ألحان الخطيئة

عاصم محمد الخضيري

2022-10-12 - 1444/03/16
عناصر الخطبة
1/ المعركة بين الشيطان والإنسان 2/ تذكيرٌ لأهلِ سماعِ الغناء 3/ حكم الغناء 4/ الآثار السالبة لتفشي الغناء على الفرد والمجتمع 5/ دعوة لانبعاث الهمم

اقتباس

إنَّ الشيطان لن يهنأ له مَرْقَد، ولن يتهنَّأَ بمضجع، وهو يبعث فينا سراياه حتى ينفِّذَ فينا مكائده مكيدةً مكيدةً، ومِن خبيثِ مَكْرِ مكائدِهِ التي بثَّها فينا صوتُه النشاز، ولحنُ خطئيته، و صخب مزماره؛ وما ذاك إلا لينفِّذَ فينا عهده الأولَ الذي آلاه على نفسه ..

 

 

 

 

الحمد لله الإله الواحد المتعالي شأنه... وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له, شهادة الصدق التي لا تُمترى ولا تُشتَرى، وأبثها ما جن ليل واستبان نهار، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله،
صلَّى الملائكةُ الَّذِين تخيَّروا *** والصالحونَ عليه والأبرارُ
وصلى الله على آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا.

ثم أما بعد: إن المعركةَ بين إبليسَ وجنوده وبين المؤمنين قائمةٌ إلى قيام الساعة، إن معركةً استلم رايتها الأولى إبليسُ ثم أقسم على الله أن يغوينهم أجمعين، ليس أحد منها بمستثنى إلا من اسثناه الله بقوله: (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ) [الحجر:42، الإسراء:65].

إنَّ هذه المعركة التي أقر الله وقوعها بين الخير والشر، ليس منها بمعزل أحد، كلا! وليس وراءها من ناجٍ، فإما أن تكون في كتيبة الخير أو كتائب الشر، وإما أن تكون بفرقان الحق أو بفرقان الباطل، إن التدافع قائم بينهما إلى قيامة القيامة، ثم توفى النفوس ماعملت، ويحصد الزارعون مازرعوا، فإما إلى نار وإما إلى جنة، وليس وراء الله للمرء مهرب.

إن هذه المعركة بدأت عندما أصدر الله أمره لجميع الملائكة أن اسجدوا لآدم ولكن إبليس أبى، فلما أبى سأل ربه أن يُنظِره إلى الوقت المعلوم، فلما استجاب له، أعلن التحدي الأكبر لجميع الثقيلن، قال: (فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) [ص:82]، (قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) [الحجر:39]، ثم ازداد طغيانُ نبرةِ تحدِّيه: (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ) [الأعراف:16].

ويا أيها الأكرم: إني أنا وأنت لداخلون تحت رهانه، إلا أن يتغمدنا الله بأن يجعلنا من عباده المخلصين.

ويا أيها الاكرم: إن إبليس لما لعنه الله أقسم إبليسُ أن يتخذنا أجمعين نصيبا مفروضا، وأن يُضِلنا ويُمنينا، ويأمُرَنا فَلَنُبَتِكُنَّ مِن أجله آذان الأنعام، ولَيأمُرَنَّنا لنغير من أجله خلق الله، ولكن مَن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا.

إن هذه الحربَ التي تُدَار، والمكرَ الكُبار، في الليل والنهار، لن يتخلى عنها إبليس لأجل أعيننا، ولن يترك عداوتنا معه لأجل صداقتنا، ولن يقر له عين حتى يحثو في وجوهنا ويسمعنا قوله: (إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ) [إبراهيم:22]، ثم لات حين ندامة.

إنَّ الشيطان لن يهنأ له مَرْقَد، ولن يتهنَّأَ بمضجع، وهو يبعث فينا سراياه حتى ينفِّذَ فينا مكائده مكيدةً مكيدةً، ومِن خبيثِ مَكْرِ مكائدِهِ التي بثَّها فينا صوتُه النشاز، ولحنُ خطئيته، و صخب مزماره؛ وما ذاك إلا لينفِّذَ فينا عهده الأولَ الذي آلاه على نفسه.

إن هذه اللحون، لحونَ خطيئته، ويل لمن أوعده نبينا -عليه الصلاة والسلام- بدخوله معهم من أجلها! إذ يقول: "يُمسخ قوم من هذه الأمة في آخر الزمان قردة وخنازير"، قالوا: يا رسول الله، أليس يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله؟ قال: "بلى، ويصومون ويصلون ويحجون"، قيل: فما بالُهم؟ قال:" اتخذوا المعازف والدفوف والقيناتِ، فباتوا على شربهم ولهوهم، فأصبحوا وقد مسخوا قردة وخنازير!".

فيا لَمزمار جلب مسخاً! ويا لَصوت غناء جلب خسفا! أيود أحدنا أن يشمله حديث عمرانَ بنِ حصين الذي صححه الألباني: أن نبي الهدى -عليه الصلاة والسلام- قال: "في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف"، فقال رجل من المسلمين: يا رسول الله، ومتى ذاك؟ قال: "إذا ظهرت القينات والمعازف وشربت الخمور".

أيودُّ أحدنا أن يدخل في قسَم أقسمه نبي اللهِ -عليه الصلاة والسلام- كما في حديث أبي مالك الأشعري الذي صححه الألباني أيضا أنه قال: "لَيَشْربَنَّ ناسٌ من أمتي الخمر، يسمونها بغير اسمها، يُعزف على رؤوسهم بالمعازف والمغنيات، يخسف الله بهم الأرض، ويجعل منهم القردة والخنازير".

وروى البخاري في صحيحه عن أبي مالك الأشعري أنه سمع النبي -عليه الصلاة والسلام- يقول: "ليكونن أقوام من أمتي يستحلون الحرَ والحرير والخمر والمعازف". ومعنى يستحلون: إما أنهم يفعلون هذه المحرمات، فعل المستحل لها؛ بحيث يكثرون منها ولا يتحرجون من فعلها، وإما أنهم يعتقدون حلها، وقد يكون ذلك بسبب فتوى ضالة من فتاوى أصحاب الأهواء، وأما المعازف في الحديث فآلات اللهو من طبل وطنبور وعود ووتر وقيثار ونحوها.

إنا نرى بأم أعيننا هذه الكينونة المتحققة من أصدق القائلين، ونرى بسوادها المستحلين، لم يحنث قسمك يا نبي الله؛ لأن كثيرا من شبابنا لم يرضهم حنثك، قد صدَّق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه، ولأن بعض شبابنا أقسم عليهم إبليس فعز عليهم ألّا ينفذوا قسمه، لم يحنث قسمك يانبي الله؛ لأنا رأينا ذلك بأم أعيننا، صخبَ إبليس، ومزمارَه، يضِجُّ كل آن! لم يحنث قسمك يانبي الله؛ لأنا رأينا و نرى بريد الزنا حط رحله في كل سردق، ولأنا رأينا تحلة قسمك أنفذه كثير من شبابنا إلا من رحم ربنا، بسماع الطرب، ليقربوا بسماعهم الساعة، ويضيِّعوا المروءات بها أيما إضاعة، ويضحكوا أمما، وينقضوا الذمما.

فما لنا أيها الأكرمون! وما لبعض شبابنا! بدأنا نذم إلى هذا الزمان أهيله، ولو نطق الزمان إذن هجانا، فما لكثير من شبابنا تسابقوا زمرا نحو الهوى، واستشرفوا الشيطان بالمزمار، أغوتهم الألحانُ عن طلب العلا واستوقدوا في الماء جذوة نار، استشراهم الشيطان باستشراء صوت الشيطان، واحتفل كثير منهم بصوت السراب والضياع، ووأدوا الأوقات بسكاكين الاستهتار، بسماع ماحرم الله ورسوله، ياويحهم!
ويحَ الرصاصَ إذا أُذيب بسمعهمْ *** يومَ الجُموعِ ولاتَ حينَ مَنَاصِ

إن هذا الغناء الذي ينبت في القلب النفاق، ما لكثير من شبابنا جرَوا خلف ركضة الشيطان؟ ما لكثير من شبابنا استبدلوا القرآن بالألحان؟ أما علموا أن حبهما في قلب عبد ليس يجتمعان؟ ما لكثير منهم من شبابنا رضوا بأن يكون من الخوالف في ركاب دين رب السماء، وفي ركب الحضارة الصحيحة النظيفة وما أنزل الله على رسوله؟ فلا همة ولاقمة ولاسموق، ولا طموح ولا عزم رجل يعيد مجد الروابي، سامقات يطأن هام الثريا، أضحى همّ أحدهم وترا يرقص به، ولحنا يُميِّل به أخدعَيْه، وصوتا يُصيخ به أذنَ من حوله.

ثم ماذا يوم أن صرت عبئاً على أمتك، ويوم أن صرت زائدا عليها، سبهللا من الرجال؟ ثم ماذا؟ هل ضمنت مقعدا في ركب الخالدين؟ ثم ماذا؟ ألا غرتك نفسك وأنت تعلم أنه لا الدنيا بباقية لحي، ولا حي على الدنيا بباق؟ ثم ماذا أيها الصادح موسيقاه إذا هيل التراب على أنفك رغم أنفك؟ ثم ماذا؟ هل تستطيع أن ترفع عقيرتك بعدها وتصدح بالموسيقى والغناء؟ أم أنك مشغول بنفسك، لا تسْطيع دفع الرَّغام، إّذا مر من فوق رأسك الرغام؟.

فبعد أن أعجبك شبابُك، وغرتك فتوتُك، واغتررت بنفسك وطولِ الأمل، فلم تذكر أنه ما منا إلا واردها، فلم تستعد للعبور ولا للورود ولا للأجل، سكرت من الذنب حتى الثمل:
ركبْتَ الخطيئةَ طوعاً وكرهاً *** ولمــــَّا يزَلْ في بقاكَ أمل

أيها الصادح موسيقاه، أما وعظتك هاتيك القبور؟ تمشي وتترك خلفك الأجداث تبكي من مآسي الغابرين، أما وعظتك آلاف القبور؟
صاح! هذي قبورنا تملأ الرحـــ *** ــبَ فأين القبورُ من عهدِ عادِ؟

أما وعظتك أرواح العابرين، أما وعظتك في كل يوم تبكي العيون عيون أحبة تبكي الدما، يا من أصاخ موسيقى مركبته، أما وعظتك ألسنة البلى؟ أما وعظتك أيام الرحيل؟ أما وعظتك؟ ألا تسأل؟
فاسأل الفرقدَيْنِ كم قد أحَسَّا *** مِن قَبيلٍ وآنَسَا من بلادِ
كم أقاما على زوالِ نهارٍ *** وأنارا لمــُدْلِجٍ في سوادِ!

فاتَّقِ اللهَ في الأُمُورِ فقدْ أفْــــ *** ـــلَحَ مَنْ كان همُّهُ الإرتقاءُ

ويا أيها المغتر بالخلاف الفقهي، لقد خدعتك نفسك!
فليسَ يصِحُّ في الأذهان شيءٌ *** إذا احتاج النهارُ إلى دليلِ!

سأل محمد بن القاسم تلميذُ الإمام مالك عن الغناء فأجابه قائلا: قال تعالى: (فماذا بعد الحق إلا الضلال)؛ أفحقٌّ هو أم باطل؟ وما أحسن جوابه! فإن الغناء إن لم يكن حقا فهو باطل، والباطل في النار. وهل من عاقل يقول إنه حق؟.

وقد قال مرةً -أيضا- وقد سئل عما يَترخَّص به أهل المدينة من الغناء، قال: إنما يفعله عندنا الفُسَّاق. فحكم الإمام مالك رحمه الله على المغنين والمستمعين والمشتغلين بالغناء والطرب بالفسق، والفاسق في حكم الإسلام، لا تقبل له شهادة، ولا يصلي عليه الأخيار إن مات، بل يصلي عليه غوغاء الناس وعامتهم، فمن يريد أن يكون كذلك؟.

ولقد قال الإمام الشافعي -رحمه الله- فقال: إن الغناء يشبه الباطل والمحال، ومَن استكثر منه فهو سفيه ترد شهادته.

وأما الإمام أبو حنيفة -رحمه الله- فقد كان حكمه أشدَّ وأقسى، فهو يرى الغناء من الذنوب التي يجب ترُكها والابتعاد عنها، وتجب منها التوبة فورا كسائر الذنوب والمعاصي، حتى لقد بلغ ببعض أصحابه في النهي عن السماع إلى حد أن قالوا: سماع الأغاني فسق، والتلذُّذ بها كفر.

والإمام أحمد فقد قال: الغناء ينبت في القلب النفاق. قال عمر بن عبد العزيز -رحمه الله-: الغناء مبدؤه من الشيطان، وعاقبته سخط الرحمن. وقال القرطبي: الغناء ممنوع بالكتاب والسنة. وقال ابن الصلاح: الغناء مع آلة (انعقد) الإجماع على تحريمه، ولم يثبت عن أحد ممن يعتد بقوله في الإجماع والاختلاف أنه أباح الغناء.

فذلك حكم حماة الإسلام وأنصار الشريعة، (فَذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ) [يونس:32].

 

 

الخطبة الثانية:

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لاشريك له تعظيما لشأنه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليما كثيرا.

ثم أما بعد:

حُبُّ القُرَانِ وحُبُّ ألحانِ الغِنَا *** في قلبِ عبدٍ ليس يجتمعانِ
والله ما سلِم الذي هو دأبه *** أبداً من الإشراك بالرحمن
وإذا تعلَّق بالسماع أصارَهُ *** عبداً لِكُلِّ فلانةٍ وفلان
ثقُل الكتاب عليهم لمــَّا رأوا *** تقييده بشرائع الايمان
واللهو خَفَّ عليهمُ لما رأَوْا *** ما فيه من طرَبٍ ومن ألحان
يا لَذَّةَ الفُسَّاقِ لستِ كلذةِ الــْ *** أبرار في عقلٍ ولا قرآن

إن الغناء يورث النفاق في قوم، والعناد في قوم، والكذب في قوم، والرعونة (والمياعة) في قوم، والخبث في قوم.

فإنه رقية الزنا، ومنبت النفاق، وخمرة العقل، وسكرة الفكر؛ إنه أغلال البصيرة، إنه ألحان الخطيئة،
إنه مامِن أمة أوغلت في صوت الشيطان إلا أصابها المسخُ الأخلاقيُّ والفجور واللعنات، فلَعَمْر الله! كم من حُرّة صارت بالغناء من البغايا! وكم من حرٍ أصبح به عبدا للصبيان أو الصبايا! وكم من غيور تبدّل به اسما قبيحا بين البرايا! وكم من معافى تعرض له فأمسى وقد حلت به أنواع البلايا! وكم جرّع من غُصّة، وأزال من نعمة، وجلب من نقمة! وذلك منه إحدى العطايا.

فيا من أورد نفسه هواها، فاغرة نحو هواها فاها، اتق الله واستقم، فلعمر الله قد أفلح المستقيم.

ويا أيها الشباب: انتشلوا أنفسكم من غياهب التخلف إلى نور الحضارة الدينية والدنيوية، انتشلوا أنفسكم من شللية التبع إلى عز المتبوع، كن سيدا لامسودا، وسائرا لامسيرا، وقائدا لامقودا،
وليس على الله بمستنكَرٍ *** أنْ يجمَعَ العالَمَ في واحدِ

إنه لم تخلُ أمة الإسلام -ولن تخلو- في عصر من العصور من آحاد يصيرون أمما يُحيي الله بهم رمما، والناس ألفٌ منهمُ كواحدٍ *** وواحدٌ كالألْفِ إنْ أَمْرٌ عَنَا

ليس على الله بمستنكر أن يعلي بك الأمة، ويجدد بك الملة، فاترك الشهوة العابرة، واللذة الفانية، والنزوة السراب، وخاطر التباب.

أيها الأكرم: فاعلم مايُراد بك، لتعلم أي أمر وضعك فيه أعداء حضارتك الإسلامية، لتتشتغل بالتوافه على حساب رفعة أمتك وحضارتك، إنه في الزمن الذي يزْهد بعضنا فيه بالحلال ويعتاض عنه بالحرام، ويرغب عن السحر الحلال إلى السحر الحرام، في الزمن الذي اغتر فيه البعض لاهثا خلف الخلاف الفقهي ليشرّعن لهواه حيلة له، وليس ليتعبد الله بالوصول إلى الحق، في هذا الزمن، زمن التخاذل والتفرق والتشرذم، يزاح الستار عن بطل من أبطال الأمة، عاش لقضيته، عاش لينتصر الأحرار، عاش ليدافع عن عرضه وأهله, وكرامته ودينه, وملته، ليكون جزاؤه أن يدفن حيا تحت أنقاض الركام.

إنه البطل الذي لم يعش ليحتفل بالسماع، ولا ليلهيه المتاع، ولم يعش لأجل مركب وطي، ولا فراش هني، ولم يعش للدنيئات، ولا احتساء العابرات، عاش ليكون دينه الأعلى ثم ليردد الشهادتين، وليهتف: ليس لنا غيرُك يا الله، ثم:

دفنوك حيا ماتحرَّكَت الضمائرْ
لوكنتَ نسل السامريِّ تفاقمت فيك المنابر
وتهيجت في المستبدين المشاعر
ياواحدا دفنوا لينبت في ثرانا ألف ثائر
دفنوك حيا كي تعري ألف مليون يحن إليهم دودُ المقابر
حي على رغم التراب ونحن أموات نراك بلاحراك أو مُناصر

فاللهم ياودود، ياذا العرش المجيد، يافعالا لما تريد، نسألك بعزك الذي لايضام، وبملكك الذي لا يرام، وبنورك الذي ملأ أركان عرشك، أن تنصر إخواننا المستضعفين في الشام.

اللهم انصرهم بنصرك، وأيدهم بتأييدك، واجعل لهم من كل هَم فرجا, اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح واهد ووفق ولاتنا.

 

 

 

 

المرفقات

الخطيئة

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات