عناصر الخطبة
1/سياسة معاوية وحلمه 2/مواقف من حلم معاوية 3/ما جدد معاوية من أمور الحكم 4/من أقوال معاوية -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-اقتباس
ومن قصص حلمه: أنه بعث إلى رجل من الأنصار بخمسمائة دينار فاستقلها الأنصاريّ، وقال لابنه: "خذها وامض إلى معاوية، فاضرب بها وجهه، وردّها عليه"، وأقسم على ابنه أن يفعل ذلك، فجاء ابنه إلى معاوية ومعه الدراهم، قال: "يا أمير المؤمنين...
الخُطْبَةُ الأُولَى:
الحمد لله جعل للهدى أعلاما، وللمتقين إماما، وجعل لشرعته رجالًا يحملونها؛ فيمحوا بها الظلامَ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسوله، وصفيه من خلقه وأمينه على وحيه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليمًا كثيرًا، أما بعد:
أيها الإخوة: حديثنا اليوم موصولٌ عن أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ، مَلِكِ الإِسْلاَمِ، أَبي عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُعَاوِيَةَ بنِ أبي سفْيَانَ القُرَشِيُّ، الأُمَوِيُّ، المَكِّيُّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-.
فبَعْدَ إِسْلَامِهِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- كَانَت لَهُ مَوَاقِفُ شَرِيفَةٌ، وَآثَارٌ مَحْمُودَةٌ فَقَدْ صَحِبَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، وَكَتَبَ الْوَحْيَ بَيْنَ يَدَيْهِ مَعَ الْكُتَّابِ، وَرَوَى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَحَادِيثَ كثيرة في الصَّحيحين وغيرهما من السنن والمسانيد، وَرَوَى عَنْهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعَينِ، فَقَدْ رَوى مائَةً وَثَلاَثَةً وَسِتِّيْنَ حَدِيْثاً، وَاتَّفَقَ لَهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَلَى أَرْبَعَةِ أَحَادِيْثَ، وَانْفَرَدَ البُخَارِيُّ بِأَرْبَعَةٍ، وَمُسْلِمٌ بِخَمْسَةٍ.
وَيُعَدُ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- من علماء الصحابة وفقهائهم، فَفِي الصَّحِيحِ أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِابْنِ عَبَّاسٍ: هَلْ لَكَ فِي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مُعَاوِيَةَ؛ إِنَّهُ أَوْتَرَ بِرَكْعَةٍ؟! قَالَ: "أَصَابَ إِنَّهُ فَقِيهٌ"، قال الحافظ ابن حجر العسقلاني -رحمه الله-: "ظاهر شهادة ابن عباس له بالفقه والصُّحبة دالةٌ على الفضل الكثير".
وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشْبَهَ صَلَاةً بِصَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مِنْ إِمَامِكُمْ هَذَا"؛ يَعْنِي: مُعَاوِيَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-.(رَوَاه الْبَغَوِيُّ فِي مُعْجَمِهِ بِإِسْنَادِهِ، وَرَوَاهُ ابْنُ بَطَّةَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ) ، وَقَالَ وَهْبُ بْنُ كَيْسَانَ: "مُعَاوِيَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- هوَ أَوَّلَ مَنْ أَدَارَ الصُّفُوفَ حَوْلَ الْكَعْبَةِ، وَأَوَّلَ مَنْ خَطَبَ بِمَكَّةَ عَلَى مِنْبَرٍ"(أخبار مكة للفاكهي).
ومن فقه مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- وحلمه وعدله: ما رَواهُ أَبُو مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ: "أَنَّهُ خَطَبَ النَّاسَ وَقَدْ حُبِسَ الْعَطَاءُ شَهْرَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً، فَقَالَ لَهُ أَبُو مُسْلِمٍ: "يَا مُعَاوِيَةُ، إِنَّ هَذَا الْمَالَ لَيْسَ بِمَالِكَ وَلَا مَالَ أَبِيكَ وَلَا مَالِ أُمِّكِ"، فَأَشَارَ مُعَاوِيَةُ إِلَى النَّاسِ أَنِ امْكُثُوا، وَنَزَلَ فَاغْتَسَلَ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ: "أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ أَبَا مُسْلِمٍ ذَكَرَ أَنَّ هَذَا الْمَالَ لَيْسَ بِمَالِي وَلَا بِمَالِ أَبِي وَلَا أُمِّي، وَصَدَقَ أَبُو مُسْلِمٍ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "الْغَضَبُ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَالشَّيْطَانُ مِنَ النَّارِ، وَالْمَاءُ يُطْفِئُ النَّارَ؛ فَإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَغْتَسِلْ"، اغْدُوا عَلَى عَطَايَاكُمْ عَلَى بَرَكَةِ اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ-"(ذكره ابن كثير بالبداية والنهاية).
أيها الإخوة: وكان مُعَاوِيَةُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- سيدًا من سادات الإسلام، مكث في القيادة أربعين عاما؛ عشرون منها واليًا، وعشرون منها أميرا، وقد ولاه عمر -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- الشام لَمَّا مَاتَ أَخُوهُ يَزِيدُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُم- سَنَةَ بِضْعَ عَشْرَةَ، ثُمَّ عَزَّى أَبَا سُفْيَانَ فِي ابْنِهِ يَزِيدَ، فَقَالَ: "يَا أمير المؤمنين، من وليت مكانه؟"، قال: "أخوه معاوية"، قال: "وصلت رحماً يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ"، وكتبت له أمه هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَة -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا-، وَقَالَتْ فِيمَا كَتَبَتْ بِهِ إِلَيْهِ: "وَاللَّهِ يَا بُنَيَّ إِنَّهُ قَلَّ أَنْ تَلِدَ حُرَّةٌ مِثْلَكَ، وَإِنَّ هَذَا الرَّجُلَ قَدِ اسْتَنْهَضَكَ فِي هَذَا الْأَمْرِ، فَاعْمَلْ بِطَاعَتِهِ فِيمَا أَحْبَبْتَ وَكَرِهْتَ".
وَكَانَ الْجِهَادُ فِي بِلَادِ الْعَدُوِّ فِي عَهْدِهِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَائِمًا، وَكَلِمَةُ اللَّهِ عَالِيَةٌ، وَالْغَنَائِمُ تَرِدُ إِلَيْهِ مِنْ أَطْرَافِ الْأَرْضِ، وَالْمُسْلِمُونَ مَعَهُ فِي رَاحَةٍ وَعَدْلٍ، وَصَفْحٍ وَعَفْوٍ.
وقد اشتهر -رضي الله- عنه بالحلم والدهاء والحنكة، وقد استطاع بفضل الله ثم بحلمه وأناته وحسن سياسته، أن يملك قلوب أعدائه، قبل أعدائه، وكان يقول: "لو أنّ بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت، كانوا إذا مدّوها أرخيتها، وإذا أرخوها مددتها".
وهذا مثل معروف "شعرة معاوية"، وما هذا إلا لكمال عقله، فقد كان لبيبا عالما حليما، ملكا قويّا، جيّد السياسة حسن التّدبير لأمور الدنيا، حكيما فصيحا، بليغا يحلم في موضع الحلم، ويشتد في موضع الشدة، إلا أن الحلم كان أغلب عليه.
وكان كريما باذلا للمال، محبّا للرئاسة مشغولا بها، كان يفضل على أشراف رعيته كثيرًا، فلا يزال أشراف قريش مثل عبد الله بن العبّاس، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن جعفر الطيّار، وعبد الله بن عمر، وعبد الرحمن بن أبي بكر، وأبان بن عثمان بن عفّان، وناس من آل أبي طالب -رضي الله عنهم- يفدون عليه بدمشق، فيكرم مثواهم، ويحسن قراهم، ويقضي حوائجهم، ولا يزالون يحدّثونه أغلظ الحديث وَيَجْبَهُونَهُ أقبح الجبه، وهو يداعبهم تارة، ويتغافل عنهم أخرى، ولا يعيدهم إلا بالجوائز السنيّة، والصّلات الجمّة.
ومن قصص حلمه: أنه بعث إلى رجل من الأنصار بخمسمائة دينار فاستقلها الأنصاريّ، وقال لابنه: "خذها وامض إلى معاوية، فاضرب بها وجهه، وردّها عليه"، وأقسم على ابنه أن يفعل ذلك، فجاء ابنه إلى معاوية ومعه الدراهم، قال: "يا أمير المؤمنين، إن أبي فيه حدّة وسرعة، وقد أمرني بكيت وكيت، وأقسم عليّ، وما أقدر على مخالفته"، فوضع معاوية يده على وجهه وقال: "افعل ما أمرك أبوك، وارفق بعمّك"، فاستحيا الصبيّ ورمى بالدراهم، فضاعفها معاوية وحملها إلى الأنصاري، وبلغ الخبر يزيد ابنه، فدخل على معاوية غضبان وقال: "لقد أفرطت في الحلم، حتى خفت أن يعدّ ذلك منك ضعفا وجبنا"، فقال معاوية: "أي بنيّ، إنه لا يكون مع الحلم ندامة ولا مذمّة، فامض لشأنك، ودعني ورأيي".
وبمثل هذه السيرة صار خليفة العالم، وخضع له من أبناء المهاجرين والأنصار كلّ من يعتقد أنه أولى منه بالخلافة، ولو سلك معاوية بالناس غير سبيل الاحتمال والمداراة؛ لاختُطف اختطافًا، كما يقول الحسن البصري -رحمه الله-.
أيها الإخوة: واعلموا أنّ معاوية كان مربّي دول، وسائس أمم، وراعي ممالك، ابتكر في الدولة أشياء لم يسبقه أحد إليها، منها: أنّه أوّل من وضع الحشم للملوك، ورفع الحراب بين أيديهم، وذلك لخوفه ممّا جرى لأمير المؤمنين عليِّ -رضي الله عنه-.
وهو أوّل من وضع البريد بكلّ مكان طلبا لحفظ الأموال، وسرعة وصول الأخبار ومتجدّدات الأحوال.
وممّا اخترع معاوية -رضي الله عنه- من أمور الملك: ديوان الخاتم، وهذا ديوان معتبر من أكبر الدواوين، ولم تزل السنّة جارية به إلى أواسط دولة بني العبّاس فأسقط، ومعناه: أن يكون ديوان وبه نوّاب، فإذا صدر توقيع من الخليفة بأمر من الأمور، أحضر التوقيع إلى ذلك الديوان، وأثبتت نسخته فيه، وحزم بخيط وختم بشمع وختم بخاتم صاحب ذلك الديوان.
قَالَ ابن كثير: "لَمَّا قَدِمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- الشَّامَ، تَلَقَّاهُ مُعَاوِيَةُ فِي مَوْكِبٍ عَظِيمٍ، فَلَمَّا دَنَا مِنْ عُمَرَ قَالَ لَهُ: أنت صاحب الموكب؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، قال: هذا حالك مَعَ مَا بَلَغَنِي مِنْ طُولِ وُقُوفِ ذَوِي الحاجات ببابك؟ قال: هو مَا بَلَغَكَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: وَلِمَ تَفْعَلُ هذا؟ لقد هممت أن آمرك بالمشي حافياً إلى بلاد الحجاز، قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّا بِأَرْضٍ جَوَاسِيسُ العدو فيها كثيرة، فيجب أن نظهر من عز السلطان ما يكون فيه عز للإسلام وأهله، ويرهبهم بِهِ، فَإِنْ أَمَرْتَنِي فَعَلْتُ، وَإِنْ نَهَيْتَنِي انْتَهَيْتُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا مُعَاوِيَةُ، مَا سَأَلْتُكَ عن شيء إِلَّا تَرَكْتَنِي فِي مِثْلِ رَوَاجِبِ الضِّرْسِ، لَئِنْ كان ما قلت حَقًا إنَّهُ لَرَأيٌ أَرِيْتَ، وَلَئِنْ كَانَ بَاطِلًا إنَّهُ لخَدِيعَةٌ أَدَيْتَ، قال: فمرني يا أمير المؤمنين بما شئت، قَالَ: لَا آمُرُكَ وَلَا أَنْهَاكَ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا أَحْسَنَ مَا صَدَرَ الْفَتَى عَمَّا أَوْرَدْتَهُ فِيهِ! ، فَقَالَ عُمَرُ: لِحُسْنِ موارده ومصادره جَشَّمْنَاهُ مَا جَشَّمْنَاهُ"(البداية والنهاية) ، فمن لمثل هذا الثناء من عمر إلا أمثال معاوية!.
قال ابن عباس: "قد علمت بم غلب معاوية الناس، كانوا إذا طاروا وقع، وإذا وقع طاروا"، وقال عبد الله بن الزبير لما بلغه نعي معاوية: "لِلَّهِ دَرُّ ابْنِ هِنْدٍ، إِنْ كَانَ لَنُفَرِّقُهُ فَيَتَفَارَقُ لَنَا، وَمَا اللَّيْثُ الْحَرِبُ بِأَجْرَأَ مِنْهُ، وَإِنْ كُنَّا لَنُخَوِّفُهُ فَيَخَافُ، وَمَا ابْنُ لَيْلِهِ بِأَدْهَى مِنْهُ، كَانَ -وَاللهِ- لَا يُتَخَوَّنُ لَهُ عَقْلٌ، وَلَا يُنْقَصُ لَهُ قُوَّةٌ، وَاللهِ لَوَدِدْتُ أَنَّهُ بَقِيَ مَا بَقِيَ مِنْ أَبِي قُبَيْسٍ حجرٌ"؛ يقصد الجبل.
وأسمعَ رجلٌ مرةً معاوية كلاماً شديداً، غضب منه أهله، فقيل له: لو سطوت عليه، فكان نكالاً، قال: "إني لأستحيي أن يضيق حلمي عن ذنب أحدٍ من رعيتي"(حلم معاوية لابن أبي الدنيا).
وكان معاوية من أدهى الدهاة، روي أنّ عمر بن الخطّاب -رضي الله عنهما- قال لجلسائه: "هذا كسرى العرب، تذكرون كسرى وقيصر ودهاءهما وعندكم معاوية".
وكان معاوية -رضي الله عنه- مصروف الهمّة إلى تدبير أمر الدنيا، يهون عليه كلّ شيء إذا انتظم أمر الملك، وصفه عبد الملك بن مروان لما مرّ بقبره ترحّم عليه، فقال له رجل: قبر من هذا يا أمير المؤمنين؟ قال: "قبر رجل كان -والله- فيما علمته ينطق عن علم، ويسكت عن حلم، كان إذا أعطى أغنى، وإذا حارب أفنى"، ووصفه أيضا عبد الله بن عباس وكان من النقّاد فقال: "ما رأيت أليق من أعطاف معاوية بالرّياسة والملك".
الخطبة الثانية:
أيها الإخوة: ومن مأثور كلامه -رضي الله عنه-، ما ذكره ابن كثير في البداية والنهاية أنه -رَضِيَ اللهِ عَنْهُ- كان يقول: "يا بني أمية، فارقوا قريشًا بالحلم، فوالله لقد كنت ألقى الرجل في الجاهلية فيوسعني شتمًا وأوسعه حلمًا، فأرجع وهو لي صديق؛ إن استنجدته أنجدني، وأثور به فيثور معي، وما وضع الحلم عن شريف شرفه، ولا زاده إلا كرما".
وقال -رَضِيَ اللهِ عَنْهُ-: "لا يبلغ الرجل مبلغ الرأي حتى يغلب حلمه جهله، وصبره شهوته، ولا يبلغ الرجل ذلك إلا بقوة الحلم"، وَقَالَ ابْنُ السَّمَّاكِ: قَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ -رَضِيَ اللهِ عَنْهُ-: "كُلُّ النَّاسِ أَسْتَطِيعُ أَنْ أُرْضِيَهُ إِلَّا حَاسِدَ نِعْمَةٍ؛ فَإِنَّهُ لَا يُرْضِيهِ إِلَّا زَوَالُهَا".
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم