عناصر الخطبة
1/استغلال مواسم النفحات في الطاعات 2/غفلة الناس عن استغلال عشر ذي الحجة 3/حرص الناس على استغلال المواسم الدنيوية 4/بعض فضائل ومنافع عشر ذي الحجة 5/الحث على استغلال عشر ذي الحجة 6/أسرار تفضيل عشر ذي الحجة 7/بعض العبادات الخاصة المشروعة في عشر ذي الحجة 8/عبادات عامة مشروعة في عشر ذي الحجةاقتباس
تلكم العشر الفاضلة، والأيام المباركة، تأتي هذه العشر زائرة، وللخيرات حائزة، تأتي هذه العشر وهي تحمل في طياتها النفائس، وبين ربوعها الغنائم والمكارم، تأتي هذه العشر لتودع عامك الموجود بصالح العمل المودود، وتستقبل عامك الجديد بالجهد والاجتهاد والتجديد. تأتي هذه العشر قائلة: أنا خير الأيام، ونهاية العام، ومسك الختم، والعمل بالختام. تأتي هذه العشر قائلة: أنا ...
الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي أودع الأيام المباركة، حسنات جارية، وأعمال مباركة. وأشهد أن لا إله إلا الله، ميز الأيام بأيام سامية، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، بين ما في هذه العشر من الأجور المضاعفة، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه، خير من سعوا للتجارة الرابحة، وانتهزوا الفرصة والمرابحة.
أما بعد:
فعنوان السعادة، وجميل الريادة، وعلامة الهداية تقوى الله في السر والعلانية.
أيها الناس: في هذه الأيام القادمة، تنزل وتحل علينا أيام مباركة، وتلك -والله- موسم من مواسم الآخرة، وغنيمة صالحة باردة، وتجارة رابحة، يقول ابن رجب: "وما من هذه المواسم الفاضلة إلا ولله -تعالى- فيه وظيفة من وظائف طاعاته، يتقرب فيها بها إليه، ولله فيها لطيفة من لطائف نعماته يصيب بها من يعود بفضله ورحمته عليه، فالسعيد من اغتنم مواسم الشهور والأيام والساعات، وتقرب فيها إلى مولاه، بما فيها من وظائف الطاعات، فعسى أن تصيبه نفحة من تلك النفحات، فيسعد بها سعادة يأمن بعدها من النار وما فيها من اللفحات" أ. هـ.
ومن تلك المواسم: تلكم العشر الفاضلة، والأيام المباركة، تأتي هذه العشر زائرة، وللخيرات حائزة، تأتي هذه العشر وهي تحمل في طياتها النفائس، وبين ربوعها الغنائم والمكارم، تأتي هذه العشر لتودع عامك الموجود بصالح العمل المودود، وتستقبل عامك الجديد بالجهد والاجتهاد والتجديد.
تأتي هذه العشر قائلة: أنا خير الأيام، ونهاية العام، ومسك الختم، والعمل بالختام.
تأتي هذه العشر قائلة: أنا خاتمة عملك ويومك، وبداية راحتك وحياتك.
عباد الله: نرى غفلة الكثير عن مكانة هذه العشر، وإدراك حقيقتها وفضلها، والغفلة والكسل فيها، لماذا كل هذا؟
للجهل بفضلها، إذ لو علمنا فضلها لرأيت الجد والعمل بها، مع الصدق والإخلاص فيها، فهي مدرسة حقيقة، ينبغي أن يتخرج منها المرء بعظيم الفائدة والأثر، والحسنات وثواب الأجر، ومحو السيئات والوزر، ويقتطف فيها العمل الصالح، بر وصلة، إحسان وصدقة، قراءة وذكر ودعوة.
أيها المسلمون: كم نرى –أيها الإخوة الأجلاء- من أهل الدنيا والثرا من يواصلون الليل والنهار، ولا ينامون إلا بمقدار؟ كم نرى من يستقبل مواسم الامتحانات والنجاح، بالجد وهجر النوم والارتياح، لنيل الفوز والفلاح؟ كم نرى أصحاب الكماليات أيام المواسم عرضًا وموضات، واستعراضات، وتصديرًا وتنزيلات؟ كم نرى رجال الأعمال وفرص المناقصات، وإرساء العقود والتعهدات؟ كم نرى أصحاب بهيمة الأنعام، وكيف الإعداد لمثل هذه الأيام؟ كم وكم استباقًا وإشفاقًا؟ وتنافسًا ولحاقًا؟.
هذه نماذج دنيوية، وصور واقعية، فما هي حال من أراد السعادة الأبدية، والمتاجرة الأخروية؟
ومن منة رب العالمين: أن جعل لعباده الصالحين مواسم متكررة، وغنائم متوافرة، ينافسون ويسابقون، يجتهدون ويلاحقون: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ) [الزمر: 10].
ومما يحفز الهمم، ويقوي العزائم والقمم: معرفة فضائل الأعمال.
وقد قيل: معرفة فضائل الأعمال، سهلت العمل على العمال.
فمن الفضائل في هذه العشر: ما أقسم به سبحانه في هذه العشر الكوامل: (وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ) [الفجر: 1 - 2].
وهي عشر ذي الحجة، كما هو قول جمهور الأمة، والقسم يقتضي التفخيم والتعظيم، والعظيم لا يقسم إلا بشيء عظيم.
ومنها: أنها الأيام المعلومات في قوله سبحانه: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ) [البقرة: 197].
وهي شوال وذو القعدة، وعشر ذي الحجة.
وكذا قوله في محكم الآيات: (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ) [الحج: 28].
ورابعها: أنها من جملة الأربعين التي وعدها الله موسى في كتابه المبين: (وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً) [الأعراف: 142].
جاء عن غير واحد كمجاهد وغيره: أنها العشر.
قال ابن كثير: "فالأكثرون على أن الثلاثين هي ذو القعدة، والعشر عشر ذي الحجة، فعلى هذا: يكون قد كمل الميقات يوم النحر، وحصل فيه التكليم لموسى" أ. هـ.
قال مجاهد: "ما من عمل في أيام السنة أفضل منه في العشر من ذي الحجة، في العشر التي أتمها الله لموسى".
ومن فضائلها: أن الله أكمل لنبيه وأمته دينها، ورضيه لعباده. وأتمه فيها في يوم عرفة، نزلت: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً) [المائدة: 3].
كما ذلك في الصحيحين: أنها نزلت عليه، وهو واقف على راحلته يوم الجمعة، في عرفة، في حجة الوداع.
وسادس الفضائل، والمنافع الجلائل: أن فيها يوما أكثر ما يعتق من النار فيه، ففي مسلم: "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو، ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ماذا أراد هؤلاء؟".
ومن ذلكم -بارك الله فيكم-: أن خاتمتها يوم النحر، وهو أفضل الأيام، كما صح ذلك عن سيد الأنام.
ومنها: أن فيها ركنًا من أركان الإسلام، وأحد مبانيه العظام، وهو حج بيت الله الحرام.
وكذا: شرع الأضحية، وهي شعار تلك الأيام الجلية.
وعاشرها: أن فيها صوم يوم عرفة. يوم يكفر الله به عن الأمة.
فهذه عشر مناقب، وسمات ورغائب.
وهاك -أخي الحبيب والمستمع اللبيب- فضل صريح، ونص صحيح، ففي البخاري عن ابن عباس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما العمل في أيام أفضل منه في هذه" قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله، قال: "ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل يخرج يخاطر بنفسه وماله، فلم يرجع من ذلك بشيء".
قال ابن رجب -عليه رحمة الله-: "فدل هذا الحديث أن العمل في أيام هذه العشر أحب إلى الله من العمل في أيام الدنيا، من غير استثناء منها، وإذا كان أحب إلى الله فهو أفضل عنده، وإذا كان العمل في أيام العشر أفضل وأحب إلى الله، من العمل في غيره من أيام السنة كلها، صار العمل فيه وإن كان مفضولًا، أفضل من العمل في غيره وإن كان فاضلًا" أ. هـ.
فإدراكها نعمة عظيمة، وفرصة سانحة كريمة، لمن وفقه الله وأعانه، وعلم صدقه وإخلاصه، يستكثر المسلم من الحسنات، ويشمر إلى عالي الدرجات، ويستغفر من الذلات، فحري بمن أدركها، وأقدره الله عليها، ومد الله في عمره فيها، أن يغتنم الفرصة، ويقتنص من العمل الصالح من كل عمل قنصة، وإذا كان الجهاد على فضله يفوقه العمل الصالح، إلا نوعًا منه، ذهبت فيه نفسه وماله، فأي فضل هذا؟ وأي موسم هذا؟ وأي باب للطاعات هذا؟ فاجتهدوا، واصبروا، وصابروا، واحذروا الكسل والتواني، والتسويف والأماني، فالتؤدة في كل شيء خير إلا في عمل الآخرة، ولهذا: كان الراوي عن ابن عباس هذا الفضل العظيم، وهو سعيد بن جبير، يجتهد اجتهادًا حتى ما يكاد يُقدر عليه، وجاء عنه أنه قال: لا تطفئوا سرجكم ليالي العشر.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "واستيعاب عشر ذي الحجة بالعبادة ليلًا ونهارًا، أفضل من جهاد لم يذهب فيه نفسه وماله" أ. هـ.
ليالي العشر أوقات الإجابة *** فبادر رغبة تلحق ثوابه
ألا لا وقت للعمال فيه *** ثواب الخير أقرب للإصابة
من أوقات الليالي العشر حقًا *** فشمر واطلبن فيها الإثابة
قد تسأل -وحق لك أن تسأل-: لماذا كانت هذه العشر أفضل الأيام؟
فيجيبك الحافظ ابن حجر -عليه رحمة الله-: "والذي يظهر أن السبب في انتهاز عشر ذي الحجة لما كان اجتماع أمهات العبادة فيه: وهي الصلاة، والصيام، والصدقة، والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره" أ. هـ.
قلت: بل أركان الإسلام كلها اجتمعت في أيامها ولياليها، فالتوحيد والعقيدة، وتوحيد الرسالة، والصلاة، والصوم، والزكاة، والصدقة، والحج، والعمرة، اجتمع فيها الفرائض والنوافل، فنالت أعظم الأجور والفضائل.
الخطبة الثانية:
الحمد لله المان بمواسم الطاعات والصلاح، وضاعف فيها الأجور والأرباح، وأشهد أن لا إله إلا الله، ما برق البرق ولاح، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم، ما غرد قمري وصاح.
أما بعد:
فاتقوا الله في المساء والصباح، تفوزوا يوم النجاة والفلاح.
هذا، وهناك أعمال مشروعة، وفي هذه العشر مخصوصة:
أولها وأعظمها، وأشرفها وأكملها: الحج إلى بيت الله الحرام.
أشرف عمل يعمله المرء في هذه العشر، كيف لا وهذا وقته، وهذا زمنه؟
فعلى من أراد الحج: أن يتفقه في حجه، ويتبصر في دينه، حتى يعبد الله على بصيرة.
وثاني الأعمال في هذه العشر الفضال: الصيام، فهو من جملة العمل الصالح المشروع فعله، وفضل الصيام معلوم، وأجره لا يخفى: "الصوم لي، وأنا أجزي به".
ومن الناس من يبدع صائمها، ويجهل عاملها، وهذا ضلال مبين، وسوء فهم للسنة والكتاب المبين، وصومها -عباد الله- ليس سنة، ولا بدعة، بل عبادة وقربة، والمرء أمير نفسه في صيامها كلها أو بعضها، فلا تثريب على صائميها، ومبتغي الأجر فيها، إلا يوم عرفة، فقد جاء النص به يكفر سنتين، وتخصيص ثلاثة أيام تسميها العامة: ثلاث ذي الحجة، ليس عليه دليل ولا حجة، فليصم المرء ما كُتب له، ف (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ) [فصلت: 46]. [الجاثية: 15].
وثالث الأعمال: ذكر الكبير المتعال، من قراءة القرآن، والتسبيح والتحميد، والتكبير والتهليل والتمجيد، والتسمية على الهدي والأضحية، والطعام الحميد، ومنه: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد. وأيًا كان الذكر فحسن، فليس له صفة محدودة.
وقد علق البخاري عن ابن عمر وأبي هريرة -رضي الله عنهما-: "كان يخرجان إلى السوق فيكبران، ويكبر الناس بتكبيرهما، وكان عمر يكبر في قبته، فيسمعه أهل المسجد، فيكبرون ويكبر أهل السوق، حتى ترتج منى تكبيرًا".
وفي البخاري: "فيكبر منا المكبر، ويهلل منا المهلل، ولا ينكر ذلك أحد".
فينبغي علينا في هذه العشر: أن يكون شعارنا ذكر إلهنا، وحمده واستغفاره، وشكره وتكبيره: (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ) [الحج: 28].
يقول ميمون بن مهران: "أدركت الناس وإنهم ليكبرون في العشر، حتى كنت أشبهه بالأمواج من كثرتها".
ويقول: "إن الناس قد نقصوا في تركهم التكبير".
ومن أبرز الشعائر في هذه العشر المباركة: مشروعية الأضحية، فهي سنة مؤكدة، جاءت بها السنة القولية والفعلية والتقريرية، فعلى من كان عنده مقدرة وسعة من المال ألا يبخل على نفسه وأهله وذريته بالتقرب إلى الله.
قال الحافظ ابن حجر: "ولا خلاف أنها من شعائر الدين".
وقال ابن القيم: "ولم يكن النبي -صلى الله عليه وسلم- يدع الأضحية، وكل من قدر من والد أو والدة أو زوج أو زوجة أو ابن أو ابنة على الأضحية فيسن فعلها، ف (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ) [فصلت: 46]. [الجاثية: 15].
حتى ولو تعددت الأضحية في البيت الواحد.
ومن أراد الأضحية وعزم على ذلك بنيته، عليه: أن يمسك عن أخذ شعره، وظفره وجلده، لما روى الجماعة إلا البخاري عن أم سلمة مرفوعًا: "إذا هل هلال ذي الحجة، وأراد أحدكم أن يضحي، فلا يأخذن من شعره، ولا من ظفره شيئًا".
والحكم خاص بصاحب الأضحية، دون الزوجة والأهل، ومن وكل غيره، أو أوصى، فعليه الإمساك هو دون وكيله ووصيه، ومن أخذ من ذلك ناسيًا، فليس عليه شيء، ومن أخذ متعمدًا فعليه الاستغفار والتوبة فقط، وليس فيه فدية ولا كفارة.
ومن أراد أن يضحي عن غيره أو ميته فلا يمسك؛ لأن المخاطب صاحب الأضحية، ومن تردد في ذبح الأضحية فيمسك عند إرادته ونيته، ومن النساء من تتحرج من تسريح شعرها، وإصلاح حالها، خشية التساقط، وهذا تحرج في غير محله، بل عليها التجمل والتسريح، والتعديل والتصليح، وقد قالت عائشة في حق المحرم حينما سئلت عن حك رأسه: لو رُبطت يداي لحككت رأسي برجلي.
هذا، وبعض الناس يتهاون بالأخذ من شعره، وظفره وبشره، فعلينا أن نُعظم شرع الله: (وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ) [الحج: 32].
وبعض الناس يريد الحج والعمرة، فيتحرج من أخذ الشعر قصًا أو حلقًا بعد أداء نسكه، وهذا تحرج في غير محله، إذ لا يتم نسكه إلا بفعله، ولا ينقص ثواب الأضحية بأخذ الشعر والبشرة متعمدًا أو ناسيًا، ومتى نوى الإنسان أمسك عن ذلك عند قصد ونيته.
والأعمال الصالحة -أيها المسلمون- في هذه العشر المباركة لا حصر لها، ولا حد، ولا نوع لها، ولا عد، يدخل في ذلك بر الوالدين، وصلة الأرحام، والإحسان إلى الجيران، والسلام والابتسامة، والعفو والمصافحة، والإحسان وقضاء الحاجة، وعيادة المريض وتشييع الجنازة، وركعتي الضحى وصلاة الراتبة، والتبكير إلى المسجد وصلاة الجماعة، وقراءة القرآن، وإزالة أمراض القلوب، وسل السخيمة، والدعاء والصدقة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة.
واحرص ألا تخرج هذه العشر إلا وقد ختمت القرآن، إلا وقد ختمت القرآن، إلا وقد ختمت القرآن، وتصدقت يوميًا وأحسنت يوميًا.
ليس للميت في قبره *** فطر ولا أضحى ولا عشر
ناء عن الأهل على قربه *** كذاك من مسكنه القبر
فاجتهدوا -بارك الله فيكم- وبادروا، واصبروا، وصابروا، أيام قليلة، وساعات محدودة.
والله أعلم.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم