أعياد بدعية
2022-10-12 - 1444/03/16التعريف
العيد: كل يوم فيه جمع، واشتق من (عاد) (يعود) كأنهم عادوا إليه، وجمعه أعياد. وقيل: اشتق من العادة لأنهم اعتادوه. قال الأزهري: والعيد عند العرب الوقت الذي يعود فيه الفرح والحزن. وقال ابن الأعرابي: سمي عيداً لأنه يعود كل سنة بفرح مجدد (انظر مادة (عود) في القاموس:386، واللسان:9/461، وتاج العروس:8/438).
ونقل السفاريني: "أنه سمي عيداً تفاؤلاً ليعود ثانية" (شرح ثلاثيات مسند الإمام أحمد 1/579).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "والعيد في الاصطلاح: اسم لما يعود من الاجتماع العام على وجه معتاد عائد؛ إما بعود السنة، أو بعود الأسبوع أو الشهر، أو نحو ذلك؛ فالعيد يجمع أموراً:
منها: يوم عائد؛ كيوم الفطر، ويوم الجمعة، ومنها: اجتماع فيه، ومنها: أعمال تتبع ذلك من العبادات، والعادات، وقد يختص العيد بمكان بعينه، وقد يكون مطلقاً.
وكل هذه الأمور قد تسمى عيداً؛ فالزمان كقوله -صلى الله عليه وسلم- ليوم الجمعة: "إن هذا يوم جعله الله للمسلمين عيدا" والاجتماع والأعمال؛ كقول ابن عباس: "شهدت العيد مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-". والمكان كقوله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تتخذوا قبري عيدا". وقد يكون لفظ العيد اسما لمجموع اليوم والعمل فيه وهو الغالب كقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "دعهما يا أبا بكر فإن لكل قوم عيدا وإن هذا عيدنا". (اقتضاء الصراط المستقيم:1/241).
من أشهر أعياد اليهود: 1- عيد الفصح: هو من الأعياد المذكورة في التوراة، وهو خروج بني إسرائيل من مصر الفرعونية بقيادة موسى" (سفر الخروج، أصحاح 13، 3-10).
2- عيد الأسابيع: وتعني سبعة أيام، تأتي بعد سبعة أسابيع من عيد الفصح اليهودي. وهذا العيد هو أحد أعياد الحج، يحتفل فيه بنزول التوراة على اليهود.
3- عيد الأبواق أو الهتاف: هو عيد بداية السنة المدنية، وبداية الشهر السابع من السنة الدينية. والبوق يستعمل في الإنذار أو الدعوة للحرب. والكنيسة تستخدم كلمة الله في الإنذار وللدعوة للجهاد ضد الخطية. ومن يسمع ويتوب يبدأ حياة جديدة (رمزها السنة الجديدة) فالتوبة معمودية ثانية.
من أشهر أعياد النصارى:
1- عيد القيامة: ويعرف بأسماء عديدة أخرى أشهرها عيد الفصح والبصخة وأحد القيامة، هو أعظم الأعياد المسيحية وأكبرها، يستذكر فيه قيامة المسيح من بين الأموات بعد ثلاثة أيام من صلبه.
2- عيد الميلاد: وهو ثاني أهم الأعياد المسيحية على الإطلاق بعد عيد القيامة، ويُمثل تذكار ميلاد يسوع المسيح وذلك في ليلة 24 ديسمبر، ويعقبه عيد آخر وهو عيد رأس السنة وهو أول يوم في السنة.
3- عيد القديس "أندراوس": وهو أقرب يوم أحد ليوم (30 نوفمبر) وهو أول أيام القدوم قدوم عيسى -عليه السلام- ويصل العيد ذروته بإحياء قداس منتصف الليل؛ حيث تزين الكنائس ويغني النّاس أغاني عيد الميلاد وينتهي موسم العيد في (6 يناير).
4- عيد البشارة (25 آذار / مارس): وهو أول الأعياد من حيث ترتيب أحداث ميلاد يسوع المسيح فلولا البشارة وحلول المسيح في بطن العذراء ما كانت بقية الأعياد، لذلك الآباء يسمونه رأس الأعياد والبعض يسمونه نبع الأعياد أو أصل الأعياد. (الإصحاح الأول:26-56).
من أعياد الفارسية: عيد النَّيْرُوزُ: هو عيد رأس السنة الفارسية ويصادف الحادي والعشرين من آذار/ مارس في التقويم الميلادي. وتعود جذور النَّيْرُوزُ جزئيا إلى التقاليد الدينية المجوسية.
العناصر
- لكل أمة أعيادها المكانية والزمانية
- الأصل في الأعياد المنع والوقف
- حرص النبي صلى الله عليه وسلم على مخالفة المشركين
- حكم تهنئة النصارى بعيدهم ومشاركتهم فيها والتشبه بهم
- الأصول التاريخية لأعياد النصارى
- من خرافات اليهود والنصارى في أعيادهم
- أقسام المسلمين المشاركين للنصارى في أعيادهم
- شبه الذين يبيحون مشاركة النصارى في أعيادهم
- من صور مشاركة الكفار في أعيادهم
- مفاسد الاحتفال بهذه الأعياد
- حكم قبول هدايا الكفار في أعيادهم
الايات
- قال تعالى: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) [الفاتحة:6-7].
- قال تعالى: (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِير) [البقرة:120].
- قال تعالى: (لا يتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِير) [آلعمران:28].
- قال تعالى: (هَا أَنْتُمْ أُوْلاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ) [آل عمران: 119].
- قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِين) [المائدة:51].
- قال تعالى: (ولكل أمة جعلنا منسكاً ليذكروا اسم الله) [الحج: 34].
- قال - تعالى -: (لكل أمة جعلنا منسكاً هم ناسكوه) [الحج: 67].
- قال تعالى: (وَالَّذِينَ لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ) [الفرقان:72].
- قال تعالى: (ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُون) [الجاثية:18].
- قال تعالى: (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ) [المجادلة: 22].
الاحاديث
- عَنْ ابْنِ عُمَرَ -رضي الله عنه-ما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من تشبّه بقوم فهو منهم"؛ (رواه أبو داود، وقال عنه الألباني: حسن صحيح).
- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المدينة، ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: "مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ؟" قالوا: كنَّا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ اللَهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا يَوْمَ الْأَضْحَى وَيَوْمَ الْفِطْرِ"؛ (رواه أبو داود:1134، والنَّسائي:1556، وصحَّحه الألباني، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في الاقتضاء:1/486: على شرط مسلم).
- قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أوثق عرى الإيمان: الموالاة في الله، والمعاداة في الله، والحب في الله، والبغض في الله"؛ (رواه الطبراني وصححه الألباني).
- عن عائشة -رضي الله عنه-ا قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا وَهَذَا عِيدُنَا" (أخرجه البخاري:909، ومسلم:892).
- عن أبي هريرة وحذيفة -رضي الله عنه-ما قالا: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أَضَلَّ اللهُ عَنِ الجُمُعَةِ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا، فَكَانَ لِلْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ وَكَانَ لِلنَّصَارَى يَوْمُ الْأَحَدِ، فَجَاءَ اللهُ بِنَا فَهَدَانَا اللهُ لِيَوْمِ الجُمُعَةِ، فَجَعَلَ الجُمُعَةَ وَالسَّبْتَ وَالْأَحَدَ وَكَذَلِكَ هُمْ تَبَعٌ لَنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، نَحْنُ الْآخِرُونَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا، وَالْأَوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ المَقْضِيُّ لَهُمْ قَبْلَ الخَلَائِقِ"؛ (رواه مسلم:856)
- عن أبي سعيد الخدري أنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: فَمَنْ؟!"؛ (أخرجه البخاري:3269، ومسلم:2669).
- عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ليس منا من تشبه بغيرنا. لا تشبَّهوا باليهود ولا النصارى؛ فإنّ تسليم اليهود: إشارة بالأصابع، وتسليم النصارى: الإشارة بالأكف"؛ (رواه الترمذي، وقال الألباني: حسن صحيح).
الاثار
- قال عمر -رضي الله عنه-: "لا تعلَّموا رَطَانَة الأعاجم، ولا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم، فإنَّ السَّخطة تنزل عليهم"؛ (رواه عبد الرَّزَّاق في مصنَّفه:1/411، والبيهقي في السُّنن الكبرى:9/234، وصحَّحه شيخ الإسلام في الاقتضاء:1/511).
- وقال أيضًا: "اجتنبوا أعداء الله في عيدهم"؛ (أخرجه البيهقي في الكبرى:9/234، وكذا في شعب الإيمان:9385).
- قال عبد الله بن العاص: "من بنى بأرض المشركين وصنع نيروزهم ومهرجاناتهم وتشبَّه بهم حتى يموت خسر في يوم القيامة"؛ (أخرجه البيهقيّ في الكبرى:9/234، وصحَّحه شيخ الإسلام في الاقتضاء:1/513).
- عن محمَّد بن سيرين قال: "أُتِيَ علي -رضي الله عنه- بهديَّة النَّيْرُوز، فقال: ما هذه؟ قالوا: يا أمير المؤمنين! هذا يوم النَّيروز، قال: فاصنعوا كلَّ يوم نيروزًا، قال أبو أسامة: كره -رضي الله عنه- أن يقول نيروزًا"؛ (أخرجه البيهقي في الكبرى:9/235؛ بسند صحيح).
- شارط عمر بن الخطَّاب -رضي الله عنه- أهل الكتاب ألَّا يظهروا شيئًا من شعائرهم بين المسلمين، لا الأعياد ولا غيرها، فقال: "وألَّا نخرج بَاعُوثًا ولا شَعَانِين"؛ (أخرجه البيهقي: 9/202، وجوَّد شيخ الإسلام ابن تيمية إسناده).
- عن أبي برزة -رضي الله عنه-: أنه كان له سكان مجوس، فكانوا يهدون له في النيروز والمهرجان، فكان يقول لأهله: "ما كان من فاكهة فكلوه، وما كان من غير ذلك فردوه".
- عن علي -رضي الله عنه- أنه أتي بهدية النيروز فقبلها.
- عن حصين بن جندب أن امرأة سألت عائشة، قالت: إن لنا أظارا -أي قرابة من الرضاع- من المجوس، وإنه يكون لهم العيد فيهدون لنا. فقالت: "أما ما ذبح لذلك اليوم فلا تأكلوا، ولكن كلوا من أشجارهم".
متفرقات
- قال الطبري -رحمه الله- في تفسير قول تعالى: (لا يتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ): "وهذا نهي من الله -عز وجل- المؤمنين أن يتخذوا الكفار أعواناً وأنصاراً وظهوراً ولذلك كسر (يتخذ)؛ لأنه في موضع جزم بالنهي، ولكنه كسر الذال منه للساكن الذي لقيه وهي ساكنة.
- ومعنى ذلك: لا تتخذوا -أيها المؤمنون- الكفار ظهراً وأنصاراً توالونهم على دينهم وتظاهرونهم على المسلمين من دون المؤمنين، وتدلونهم على عوراتهم؛ فإنه من يفعل ذلك فليس من الله في شيء، يعني بذلك: فقد برئ من الله وبرئ الله منه بارتداده عن دينه ودخوله في الكفر. (إلا أن تتقوا منهم تقاة): إلا أن تكونوا في سلطانهم فتخافوهم على أنفسكم فتظهروا لهم الولاية بألسنتكم وتضمروا لهم العداوة ولا تشايعوهم على ما هم عليه من الكفر ولا تعينوهم على مسلم بفعل"؛ (جامع البيان:3/227).
- قال الإمام الطبري -رحمه الله- - في تفسير قوله تعالى: (هَا أَنْتُمْ أُوْلاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ): "يعني بذلك جل ثناؤه: ها أنتم -أيها المؤمنون- الذين تحبونهم يقول: تحبون هؤلاء الكفار الذين نهيتكم عن اتخاذهم بطانة من دون المؤمنين، فتودونهم وتواصلونهم وهم لا يحبونكم، بل يبطنون لكم العداوة والغش"؛ (جامع البيان: 7/148).
- قال العلماء: "ومن موالاتهم التَّشبُّه بهم، وإظهارُ أعيادهم، وهم مأمورون بإخفائها في بلاد المسلمين، فإذا فعلها المسلم معهم، فقد أعانهم على إظهارها"؛ (تشبيه الخسيس بأهل الخميس؛ للذهبي:ص23).
- قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "المشابهة في الظاهر تورث نوع مودة ومحبة، وموالاة في الباطن، كما أن المحبة في الباطن تورث المشابهة في الظاهر، وهذا أمر يشهد به الحسُّ والتجربةُ"؛ (اقتضاء الصراط المستقيم:1/549).
- قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: (وهذا عمر -رضي الله عنه- نهى عن لسانهم [التكلم بلغتهم لغير حاجة] وعن مجرد دخول الكنيسة عليهم يوم عيدهم فكيف بفعل بعض أفعالهم أو بفعل ما هو من مقتضيات دينهم أليست موافقتهم في العمل أعظم من الموافقة في اللغة؟ أو ليس بعض أعمال عيدهم أعظم من مجرد الدخول عليهم في عيدهم؟ وإذا كان السخط ينزل عليهم يوم عيدهم بسبب عملهم فمن يشركهم في العمل أو بعضه أليس قد يعرض لعقوبة ذلك؟ ثم قوله -رضي الله عنه- (اجتنبوا أعداء الله في عيدهم) أليس نهيا عن لقائهم والاجتماع بهم فيه فكيف بمن عمل عيدهم؟"؛ (اقتضاء الصراط المستقيم:1/515).
- قال الإمام ابن القيم -رحمه الله-: "وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثماً عند الله، وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه. وكثير ممَن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت اللّه وسخطه، وقد كان أهل الورع من أهل العلم يتجنبون تهنئة الظلمة بالولايات، وتهنئة الجهال بمنصب القضاء والتدريس والإفتاء تجنباً لمقت الله وسقوطهم من عينه وإن بُلي الرجل بذلك فتعاطاه دفعاً لشرٍّ يتوقعه منهم فمشى إليهم ولم يقل إلا خيراً، ودعا لهم بالتوفيق والتسديد فلا بأس بذلك"؛ (أحكام أهل الذمة:1/154).
- قال ابن نُجيم الحَنفي في بيان أنواع الكفر: "وبخروجه إلى نيروز المجوس، والموافقة معهم فيما يفعلون في ذلك اليوم، وبشرائه يوم النَّيروز شيئًا لم يكن يشتريه قبل ذلك تعظيمًا للنَّيروز لا للأكل والشُّرب، وبإهدائه ذلك اليوم للمشركين ولو بيضة تعظيمًا لذلك اليوم لا بإجابته دعوة مجوسيٍّ حلق رأس ولده وبتحسين أمر الكفَّار اتِّفاقا"؛ (البحر الرَّائق:5/133).
- قال عبد الملك بن حبيب: "سئل ابن القاسم عن الرُّكوب في السُّفن الَّتي تركب فيها النَّصارى إلى أعيادهم فكره ذلك مخافة نزول السَّخطة عليهم بشركهم الَّذي اجتمعوا عليه، قال: وكره ابن القاسم للمسلم أن يهدي إلى النَّصراني في عيده مكافأة له، ورآه من تعظيم عيده وعونًا له على كفره؛ ألا ترى أنَّه لا يحلُّ للمسلمين أن يبيعوا من النَّصارى شيئًا من مصلحة عيدهم لا لحمًا ولا أدمًا ولا ثوبًا ولا يعارون دابَّة ولا يعانون على شيء من عيدهم؛ لأنَّ ذلك من تعظيم شركهم وعونهم على كفرهم، وينبغي للسَّلاطين أن ينهوا المسلمين عن ذلك، وهو قول مالك وغيره لم أعلمه اختلف فيه"؛ (الاقتضاء لشيخ الإسلام ابن تيمية:1/19).
- قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله- تعالى-: "فليس للمسلم أن يتشبه بهم لا في أعيادهم ولا مواسمهم ولا في عباداتهم؛ لأن الله تعالى شرف هذه الأمة بخاتم الأنبياء الذي شرع له الدين العظيم القويم الشامل الكامل الذي لو كان موسى بن عمران الذي أنزلت عليه التوراة وعيسى بن مريم الذي أنزل عليه الإنجيل -عليهما الصلاة والسلام- حين لم يكن لهما شرع متبع بل لو كانا موجودين بل وكل الأنبياء لما ساغ لواحد منهم أن يكون على غير هذه الشريعة المطهرة المشرفة المكرمة المعظمة فإذا كان الله تعالى قد مَنَّ علينا بأن جعلنا من أتباع محمد -صلى الله عليه وسلم-؛ فكيف يليق بنا أن نتشبه بقوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل قد بدلوا دينهم وحرَّفوه وأوَّلوه حتى صار كأنه غير ما شرع لهم أوَّلاً ثم هو بعد ذلك كله منسوخٌ، والتمسك بالمنسوخ حرامٌ لا يقبل الله منه قليلا ولا كثيرا، ولا فرق بينه وبين الذي لم يشرع بالكلية والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم"؛ (البداية والنهاية 2/142).
- قال الشَّيخ الدَّردير فيما يجرح شهادة الرَّجل: "ولعب نيروز أي أنَّ اللَّعب في يوم النَّيروز وهو أوَّل يوم من السَّنة القبطية مانعٌ من قَبول الشَّهادة، وهو من فعل الجاهليَّة والنَّصارى، ويقع في بعض البلاد من رعاع النَّاس"؛ (الشَّرح الكبير:4/181).
- قال أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطَّبري الفقيه الشَّافعي: "ولا يجوز للمسلمين أن يحضروا أعيادهم؛ لأنَّهم على مُنْكَرٍ وَزُورٍ، وإذا خالط أهل المعروف أهل المنكر بغير الإنكار عليهم كانوا كالرَّاضين به، المؤثرين له؛ فنخشى من نزول سخط الله على جماعتهم، فيعمّ الجميع، نعوذ بالله من سخطه"؛ (أحكام أهل الذِّمة:1/156).
- قال ابن الحاج: "ويمنع التشبه بهم كما تقدم لما ورد في الحديث: "من تشبه فهو منهم"، ومعنى ذلك تنفير المسلمين عن موافقة الكفار في كل ما اختصوا به، وقد كان عليه الصلاة والسلام يكره موافقة أهل الكتاب في كل أحوالهم، حتى قالت اليهود: إن محمداً يريد أن لا يدع من أمرنا شيئاً إلا خالفنا فيه"؛ (المدخل للعلامة ابن الحاج المالكي:2/46-48).
- قال البيهقي "باب كراهيَّة الدُّخول على أهل الذِّمَّة في كنائسهم، والتَّشبُّه بهم يوم نيروزهم ومهرجانهم"؛ السُّنن الكبرى (9/234).
- قال الإمام أبو الحسن الآمدي -المعروف بابن البغدادي-: "فصل: لا يجوز شهود أعياد النَّصارى واليهود، نصَّ عليه أحمد في رواية مهنا، واحتجَّ بقوله تعالى: (وَالَّذِينَ لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ) [الفرقان:72]، قال: الشَّعانين وأعيادهم"؛ (الاقتضاء:1/516).
- قال الإمام الدَّمِيري الشافعي -رحمه الله- تعالى-: "يُعزّر من وافق الكفار في أعيادهم، ومن يمسك الحيّة، ومن يدخل النار، ومن قال لذمي -أي لواحد من اليهود و النصارى-: يا حاج، ومَـنْ هَـنّـأه بِـعِـيـدٍ"؛ (النجم الوهاج في شرح المنهاج:9/244).
- قال العلامة الهيتمي الشافعي -رحمه الله- تعالى-: "ثم رأيت بعض أئمتنا المتأخرين ذكر ما يوافق ما ذكرته فقال: ومن أقبح البدع موافقة المسلمين النصارى في أعيادهم بالتشبه بأكلهم والهدية لهم وقبول هديتهم فيه وأكثر الناس اعتناء بذلك المصريون وقد قال -صلى الله عليه وسلم- "من تشبه بقوم فهو منهم" بل قال ابن الحاج: لا يحل لمسلم أن يبيع نصرانيا شيئاً من مصلحة عيده... ويجب منعهم من التظاهر بأعيادهم"؛ (الفتاوى الفقهية الكبرى:4/238-239).
- قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- تعالى-: "المشابهة تورث المودة والمحبة والموالاة في الباطن، كما أنّ المحبة في الباطن تورث المشابهة في الظاهر"؛ (اقتضاء الصراط المستقيم:1/488).
- قال شيخ الإسلام: "لا يحل للمسلمين أن يتشبهوا بهم في شيء مما يختص بأعيادهم لا من طعام ولا لباس ولا اغتسال ولا إيقاد نيران ولا تبطيل عادة من معيشة أو عبادة أو غير ذلك، ولا يحل فعل وليمة ولا الإهداء ولا البيع بما يستعان به على ذلك لأجل ذلك، ولا تمكين الصبيان ونحوهم من اللعب الذي في الأعياد ولا إظهار زينة. وبالجملة: ليس لهم أن يخصوا أعيادهم بشيء من شعائرهم، بل يكون يوم عيدهم عند المسلمين كسائر الأيام"؛ (مجموع الفتاوى:25/329).
- قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وكما لا نتشبه بهم في الأعياد، فلا يعان المسلم المتشبه بهم في ذلك؛ بل ينهى عن ذلك، فمن صنع دعوة مخالفة للعادة في أعيادهم لم تجب دعوته، ومن أهدى من المسلمين هدية في هذه الأعياد مخالفة للعادة في سائر الأوقات غير هذا العيد لم تقبل هديته؛ خصوصاً إن كانت الهدية مما يستعان بها على التشبه بهم كما ذكرناه، ولا يبيع المسلم ما يستعين به المسلمون على مشابهتهم في العيد من الطعام واللباس ونحو ذلك؛ لأنّ في ذلك إعانة على المنكر"؛ (الاقتضاء:2/519-520).
- قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "من أصل دروس دين الله وشرائعه وظهور الكفر والمعاصي التشبه بالكافرين كما أن من أصل كل خير المحافظة على سنن الأنبياء وشرائعهم"؛ (الاقتضاء:1/314).
- قال شيخ الإسلام ابن تيمية بعد أن ذكر بعض الآثار عن الصحابة تفيد قبولهم لهدايا الكفار في أعيادهم: " فهذا كله يدل على أنه لا تأثير للعيد في المنع من قبول هديتهم، بل حكمها في العيد وغيره سواء؛ لأنه ليس في ذلك إعانة لهم على شعائر كفرهم، لكن قبول هدية الكفار من أهل الحرب وأهل الذمة مسألة مستقلة بنفسها؛ فيها خلاف وتفصيل ليس هذا موضعه، وإنما يجوز أن يؤكل من طعام أهل الكتاب في عيدهم، بابتياع أو هدية، أو غير ذلك مما لم يذبحوه للعيد؛ فأما ذبائح المجوس، فالحكم فيها معلوم، فإنها حرام عند العامة".
- قال ابن القيم -رحمه الله- تعالى-: "وأمّا التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه؛ فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب؛ بل ذلك أعظم إثماً عند الله وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرْج الحرام ونحوه، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، وهو لا يدري قبح ما فعل. فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه، وقد كان أهل الورع من أهل العلم يتجنبون تهنئة الظلمة بالولايات وتهنئة الجهال بمنصب القضاء والتدريس والإفتاء تجنباً لمقت الله وسقوطهم من عينه"؛ (أحكام أهل الذمة:1/441-442).
- قال الذهبي: "فإذا كان للنصارى عيد ولليهود عيد كانوا مختصين به فلا يشركهم فيه مسلم، كما لا يشاركهم في شرعتهم ولا قبلتهم"؛ (تشبيه الخسيس بأهل الخميس، ضمن مجلة الحكمة، عدد (4)، ص 193).
- قال أبو حفص الحنفي: "من أهدى فيه بيضة إلى مشرك تعظيماً لليوم فقد كفر بالله تعالى" (فتح الباري لابن حجر:2/513).
- قال الصنعاني: "فإذا تشبه بالكافر في زيٍّ واعتقد أن يكون بذلك مثله كَفَر، فإن لم يعتقد ففيه خلاف بين الفقهاء: منهم من قال يكفر، وهو ظاهر الحديث، ومنهم من قال: لا يكفر؛ ولكن يؤدب"؛ (سبل السلام:8/248).
- يقول المؤرخون: "إنّ المسيح عليه السلام لم يولد في هذا الموعد الذي يحتفل به اليوم في البلاد النصرانية.. حيث يؤكد آباء الكنيسة في القرنين الثاني والثالث الميلاديين أنّ ما يسمى بعيد ميلاد المسيح ما هو إلاّ صورة طبق الأصل لما كان يحتفل به الوثنيون في أوربا قبل ميلاد المسيح بوقت طويل. (دائرة المعارف البريطانية ج16، ص364 Britannica Encyclopedia)
- وتقويم الأعياد المسيحية مأخوذ من (تقويم يوليوس الشمسي) وهو التقويم الذي أدخله "يوليوس قيصر" إلى روما عام 46 قبل الميلاد.. والذي جعل أيّام السنة 365 يوماً (المرجع السابق).. حيث كان الوثنيون يحتفلون (يوم 25 من ديسمبر) بما يسمونه "عيد ميلاد الشمس التي لا تقهر" أو ما يسمى "بيوم الانقلاب الشتوي الصيفي الروماني" (المرجع السابق)، ولقد أقيم أول احتفال بعيد ميلاد المسيح كما يزعمون سنة 336 ميلادية في روما وذلك في اليوم السادس من شهر يناير.. ثم ثبَّتت الكنائس الغربية في نهاية القرن الرابع الميلادي الاحتفال بميلاد المسيح في يوم (25 من ديسمبر) إلاّ أنّ الكنيسة في أرمينيا لم تعترف بهذا التغيير واستمر الاحتفال به في السادس من شهر يناير (دائرة المعارف البريطانية ج4 ص283).. كما هو الحال الآن في معظم الدول الشرقية.. إلاّ أنّ المؤرخين يؤكدون أنّ المسيح عليه السلام لم يولد في أي من هذين الموعدين!! (أعياد الكفار وموقف المسلم منها للشيخ إبراهيم الحقيل)
- من اعتقادات النصارى في عيد رأس السنة: أنّ الذي يحتسي آخر كأس من قنينة الخمر بعد منتصف تلك الليلة سيكون سعيد الحظ، وإذا كان عازباً فسيكون أول من يتزوج من بين رفاقه في تلك السهرة، ومن الشؤم دخول منزل ما يوم عيد رأس السنة دون أن يحمل المرء هدية، وكنسُ الغبار إلى الخارج يوم رأس السنة يُكنس معه الحظ السعيد، وغسل الثياب والصحون في ذلك اليوم من الشؤم، والحرص على بقاء النّار مشتعلة طوال ليلة رأس السنة يحمل الحظ السعيد.... إلخ تلك الخرافات. (مجلة الاستجابة:4 29).
الإحالات
- كتاب أعياد الكفار وموقف المسلم منها تأليف د. إبراهيم بن محمد الحقيل http://www.alukah.net/library/0/52006/
- اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم المؤلف: تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم بن محمد ابن تيمية الحراني الحنبلي الدمشقي (المتوفى: 728هـ) المحقق: ناصر عبد الكريم العقل الناشر: دار عالم الكتب، بيروت، لبنان الطبعة: السابعة، 1419هـ - 1999م.
- حكام أهل الذمة المؤلف: محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية (المتوفى: 751هـ) المحقق: يوسف بن أحمد البكري - شاكر بن توفيق العاروري الناشر: رمادى للنشر - الدمام الطبعة: الأولى، 1418 – 1997.
- موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، المؤلف: عبد الوهاب المسيري المترجم / المحقق: غير موجود الناشر: دار الشروق الطبعة: الأولى 1999 م.
- الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة المؤلف: الندوة العالمية للشباب الإسلامي إشراف وتخطيط ومراجعة: د. مانع بن حماد الجهني الناشر: دار الندوة العالمية للطباعة والنشر والتوزيع الطبعة: الرابعة، 1420.
- عيد اليوبيل بدعة في الإسلام؛ المؤلف: بكر أبو زيد؛ حالة الفهرسة: غير مفهرس؛ الناشر: مؤسسة الرسالة؛ سنة النشر: 1416 – 1996.
- الأعياد المحدثة وموقف الإسلام منها؛ لعبدالله بن سليمان آل مهنا.