أغيثوا غزة

الشيخ راشد بن عبدالرحمن البداح

2023-10-27 - 1445/04/12 2023-11-09 - 1445/04/25
عناصر الخطبة
1/ فضل الصدقة 2/واجبنا نحو غزة

اقتباس

والصدقةُ –أيضًا- تمحُو خطاياكَ. قالَ الرسولُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "الصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ". قالَ ابنُ القيمِ –رحمهُ اللهُ-: "وإذا كانَ اللهُ –سبحانَه- قد غفرَ لزانيةٍ سَقَتْ كلبًا عطشانَ، فكيفَ بمن سقَى العِطاشَ، وأشبَعَ الجياعَ من المسلمينَ؟!".

الخُطْبَةُ الأُولَى:

 

الحمدُ للهِ الذي أنزلَ من السماءِ ماءً، والحمدُ للهِ على تدبيرِه منعًا وعطاءً، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا هوَ انقيادًا وارتضاءاً، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولهُ للإنسِ والجنِ سواءً، فصلى اللهُ وسلم عليهِ ابتداءً وانتهاءً، أما بعدُ:

 

فإن المالَ غادٍ ورائحٌ، وما هوَ إلا وسيلةٌ لبلوغِ الأَرَبِ الأخرويِ، فرحمَ اللهُ عبداً كسِبَ فقنِعَ، ورُزِقَ فأنفقَ: (وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ).

 

قالَ: فأصَّدقَ، ولم يقُلْ: فأعتمرَ أو فأصومَ مثلاً. فما ذكرَ الميتُ الصدقةَ إلا لعظيمِ ما رأى من أثرِها بعد موتِه، والصدقةُ تورثُ صلاحَ القلبِ، وبالصدقةِ نَدفعُ قحطَ الأرضِ بغيثِ السماءِ. ومن علامةِ شُكرِنا للهِ بهذا الغيثِ الرخاءِ، أن نتصدقَ بخفاءٍ. قالَ نبيُنا -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "صَدَقَةَ السِّرِّ تُطْفِىءُ غَضَبَ الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ".

 

والصدقةُ –أيضًا- تمحُو خطاياكَ. قالَ الرسولُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "الصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ". قالَ ابنُ القيمِ –رحمهُ اللهُ-: "وإذا كانَ اللهُ –سبحانَه- قد غفرَ لزانيةٍ سَقَتْ كلبًا عطشانَ، فكيفَ بمن سقَى العِطاشَ، وأشبَعَ الجياعَ من المسلمينَ؟!".

 

أيُّها المُؤمنونَ: لِنُشَارِكْ، وَلْنُعَوِّدْ أَهْلَنا عَلى الصَّدَقَةِ، ولَوْ بِالقَلِيْلِ، ولقَدْ يسَّرَ اللهُ لنا في بِلادِنا المُبارَكةِ مِنَصَّاتٍ خَيريَّةً، بِطُرُقٍ تِقَنِيةٍ رسميَّةً، كمِنَصَّةِ "سَاهِمٍ". فالحَمْدُ للهِ عَلَى دَوْلَةٍ مُبَارَكةٍ تَضْبِطُ أمْوالَ وأَحْوَالَ الناسِ بِأَرْقَى الأَسَالِيْبِ، والحَمْدُ للهِ عَلَى تَقْنِيَةٍ مُرِيحةٍ وُظِّفَتْ فِي سَبِيْلِ اللهِ، والحمدُ للهِ على قيادةٍ سبقتِ العالَمَ في الإغاثةِ والأعمالِ الإنسانيةِ، ودافعَتْ عن فلسطينَ بما لا يقارِنُه بلدٌ آخرُ، وها هوَ خادمُ الحرمينِ الشريفينِ الملكُ سلمانُ، ووليُ عهدِه محمدُ بنُ سلمانَ –أيدَهما اللهُ- يوجهانِ بإطلاقِ حملةٍ شعبيةٍ عبرَ منصةِ ساهمٍ؛ لإغاثةِ الشعبِ الفلسطينيِ الشقيقِ في قطاعِ غزةَ.

 

فالحاجةُ ماسةٌ، بل الضرورةُ واقعةٌ، فقد حوصِرَ إخوانُكم بلا ماءٍ ولا كهرباءَ، ولا دواءٍ ولا إيواءٍ، ودُمرتْ منازُلهم فباتُوا بالعراءِ، وقد دَلفَ عليهم المطرُ والشتاءُ. فالغوثَ الغوثَ بالمالِ لإخوانِكم في غزةَ، حيثُ دهمَهُم العدوُ اليهوديُ المحتلُ، وأرادَ إبادتَهم بأسلحةٍ محرّمةٍ ومجرّمةٍ، وفعلَ أضعافَ ما فعلَه فرعونُ ببني إسرائيلَ حينَ استحيَا نساءَهم، وقتَّلَ أبناءَهم، فيهودُ قد قتَّلوا كلَ نفسٍ حيةٍ، وأبادُوا كل بَنِيّةٍ.

 

أيُها المؤمنونَ: إن التبرعَ لإخوانِكم في غزةَ أحدُ أنواعِ الجهادِ في سبيلِ اللهِ، ويُرجَى أن يدخلَ صاحبُه ضمنَ من قالَ ربُنا فيهم: (الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ*يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ). والملاحظُ في أكثرِ آياتِ القرآنِ أن اللهَ تعالى يقدمُ الجهادَ بالمالِ على الجهادِ بالنفسِ، وذلك لكثرةِ غفلةِ الناسِ عنه، وليشدَ اهتمامَهم به وتوجهَهم إليه.

 

الحمدُ للهِ الذي رزَقَنا وآوَانا، والصلاةُ والسلامُ على من دَعانَا وهَدانَا، أما بعدُ:

 

فلنتوجَّهْ بما نقدِرُ عليهِ من نصرةِ إخوانِنا في غزةَ من خلالِ أمرينِ اثنينِ:

 

الأولُ: التبرعُ لهمْ عبرَ منصةِ "ساهِمٍ" الرسميةِ.

 

الثاني: الدعاءُ. وإننا الآنَ نوافقُ ساعةَ إجابةٍ، فلندْعُ لنا ولإخوانِنا قائلينَ:

 

o حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيْلُ، لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، وَرَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ.

o إلهَنا عظُمَ الكربُ واشتدَ الخَطبُ على إخوانِنا بفلسطينَ.

o اللهم يا ناصرَ المستضعفينَ نشكو إليكَ ضعفَ قوتِهم. وقلةَ حيلتِهم. وهوانَهم على الناسِ.

o اللهم امنحْ أهلَ غَزَّةَ الثباتَ والنصرَ والعزةَ. اللهم ارحمْ ضعفَهم. واشفِ جريحَهم، وارحمْ ميتَهم، واجبرْ مصابَهم وسكِّنْ مروَّعَهم.

o اللهم يا وليَ المؤمنينَ ارفعْ حصارَهم ووحدْ صفوفَهم، وسددْ رميَهم وهيئْ لهم فرجًا ونصرًا من عندِك  عاجلاً غيرَ آجلٍ.

o اللهم اجعلْ كيدَ عدوِهم في ضلالٍ، وأمرَهم في وبالٍ، وسعيَهم في سِفالٍ.

o اللهم اشفِ صدورَ المؤمنينَ من اليهودِ المحتلينَ. اللهم شرّدهُم وشرّدْ بهم مَن خلفَهم. واشددْ وطأتَك عليهم، اللهم واجعلْ تدبيرَهم تدميرَهم.

o اللهم منزلَ الكتابِ، مُجريَ السحابِ سريعَ الحسابِ، اهزم أحزابَيهودَ.

o اللهم مَن أرادَنا أو أرادَ بلادَنا وحدودَنا وجنودَنا بسوءٍ فأشغلْه بنفسِه، ورُدَّ كيدَه في نحرِهِ.

o اللهم آمِنَّا في أوطانِنا ودورنِا، وأصلح أئمتَنا وولاةَ أمورنِا، وافرجْ لهم في المضائقِ, واكشفْ لهم وجوهَ الحقائقِ، وأعنهم ببطانةٍ ناصحةٍ, تدلُهم على الخيرِ, وتحذرُهم من الشرِ.

o اللهم أصلحْ أحوالَ المسلمينَ في كلِ مكانٍ، واهدِ ضالَهم, واكْسُ عاريَهم, واحملْ حافيَهم، وأطعمْ جائَعهم.

o اللهم لكَ الحمدُ كالذي تقولُ وخيرًا مما نقولُ.

o اللهم إنا نحمدُك على أمطارٍ نزلت، فاللهم أحضرِ البركةَ.

o اللهم إنه لا غِنى لنا عن فضلِك وبركتِك، فباركْ في النازلِ، وتابع علينا الخيراتِ الفواضلَ، وعُمَّ بذلك سائرَ البلدانِ.

o اللهم اسقِ عبادَك وبلادَك وبهائمَك، وانشرْ رحمتَك، واجعلْ ما أنزلتَه قوةً لنا على طاعتِكَ وبلاغًا إلى حينٍ.

o اللهم صلِّ وسلِّمْ على عبدِكَ ورسولِكَ محمدٍ

المرفقات

أغيثوا غزة.doc

أغيثوا غزة.pdf

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات