عناصر الخطبة
1/دعم التعليم عند بُعد في زمن كورونا 2/الأسرةُ هيَ مؤسسةُ التعليمِ الأولى 3/حبّ الوطن والانتماء إليه 4/صيام يوم عاشوراء وفضله.اقتباس
كان الرّسول –صلى الله عليه وسلم- أوّلَ من سعَى لمحو الأمّيّة حين جعَل فداءَ أسرى بدرٍ أن يعلِّم كلٌّ منهم عشرةً من المسلمين القراءةَ والكتابة.. إن المعلمينَ والمعلماتُ هم صنَّاعُ المجد، وبُنَاةُ الأمل، وجيلُ المتعلِّمين...
الخطبة الأولى:
الحمد الله أعلى شأن العلم والعلماء، فقال -تعالى-: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ)[المجادلة:11]، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبدالله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد: فيا عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله.
أيها المؤمنون: إنَّ التعليمَ هوَ رسالةُ الأنبياء، قال -سبحانه- (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)[آل عمران:164].
وكان الرّسول –صلى الله عليه وسلم- أوّلَ من سعَى لمحو الأمّيّة حين جعَل فداءَ أسرى بدرٍ أن يعلِّم كلٌّ منهم عشرةً من المسلمين القراءةَ والكتابة.
عباد الله: إن المعلمينَ والمعلماتُ هم صنَّاعُ المجد، وبُنَاةُ الأمل، وجيلُ المتعلِّمين اليومَ هم قادةُ المجتمَع في الجيل القادم -إن شاء الله-.
عباد الله: إن الأسرةُ هيَ مؤسسةُ التعليمِ الأولى في حياةِ فلذاتِ الأكباد، ومنْ مهامِ الأسرةِ في التعليمِ هو تحبيبِ العلمِ للناشئة.
فالأسرة شركاءُ المدرسة في رسالَتِها، فعلينا معاشرَ الأولياءِ أنْ نَزْرَعَ في قلوبِ أبنائِنا حُبَّ العلمِ والتَّعلُّمِ والمعلِّمينَ واحترامَهم؛ فالأدبُ مِفتاحُ العلمِ.
عباد الله: لقد اهتمَّت حكومتنا بالتعليم اهتمامًا بالغًا ونال دعمًا سخيًا من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده -حفظهما الله-، ووزارة التعليم تبذل جهودًا واضحة لتحقيق ذلك برغم الصعوبات المتعددة التي تعتريها، وخاصة في ظل جائحة كورونا.
وحكومتنا -سدّدها الله- سعت بطاقتها وجهودها من أجل بداية الدراسة في موعدها لجميع طلبة المدارس والجامعات، واتخذت التعليم عن بُعْد وسيلةً تتناسب مع الظروف الطارئة لاستمرار التعليم؛ في محاولة للتغلب على التحديات التي تواجه التعليم في ظل هذه الجائحة وزرع حبّ التعليم والتعلم في الأطفال والشباب لمستقبل زاهر -بإذن الله-.
عباد الله: إن التعليم عن بُعد هو أحد طرق التعلم العصرية، وإن التجربة التي سيخوضها أبناؤنا وبناتنا في هذه الأيام مع التعليم عن بُعد تُعدّ من التجارب الثرية التي تتيح للتعليم عن بُعد تجارب مهمة للمضي قدمًا نحو ترسيخ هذا العلم في صلب العملية التعليمية.
عباد الله: إنّ حبّ الوطن انتماءٌ مهمّ وغالٍ؛ فعلينا غرس معانيه في نفوس أبنائنا من خلال: ربط أبناء الوطن بدينهم، وتنشئتهم على التمسك بالقيم الإسلامية، والربط بينها وبين هويتهم الوطنية، في وقت مبكر، وتعميق مفهوم السمع والطاعة لولاة الأمر في نفوسهم، انطلاقًا من حثّ ديننا الإسلامي على ذلك، مع تعويدهم على احترام الأنظمة وتنشئتهم على حب التقيد بالنظام والعمل به.
اللهم اجعل عامَنَا الدِّراسيَّ عامَ خيرٍ وهدى وفلاحٍ وتُقى يا ربَّ العالمين.
نفعني الله وإياكم بهدي كتابه، وسُنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وأقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله.
أما بعد فيا عِبَاد الله: لقد أنْجَى اللهُ مُوَسى -عليه السلام- وقومه من فِرْعَون وجُندَه في اليومِ العاشِرِ من شهرِ الله المُحَرم، وهو يوم عاشُورَاء الّذي أعزَّ الله به الحق وخذلَ الباطِلَ، فصامهُ موسى -عليه الصلاة والسلام- شكراً لله -عز وجل-، وصامه نبينا مُحَمَّد -صلى الله عليه وسلم- وأمر بِصِيامِه مع صومِ يومٍ قبله أو يوم بعده، وقال النبي -صلى الله عليه وسلَّم-: "أحتسب على الله أن يكفِّر السنة التي قبله".
فينبغي للمسلم أن يصوم يوم عاشوراء وهو يوم السبت القادم مع اليوم التاسع وهو الأفضل،
ومن فاته صيام اليوم التاسع؛ فليصم اليوم العاشر والحادي عشر؛ لمخالفة اليهود، وأفتى ابن باز -رحمه الله- بجواز صيام عاشوراء يوماً واحداً فقط، لكن الأفضل صيام يوم قبله أو يوم بعده، ومن صام التاسع والعاشر والحادي عشر يكون فيه فائدة أيضاً، وهي الحصول على صيام ثلاثة أيام من الشهر.
وصلوا وسلموا -يا عباد الله- على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم