أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

عبدالرحمن بن عبدالله آل فريان

2022-10-12 - 1444/03/16
عناصر الخطبة
1/بيان أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 2/ حكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 3/عقوبة ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
اهداف الخطبة
تحفيز الناس إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر / التحذير من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
عنوان فرعي أول
الركن السادس
عنوان فرعي ثاني
سفينة النجاة
عنوان فرعي ثالث
توبة صادقة

اقتباس

وإن ظهور المعاصي بين المسلمين، وفشوها في بلادهم، ليس في صالحهم، بل هو أمنية أعدائهم، ويفرح أعدائهم بذلك، ويبذلون الأموال في حصول ذلك، ويسبب أضراراً كثير في الدنيا والدين والناس والمال والأهل والولد، ونزول العقوبات من السماء، ومحق البركات، وجور الولاة، وتمرد النساء والسفهاء، وعدم إجابة الدعاء، وتوقف الأمطار، وغلاء الأسعار، وتكدر الأفهام، وضياع الأحلام، وكثرة الأسقام...

  

 

 

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق؛ ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، والحمد لله الذي أذل أعداءه، وخذلهم وأدخل عليهم الرعب، وجعلهم صاغرين ذليلين، ولو رغمت أنوف الملحدين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة أرجو بها النجاة من عذاب الجحيم، وأسأله الفوز لديه في جنات النعيم، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، وخيرته من خلقه أجمعين، صلى الله عليه وسلم ورضي عن آله وأصحابه أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
 

أما بعد:

فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى كما أمر، واتركوا الفواحش ما بطن منها وما ظهر، وسارعوا إلى مغفرة من ربكم، إلى تنفيذ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لأنه نجاة وجهاد، وهو طريق الرسول صلى الله عليه وسلم الذي سار عليه.

قال تعالى: (يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ ) [الأعراف: 157]، وهو باب فاضل، لا يستقيم الدين إلا به، وهو واجب على كل مسلم إذا قدر عليه.

وهو من صفات أهل الإيمان، كما وصفهم الهد به في القرآن الكريم، بقوله تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [التوبة:71].

فنحن -يا عباد الله- إذا أردنا أن نصدق مع الله، فلنعمل بإخلاص وصدق فنصلح أنفسنا، ثم نصلح بيوتنا، ثم نصلح بلادنا، ولا نترك المنكر يعمل بين أظهرنا ونسكت عنه، ونرى أهله ونرضى عنهم، فتفسد الأوضاع بهذا السبب، فلا يصح منا ذلك، فلا نجامل ونداهن الناس ونخادع أنفسنا ونتجاهل واقعنا ،حتى يفشو المنكر وينتشر، فهذا لا يليق من المسلمين.

فما هو الحامل على التكاسل عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ ألا تخافوا من لعنة الله وعذابه؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: "كلا والله لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، ولتأخذن على يد السفيه، –أو قال:- الظالم- ولتأطرنه على الحق أطراً، ولتقصرنه على الحق قصراً، أو ليضربن الله قلوب بعضكم ببعض، ثم ليلعنكم كما لعنهم".

وقال صلى الله عليه وسلم: "إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه، أوشك الله أن يعمهم بعقابه".

وقال في خطبته: "إن ربكم عز وجل يقول لكم:" مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر، قبل أن تدعوني فلا أجيبكم، وتستنصروني فلا أنصركم، وتسألوني فلا أعطيكم".

عباد الله: أما سمعتم ما حل بمن ضيع أمر الله من العقوبات العظيمة، من سفك الدماء، واختلال الأمن، وتسلط الأعداء، ووقوع أنواع المصائب؟ إن الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، قوام دينكم وطريق نبيكم صلى الله عليه وسلم، فلا تهملوه.

إن تساهلكم بأمر الله سبب فشو المنكرات، وكثر المعاصي وظهورها، ألستم ترونها بأعينكم، وتسمعون أهلها بآذانكم يتكلمون بالمنكر؟.

وإن ظهور المعاصي بين المسلمين، وفشوها في بلادهم، ليس في صالحهم، بل هو أمنية أعدائهم، ويفرح أعدائهم بذلك، ويبذلون الأموال في حصول ذلك، ويسبب أضراراً كثير في الدنيا والدين والناس والمال والأهل والولد، ونزول العقوبات من السماء، ومحق البركات، وجور الولاة، وتمرد النساء والسفهاء، وعدم إجابة الدعاء، وتوقف الأمطار، وغلاء الأسعار، وتكدر الأفهام، وضياع الأحلام، وكثرة الأسقام.

عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ولا ترك قوم الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، إلا لم ترفع أعمالهم، ولم يسمع دعاؤهم".

وفي حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: كنت عاشر عشرة من المهاجرين عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يا معشر المهاجرين خمس خصال إذا ابتليتم بهن، وأعوذ بالله أن تدركوهن: ما ظهرت الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا، ولا نقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤن وجور السلطان، ولا منعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء؛ ولو لا البهائم لم يمطروا، ولا نقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدواً من غيرهم، فأخذوا بعض ما كان في أيدهم، وما لم تحكّم أئمتهم كتاب الله إلا جعل الله بأسهم بينهم ".

وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " يوشك أن تخرب القرى وهي عامرة "، قالوا: وكيف تخرب وهي عامرة يا أمير المؤمنين؟ قال: " إذا علا فجارها أبرارها، وساد القبيلة منافقوها ".

فيا عباد الله جددوا توبة صادقة، وطهروا أنفسكم من أوساخ الذنوب ومن حولكم تستقيم أحوالكم.

قال تعالى: (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) [الحج:40-41].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم، ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنّه هو الغفور الرحيم.

 

 

 

المرفقات

465

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات