إدمان الإنترنت الأعراض والعلاج

فريق النشر - ملتقى الخطباء

2022-10-07 - 1444/03/11

اقتباس

هذا المرض يلقى الاهتمام مع القلق لدى علماء النفس الأمريكيين خاصة؛ ما أدى إلى فتح عيادات متخصصة لمدمني الإنترنت، لكن قد يبدو مثيرًا أن بعض تلك العيادات هي إنترنتية! وتذكر بعض المصادر أن "ماريسا" أول من فتح عيادة لعلاج إدمان الإنترنت في مستشفى ماكلين التابع لجامعة هارفارد سنة 1996م .

 

موقع الشبكة الإسلامية

 

إذا كانت الإنترنت أوجدت مفاهيم جديدة، وساهمت في إعادة صياغة تصور الإنسان عن الزمن والمكان ، بل والذات، فإنها أيضًا أحدثت أمراضًا جديدة ، لعل أبرزها مرض "إدمان الإنترنت" ، وعندما تصل الأمور إلى صحة الإنسان فيجب عليه أن يعيد النظر ليصل إلى سلوك متوازن.

 

هذا المرض يلقى الاهتمام مع القلق لدى علماء النفس الأمريكيين خاصة؛ ما أدى إلى فتح عيادات متخصصة لمدمني الإنترنت، لكن قد يبدو مثيرًا أن بعض تلك العيادات هي إنترنتية! وتذكر بعض المصادر أن "ماريسا" أول من فتح عيادة لعلاج إدمان الإنترنت في مستشفى ماكلين التابع لجامعة هارفارد سنة 1996م .

 

لكن ما هو الإدمان؟ وما هي أعراضه؟ وكيف ينشأ؟ وما هي آثاره الصحية والنفسية والاجتماعية؟ وكيف يمكن علاجه؟ تساؤلات يحاول مقالنا هذا الإجابة عليها.

 

مفهوم الإدمان

ثمة اختلاف حول تحديد مدلول "الإدمان" في حقل الإنترنت؛ فبعضهم يطلقها على مواد يتناولها الإنسان ثم لا يقدر على الاستغناء عنها، في حين يعترض آخرون على هذا المفهوم، ويرون أن الإدمان: عدم قدرة الإنسان على الاستغناء عن شيء ما، وشرطه: الحاجة إلى المزيد من هذا الشيء بشكل مستمر لإشباع الحاجة، ويسمي آخرون الاستخدام الزائد للإنترنت "الرغبات التي لا تقاوم" بحسب د. نادية العوضي.

وقد لاحظ دجون جروهول (أستاذ علم النفس الأمريكي) أن إدمان الإنترنت عملية مرحلية؛ حيث إن المستخدمين الجدد - عادة - هم الأكثر استخدامًا وإسرافًا في استخدام الإنترنت بسبب انبهارهم بتلك الوسيلة، ثم بعد فترة يحدث للمستخدم خيبة أمل من الإنترنت فيحد - إلى حد كبير - من استخدامه لها. ويلي ذلك عملية توازن الشخص لاستعماله الإنترنت.

 

أعراض الإدمان

ويمكن استجلاء مفهوم "الإدمان" من خلال أعراضه، وحسب الجمعية الأمريكية للطب النفسي فإن المصاب بهذا المرض يعاني من عدة عوارض هي:

- عدم الإشباع من استخدام الإنترنت وقضاء أوقات طويلة مع الشبكة.

- الشعور بالرغبة في الدخول إليها عند تركها.

- إهمال المستخدم للحياة الاجتماعية والالتزامات العائلية والوظيفية.

- بعد التعب الشديد من استخدام الشبكة يلجأ المستخدم إلى النوم العميق لفترة طويلة.

- ظهور آثار اضطرابات نفسية كالارتعاش وتحريك الإصبع بصورة مستمرة.

- القلق والتفكير المفرط في الشبكة وما يحدث فيها، وشعور بالحزن والاكتئاب لعدم الاتصال بها.

 

وفي ما يخص آلية حصول الإدمان، فإن الشخص المدمن لديه قابلية مسبقة للإدمان لتحقيق احتياجاته النفسية وممارسة الأنشطة التي لا يستطيع تحقيقها في الواقع الممارس، ومن ثم يلجأ إلى محاولة تحقيقها من خلال الإنترنت في عملية مواءمة نفسية وهروب من الواقع المعيش؛ لما توفره الإنترنت من إمكانات (كإخفاء كثير من الأسرار حتى الاسم) تعزز سلوكه؛ ما يجعله يمضي شوطًا بعيدًا في التعامل مع الإنترنت وتكوين صلات وعلاقات عاطفية أو جنسية ونحوها، وهذا يشكل تجاوزًا للكبت الذي يعيشه في مجتمعه، ولكنه لا يلبث أن يصطدم بعد حين بالواقع ويجد أن ما توهمه مَخْلَصًا لا يحل المشكلة .

 

الآثار الصحية للإدمان

ومن شأن "الإدمان" أن يُحدث آثارًا صحية سلبية متعددة؛ إذ تشير بعض الدراسات إلى أن حالات الإجهاد البصري تزيد بنسبة 55 % لدى مستخدمي الكمبيوتر ؛ الأمر الذي يتطلب أخذ فترات متقطعة للراحة ، فضلاً عن استخدام الشاشة الواقية والنظارة الطبية العاكسة للأشعة المنبعثة من جهاز الكمبيوتر.

 

ويشير بعض الأطباء إلى بعض المشكلات النفسية التي اقترنت باستخدام الكمبيوتر مثل "انطوائية الكمبيوتر" التي تصيب المدمنين الذين يرغبون في الهروب من واقعهم، وكذلك الذين يتوحدون مع الجهاز ويستعيضون به عن الأنشطة الاجتماعية الأخرى ؛ ما يؤدي إلى انخفاض مهارات التواصل الاجتماعي مع الآخرين.

 

ومن الآثار السلبية أيضًا: أن الجلوس الطويل أمام الكمبيوتر يؤدي إلى عدم قدرة المستخدم على الحركة بشكل طبيعي، وعدم انتظام نسبة المعادن والماء في الجسم، ونقص الوزن ونسبة الكالسيوم في العظام، والمعاناة من آلام الرقبة، وفي أسفل الظهر، واختلال النسب الطبيعية للكولسترول والدهون بالدم.

 

ومما يتصل بظاهرة إدمان الإنترنت، أن باحثين في جامعتي ستانفورد ودوكوسين وجدوا أن مائتي ألف شخص - على الأقل - في الولايات المتحدة وحدها يدمنون زيارة المواقع الإباحية وغرف الدردشة على الإنترنت.

 

وتقول الدراسة: إن هؤلاء المدمنين يعانون من مشاكل متعلقة بالعلاقات العاطفية وبالعمل أكثر من الزائرين للمواقع الجنسية بشكل عابر، وإن هذه الظاهرة تشكل خطرًا كامنًا قابلاً للانفجار، وأحد جوانب هذا الخطر أن قلة فقط تدرك حجم هذه المشكلة أو تأخذها مأخذ الجد.

 

ويصنف الباحثون المذكورون مستخدمي الإنترنت على أنهم مدمنون إذا قضوا أكثر من (11) ساعة أسبوعيًا في زيارة تلك المواقع، وإذا جاء ترتيبهم عاليًا في استبيان مؤلَّف من عشر نقاط عن العلاقات العاطفية والتوجهات الجنسية.

 

وقد أجريت هذه الدراسة سنة 1998م ؛ فإذا أخذنا في الاعتبار الزيادة الكبيرة في عدد مستخدمي الإنترنت الآن سنتبين أن مدمني الإنترنت والمواقع الإباحية أكثر من ذلك.

 

ولمحاولة تجنب كثير من تلك الآثار السلبية، لابد من اتباع نظام محدد ومتوازن للتعامل مع الكمبيوتر، بحيث يضمن فترات للراحة بانتظام، ويشتمل على ممارسة بعض التمرينات الرياضية، ووضع الجهاز في مكان يتيح سهولة الحركة ويبعث على الراحة النفسية، وضرورة تعويد مستخدمي الكمبيوتر على الجلسة الصحية.

 

نصائح للتخلص منه

وللتخلص من الإدمان يُنصح بالآتي:

- أن يعي المصاب أنه يعاني من الإدمان ، ليبدأ مرحلة العلاج.

- أن يضبط وقت اتصاله بالشبكة أو بالجهاز، ولا يفكر فيها عند تركها.

- البحث في الأسباب التي تدفع المدمن إلى التوحد مع الكمبيوتر والاستغراق فيه، ومحاولة معالجتها وعدم الهروب منها.

وإذا لم يُفلح في ذلك، يلزمه طلب المساعدة من الأهل أو الطبيب النفسي.    

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات