اقتباس
وهذا النوع من الخرائط يتيح للخطيب أن يعدل ويغير من المفاهيم التي صاغها من قبل، وأيضا يمكنه أن يقدم أو يؤخر فيها، حسب ما يستجد أو يطرأ عليه من أفكار، وتظل هذه الخريطة غير نهائية، ويستخدمها العلماء، والباحثين وأساتذة الجامعات، وواضعي الخطط الإستراتيجية على..
تنقسم خرائط المفاهيم إلي أنواع، وهذه الأنواع ليست قوالب جامدة، أو أنماط ثابتة، وإلا فقدت البعد الإستراتيجي الخاص بها، ولكنها توظف بحسب استخدام وحاجة كل خطيب لها، ونلفت نظر إخواننا الخطباء إلي أن استخدام هذه الأنواع يتميز بالصبغة الذاتية للخطيب ورؤاه الفكرية، كما تعكس الحالة التي يعيشها مع مجتمعه الخطابي الذي يتمثل في جمهور المتلقين.
ولذلك يجب على الخطيب أن يحذر من سقوطه في شرك التقليد، أو الاقتباس دون أن يكون ملما بهذه الخصائص، فليس كلنا صورة للآخر وليست المجتمعات نسخة واحدة، فإستراتيجية خرائط المفاهيم التي تصمم كانعكاس لحالة يعيشها الخطيب في مجتمع بدوي، قطعاً لا تصلح مطلقاً لمجتمع ريفي، فالمفاهيم ستختلف والقضايا التي يعالجها الخطيب تختلف أيضاً.
أولا : أنواع خرائط المفاهيم:
-1 خريطة للمفاهيم فقط ( Concept only Map)
وفيها يعد الخطيب كل المفاهيم التي سيستخدمها وفقاً لخطته الإستراتجية موزعة على أشهر السنة، وهذا النوع من الخرائط يكون بمثابة عملية فهرسة وعنونة للمفاهيم.
-2 خريطة لمفاهيم الربط فقط (Link only Map )
وهي المفاهيم التي تربط بين أقسام الشريعة مثل فقه السيرة – فقه الصوم. ....
ويستخدمها الخطيب للإشارة إلي مسألة سيتعرض لها مستقبلاً، ولكنها ستعرض بصورة مغايرة للأصل الذي وردت فيه.
كما أن مفاهيم الربط قد تستخدم للربط بين القديم والجديد، مثل خطبة عن الكسب الحلال، فيضع الخطيب على خريطة مفاهيم الربط مفهوم الربا ليربط بين كلامه السابق عن الكسب الحلال ونقيضه من كسب حرام.
-3 خريطة افتراضية ( Propositional Map)
وهي خريطة تمهيدية وليست نهائية، يعبر الخطيب من خلالها عن تصوراته لما يمكن أن تكون عليه خريطة المفاهيم الخاصة به، وهي خريطة تدريبية تساعد الخطيب على حسن صياغة خريطته المفاهيميه.
-4 الخريطة المفتوحة ( Free range Map )
وهذا النوع من الخرائط يتيح للخطيب أن يعدل ويغير من المفاهيم التي صاغها من قبل، وأيضا يمكنه أن يقدم أو يؤخر فيها، حسب ما يستجد أو يطرأ عليه من أفكار، وتظل هذه الخريطة غير نهائية، ويستخدمها العلماء، والباحثين وأساتذة الجامعات، وواضعي الخطط الإستراتيجية على.
أنواع خرائط المفاهيم حسب أشكالها إلى :
النوع الأول : خرائط المفاهيم الهرمية Hierarchical Concept Maps
وهو النوع السائد والمشهور من خرائط المفاهيم ويبين العلاقة بين المفاهيم ولكن بصورة هرمية بحيث يكون المفهوم العام في البداية ( أعلى ) يليه بعد ذلك المفاهيم الأقل عمومية ثم الأمثلة في النهاية. مثل أقسام المياه
النوع الثاني: خرائط المفاهيم المجمعة أو الحزمية Cluster Concept Maps
وهنا يتم وضع المفهوم العام في منتصف الخارطة , يليه بعد ذلك المفاهيم الأقل عمومية ثم الأقل وهكذا حتى يتم بناء الخارطة. مثل العصور التاريخية للأمة الإسلامية.
النوع الثالث : خرائط المفاهيم المتسلسلة Chain Concept Maps
هنا يتم وضع المفاهيم بشكل متسلسل , وفي الغالب نستخدم هذا النوع من الخرائط عندما نتكلم عن الأشياء التي بها عمليات متسلسلة مثل درجات الحديث الشريف.
الأهداف المرجو تحقيقها:
وعبر هذه السلسلة من المقالات عن إستراتيجية خرائط المفاهيم فإن المرجو أن تكون حققت لدي الخطيب هذه الأهداف:
فتح الأفاق أمام الخطيب على نوع جديد من الأدوات التي يمكن له أن يستخدمها لتحقيق أهداف خطته الإستراتيجية، وتطوير خطابه الدعوي.
امتلاك الخطيب لأكثر من طريقة يستطيع التعبير بها عن المفاهيم الشرعية وغيرها من المفاهيم التي يستدعيها من العلوم الأخرى.
تنمية اتجاه الخطباء نحو الاهتمام بالمفاهيم.فمن علامات ضعف الخطيب استخدامه لمفاهيم يرددها دون فقهها.
تركيز انتباه الخطباء وتنظيم أفكارهم بطريقة كلية وجزئية بما يتوافق مع الخطة الإستراتيجية العامة.
الاستحواذ على انتباه وتركيز المتلقي وعدم تشتته، مع بساطة عرض المفاهيم والربط بينها أثناء الخطبة.
تصنيف المفاهيم الجديدة التي اكتسبها خلال تكوينه لخريطة المفاهيم، تمهيدا لدراستها والبحث فيها بصورة أعمق.
القراءة الجادة والمتعمقة، فلكي يكون الخطيب خريطة مفاهيمه لابد له من القراءة المفصلة والمتعمقة في مواضيع العلم المختلفة.
التقييم الذاتي للخطيب، فتكوين خرائط المفاهيم يعطي للخطيب صورة حقيقة عن مستواه العلمي، ومدي فاعلية ما يبذله من جهد في البحث والتحصيل.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم