استعمال النكرة

الفريق العلمي لشبكة ملتقى الخطباء

2022-10-12 - 1444/03/16
التصنيفات: بلاغة الخطيب

اقتباس

أن يقصد المتكلم التقليل بدلالة القرينة على التقليل، وهذا نادر، وإلا في الغالب أنه يراد به التكثير.
مثل ما قيل: إن سلاما في القرآن جاء منكراً يراد به التقليل فسلام قليل منه كاف في حصول الأمن. كقوله: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً...) فـ(لَيْلاً) جاءت بلفظ التنكير لتقليل مدة الإِسراء

 

 

 

 

 

 

النكرة: هي اللفظ الدال على مدلول شائع في الجنس. فلا تفيد تعريفاً ولا تخصيصاً.

تنقسم النكرة إلى ثلاثة أقسام:

 

القسم الأول: ما يطلق على القليل والكثير، أي الشائع في جنسٍ أو نوع، أو صنف، أو نحو ذلك سواء قلّت وحداته أو كثرت؛ مثل: "ماء - تراب - ريح".
لكن إذا أريد تحديد الكميّة أو وصفها بالقلة أو الكثرة أو نحوهما فإنه يُضاف في البيان ما يُراد بيانه.

تنبيه: ليس هناك فائدة في جمعه؛ لأنه يطلق على القليل والكثير، إلاَّ إذا أريد بالجمع الأنواع أو الأصناف أو نحو ذلك.

القسم الثاني: ما يطلق على مفرد شائع دون تعيين، وهذا القسم صالح لأن يراد به معنى الجنس أو النوع أو الصنف أو نحو ذلك، وأن يراد به معنى الإِفراد على وجه الخصوص، وفي هذه الحالة -إذا أريد به الإفراد- يحسن تأكيد معنى الإِفراد بالوصف بأنه واحد، ومنه قول المشركين في تعجُّبهم من فكرة التوحيد التي جاء بها الرسول صلى الله عليه وسلم (أَجَعَلَ الآلِهَةَ إلهاً وَاحِداً ).

القسم الثالث: ما يُطلق على أكثر من مفرد، ومعناه شائعٌ في مَثَانٍ أو جُمُوع، وهذا القسم صالح لأَِن يُرادَ به معنى الجنس أو النوع أو الصف أو نحوهما، وأن يراد به معنى التثنية أو الجمع على وجه الخصوص، ففي هذه الحالة يحسُنُ تأكيد معنى التثنية بالوصف بنحو "اثنين" ومنه قول الله عزَّ وجلَّ في سورة: (وَقَالَ اللَّهُ لاَ تَتَّخِذُواْ إلهيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ اله وَاحِدٌ فَإيَّايَ فَارْهَبُونِ).

وكذلك يحسن تخصيص الجمع بالقلة أو الكثرة؛ مثل قول الله عزَّ وجلَّ: (كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ).

أو تحديد عدد معين؛ مثل قول الله عزَّ وجلَّ: (وَكُنتُمْ أَزْوَاجاً ثَلاَثَةً).

والنكرة لها نوعان -من حيث القصد وغير القصد-:

النوع الأول: النكرة المقصودة في النداء.
مثالها: يا رجلُ أقبل. فأنت هنا تقصد رجلاً بعينه. فهذا النوع من أنواع المعارف.
لكن إذا قلت: يا رجلاً أقبل – فهنا لم تقصد أحداً بعينه.

النوع الثاني: النكرة الغير المقصودة. وهذه هي التي معنا في هذا الباب.

دواعي استعمال النكرة:

1. عدم العلم به؛ مثاله: جاء رجلٌ يسأل عنك.

2. ألا يكون ثم فائدة في تعيين المتحدَّث عنه، بل تعيينه يكون زائدا فيحسن التنكير.
قال تعالى: (وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ).
فتعيين الرجل لا فائدة فيه، بل الفائدة في كلامه وقوله؛ فلهذا لم يذكر.

3. إرادة إخفاء اسم المتحدث عنه؛ لمصلحة يراها المتكلم؛ كالتشويق إليه، أو انتظار المناسبة الملائمة للمفاجأة به، أو الستر عليه.
مثاله: قول النبي صلى الله عليه وسلم: " ما بال أقوام ...".

4. أن يقصد المتكلم بالتنكير التكثير مع وجود القرائن التي تدل على التكثير، فإذا دلت القرائن عليه حسن في الكلام حذف الوصف الدال على الكثرة.
مثاله: قوله تعالى: (فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ). أي رسل كثيرون بدلالة قرينة التسلية للنبي صلى الله عليه وسلم، ولو أريد به هنا القلة لم يكن فيه تسلية له صلى الله عليه وسلم.

5. أن يقصد المتكلم التقليل بدلالة القرينة على التقليل، وهذا نادر، وإلا في الغالب أنه يراد به التكثير.
مثل ما قيل: إن سلاما في القرآن جاء منكراً يراد به التقليل فسلام قليل منه كاف في حصول الأمن. كقوله: ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً...) فـ( لَيْلاً ) جاءت بلفظ التنكير لتقليل مدة الإِسراء.

6. إرادة التحقير بدلالة القرينة. مثاله: قوله تعالى: ( وَلَئِن مَّسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِّنْ عَذَابِ رَبِّكَ ) والقرينة هنا أن النفحة من العذاب.

 

 

 

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات