اختيار الصديق الأفضل

عبد العزيز بن عبد الله السويدان

2022-10-12 - 1444/03/16
عناصر الخطبة
1/ تأثير الصديق على صديقه 2/ اهتمام القرآن الكريم بالصديق 3/ الأمر النبوي بتأمل نوع الصديق 4/ دوافع الصداقة 5/ فضل المحبة والصحبة في الله 6/ معاني الكلمات المرادفة للصديق 7/ الصفات المؤهلة لكسب الصداقة

اقتباس

وقد يبدأ مسار الصحبة في مكان يجمع بين الناس كالمدرسة أو الجامعة أو العمل، وقد تبدأ الصحبة بموقف ما، قد تبدأ بمجلس، أو تبدأ بمأدبة عشاء أو غداء فينقدح للنفس ميل تجاه حديث تحدث به، أو سلوك راقٍ سلكه، أو خلق تخلق به، فيتطور ذلك الميل إلى حرص على الصلة به، ودعوته للمناسبات، أو يتطور الأمر إلى ما هو أكثر من ذلك، كصحبة في سفر أو نحوه" ..

 

 

 

 

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

إن من الاختيار الأفضل اختيار الصديق الأفضل، لأن للصديق أثراً بالغاً في حياة صديقه وفي تكييفه فكرياً وأخلاقياً، صح في سنن أبي داوود أنه -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل"، فالإنسان مطبوع على سرعة التأثر بالقرناء، سواءً في الخير أو في الشر، وكما قيل: "الطباع صداقة"، بل إن من وسائل الحكم على الإنسان أصدقائه.

وفي الطبراني عن ابن مسعود -موقوفاً- أنه قال رضي الله عنه: اعتبروا الناس بإخوانهم. أي: احكموا عليهم بمن يصاحبون، ومن أجل هذا كله اهتم القرآن كثيرا بالصديق أو بالصاحب أو الخليل، والآيات في ذلك إما مفصلة أو عامة.

قال سبحانه: (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) [الزخرف:67]، وقال أيضا -جل وعلا-: (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) [التوبة:40]، وقال تعالى: (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا) [الفرقان:28]، وقال سبحانه: (فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ * وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ) [الشعراء:100-101]، وقال -جل وعلا-: (فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا) [الكهف:34]، وقال تعالى (قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ) [الصافات:51]، وغيرها من الآيات في هذا الموضوع.

أيها الأخوة: هل يستطيع المسلم أن يختار صاحبه؟ البعض يقول: لا يمكن، لأن الصديق قدر كوني شأنه شأن الوالدين والإخوة، فحيثما اتجهت في حياتك وجدت صاحبك. وهذا الكلام غير صحيح، ولو كان الأمر كذلك لما ورد لوم الآثم نفسه يوم القيامة بقوله: (يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا) [الفرقان:28].

بل إن النبي -صلى الله عليه وسلم-، أمر بالتأمل في نوع الصديق الذي تصاحبه، ومراجعة النفس ذلك عندما قال: "فلينظر أحدكم من يخالل"، فالإنسان محاسَب حتى في اختيار صاحبه؛ لأن بإمكان كل إنسان أن يختار مَن يصاحب، فيقترب من هذا ويبتعد عن ذاك، ويقطع علاقته بهذا ويستمسك بعلاقته بذاك.

وقد يبدأ مسار الصحبة في مكان يجمع بين الناس كالمدرسة أو الجامعة أو العمل، وقد تبدأ الصحبة بموقف ما، قد تبدأ بمجلس، أو تبدأ بمأدبة عشاء أو غداء فينقدح للنفس ميل تجاه حديث تحدث به، أو سلوك راقٍ سلكه، أو خلق تخلق به، فيتطور ذلك الميل إلى حرص على الصلة به، ودعوته للمناسبات، أو يتطور الأمر إلى ما هو أكثر من ذلك، كصحبة في سفر أو نحوه، حتى تتشكل الصداقة أو الصحبة.

فمرجع الرغبة في الصداقة إلى النفس، فقد صح في السنن وعند أحمد من حديث أبي هريرة يرفعه، قال -صلى الله عليه وسلم-: "القلوب أرواحٌ مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تنافر منها اختلف". يقول الخطابي في شرحه للحديث: الخيِّر من الناس يحن إلى شكله، والشرِّير نظير ذلك يميل إلى نظيره، فتعارف الأرواح يقع بحسب الطباع التي جبلت عليها من خير وشر، فإذا اتفقت تعارفت، وإذا اختلفت تناثرت، فالإنسان يختار من الأصدقاء من يظنه أقرب الناس لطباعة وأهوائه.

أيها الأخوة: إن دوافع الصحبة أنواع، فقد تكون دوافع الصحبة دنيوية كالانتفاع بمال صديق، أو الانتفاع بسلطانه وجاهه أو نسبه، أو علمه الدنيوي، أو الاستئناس بحسن معشره والجلوس معه، وكلها أمور تباح أو تحرم بحسب نية كل إنسان، إن خيراً فخير، وإن شراً فشر؛ ولذلك قد يقصد بالصحبة والصداقة وجه الله تبارك وتعالى ومنفعة الآخرة، وقد يشترك مع الدافع عدة فوائد وأغراض متداخلة، مثل الرغبة في الاستفادة من العلم النافع الذي يتمتع به ذلك الصديق، وفي الوقت ذاته الرغبة في الانتفاع بوجاهته.

وأشرف الدوافع في الصُّحبة بلا شَكٍّ هو تمنِّي الوقوع تحت ظل الله -عز وجل- يوم القيامة، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: "سبعة يُظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظِلَّ إلا ظِلُّه..."، قال: "ورجلان تحابَّا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه".

ومن أشرف الغايات كذلك اجتماع القلوب، قلوب الأصدقاء على محبة الله، فقد صح في المسند عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي مسلم الخولاني، قال: دخلت مسجد حمص فإذا فيه نحو من ثلاثين كهلا من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، فإذا فيهم شاب أكحل العينين، براق الثنايا ساكت، فإذا امترى القوم في شيء -يعني إذا اختلفوا في شيء وشكوا في معناه- أقبلوا عليه فسألوه، فقلت لجليسٍ لي: مَن هذا؟ قال: هذا معاذ بن جبل.

فوقع له في نفسي حب، فكنت معهم حتى تفرقوا، ثم هجرت إلى المسجد -فكرت في المجيء- فإذا معاذ بن جبل قائم يصلي إلى سارية، فسكت لا يكلمني، فصليت ثم جلست فاحتبيت برداء لي، ثم جلس فسكتَ لا يكلمني، وسكتُّ لا أكلمه، ثم قلت: والله إني لأحبك، قال: فيم تحبني؟ قلت: في الله تبارك وتعالى. فأخذ بحبوتي فجرني إليه هنية ثم قال: أبشِرْ إن كنت صادقا! سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "المتحابون في جلالي لهم منابر من نور، يغبطهم النبيون والشهداء".

قال: فخرجت فلقيت عبادة بن الصامت فقلت: يا أبا الوليد، ألا أحدثك بما حدثني معاذ بن جبل في المتحابين؟ قال: فأنا أحدثك، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- يرفعه إلى الرب -عز وجل- (حديث قدسي) قال الله تعالى: "حقت محبتي للمتحابين فيَّ، وحقت محبتي للمتزاورين فيَّ، وحقت محبتي للمتباذلين فيَّ، وحقت محبتي للمتواصلين فيَّ".

أيها الإخوة: محبة الله هكذا تغمر الأصدقاء إذا التقوا في محبته، إن للفظ الصديق عدة مرادفات، كالاخ والخليل والقرين والجليس، فالأخ -عدا النسب- أعم من الصديق سواء إن كان إخوته في الدين أو أخوة شراكة أو ملازمة في عمل أو نحو من ذلك، قال الله تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ) فالمقصود هنا أخوة العقيدة.

أما الخليل: فهو الذي يوافقك في خلالك ويسايرك في طريقك أو هو الذي يسد خللك وتسد خلله، وقد قيل إن الخليل هو الصديق الخالص، قال تعالى: (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) [الزخرف:67]، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: "الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل".

أما القرين: فيطلق على الصديق الملازم، وجمعه قرناء، ومنه قوله تعالى: (قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ * يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ) قل طرفة بن العبد:
عَن المرءِ لَا تَسْأَلْ وسَلْ عَنْ قَرِيِنهِ *** فَكُلُّ قَرِينٍ بِالمـــُقَارَنِ يَقْتَدي
أما الجليس: فهو الـــمُقاعد، سواء كان مرة أو أكثر، هذه هي مرادفات الصديق.

والآن، ما هي الصفات التي تؤهل المرأة لكسب صداقتك؟ إن الصداقة درجات، فمن الأصدقاء من هو شديد القرب من صاحبه، ومنهم من ليس كذلك، ولا شك أن صفات من هو قريب التي أهلته لذلك القرب لابد أن تكون مميزة.

فأقول: أول صفة ترفع شأن الصحبة الإيمان، كلما زاد إيمان الفتى كان أحظى بالصداقة من غيره، بل نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- من مصاحبة غير المؤمن، ففي السنن، من حديث أبي سعيد قال -صلى الله عليه وسلم-: "لا تصاحب إلا مؤمنا، ولا يأكل طعامك إلا تقيٌّ"، قال ابن تيمية: فالمصاحبة والمصاهرة والمؤاخاة لا تجوز إلا لأهل طاعة الله.

وجاء عن سعيد بن المسيب: واحذر صديقك إلا الأمين، ولا أمين إلا من خشي الله -عز وجل-. وقد صح في البخاري من حديث أبي موسى -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ؛ فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ, وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ, وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً, وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ, وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً".

فالنبي هنا يحذر من التهاون في اختيار الصاحب الجليس، وحتى لو كان المسلم ضعيف الإيمان فلا يمنعه هذا من مجالسة الصالحين، بل هو عين العقل، ولو جالس العصاة لزاد ايمانه ضعفاً، فالإنسان يطلب الهداية بكل وسيلة وبمختلف الأسباب، ويجاهد نفسه على ذلك، وإلَّا فما عذره عند الله؟.

الصفة الثانية في الصديق هي الصدق، والصدق يشمل صدق اللسان، وصدق الموقف، وصدق الموقف أي صدق الأهل والوعد، وصدق النصح، وصدق المشاعر، لا يشرك في صحبته لك مصلحة دنيوية إذ انقضت مصلحته انقضت معها حرارة صحبتك، فالصديق الصادق هو الذي يصحبك في الله ولله، يفرح لفرحك ويحزن لحزنك، ويقف معك في الضراء ويعينك على الخير ويمنعك عن الشر، وقد قيل: صديقك من صَدَقَك، لا من صَدَّقك.

جاء في شعب الإيمان عن سعيد، قال: كتب إلي بعض إخواني من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وفيه: عليك بإخوان الصدق، فأكثِر من اكتسابهم، فإنهم عُدة عند الرخاء، وجُنة عند البلاء.

اسأل الله تعالى أن يصلح قلوبنا، ويسدد أقوالنا، ويغفر زلاتنا، والله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا به.

 

 

الخطبة الثانية:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

وبعد: فإن من الصعب أن يتعرف الإنسان على صفات من يريد صحبته إلا بعد معرفة أخلاقه، وجلاء معدنه، في عُشرة تستغرق زمناً معقولا، لكن، وإن كان الأمر كذلك؛ فإن الصحبة أصلاً بطبيعتها لا تكتمل إلا بعد فترة من العشرة التي بها تتحقق المعرفة، فلا عذر بعد الفترة لمن أهمل في اختيار أصحابه. قال لقمان: إذا أردت مصاحبة رجل فانظر، فإن كانت محاسنه أكثر فصاحبه.

الصفة الثالثة: سلامة الندماء، انظر هذا الذي تصاحبه، مَن هم أصحابه؟ وإذا أردت أن ترى فضيلة صاحبه فانظر بعين البحث عن ندمائه،
فَالمــَرْءُ مَطْوِيٌّ عَلَى عِلَّاتِهِ *** طَيَّ الكِتَابِ، وَصَحْبُهُ عُنْوانُهُ

ولذلك؛ فندماء الرجل الصالحون علامة رشد فيه، وحسن اختيار له؛ لأن عاقبة الندماء الصالحين إلى خير دائماً، نجد ذلك في الأصحاب الصالحين الذين يقود بعضهم بعضاً برشاد الرأي، كما حصل للثلاثة الذين أطبقت عليهم الصخرة في الغار، لقد كانوا صالحين.

ولذلك كان من رشدهم -كما صح في البخاري- أنهم في تلك المحنة قالوا بعضهم لبعض: ادعوا الله بأفضل عمل عملتموه. فكانت أعمالهم الصالحة من النقاء والإخلاص ما زحزحت له الصخرة.

وحتى لا يطول المقام، إذ الموضوع يستدعي بسطاً وتسطيراً، نقول: النوع أولى من الكم، فليس من مظاهر الصحة مجرد كثرة الأصحاب، واحد عنده أصحاب كثير هذا ليس من الصحة بالضرورة، فالإخوان -كما قيل- بمنزلة النار، قليلها متاع، أي يستفاد منه، وكثيرها بوار، كالحرائق.

فلا تسرف في كثرة الإخوان إذا لم يكونوا أخياراً، قال ابن القيم: من الإخوان مَن مخالطته كالغذاء لا يُستغنَى عنه في اليوم والليلة، فإذا أخذ حاجته ترك الخُلطة ثم إذا احتاج إليه خالطه، هكذا على الدوام. قال: وهم العلماء بالله تعالى وأمره ومكايد عدوه وأمراض القلوب وأدويتها، الناصحون لله تعالى ولكتابه ولرسوله ولخلقه، فهذا الدرب في مخالطتهم الربح كله.

أما القسم الثاني: مَن مخالطته كالدواء، يُحتاج إليه عند المرض، فما دمت صحيحاً فلا حاجة لك في خلطته، وهم من لا يستغنى عنهم في مخالطتهم في مصلحة المعاش، وقيام ما أنت محتاج إليه من أنواع المعاملات والمشاركات والاستشارة من أدواء وغيرها.

وبقي القسم الثالث، وهم مَن مخالطته كالداء، على اختلاف مراتبه وأنواعه، وقوته وضعفه. قال: وهو من لا تربح عليه في دين ولا دنيا.

أيها الإخوة: علينا أن نراجع أنفسنا فيمَن نصاحب، أن نراجع وأن نصحح، فإن للصاحب أثراً عظيماً على كل واحد منا.

اللهم أصلح حالنا وحال امتنا...
 

 

 

 

 

 

المرفقات

الصديق الأفضل

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات
عضو نشط
بوحبين ولد عبدالله أحمدو
01-08-2020

لاشك ستكون جيدة

عضو نشط
زائر
18-12-2023

نعم نعم