إحالات ومراجع وكتب

ادارة الموقع

2022-10-05 - 1444/03/09
التصنيفات:

 

 

 

د. سعد الكبيسي

 

اختلفت وجهات النظر نحو حادث حرائق الغابات في فلسطين

 

فما بين من اعتبرها عقوبة من الله لإسرائيل واقتصادها

 

وبين من اعتبرها عقوبة لها على منعها الأذان

 

وبين من شكك بالموضوع بأنها تعمدت ذلك لاتهام الفلسطينيين بأنهم من فعلوها وأن الهدف إعلامي

 

وبين من ذهب إلى حد أن قال: أن الهدف إخلاء هذه الأرض المحروقة من أجل بناء مستوطنات

 

وبين من استنكر الفرح بالحرائق فقال: كيف نفرح لحرق مزارع الفلسطينيين وأرضهم؟!!!!

 

إن الفرح بالكوارث التي تصيب العدو مشروع وتعطي جرعات معنوية ونفسية للمسلم

 

لكن السؤال : هل تأكدنا فعلا ان الحرائق كارثة طبيعية بريئة؟!!!!

 

على المسلم التحري وأن لا يسارع في تفسير الظواهر بالعقوبات قبل معرفة حيثيات وتفاصيل الحدث

 

ولعل قائلا يقول: إن إسرائيل سفكت دماء خيرة المقاومين وعشرات الآلاف من شعب فلسطين لا يعاقبهم الله إلا حين تمنع الأذان؟

 

إن هناك جدلا كبيرا معروفا في ارتباط الكوراث الطبيعية بالذنوب والمعاصي خلاصتها قولان:

 

من يقول: إن الكوارث الطبيعية لا علاقة لها بالذنوب بدليل مثلا تشخيص أماكن دون أماكن بأنها زلزالية مثل اليابان أو تركيا أو إيران

 

ومن يقول : إن أي حدث كوني وطبيعي مرتبط بإرادة ربانية لتخويف العباد كما في حديث الكسوف والخسوف:" أنهما ايتان من ايات الله يخوف الله بها عباده.." إلى آخر الأدلة التي يسوقها أصحاب هذا القول.

 

طبعا ليس النقاش في كون كل ذلك من فعل الله تعالى فهذا أمر متفق عليه، بل الخلاف في حكمة الفعل.

 

هناك نقطتان ينبغي الانتباه لها:

 

1- التحري والدقة وإيكال الأمر إلى الله في كون هذه الكارثة الطبيعية من زلزال أو وباء أو حريق عقوبة أو بلاء.

 

فطاعون عمواس في زمن سيدنا عمر في الشام حصد أرواح الآلاف من الصحابة والتابعين الفاتحين بمن فيهم أبو عبيدة ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما وغيرهم وهم من خيار الصحابة وقد عدوه من البلاء.

 

بينما رجفت الارض بالمدينة في زمن سيدنا عمر فقال: "إن عادت لا أساكنكم فيها" وعزا الامر للذنوب.

 

ومثل ذلك حوادث الحرم المكي وغيرها..

 

2- التأكد من بعض الظواهر مثل حريق إسرائيل هل بفعل فاعل ومكر إسرائيلي أو هي عقوبة ربانية؟

 

أضرب لكم مثلا اخيرا

 

بعد 11 سبتمر وسقوط البرجين لو لم تتبن القاعدة العملية ورأينا ماذا حصل للمسلمين بعدها من ضرر فماذا كنا سنقول؟

 

سنقول حتما: اليهود هم من عملها ليضربوا المسلمين في كل مكان وهذه مجرد مكر ومكيدة وذريعة لذلك، وفعلا كان ذلك التفكير في الأسبوع الأول.

 

لما تبنت القاعدة العملية تحولت العملية إلى عقوبة ربانية للأمريكان ونصر من الله عند كثير من الناس !!!!!

 

وكما احترقت مزارع الفلسطينيين مات في 11 سبتمر 300 مسلم خصوصا من رجال الاطفاء

 

الخلاصة

 

ينبغي النظر لكل كارثة على حدة وتوصيفها بما تستحقها وأن لا ننجر وراء السرعة في التقييمات والتوصيفات.

 

 

والله تعالى أعلم

 

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات