ألسن متوضئة

عاصم محمد الخضيري

2022-10-12 - 1444/03/16
التصنيفات: التربية
عناصر الخطبة
1/ الأمر بأداء الأمانة 2/ شمولية الأمانة 3/ من صور الأمانات العظام

اقتباس

لن أتألّى على الحقيقة إذا قلت: إن اللسان هو أكثر الأعضاء التي عُصي الله بها، وأكثرها التي أطيع فيها!! شتان شتان بين ألسن متوضئة، وألسنة مُحْدِثَة، وحَدَثُ اللسان شر من حَدَث الأبدان، يجيء الرجل يوم القيامة ثم يغمسُ في النار سبعينَ عامًا، ثم إذا سَأل بعد ذلك، قيل له: هذا جزاء ..

 

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله خلق فسوى، وقدر فهدى، وإليه الرجعى، الحمد له

 

لك الحمد ربي كل شي في الحياة بائد *** إلاك يا الله أنت الخالد

خسئت ملاحدة الجحود فما الذي *** جَحَدت وهذا الأفق فيه شاهد

تربت يدا روح تحادُّ إلهها *** والله رغم أنوفها هو واحد

 

وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، الدائمُ ملكه، العظيم سلطانه، العميمُ بِرُّه وفضله وإحسانه.

 

وأشهد أن محمدًا بن عبد الله عبد الله ورسوله

 

صلى عليه ما نادى المنادي *** بحيَّ على الصلاة وبالفلاح

له الصلوات تترى ما تهادت *** إلى الأحياء ألسنة الصباح

 

صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليمًا كثيرًا.

 

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً).

 

يا ألسنًا متوضئة *** بِسِمَا الهدى متفيئة

في الخير عجلى حكمةً *** وبطالة السو مبطئة

تختار بين حديثها *** دررَ الهدى متلألئة

سنيةٌ في الخير وهي *** عن السفاهة مرجئة

 

هل رأيت ألسناً متوضئة؟! بشِّرها بالجنة وقل لها: يقول رسول الهدى -عليه الصلاة والسلام-: "من يضمنُ لي ما بين لحييه -أي لسانه- أضمن له الجنة".

 

هل سمعت بالألسن المتوضئة؟! يا طوباك، طوبى لهذي الألسن المتوضئة عن سيئات لسانها متقيئة، ألسن متوضئة، وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم!!

 

حتى اللسان إذا عودته اعتادَ *** ترويه شرًّا وإلا ترو إرشادًا

 

ما أكثر الألسنة وأقل المتوضئة!! وضئ لسانك إن أردت طهورَه؛ إن الله يحب المطَّهرين.

 

عَجَبٌ لهذا اللِّسان!! ولهذه الموارد الساكنة فيه!! وإن تعجبوا فعجبٌ من عَظْمة هيأ الله لصاحبها أن يَرِد بها الجنان، أو يُغمس في النيران!!

 

أعظْمةُ لسانٍ تتحكم في مصائر بشر؟! تخفض وترفع، تعلي وتضع، تفرق وتجمع، تقتلهم أو تحييهم!! ترفعهم أو تدنيهم، تسعدهم أو تُشقيهم، رفعت أقوامًا ووضعت آخرين، سلبت ملك أناس وحكّمت مملوكين!!

 

يا عَظْمة ما كان أصغر جرمها *** وهي التي جنت الحتوف هي التي

هذا اللسان حَصَان المرء يورده *** إلى المعالي وقد يرديه للسَّفَلِ

 

لن أتألّى على الحقيقة إذا قلت: إن اللسان هو أكثر الأعضاء التي عُصي الله بها، وأكثرها التي أطيع فيها!! شتان شتان بين ألسن متوضئة، وألسنة مُحْدِثَة، وحَدَثُ اللسان شر من حَدَث الأبدان، يجيء الرجل يوم القيامة ثم يغمسُ في النار سبعينَ عامًا، ثم إذا سَأل بعد ذلك، قيل له: هذا جزاء تلك الكلمة الفلانية التي لفظت بها ولم تحسب لها حسابها، ومِثْلها الكلمة الحسنى.

 

تعضون أصابع الندم؟! عضوها اليوم قبل أن تعضوها غدًا!! فوالذي أنفسنا بيده، إنها ليست سبعين خريفًا، بل مليون خريف، بل لا حدود لها:

 

مليونُ أو مليارُ هذي أعصر *** من يقترف بلسانه شيئًا يره

 

والله المستعان على ما تجنيه ألسنتنا!!

 

كيف بكم وأنتم تسمعون أن أبا بكر يستمطر رحمة الله بالبكاء على ذنوب لسانه!! وأنتم تسمعون أن أبا بكر -وقد توضأ لسانه من الأحواض المحمدية ومن كوثر الطهر طهر الرسول- يغسِّل أصحابه بالهدى وهو يقول عن لسانه وقد أمسكه: "هذا الذي أوردني الموارد"!!

 

فأين أوردتنا الألسنة، ونحن أبناء فضول الكلام والثرثرة والكركرة؟!

 

أين الألسن المتوضئة؟!

 

مقاويل للمعروف خرس عن الخنا *** وتشهد بالحسنى وبالكلم العدْلِ

 

لسنا في هذا الزمان في حاجة شيء كالذي أقسم عليه ابن مسعود -رضي الله تعالى عنه- حين قال: "أقسم بالله الذي لا إله إلا هو، ما على وجه الأرض شيء أحوجُ إلى طول سجن من لسان".

 

هذه الكلمات التي تخرج من لسانك، هي هلاكُك أو نجاتُك!! ما أعظم استهانتنا بخراج ألسنتنا!!

 

قد تُخرِج الثمر الجاني أو الصَّبِرَ

 

قد تخرج الكمد المخبوء يزفره *** لسان سوء من الأوباء قد سكرَ

 

أجريت إحدى الدراساتِ البحثية عن معدل كلمات الرجل والمرأة في اليوم الواحد فحسْب، فوجدوا أن الرجل يستغرق اثني عشر ألفَ كلمة والمرأة ضعف هذا العدد!! أين كُتبت هذه الكلمات؟! بربك في الشمائل أو يمين؟! يا ويلتاه إن جاءت عظمةُ ألسنتنا غدًا وهي تنشر منا ما طوينا بالأمس:

 

وظننت أن الله ليس بقادر *** أن ينشر الكلمات في العرصات؟!

ومهما تكن من كلمة قد ذكرتها *** وإن خلتها تُنسى فربك يحفظ

 

روى الترمذي بسنده أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاءَ كلَّها تذكر اللسان فتقول: اتق الله فينا، فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا".

 

ما أعظم حرمتكِ عند الله أيتها الكلمة!! بك يَهوى المرء في النار خالدًا مخلدًا، وفيك يدخل الجنة.. فيك يدخل الناس الإسلام، وفيك يخرجون إلى الكفر. فيك خراب الديار والقلوب أو عمارها.. فيك يُطرد المرء من رحمة الله، وفيك يدخل فيها.. فيك تسلم الرقاب، أو تُقتل أصحابها.. فيك -أيتها الكلمة- ينخرم الصف الواحد، وأهل المنهج الواحد، وأهل القبلة الواحدة، وفيك يأتلفون.. فيك تلتئم بيوت، وتفترق بيوت.. فيك ميثاق زواج، ونافذة طلاق..

 

ما أعظم حرمتك!! لأجلك قامت سوق الملائكة العتيدة، وقيّض الله لك قرناء ورقباء أشداء يتلقفونها. ما أعظم حرمتك!! رغم أنك معدودة في عرف أكثر الناس من التوافه، وفي اصطلاح معظمهم من الأشياء العادية، من سلم من شرك نجا، وتجلبب بالهدى، وبلغ المنتهى، ومن لم يسلم فويل له ثم ويل له:

 

إلى ديان يوم الدِّين يمضي *** سيشهد عنده ذاك اللسان

 

ومن لم يسلم فويل له ثم ويل له، ويوم الحساب يجيء الندم، سيقرع كل جوارحه في ذهول؛ فيا حسرة النفس مما ألمَّ!!

 

فهل وعى مطلقوها؟! وهل وعى زاجروها؟! وهل وعى الناشطون لأعلى المستويات بإطلاق ألسنتهم في كل شيء؟! والناكثون حبال ألسنة لهم، والواردون حمى الحرام الباقي!!

 

اشدد لسانك إن أردت نجاته *** إلا لخير تبلغن فلاحًا

 

روى أحمد في مسنده أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيمُ قلبه حتى يستقيمَ لسانه".

 

ما أعظم حرمة الكلمة!

 

إن الكَلام هو الكِلام إذا هفا *** بالشر داع يجرحُ الحسناتِ

 

خافها النبي -عليه الصلاة والسلام- على أصحابه، ووصى بالحذر من شرها:

 

خافها من بعده الأسلافُ *** فاستراحوا بعدها إذ خافوا

 

إنها بنات اللسان، إنها سلاح الكلام، وكم من كلام يجر الملام، وكم من كلام أتى بالحمام!

 

يقول الحسن: "اللسان أمير البدن، فإذا جنى على الأعضاء شيئًا جنت، وإذا عف عفَّت".

 

ويقول من قبله أصدق القائلين: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ * إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنْ الْيَمِينِ وَعَنْ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ).

 

بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة، ونفعني وإياكم بما فيهما من الآيات والذكر والحكمة، أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله ذي العرش المجيد، الفعالِ لما يريد، أحاط بكل شيء علمًا، وهو على كل شيء شهيد، (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلاة وسلامًا دائمين إلى يوم المزيد، وسلم تسليمًا كثيرًا.

 

أما بعد: يروى أن لقمان الحكيم -رحمه الله ورضي عنه- أمره سيده أن يذبح شاة ويأتيَه بأطيب عضو فيها، فذبحها وأتاه باللسان، وقال له: "هذا أطيب عضو فيها"، وبعد مدة أمره سيده بذبح شاة أخرى وأن يأتيه بأخبث عضو فيها، فذبحها وأتاه باللسان!!

 

اركب حافلة أو ادخل بيتًا، اجلس إلى زملاء في وظيفة، واستمع إلى أصدقاء في رحلة، أو إلى جيرانٍ في مجمع من المجامع، أو أسرة في جلسة، وارجع البصر إلى شباب ركِبوا أحد الأرصفة، أو أغلقوا على أنفسهم باب استراحة، أو فتيات تجمَّعن على مكان موعود، بل احضر لقاءً ذا مستوى رفيع، بل دع ذلك كلَّه، ثم امكث في أحد المساجد مليًّا، سترى ما ترى، سترى عبادًا لله تُقطَّع أوصالهم وتؤكلُ لحومهم ميتة، سترى أعراض المسلمين في أواسط المائدة مذبوحة وعلى حِفافها منشورة، سيان أن تُشوى في النار، أو تأكل نيِّئة، سترى خناجر الاستطالة بأعراض المسلمين تُغرز في كل جسد، سترى رجالاً يُهدونك من طرف اللسان حلاوة، ويبرون عباد الله في السر بري القلم.

 

بل اجلس إلى حلقات بعض الصالحين، سترى الغيبة والبهتان مشرعنة بالتحذير حتى تكون حلالاً، هذا يحكِّم في مجاهدين، وذاك يحذّر من بعضهم، هذا يرمي بعضهم بالصحوجة والعمالة، وذاك يرميهم بالخارجية، هذا يكفر عالمًا، وذاك يفسقه ويخوِّنه، هذا عميل للحكومات التي كفرت، وهذا مغرض ومنافق!!

 

أواه من دين يزيغ بكلمة *** محقت أجورهم وبئس الماحق

 

سترى أقوامًا لا يزنون وزن الحرف.. سترى كلماتٍ تزن في ميزانها عند الله الجبالَ، يحسبها أحدهم كما ذباب وقع في أنفه فأطاره.. سترى كلمات أعد الله لمن يتفوه بها أن يهويَ بها في النار سبعين خريفًا، هي أهون في عرف بعضهم من ماء يحتسيه في إحدى الهواجر. "كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه".

 

بل سترى تشريعًا للغيبة، وضربًا باليمين على جوازها، في هذا الموطن تقول لأحدهم: حرام عليك.. حرام عليك:

 

لا تولِغنَّ بأعراض الرجال ولا *** تهتكْ فيُهتكُ سترٌ من مساويكَ

 

ثم يرد عليك: والقدح ليس بغيبة في ستة؛ مشرعًا ومبدلاً ومضيعًا

 

هان دين الله إن كان كلّ ذنب يوطأ كنَفه بالمشرِّعين الجدُد، وهانت أعراض الناس المحرمة إن كان كلما بدا مطمع صيرتُه لي سلمًا.

 

لم يجدِ العَالَم -كلَّ العالم- دواءً أحسنَ من هذه الوصفة المحمدية لأدواء اللسان، والنبي -عليه الصلاة والسلام- يردف معه معاذ بن جبل -رضي الله تعالى عنه- وهو يسأل النبي -عليه الصلاة والسلام- قائلاً: يا نبي الله: أخبرني بملاك ذلك كله، فقال -عليه الصلاة والسلام-: "كف عليك هذا". كف عليك لسانك، فإنك لن تجد رجلا أحقَّ بحسناتك منك فادخرها لك، كف عليك لسانك، أو اغتب نفسك، فهي أحق بك من غيرها، أو قل كما قال أحد من سلف: "والله لو كنت مغتابًا أحدًا لاغتبت أمي، فهي أحق بأعمالي الصالحة من أي أحد".

 

كف عليك لسانك، وابك على خطيئتك، واسمع هذا الحديث المخيف الذي يستذيب الجبال من الخشية، ويجعل الصخرة الصماء تنصدع، اسمع إلى حديث صححه الألباني وغيره من حديث البراء -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "الربا اثنان وسبعون باباً، أدناها مثل إتيان الرجل أمه، وإن أربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه المسلم بغير حق".

 

كف عليك لسانك؛ فإنك إن لم تقل خيرًا قلت شرًّا، وإن لم تقل شرًّا قلت شبهة، فأعد في يوم الحساب جوابًا.

 

كف عليك لسانك؛ فإنك في زمن كف القبيح به، من أكثر الناس إحسان وإجمال!. كف عليك لسانك؛ وإن رأيت كل الناس غمسوا ألسنتهم في الفتنة، فستنقشع الفتن ويفرح الكافون بنجاة أعمالهم من الولوغ في ضياعها. كف عليك لسانك؛ فإنه يكاد أن يأتي زمان تكون أفضل الأعمال فيه هو حفظ اللسان عن الحرام وعن متشابه الحرام، ولعل الزمان هو هذا الزمان.

 

ما إن ندمت على سكوتي مرة *** ولقد ندمت على الكلام مرارًا

 

كف عليك لسانك؛ فإن ابن عمر -رضي الله تعالى عنه- يقول: "إن استطعت أن تلقى الله -عز وجل- خفيف الظهر من دماء الناس، خميص البطن من أموالهم، كاف اللسان عن أعراضهم، لازمًا أمر جماعتهم فافعل".

 

ثكلتك نفسك، وهل يكب الناسَ في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم!!

 

جراحات السنان لها التئام *** ولا يلتام ما جرح اللسان

 

وقد روي في الحديث: "إياكم والغيبة؛ فإن الغيبة أشد من الزنا، إن الرجل قد يزني ويتوب، ويتوب الله عليه، وإن صاحب الغيبة لا يغفر له حتى يغفر له صاحبه".

 

ذو الغيبة والبهتان زلق اللسان، صفيق الوجه، لا يحجزه عن الاغتياب إيمانٌ، ولا تحفظه للمكارم مروءة، إذا وجد متنفسًا أشبع طبيعته النزقةَ الجهول. ينطلق على وجهه في المجالس لا ينتهي له حديث، ولا يتوقف له كلام. يهتك عرض هذا ويسفك مروءة هذا.

 

يدلي بود إذا لاقيته كذبًا *** وإن يغب عنك فهو الهامز اللمز

 

ما أعظم مصيبته عند الله، وعلقمة -رحمه الله- يقول: "كم من كلام قد منعنيه حديث بلال بن الحارث". وذلك أنه روي في الحديث الصحيح الذي يرويه بلال بن الحارث: "وإن أحدكم ليتكلمُ بالكلمة من سخط الله ما يظنُّ أن تبلُغ ما بلغت، فيكتُب الله عليه بها سخطه إلى يوم يلقاه".

 

ما أعظم مصيبته عند الله!! رجل عرض مزاده ثم بدأ ببيع حسناته بأبخس الأثمان، ما أعظم مصيبته عند الله!!

 

قيل لبعض الصالحين: لقد وقع فيك فلان حتى أشفقنا عليك ورحمناك، قال: "عليه فأشفقوا وإياه فارحموا".

 

ويقول بعضهم: "أدركنا السلف الصالح وهم لا يرون العبادة في الصوم والصلاة، ولكن في الكف عن أعراض الناس".

 

ولقد قال رجل للحسن: بلغني أنك تغتابني، فقال: "لم يبلغ قدرك عندي أن أحكمك في حسناتي".

 

فإياك إياك أعراض الرجال وإن *** راقت بفيك فإن السم في الدسم

 

وضئ لسانك إن أردت طهوره؛ إن الله يحب المطهرين.

 

اللهم طهر ألسنتنا من الكذب والبهتان والغيبة وقول الزور. اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق والأعمال لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت.

 

اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكرّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين.

 

اللهم اجمع كلمة المسلمين في كل مكان على البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهم وحّد صفوف إخواننا المجاهدين، واجمع شملهم، ووحّد صفهم، وشد عزمهم، اللهم سدد رميهم ورأيهم، واجعلهم سلمًا لأوليائك، حربًا على أعدائك، وانصر إخواننا المستضعفين في كل مكان، اللهم انصرهم نصرك الذي وعدتنا، وأيدنا وإياهم بتأييدك، واجعل لنا ولهم فرجًا ومخرجًا عاجلاً يا رب العالمين.

 

اللهم هيئ لأمة الإسلام أمرًا رشدًا يعز فيه أهل طاعتك ويهدى فيه أهل معصيتك.

 

اللهم صل وسلم على نبيك وحبيبك.

 

 

 

 

المرفقات

متوضئة

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات