عناصر الخطبة
1/قصة مأساة واقعية 2/ شرف العمل الحلال أياً كان 3/ تفاوت الناس في الرُتب 4/ أركان العمل الثلاث وواجباتها 5/ شيوع الظلم وخطورته 6/ الثناء على من أدى حق الأجير 7/ من صور ظلم الأجير واقعااقتباس
استأجر كفيل من الكفلاء أجيراً من الأجراء, وعقدا عقداً لازماً, وميثاقاً جازمًا, فجد الأجير واجتهد, وقام وقعد, وهجر الأهل والجار, وفارق الوطن والدار, يبتغي مالاً ينفقه في بنيه, كسباً حلالاً كالماء, لا غش فيه ولا خديعة, ولا مكر ولا عدوان, ولما أتم الأجير المهمة وجاء دور استلام المستحق, كان ما لم يدر في خلده فقد فاجأه رب المال بما لم يخطر له على بال ..
أما بعد:
فيا أيها الذين آمنوا اتقوا الله، اتقوه حق التقوى، واستمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى واحذروا المعاصي، فإن أقدامكم على النار لا تقوى، واعلموا أن ملك الموت قد تخطاكم إلى غيركم وسيتخطى غيركم إليكم فخذوا حذركم. فالكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من اتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني.
عباد الله: استأجر كفيل من الكفلاء أجيراً من الأجراء, وعقدا عقداً لازماً, وميثاقاً جازمًا, فجد الأجير واجتهد, وقام وقعد, وهجر الأهل والجار, وفارق الوطن والدار, يبتغي مالاً ينفقه في بنيه, كسباً حلالاً كالماء, لا غش فيه ولا خديعة, ولا مكر ولا عدوان, ولما أتم الأجير المهمة وجاء دور استلام المستحق, كان ما لم يدر في خلده فقد فاجأه رب المال بما لم يخطر له على بال .. تأخر في صرف الأجرة وزاد الطين بلة والأمر علة حين أنقصها عامداً, زاعماً أن العمل لم يصل للمستوى المطلوب رغم سابق الاتفاق وسابق الميثاق, فانكسر المغترب, وقدم وأخر؛ لعل قلب الكفيل يرحم فلم يفلح, بل إن رب المال رفع صوته ودعاه لرفع الشكوى إن أراد, ومن لصوت هذا المغترب المسكين وعند من يشتكي في عالم الماديات الصارخ, فلم يجد بداً من الشكوى ولكنها من نوع آخر, وذات مقام عظيم, قوتها في يسرها, وبعدها في قربها, لم يركب لدائرة حكومية ولا لمؤسسة أهلية كلا, إنما توضأ ويمم نحو القبلة وجهه, وقرع الباب, يا حي يا قيوم إني مظلوم فانتصر؛ فوجد من الله النصير, وأسدل الستار على صورة تتكرر كثيراً في المجتمع.
عباد الله: إن الأجراء ناس من الناس لهم حقوق وعليهم واجبات ومن قصر من أرباب الأموال في حقوقهم ألجأهم للتقصير في واجباتهم..
لقد جاء الإسلام وأكرم العمل وحث عليه وفي صحيح البخاري يقول صلى الله عليه وسلم: "ما أكل أحد طعاماً قط خير من أن يأكل من عمل يده وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده".
وإن من خير المكاسب مكسباً نالته النفس بنصبها وكدها وفي الحديث يقول صلى الله عليه وسلم: "خير مال الرجل عمله بيده، وكل بيع مبرور" رواه أحمد وصححه الألباني.
إن العمل -أياً كان مجاله- خير من سؤال الناس وبذل ماء الوجه والذل لغير الله وفي الحديث: "لو أن أحدكم أخذ حَبْلَه فأتى بحطَبٍ فباعه فأغنى به نفسه، خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه" متفق عليه..
إن العمل المباح شريف ولو كان عند بعض الناس وضيعاً, يا عجباً من متكبر في نفسه لما سخر الله له منصباً رفيعاً فتطاول على البسطاء في أعمالهم, ناسياً أن تلك المهمات التي لا يعبؤ فئام من الناس بروادها هم في أمس الحاجة إليها وقد عملها أشرف الناس قبلا!
ولو سألتكم عن منزلة الحارس في الناس لقلتم بدنوها، ولو نشدتكم عن مكانة النجار والخياط والفلاح لظن ذو المنصب الكبير أنها أعمال لا تناسب طموحه وأن أهلها من البسطاء فضلاً عن رعاة الغنم وأهل الحدادة,, إن هذه الأعمال كانت لخير خلق الله وأزكاهم على الله وفي هذا درس بليغ أن الحياة الشريفة تستوجب عملاَ ..
قال ابن عباس رضي الله عنهما كما عند الحاكم: "كان آدم -عليه الصلاة والسلام- حراساً، وكان نوح نجاراً، وكان إدريس خياطاً، وكان إبراهيم ولوط زراعين، وكان صالح -عليه السلام- تاجراً، وكان داود زراداً -أي حدادا يزرد الدروع-، وكان موسى وشعيب -عليهما الصلاة والسلام- ومحمد -صلى الله عليه وسلم- رعاة " وفي الحديث: "وكان زكريا عليه السلام نجاراً" رواه مسلم.
عباد الله: لقد اقتضت حكمة الله أن يفاوِت بين الناس في الرتب ويجعلهم في درجات وطبقات؛ فأغنى الأول وأفقر الثاني، وحكَّم الأول وحكَّم على الثاني, ثم سخر بحكمته الناس للناس؛ لتستقيم أمورهم ومعيشتهم (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا) [الزخرف:32]. يقول المفسرون: "أي: ليسخَّر بعضهم لبعض في الأعمال والحرف والصنائع، لو تساوى الناس في الغنى ولم يحتج بعضهم لبعض لتعطلت كثير من مصالحهم ومنافعهم".
عباد الله: إذا تقرر هذا فلنفتح صفحة الأجراء بوضوح وجلاء ..
إن للعمل أركاناً ثلاثة: عامل وعمل ورب عمل وقد تبين شرف العمل, ولا يشرف العمل إلا إذا كان مباحاً, ومن استرزق بمحرم فقد عرض نفسه للعذاب, وعاجله المحق في الدنيا قبل الآخرة.
أما صاحب المال والعمل فله حقوق وعليه واجبات؛ فمن حقوقه على الأجير أن يلتزم له بالعمل وقد أَمَرَ اللهُ العاملَ ورَبّ العمل بالتزام العقد الذي بينهما، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بالعقود).
ومن حقه على أجيره أن يكون أميناً له, قوياً في أداء مهمته, والقوة والأمانة سمات العامل المسلم، وفي خبر موسى -عليه السلام-: (قالت إحداهما يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين).
أما واجبات رب العمل فأولها الوضوح والجلاء في العقد وطبيعة العمل, ومقدار المال المستحق وموعد السداد, إنه حينما يتعاقد اثنان على عمل معيّن فلا بد من تحديد العمل, وتحديد الأجرة قبل البدء في العمل، وتلك خلة الأنبياء وسبيل العادلين, فهذا نبيّ الله موسى -عليه السلام- لما ذهب إلى الرجل الصالح قال له: (إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَةَ حِجَجٍ) [القصص:27]، فحدّ له الأجرة قبل أن يبيّن له العمل, وبمثل هذا الجلاء يسود الصلح والصفاء ويصلح العمل والعطاء, ويرغم الشيطان.
إن فئاماً من الأجراء يشتكي الخديعة, فقد جيء به من بلده في مهمة كُلِّف بغيرها, وصَنعة أنيط به سواها, في تلاعب ظاهر وتصرف جائر.
إن الخيانة والخلف من صفات المنافقين, ومن خدع العمال وأغراهم بالقدوم من بلادهم لأداء مهمة يريدها براتب يحدده, ثم لما قطعوا الفيافي وشقوا السحب, ولم يعد لهم خيار سوى العمل معه - فاجأهم بعمل آخر وراتب آخر مستقوياً بورقة الكفالة التي يحملها ..
ألا فليتق الله أرباب العمل وليصدقوا مع الأجراء ليبارك لهم في الأخذ والعطاء.
عباد الله: ومن الواجبات الجلية واللوازم القوية في على أرباب العمل: أن يوفوا الأجراء حقهم, كاملاً غير منقوص, حالاً غير آجل؛ فمن نكث العهد وأخلف الوعد فقد تزيا بسربال نفاق, واستحق الخصومة من النبي صلى الله عليه وسلم .. أخرج البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قال الله عز وجل: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرًا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرًا فاستوفى منه ولم يعطه أجره". وقد جاء في الحديث: "أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه" رواه ابن ماجة.
معاشر المسلمين: إن شيوع الظلم في الناس علامةُ شر وفساد, وأذانُ محق وعذاب؛ فكيف إذا مورس الظلم بصورة بشعة مع طبقة المستضعفين كالعمال؟!
إن الأمة لتهون عند الله وتحرم كثيرًا من الخير إذا ظلم فيها الضعيف وتسلط القوي؛ روى البيهقي في السنن وابن ماجه بسند حسن عن جابر رضي الله عنه،: لما رجَعَت إلى رسول الله مهاجرةُ البحر قال: "ألا تحدثوني بأعاجيبَ ما رأيتم بأرض الحبشة؟" قال فتية منهم: بلى يا رسول الله، بينما نحن جلوس مرت بنا عجوز من عجائز رهابينهم تحمل على رأسها قلة من ماء، فمرت بفتى منهم، فجعل إحدى يديه بين كتفيها، ثم دفعها فخرت على ركبتيها، فانكسرت قلّتها، فلما ارتَفعت التفَتَت إليه فقالت: سوف تعلم -يا غُدَر- إذا وضع الله الكرسي وجمع الأولين والآخِرين وتكلمت الأيدي والأرجل بما كانوا يكسبون، فسوف تعلم كيف أمري وأمرك عنده غداً، قال: يقول رسول الله: "صدقت صدقت، كيف يقدِّس الله أمةً لا يؤخذُ لضعيفِهم من شديدِهم".
وفي شريعة الإسلام ثناء على رَبّ العمل الذي أدّى الحق الواجب عليه، بل أمسى أداء حقوق العمّال بصدق سبباً لإجابة الدعوات والنجاة من الكربات والأزمات، أخبرنا نبينا عن قصة النفر الثلاثة الذين آواهم المَبِيتُ إلى غار، فانحدرت صخرة سدّت عليهم ذلك الغار كله، ولا يستطيعون أن يُزَحْزِحُوها، فلما ضاقت بهم السبل التجؤوا إلى الله، وتوسّلوا إليه بصالح أعمالهم، وهم ثلاثة، فقال أحدهم: "اللهم تعلم أني استأجرت أُجَراء، فأعطيتهم حقوقهم إلا واحدًا ترك الذي له ومضى، فثَمّرتُه حتى حصل منه إبل وبقر وغنم ورَقِيق وحَرْث، فجاء ذلك العامل بعد حين فقال: يا عبد الله، أعطني حقي. قال: كل ما ترى من إبل وبقر وغنم وحَرْث ورَقِيق فهو لك. قال: أتستهزئ بي؟! قال: لا. قال: يا رب، فأخذه كله، ولم يُبقِ منه شيئًا، اللهم إن كنتُ فعلتُ ذلك ابتغاء وجهك فخلّصنا مما نحن فيه. فارتفعت الصخرة، وخرجوا يمشون". وهكذا يكون ثواب الصادقين المخلصين الأمناء ..
عباد الله: يفد للجامع أجراء يشتكون ظلم الكفلاء, فبعضهم لأجل الكفالة يأكل مال المكفول المسكين, بلا حق ولا مبرر ضارباً بالعدل وأنظمة البلد عرض الحائط؛ أتساءل بأي حق يبيح هؤلاء لأنفسهم أكل مال الأجراء بلا عمل قدموه لهم, سوى ورقة الكفالة, ويتبعها إطلاقهم في الطرقات يجوبونها باحثين عن العمل في فوضى عارمة جعلت من الجرائم واقعاً مخيفاً.
إن طاعة ولي الأمر واجبة وما كان مخالفاً للنظم فهو معصية لولي الأمر والله يقول: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) فضلاً عن كونه ظلماً لهذا العامل المسكين الذي يكدح ليله ونهاره؛ ليُشبع بطوناً جائعة, ثم يأتي كفيله ويلتهم نصف ما جمع عدواناً وظلماً ..
كيف يجيز هؤلاء لأنفسهم أكل تعب غيرهم وحصاد ثمار أعمارهم، بلا جهد ولا عمل؟! إن هذا لشيء عجاب! وحري بمن ظلم وأكل ماله بلا حق أن يرفع الشكوى إلى السماء وفي الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم لمعاذ: "واتق دعوة المظلم؛ فإنه ليس بينها وبين الله حجاب"، وفي الحديث الآخر: "إن الله يرفعها فوق الغمام ويقول: وعزتي وجلالي، لأنصرنك ولو بعد حين".
عباد الله: إن الله حرم الظلم على نفسه وجعله بين عباده محرماً ووصف بالعدل كلمته وجعله بين عباده واجباً, فطوبى لعبد اتصف بهذه الخلة فكان من التقوى قريباً وإذا قلت التقوى فإنها الجامعة لخير الدنيا والآخرة. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون).
الخطبة الثانية ..
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً
أما بعد: فاتقوا الله عباد الله: واعلموا أن للأجير حقوقاً من أظهرها وأشهرها حسن الخلق معه, وإنها لقاعدة عظيمة رسمها لنا ديننا الحنيف في التعامل مع الأجراء، روى الإمام البخاري ومسلم عن أبي ذر رضي الله عنه: أن النبي قال: "إخوانكم خولكم، جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس، ولا تكلّفوهم ما يغلبهم، فإن كلّفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم".
ولقد نهى النبي أن يكلَّف العامل فوق طاقته، روى مسلم في صحيحه أن النبي قال: "للمملوك طعامه وكسوته، ولا يكلَّف من العمل ما لا يطيق".
عباد الله: إن من صور سوء الخلق ورداءة الطبع أن يعمد المخدوم إلى خادمه بالضرب والإهانة والتجريح والخيانة، يقول أبو مسعود رضي الله عنه: "كنت أضرب غلامًا لي فسمعت من خلفي صوتًا يقول: اعلم أبا مسعود، لله أقدر عليك منك عليه، فالتفتُّ فإذا هو رسول الله ، قلت: يا رسول الله، فهو حرّ لوجه الله، فقال: أما إنك لو لم تفعل للفحتك النار" رواه مسلم وغيره.
لقد بلغ الإسلام المنتهى في الدعوة لحسن التعامل مع الخادم والأجير حتى أمر رب العمل أن يطعم خادمه من الطعام الذي يطعمه, ويلبسه من اللباس الذي يلبسه, وإنها -ومالك يوم الدين- عظمةٌ من عظائم الإسلام في التضامن الاجتماعي, ومقت الطبقية الظالمة التي ارتكست فيها نظم البشر, وشتان شتان بين نور الشريعة وظلام النظم الوضيعة!!.
عباد الله: عوداً بكم إلى المدينة النبوية في زمن النبوة الطاهر لنستمع سوياً إلى شهادة خادم في مخدومه: يقول أنس بن مالك رضي الله عنه: "قدم النبيّ المدينة وليس له خدم، فأخذ أبو طلحة بيدي، فانطلق بي، حتى أدخلني على النبيّ فقال: يا بنيّ الله، إنّ أنسًا غلام كيس لبيب، فليخدمك، قال أنس: فخدمته في السفر والحضر عشر سنين من مقدمه المدينة حتى توفي، ما قال لي عن شيء صنعته: لم صنعت هذا هكذا؟ وكان رسول الله من أحسن الناس خلقًا، ولا مسست خزًّا ولا حريرًا ولا شيئًا كان ألين من كفّ رسول الله، ولا شممت مسكًا قطّ ولا عطرًا كان أطيبَ من عرق النبيّ". رواه البخاري ومسلم وهذا لفظ البخاري في الأدب المفرد.
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم ..... إن التشبه بالكرام فلاح
عباد الله: كما تحسن الإشارة إلى حق للخدم مهضوم وهو دعوتهم للإسلام إن كانوا من غير أهله فادعوهم بالحسنى, وكافؤوهم على الاستجابة, وأروهم من دينكم كماله ومن شرعكم سموه وجماله, أما إذا كان العامل مسلماً فأعينوه على الثبات وعلموه الأحكام والواجبات استجابة لنداء رب الأرض والسماوات (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن).
اللهم صل على محمد وآل محمد ....
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم