عناصر الخطبة
1/أهمية الوقت وخطر تضييعه 2/طرق ووسائل استغلال الوقت 3/دور رفقاء السوء في إضاعة الوقت 4/وسائل استغلال الإجازة الصيفية والواجب نحو الأبناء 5/التزود من الدنيا بالأعمال الصالحةاقتباس
أيها المسلمون: أمدُ الدنيا قصير، ومتاعُها زائلٌ حقير، فلا تتعلَّق منها إلا بما يقضِي به الغريبُ حاجتَه في غير موطنِه، ولا تشتغِل فيها إلا بما يشتغِلُ به المُسافِرُ الذي أعدَّ العُدَّة للرجوع إلى أهلِه. والمؤمنُ بين مخافتَين: بين ذنبٍ قد مضَى لا يدرِي ما الله صانعٌ فيه، وبين أجلٍ قد دنَا لا يعلمُ ما هو صائِرٌ إليه. والعاقلُ يتعبَّدُ ربَّه في...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهدِه الله فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلِل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد:
فاتقوا الله -عباد الله- حقَّ التقوى؛ فتقوى الله طريقُ الهدى، ومُخالفتُها سبيلُ الشقاء.
أيها المسلمون: الوقت زمن الإعمار وتحقيق السعادة، أو الهدم والشقاء، ولشرفِه أقسمَ الله بأجزائِه، بل أقسمَ بالزمن كلِّه ليله ونهاره، فقال: (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى)[الليل: 1- 2].
وفي مُضِيِّ الليالي والأيام ذِكرى وعِظةٌ للمتقين، قال جلَّ شأنُه: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا)[الفرقان: 62].
ونبيُّنا -صلى الله عليه وسلم- كانت حياتُه كلُّها لله: (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الأنعام: 162].
واغتنَمَ الصحابةُ زمانَهم، وأخبرَ الله بشيءٍ من أعمالهم، فقال: (تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ)[الفتح: 29].
ومن وصايا أبي بكرٍ لعُمر -رضي الله عنهما-: "إن لله عملاً بالنهار لا يقبلُه بالليل، وعملاً بالليل لا يقبلُه بالنهار".
قال ابن مسعودٍ -رضي الله عنه-: "ما ندِمتُ على شيءٍ ندَمي على يومٍ غرَبَت شمسُه، ونقصَ فيه أجلي، ولم يزدَد فيه عملي".
وكان السلفُ -رحمهم الله- يغتنِمُون لحظات أعمارِهم، فعمَروا زمانَهم بما يُرضِي ربَّهم، قال الحسنُ البصريُّ -رحمه الله-: "أدركتُ أقوامًا كانوا على أوقاتهم أشدَّ منكم حِرصًا على دراهِمِكم ودنانيرِكم".
"ولا تزولُ قدَمَا عبدٍ يوم القيامة حتى يُسألَ عن عُمره فيمَ أفناه"[رواه الترمذي].
وطولُ العُمر مع صلاح العمل من مِنَن الله العِظام، قال عليه الصلاة والسلام: "خيرُ الناس من طالَ عُمره، وحسُن عملُه"[رواه الترمذي].
والأيام معدودةٌ إن ذهبَ يومٌ نقصَ عُمرُك، وذهابُ البعض أمارةٌ على ذهاب الكلِّ، والعبدُ من حين استقرَّت قدمُه في هذه الدار فهو مُسافرٌ فيها إلى ربِّه، والرابِحُ من العباد من اغتنَمَ زمانَه بما ينفعُه، والمغبونُ من فرَّط فيه، قال عليه الصلاة والسلام: "نعمتان مغبونٌ فيهما -أي: يُفرِّطُ فيهما- كثيرٌ من الناس: الصحةُ والفراغ"[رواه البخاري].
قال ابن القيم -رحمه الله-: "إضاعةُ الوقت أشدُّ من الموت؛ لأن إضاعةَ الوقت تقطعُ عن الله والدار الآخرة، والموتُ يقطعُك عن الدنيا وأهلها".
ومن أضاعَ وقتَه تحسَّر على كل لحظةٍ منه، ومن مضَى عليه يومٌ من عُمره من غير حقٍّ أدَّاه، ومن غير فرضٍ قضاه، أو علمٍ علِمَه فقد عقَّ يومَه وضيَّع عُمرَه.
والحاذِقُ من يشغلُ وقتَه بما يُرضِي ربَّه، وإذا فرغَ من عملٍ قام بآخر، قال سبحانه: (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ)[الشرح: 7].
قال ابن كثيرٍ -رحمه الله-: "أي: إذا فرغتَ من أمور الدنيا وأشغالِها، وقطعتَ علائِقَها، فانصَب إلى العبادة وقُم إليها نشيطًا فارِغَ البال، وأخلِص لربِّك النيَّةَ والرَّغبةَ".
وأفضلُ عبادةٍ تُقامُ؛ إفرادُ الله بالتوحيد، وأداءُ أركان الإسلام، على التمام.
ومن خير ما تُعمَرُ به الأوقات، وتُرفعُ به الدرجات: حِفظُ كتاب الله العظيم، ومُراجعتُه وتدبُّره؛ فهو كنزٌ ثمينٌ وتجارةٌ رابِحةٌ، قال عليه الصلاة والسلام: "أفلا يغدُو أحدُكم إلى المسجد فيعلمُ -أو يقرأُ- آيتين من كتاب الله خيرٌ له من ناقتَين، وثلاثٌ خيرٌ له من ثلاث، وأربعٌ خيرٌ له من أربع، ومن أعدادهنَّ من الإبِل"[رواه مسلم].
ومن نالَ حِفظَ كتاب الله شرُف، ومن تلاه عزَّ، ومن قرُب منه عظُم، ومنزلةُ العبد في الجنة عند آخر آيةٍ يُرتِّلُها منه، وفي زمن الفتن وانفِتاح أبواب الشُّبُهات والشهوات يكون الاعتِصامُ بكتاب الله ألزَم، والقُرب منه أوجَب.
والتزوُّد من العلم الشرعيِّ بحُضور مجالِسِ العلماء، وحفظِ الأحاديث النبوية ومُختصرَات العلوم الشرعية، رسوخٌ في العلم ورفعةٌ للمسلم، قال سبحانه: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ)[المجادلة: 11].
قال الإمام مالكٌ -رحمه الله-: "أفضلُ ما تُطوِّع به: العلمُ وتعليمُه".
وبالعلم تُشرِقُ سيرةُ المرء، ويبقَى ذِكرُه وإن فُقِد، والدعوةُ إلى هذا الدين ونشرُه بالحكمة سبيلُ المُرسلين والصالحين: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي)[يوسف: 108].
وهو بابُ الخير والبركات: "فلئن يهدِي الله بك رجلاً واحدًا خيرٌ لك من حُمر النَّعَم"[متفق عليه].
وبرُّ الوالدَين طاعةٌ وسعادةٌ، والقُربُ منهما أُنسٌ وتوفيق، قال سبحانه عن عيسى -عليه السلام-: (وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا)[مريم: 32].
قال ابن كثيرٍ -رحمه الله-: "من برَّ بوالدَيه كان مُتواضِعًا سعيدًا".
والابنُ الفطِنُ يسعَدُ بالإجازة لمزيدِ البرِّ لوالدَيه، وإدخال السرور عليهما، وصُحبتهما، ومما يُفرِحُهما استقامةُ ولدِهما على الدين.
ومن برِّهما زيارةُ صديقِهما، وإكرامُهما من بعدِهما، قال عليه الصلاة والسلام: "أبرُّ البرِّ أن يصِلَ الرجلُ وُدَّ أبيه"[رواه مسلم].
وصِلةُ الرَّحِم تُرضِي الرحمن، وتُطيلُ العُمر، وتزيدُ في المال، وتُبارِكُ في الوقت، وتُقرِّبُ ما بين النفوس، وتُظهِرُ مكارِم الأخلاق، وتُبدِي جميل المروءات، قال عليه الصلاة والسلام: "من أحبَّ أن يُبسطَ له في رزقِه، ويُنسأَ له في أثَره، فليصِل رحِمَه"[متفق عليه].
وزيارةُ أهلِ العلم والصالحين تُهذِّبُ النفوس، وتسمُو بالروح، وتُعلِي الهِمَم، وتُصلِحُ الحال، وتُذكِّرُ بالآخرة، وينالُ بها الزائرُ معرفةً وعلمًا؛ فهم ورثةُ الأنبياء ودعاةُ الهُدى.
والتنافُسُ في الخير والتقوى من صفات أهل الجنة، قال سبحانه: (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ)[المطففين: 26].
قال الحسنُ البصريُّ -رحمه الله-: "إذا رأيتَ الناسَ في خيرٍ فنافِسهم فيه".
والصُّحبةُ الصالحةُ خيرُ مُعينٍ على العمل الصالح؛ تدفعُ إلى البرِّ، وتُغلِقُ أبوابَ الشرِّ، وتحُثُّ على الطاعة، والمُتحابُّون بجلال الله على منابِر من نورٍ يغبِطُهم النبيُّون والشهداء.
ورفيقُ السوء يدعُو إلى الشرِّ ويصُدُّ عن الخير، صحبتُه حسرة، ورُفقتُه ندامة، قال سبحانه: (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَاوَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا)[الفرقان: 27- 28].
قال ابن مسعودٍ -رضي الله عنه-: "اعتبِر الرجلَ بمن يُصاحِب -أي: انظرُوا إلى رفقائِه لتعرِفوه-؛ فإنما يُصاحِبُ الرجلُ من هو مثلُه".
والتطلُّعُ إلى مواطِن الفتن وأسبابِها من المرئيَّات في القنوات، وغيرِها، تُورِثُ المرءَ نُكرانَ النِّعم، وتُورِدُ على القلب الظُّلَم.
والإجازةُ مغنَمٌ لقُرب الأب من أبنائِه، يملأُ فراغَ قلوبهم، ويُهذِّبُ سلوكَهم، ويُقوِّمُ عِوَجَهم.
وواجبُ الأبِ نحو أبنائِه عظيم، والأمُّ عليها من الواجِبِ مع بناتها مثلُ ذلك برعايتهنَّ وتعهُّدهنَّ بالنُّصح والتوجيه، وأمرِهنَّ بالحجاب والسِّتر والعفاف.
قال ابن عمر -رضي الله عنهما-: "أدِّب ابنَك؛ فإنك مسؤولٌ عنه: ماذا أدَّبتَه وماذا علَّمتَه؟ وهو مسؤولٌ عن برِّك وطواعيتِه لك".
والأبناءُ يسعَدون بمُرافقة أبيهم وأُنسِهم به وانتِفاعهم بأخلاقِه، واكتِسابهم الصفات الحميدة منه. قال ابن عقيلٍ -رحمه الله-: "العاقلُ يُعطِي للزوجة وللنفس حقَّهما، وإن خلا بأطفالِه خرجَ في صورة طفلٍ وهجَر الجِدَّ في بعض الوقت".
ومُكافأةُ الأبناءِ على الخير من حُسن الرعاية، قال إبراهيم بن أدهم -رحمه الله-: "قال لي أبي: يا بني! اطلُب الحديث؛ فكلما سمعتَ حديثًا وحفِظتَه فلك درهَم"، قال إبراهيم: "فطلبتُ الحديثَ على هذا".
وإعراضُ الأب عن أبنائِه وبُعده عنهم إهمالٌ لتنشِئَتهم، وفيه تيسيرُ وصول أهل السوء إليهم، فيجنِي من ذلك الأبُ الندامةَ والحسرةَ.
والسفرُ المُباحُ بهم يُقرِّبُ ما بين الوالدَين والأبناء، ويسُدُّ ما بينهم من خلَل.
والعمرةُ سفرُ عبادةٍ تحطُّ الأوزار وترفعُ الدرجات، وصلاةٌ في مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم- خيرٌ من ألف صلاةٍ فيما سِواه، والسفرُ المُحرَّمُ إهدارٌ للمال، وعُرضةٌ للفتن، وسببُ كثيرٍ من الشُّبهات والشهوات، ويعودُ المرءُ من سفَره أسوأَ حالاً مما كان قبلَه.
وفي الإجازة تُبنى أُسرٌ بالزواج، ومن شُكر تلك النعمة ودوامِها ألا يصحَبَ وليمتَها مُحرَّم، وأن يكون زواجًا لا معصيةَ فيه.
والله باركَ لهذه الأمة في بُكورِها، وجعل الليل سكَنًا والنهار معاشًا، ومن هديِه -صلى الله عليه وسلم- النومُ أول الليل، والصلاةُ آخره.
قال أبو بَرزةَ -رضي الله عنه-: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يكرَه النومَ قبل العشاء والحديثَ بعدها"[متفق عليه].
وإذا كان السهرُ وسيلةً إلى التخلُّف عن صلاة الفجر مع الجماعة كان مُحرَّمًا.
والمسلمُ يُراقِبُ ربَّه في أحوالِه وأزمانِه، ويُوقِنُ بأن الله يرَى أفعالَه ويسمعُ كلامَه، ويعلمُ ما يُكِنُّ فؤادُه، قال - سبحانه -: (وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ)[يونس: 61].
وأفضلُ الإيمان: أن تعلمَ أن الله معك، ومن وصايا النبي -صلى الله عليه وسلم-: "اتقِ الله حيثُما كنت"[رواه الترمذي].
والله يغارُ إذا انتُهِكَت حدودُه في سفرٍ أو حضرٍ، قال عليه الصلاة والسلام: "إن الله يغارُ، وغيرةُ الله أن يأتيَ المرءُ ما حرَّم الله"[متفق عليه].
وبعدُ: أيها المسلمون: فالمؤمنُ يبتعِدُ عن الخطيئات، ويتزوَّدُ من الصالِحات، ويغتنِمُ أوقاتَه فيما شرعَه الله، ولئن كان العملُ مجهدةً فإن الفراغَ مفسدةٌ، ونفسُك إن لم تشغَلها بالحقِّ شغلَتك بالباطل، والمرءُ مُمتحَنٌ في رخائِه وسرَّائِه، وعافيتِه وبلائِه، في حلِّه وترحالِه.
والمُوفَّقُ من جعل التقوى مطيَّتَه وسارَعَ إلى جنَّة ربِّه.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ)[فصلت: 46].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني الله وإياكم بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم.
أقول ما تسمَعون، وأستغفرُ الله لي ولكم ولجميع المُسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفِروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه، والشكرُ له على توفيقِهِ وامتِنانِه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنِه، وأشهد أن نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابِه، وسلَّم تسليمًا مزيدًا.
أيها المسلمون: أمدُ الدنيا قصير، ومتاعُها زائلٌ حقير، فلا تتعلَّق منها إلا بما يقضِي به الغريبُ حاجتَه في غير موطنِه، ولا تشتغِل فيها إلا بما يشتغِلُ به المُسافِرُ الذي أعدَّ العُدَّة للرجوع إلى أهلِه.
والمؤمنُ بين مخافتَين: بين ذنبٍ قد مضَى لا يدرِي ما الله صانعٌ فيه، وبين أجلٍ قد دنَا لا يعلمُ ما هو صائِرٌ إليه.
والعاقلُ يتعبَّدُ ربَّه في أزمانِ فراغِه، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يُكثِرُ الصيامَ في شعبان، ولم يصِحَّ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في شعبان سِوى الصيام، فلا فضلَ لليلةِ النصفِ منه ولا لغيرِها من الليالي فيه.
والأعمالُ لا تُقبَل إلا بما صحَّ به الشرعُ.
ثم اعلموا: أن الله أمرَكم بالصلاةِ والسلامِ على نبيِّه، فقال في مُحكَم التنزيل: (إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الذِيْنَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيْمًا)[الأحزاب: 56].
اللهم صلِّ وسلِّم وزِد وبارِك على نبيِّنا محمدٍ، وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين الذين قضَوا بالحقِّ وبه كانوا يعدِلون: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن سائر الصحابةِ أجمعين، وعنَّا معهم بجُودِك وكرمِك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واجعل اللهم هذا البلد آمِنًا مُطمئنًّا رخاءً وسائر بلاد المسلمين.
اللهم إنا نسألُك التوفيق والسعادة في الدنيا والآخرة، اللهم ألهِمنا الصوابَ، ووفِّقنا للحق وجنِّبنا الفتنَ، واجعلنا من خُلَّص عبادِك ومن أوليائِك، يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم أصلِح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم احقِن دماءَهم، واجمع كلمتَهم على الحق والهُدى والتقوى يا قوي يا عزيز، اللهم ولِّ عليهم خيارَهم، يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم وفِّق إمامنا لهُداك، واجعَل عملَه في رِضاك، ووفِّق جميعَ ولاة أمور المسلمين للعملِ بكتابك، وتحكيمِ شرعك، يا ذا الجلال والإكرام.
عباد الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[النحل: 90].
فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على آلائه ونعمه يزِدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم