله، وهَجرِ كلِّ شِعارٍ أو نِداءٍ أو تحزُّبٍ وضَعَ الإسلامُ مِن شَأنِه، عندئذٍ تبلُغُ الأمةُ ما تُريدُ مِن خيرٍ، وتتبوَّأُ المكانةَ اللائِقةَ بها تحت الشَّمسِ، باعتِبارِها أمَّة مِن حقِّها أن تسُودَ، وأن تقُودَ، لا بالحديدِ والنارِ، ولا بالقَهرِ والإرهابِ، ولا بالظُّلمِ والعُدوانِ، بل بدعوتِها السامِية، وعقيدتِها الصَّافِية، ومُثُلها الرَّفيعَة.
فاتَّقوا الله -عباد الله-، واجعَلُوا مِن ذلك التخطيطِ النبويِّ لإقامةِ دعائِمِ الإخاءِ الإسلاميِّ خيرَ دليلٍ، وأقوَمَ مُرشِدٍ، وأهدَى سبيلٍ لنَهضَة الأمة، وصلاحِ أحوالِها، واستِعادةِ مكانتِها.
ألا واذكُروا على الدَّوامِ أن الله تعالى قد أمرَكم بالصلاةِ والسلامِ على خَير الورَى؛ فقال - جلَّ وعلا -: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].
اللهم صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك محمدٍ، وارضَ اللهم عن خُلفائِه الأربعة: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن سائرِ الآلِ والصحابةِ والتابعين، وأزواجِه أمهات المُؤمنين، والتابِعين ومَن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بعفوِك وكرمِك وإحسانِك يا خَيرَ مَن تجاوزَ وعفَا.
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، واحْمِ حَوزةَ الدين، ودمِّر أعداءَ الدين وسائرَ الطُّغاةِ والمُفسِدين، وألِّف بين قلوبِ المُسلمين، ووحِّد صفوفَهم، وأصلِح قادتَهم، واجمَع كلمتَهم على الحقِّ يا ربَّ العالمين.
اللهم انصُر دينَكَ وكتابَكَ، وسُنَّةَ نبيِّك محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، وعبادَكَ المؤمنين المُجاهدين الصادقين.
اللهم آمِنَّا في أوطانِنا، وأصلِح أئمَّتَنا وولاةَ أمورِنا، وأيِّد بالحقِّ إمامَنا ووليَّ أمرنا، وهيِّئ له البِطانةَ الصالحة، ووفِّقه إلى ما تحبُّ وترضَى يا سميعَ الدعاء، اللهم وفِّقه ونائِبَيه وإخوانَه إلى ما فيه خيرُ الإسلام والمُسلمين، وإلى ما فيه صلاحُ العباد والبلاد يا مَن إليه المرجِعُ يوم المعاد.
اللهم اكفِنا أعداءَك وأعداءَنا بما شئتَ يا رب العالمين، اللهم اكفِنا أعداءَك وأعداءَنا بما شئتَ يا رب العالمين، اللهم اكفِنا أعداءَك وأعداءَنا بما شئتَ يا رب العالمين، اللهم إنا نجعلُك في نُحور أعدائِك وأعدائِنا، ونعوذُ بك من شُرورهم، اللهم إنا نجعلُك في نُحورِهم، ونعوذُ بك من شُرورهم، اللهم إنا نجعلُك في نُحورهم، ونعوذُ بك من شُرورهم.
اللهم إنا نسألُك فعلَ الخيرات، وتركَ المُنكرات، وحبَّ المساكين، وأن تغفِرَ لنا وترحمَنا، وإذا أردتَ بقومٍ فتنةً فاقبِضنا إليك غيرَ مفتُونين.
اللهم أحسِن عاقِبَتنا في الأمورِ كلِّها، وأجِرنا مِن خِزيِ الدنيا وعذابِ الآخرة.
اللهم أصلِح لنا دينَنا الذي هو عصمةُ أمرنا، وأصلِح لنا دُنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلِح لنا آخرتَنا التي إليها معادُنا، واجعَل الحياةَ زيادةً لنا في كلِّ خيرٍ، واجعَل الموتَ راحةً لنا من كل شرٍّ.
اللهم اشفِ مرضانا، وارحَم موتانا، وبلِّغنا فيما يُرضِيكَ آمالَنا، واختِم بالصالِحات أعمالَنا.
اللهم اكتُب النصرَ والتأييدَ والرِّعايةَ لجنودِنا في الحدِّ الجنوبيِّ وفي كافَّة الحُدودِ، اللهم انصُرهم نصرًا مُؤزَّرًا، اللهم انصُرهم نصرًا مُؤزَّرًا، اللهم انصُرهم نصرًا مُؤزَّرًا، اللهم انصُر بهم دينَك، وأعلِ بهم كلمتَك، اللهم انصُر بهم دينَك، وأعلِ بهم كلمتَك، اللهم اكتُب أجرَ الشهادة لقَتلاهم، اللهم اكتُب أجرَ الشهادة لقَتلاهم، واشفِ جرحَاهم يا رب العالمين.
(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الأعراف: 23]، (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) [آل عمران: 8]، (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 201].
وصلَّى الله وسلَّم على عبدِه ورسولِه نبيِّنا مُحمدٍ، وعلى آلِهِ وصحبِه أجمعين، والحمدُ لله رب العالمين.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم