أمي تشتمنا وتدعو علينا بغير حق

فريق النشر - ملتقى الخطباء

2022-10-05 - 1444/03/09
التصنيفات:

 

 

خالد بن سعود البليهد

 

 

السؤال :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الشيخ خالد :

لدي استفسار بسيط لكن يعني لي الكثير وارجو الرد على سوالي اذا سمحت

هل دعاء الام مستجاب وان كانت على غير حق ؟

مع العلم ان والدتي كثيرة الدعاء علينا انا واخوتي من دون وجه حق فقد اعتادت على الشتم والسب والدعاء بلامراض الخبيثه والتعاسه في الدنيا وفشل في الحياة واشياء مصيريه وغضب الله وغالبا ماتكون الاسباب لا تدعو الى كل هذا وايضا قد تكون هي المخطئة وكم يصعب على ان تتحقق دعواتها من دون ان اكون مذنبه او مخطئة وتكون سبب مصائب لي او اي شيي في المستقبل.

وجزاك الله الف خير

 

 

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الحمد لله. لا شك أن الأم لها حق عظيم على أبنائها في البر والصلة وخفض الجناح والتواضع لها والطاعة لها في المعروف. وقد عظم الشرع أمرها وأمر بصلتها والاحسان إليها في كثير من الأدلة. ورتب الوعيد الشديد والعذاب الأكيد على هجرها وعقوقها وقطيعتها والتقصير في شيء من حقوقها ولو كانت كافرة على غير دين الإسلام.

وقد ورد في النصوص ما يدل على خطر دعاء الوالدين على أبنائهم واستجابته لعظم حقهما وعلو منزلتهما في الشرع. فينبغي على الولد من ذكر وأنثى أن يحرص أشد الحرص على برهما والقيام بحقوقهما وتجنب عقوقهما واتقاء سخطهما وتوقي دعائهما وليسارع دائما على إرضائهما وتسكين غضبهما لئلا يدعوا عليه فيفسدا عليه دنياه وآخرته فربما وافقت دعوة الأم بابا مفتوحا من السماء فقبلت وترتب على ذلك ضرر عظيم على الولد والعياذ بالله. وهذا إذا كان دعاء الأم بحق مبني على عقوق الولد وجفائه وإيذائه وقطيعته.

ومع ذلك فإني أنصح الوالدين بعدم الدعاء على أبنائهم بالهلاك والضرر مهما فعلوا من العقوق والفساد بل يدعو لهم بالهداية والصلاح والاستقامة ويصبروا على بلائهم لعل الله أن يردهم إلى الصواب ويفتح على قلوبهم ويغير أحوالهم ويرزقهم برهم وإحسانهم في الدنيا والآخرة.

ومع ذلك فقد يبتلى الولد بأم سيئة الخلق سبابة شتامة تدعو على أولادها بالهلاك والضرر والنار لأدنى سبب أو لغير سبب لا تتورع أبدا عن ذلك وذلك إما لكونها سريعة الغضب انفعالية تتضجر من كل شيء أو لكونها مريضة تعاني من حالة نفسية أو لكونها نشأت في بيئة غير صالحة ولم تتلق تربية صحيحة أو لغير ذلك من الأسباب. فعلى الولد في هذه الحال أن يصبر ويحتسب الثواب من الله على هذا القدر الذي ابتلاه الله به ويقابل الإساءة بالاحسان ويتجنب جميع التصرفات والأقوال التي تسخط أمه ويداري أمه ويتقي سوء خلقها وعشرتها وليعلم أن دعاء الأم في هذه الحال عمل محرم لا يحل لها فعله وغير مأذون فيه شرعا وليس له أثر ولا يستجيبه الله لأنه من الاعتداء في الدعاء والله لا يحب المعتدين ولأنه من الدعاء بالإثم والقطيعة الذي نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم وبين أن الداعي بذلك لا يستجاب له ولأنه دعاء بغير حق من غير ظلم واقع على الأم ولأن الأم ظالمة في تصرفها ودعائها والله لا يعين الظالم على ظلمه ولا يحقق مراده. والحاصل أن على الولد أن لا يحزن من ذلك ولا يخشى عاقبته وينبغي له أن يستغفر لأمه ويتجاوز عنها ويسأل لها الهداية مع بذل الأسباب النافعة في إصلاحها وتركها لسوء العشرة مع أولادها.

والله الموفق وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

 

 

خالد بن سعود البليهد

[email protected]

الرياض: في 20/5/1429

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات