أسباب الطلاق الفكرية والحداثية: الانبهار بقوانين الغرب المتعلقة بالمرأة -2

ملتقى الخطباء - الفريق العلمي

2023-02-10 - 1444/07/19 2023-02-14 - 1444/07/23
عناصر الخطبة
1/تكريم الإسلام للمرأة وعنايته الفائقة بها 2/خطورة الانبهار بقوانين الغرب المتعلقة بالمرأة وآثاره 3/المرأة الغربية بين التزييف والواقع 4/صور من امتهان الغرب للمرأة 5/صرخات النساء الغربيات 6/لماذا يحرص أعداء الإسلام على إفساد المرأة؟

اقتباس

لَيْسَتِ الْمَرْأَةُ الْغَرْبِيَّةُ -الَّتِي يَنْبَهِرُ بِمَظْهَرِهَا الْأَغْرَارُ- إِلَّا كَائِنًا مُسْتَضْعَفًا مَغْلُوبًا عَلَى أَمْرِهِ، يَعْبَثُونَ بِهِ كَيْفَ شَاءُوا، وَلَيْسَتِ الصُّورَةُ الَّتِي يُصَدِّرُونَهَا لَهَا فِي وَسَائِلِ الْإِعْلَامِ سِوَى صُورَةٍ مُصْطَنَعَةٍ مُخْتَلَقَةٍ مُزَيَّفَةٍ، تُخْفِي خَلْفَهَا أَوْجَاعًا وَآلَامًا وَأَحْزَانًا وَمَآسِيَ شَتَّى!...

الخطبة الأولى:

 

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَتُوبُ إِلَيْهِ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آلِ عِمْرَانَ: 102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النِّسَاءِ: 1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 70-71]، أَمَّا بَعْدُ:

 

فَيَا عِبَادَ اللَّهِ: لَيْسَ أَحْكَمُ مِنْ شَرِيعَةِ اللَّهِ شَرِيعَةً، وَلَا أَرْوَعُ مِنْ أَحْكَامِهِ أَحْكَامٌ، وَمَا فِي هَذَا الْكَوْنِ مِنْ شَرِيعَةٍ وَلَا قَانُونٍ قَدْ أَعْطَى الْمَرْأَةَ مِنَ الْحُقُوقِ مِثْلَمَا صَنَعَ الْإِسْلَامُ، الَّذِي كَرَّمَهَا تَكْرِيمًا لَمْ تَعْرِفِ الْبَشَرِيَّةُ مَثِيلَهُ.

 

وَلَيْسَ مَا ذَكَرْنَا ضَرْبًا مِنَ الْقَوْلِ، بَلْ صُوَرُ تَكْرِيمِهِ لِلْمَرْأَةِ ظَاهِرَةٌ لِلْعَدْلِ، وَاضِحٌ لِلْعِيَانِ، وَهَذِهِ -مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ- بَعْضُ مَظَاهِرِهَا:

كَرَّمَهَا مِنْ حَيْثُ الْأَصْلُ وَالْخَلْقُ، قَائِلًا عَلَى لِسَانِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ"(رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وَحَسَّنَهُ الْأَلْبَانِيُّ): "أَيْ أَمْثَالُهُمْ وَنَظَائِرُهُمْ فِي الْأَخْلَاقِ وَالطِّبَاعِ، كَأَنَّهُنَّ شُقِقْنَ مِنْهُمْ"(التَّيْسِيرُ، لِلْمُنَاوِيِّ).

 

فَقَدْ كَرَّمَهَا كَمَخْلُوقٍ عَاقِلٍ رَاقٍ مُكَلَّفٍ؛ لَهُ حُقُوقٌ وَعَلَيْهِ وَاجِبَاتٌ، فَهِيَ مَأْجُورَةٌ وَمَجْزِيَّةٌ عَلَى أَعْمَالِهَا كَالرَّجُلِ تَمَامًا: (أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ)[آلِ عِمْرَانَ:195].

 

ثُمَّ كَرَّمَهَا بِنْتًا؛ فَجَعَلَ حُسْنَ تَرْبِيَتِهَا طَرِيقًا إِلَى رُفْقَةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الْجَنَّةِ، فَعِنْدَ مُسْلِمٍ: "مَنْ عَالَ جَارِيَتَيْنِ حَتَّى تَبْلُغَا، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَا وَهُوَ" وَضَمَّ أَصَابِعَهُ.

 

وَكَرَّمَهَا زَوْجَةً؛ فَجَعَلَ لَهَا مِثْلَ مَا لِزَوْجِهَا، إِلَّا دَرَجَةَ الْقِوَامَةِ: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ)[الْبَقَرَةِ: 228]، وَجَعَلَ حُسْنَ مُعَامَلَةِ الرَّجُلِ لَهَا مِقْيَاسًا لِخَيْرِيَّتِهِ، فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي"(رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ).

 

وَكَرَّمَهَا أُمًّا؛ فَأَوْجَبَ بِرَّهَا، وَخَصَّهَا بِالْوَصِيَّةِ، وَقَدَّمَ حَقَّهَا عَلَى حَقِّ الْأَبِ، فَقَالَ -تَعَالَى-: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا)[الْأَحْقَافِ:15]، وَلَمَّا سُئِلَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ الصُّحْبَةِ؟ أَجَابَ: "أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ، ثُمَّ أَبُوكَ"(مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ).

 

وَعَدَّ الْإِسْلَامُ الْمَوْتَ دِفَاعًا عَنْهَا شَهَادَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ: "وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ"(رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ)؛ "أَيْ: فِي الدَّفْعِ عَنْ بُضْعِ حَلِيلَتِهِ أَوْ قَرِيبَتِهِ"(فَتْحُ الْقَدِيرِ، لِلْمُنَاوِيِّ).

 

لَكِنَّ الْعَجِيبَ الْغَرِيبَ -مَعَاشِرَ الْمُؤْمِنِينَ- أَنْ تَأْتِيَ مُسْلِمَةٌ مُوَحِّدَةٌ، بَعْدَ كُلِّ هَذَا التَّكْرِيمِ، وَتَظُنَّ أَنَّ قَوَانِينَ الْغَرْبِ قَدْ أَنْصَفَتِ الْمَرْأَةَ أَكْثَرَ مِمَّا فَعَلَ الْإِسْلَامَ! فَيَا لَهَا مِنْ مَخْدُوعَةٍ مَغْرُورَةٍ!

 

فَقُلْ لَهَا: لَا يَخْدَعَنَّكِ هُرَاؤُهُمْ؛ فَإِنَّهُ "ضَجِيجٌ بِلَا طَحِينٍ"، إِنَّ قَوَانِينَهُمْ -الَّتِي ظَاهِرُهَا إِنْصَافُ الْمَرْأَةِ- هِيَ فِي الْحَقِيقَةِ إِذْلَالٌ لَهَا؛ فَالْحُرِّيَّةُ لَيْسَتْ هِيَ التَّبَرُّجَ وَالْمُخَادَنَةَ كَمَا يَزْعُمُونَ، وَالْمُسَاوَاةُ "الْكَامِلَةُ" بَيْنَ الْجِنْسَيْنِ طُرْفَةٌ يَسْخَرُ مِنْهَا الْعَاقِلُونَ، وَيُكَذِّبُهَا الْقُرْآنُ: (وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى)[آلِ عِمْرَانَ: 36]، فَتَثَبَّتِي فَـ"لَيْسَ كُلُّ مَا يَلْمَعُ ذَهَبًا"!

 

وَإِيَّاكِ أَنْ تَظُنِّي أَنَّ الْقَوَانِينَ الْبَشَرِيَّةَ هِيَ أَفْضَلُ مِنَ الشَّرِيعَةِ الْإِلَهِيَّةِ، فَتَبُوئِي بِتَعَاسَةِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الْآخِرَةِ: (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ)[الْمَائِدَةِ: 50].

 

هَلْ تُصَدِّقِينَ أَنَّ نِسَاءَ الْغَرْبِ يَتَمَنَّيْنَ مَا أَنْتِ فِيهِ! هَذِهِ الْكَاتِبَةُ "مِسْ أَنِي رُودْ" تَقُولُ: "أَلَا لَيْتَ بِلَادَنَا كَبِلَادِ الْمُسْلِمِينَ فِيهَا الْحِشْمَةُ وَالْعَفَافُ وَالطَّهَارَةُ، تَتَنَعَّمُ الْمَرْأَةُ بِأَرْغَدِ عَيْشٍ، وَلَا تُمَسُّ الْأَعْرَاضُ بِسُوءٍ، وَإِنَّهُ لَعَارٌ عَلَى بِلَادِ الْإِنْجِلِيزِ أَنْ تَجْعَلَ بَنَاتِهَا مَثَلًا لِلرَّذَائِلِ بِكَثْرَةِ مُخَالَطَةِ الرِّجَالِ".

لَا تَخْدَعَنَّكِ دَعْوَةٌ *** هِيَ بَيْنَ أَظْهُرِنَا دَخِيلَةْ

شَرَفُ الْفَتَاةِ وَحُسْنُهَا *** أَنْ لَا تَمِيلَ مَعَ الرَّذِيلَةْ

مِنْ غَيْرِ هَدْيِ اللَّهِ سَوْفَ *** تَزِيغُ فِطْرَتُكِ الْأَصِيلَةْ

 

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: لَيْسَتِ الْمَرْأَةُ الْغَرْبِيَّةُ -الَّتِي يَنْبَهِرُ بِمَظْهَرِهَا الْأَغْرَارُ- إِلَّا كَائِنًا مُسْتَضْعَفًا مَغْلُوبًا عَلَى أَمْرِهِ، يَعْبَثُونَ بِهِ كَيْفَ شَاءُوا، وَلَيْسَتِ الصُّورَةُ الَّتِي يُصَدِّرُونَهَا لَهَا فِي وَسَائِلِ الْإِعْلَامِ سِوَى صُورَةٍ مُصْطَنَعَةٍ مُخْتَلَقَةٍ مُزَيَّفَةٍ، تُخْفِي خَلْفَهَا أَوْجَاعًا وَآلَامًا وَأَحْزَانًا وَمَآسِيَ شَتَّى!

 

فَإِنْ كَانَتْ فِي ظَاهِرِهَا حُرَّةً مُنْطَلِقَةً مُنَافِسَةً لِلرَّجُلِ، فَمَا هِيَ فِي الْحَقِيقَةِ إِلَّا إِنْسَانَةٌ ضَعِيفَةٌ مَهِيضَةُ الْجَنَاحِ، قَدْ وَقَعَتْ تَحْتَ جَبَرُوتِ الرَّجُلِ الْغَرْبِيِّ؛ الَّذِي سَخَّرَهَا لِمُتْعَتِهِ وَهَوَاهُ وَرَغَبَاتِهِ! فَهِيَ أَمَامَ الشَّاشَاتِ حُرَّةٌ مُسْتَقِلَّةٌ، وَمِنْ خَلْفِهَا جَارِيَةٌ مَمْلُوكَةٌ تُبَاعُ وَتُشْتَرَى!

 

وَإِنْ كَانَ لَهَا نَوْعُ اسْتِقْلَالٍ فَهُوَ فِي إِعَالَةِ نَفْسِهَا! فَقَدْ تَخَلَّى الرَّجُلُ هُنَاكَ عَنْ مَسْؤُولِيَّةِ الْإِنْفَاقِ عَلَيْهَا؛ زَوْجَةً كَانَتْ أَوْ بِنْتًا، فَأَمَّا الزَّوْجَةُ فَهِيَ مُطَالَبَةٌ بِتَقَاسُمِ النَّفَقَاتِ وَالْفَوَاتِيرِ الشَّهْرِيَّةِ مَعَ زَوْجِهَا، وَأَمَّا الِابْنَةُ فَمَا أَنْ تَبْلُغَ الثَّامِنَةَ عَشْرَةَ حَتَّى تُطَالَبَ هِيَ الْأُخْرَى بِإِعَالَةِ نَفْسِهَا، وَغَالِبًا مَا تَقَعُ -لِعَجْزِهَا وَصِغَرِهَا- فَرِيسَةً لِقَوَّادِي الرَّذِيلَةِ وَالْبِغَاءِ!

 

وَإِنْ تَبَاهَوْا بِأَنَّ لَهَا شَخْصِيَّةً وَكِيَانًا مُسْتَقِلًّا، قُلْنَا لَهُمْ: كَذَبْتُمْ؛ فَإِنَّهَا تَابِعَةٌ لِلرَّجُلِ فِي كُلِّ شَيْءٍ، حَتَّى فِي اسْمِهَا؛ فَإِنَّهَا إِذَا تَزَوَّجَتْ جُرِّدَتْ مِنَ اسْمِهَا وَاسْمِ أَبِيهَا؛ وَنُسِبَتْ إِلَى زَوْجِهَا، فَإِذَا تَرَكَهَا فَتَزَوَّجَتْ غَيْرَهُ نُسِبَتْ إِلَى زَوْجِهَا الْجَدِيدِ، فَتَتَعَدَّدُ أَسْمَاؤُهَا بِتَعَدُّدِ أَزْوَاجِهَا!

 

فَالْمَرْأَةُ هُنَاكَ كَسِيرَةٌ مُهَانَةٌ، مُفْتَقِدَةٌ لِجَمِيعِ جَوَانِبِ الْأَمَانِ وَالْحِمَايَةِ؛ فَلَا كَفَالَةَ مَالِيَّةً، وَلَا عَدَالَةَ اجْتِمَاعِيَّةً، وَهِيَ بِطَبِيعَةِ خِلْقَتِهَا غَيْرُ قَادِرَةٍ عَلَى الِاسْتِقْلَالِيَّةِ!

 

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ: كَيْ لَا يَكُونَ كَلَامُنَا مُرْسَلًا، دَعُونَا الْآنَ نَنْقُلْ إِلَيْكُمْ صُوَرًا وَاقِعِيَّةً مِنْ مَهَانَةِ الْمَرْأَةِ وَمُعَانَاتِهَا فِي الْغَرْبِ.

 

لَقَدْ رَأَى شُهُودُ الْعِيَانِ الْمَرْأَةَ هُنَاكَ تَعْمَلُ فِي وَظَائِفَ يَسْتَنْكِفُ الرِّجَالُ أَنْ يَعْمَلُوا بِهَا؛ كَحَفْرِ الشَّوَارِعِ، وَوَضْعِ أَنَابِيبِ الصَّرْفِ الصِّحِّيِّ، وَصِيَانَتِهِ بِتَسْلِيكِ الْمَسْدُودِ مِنْ أَنَابِيبِهِ وَتَغْيِيرِ التَّالِفِ مِنْهَا! بَلْ لَقَدْ أَعْلَنَتْ وِزَارَةُ الْعَمَلِ الْأَمْرِيكِيَّةُ أَنَّ (89%) مِنَ الْخَدَمِ وَعُمَّالِ النَّظَافَةِ مِنَ النِّسَاءِ! وَعَلَى النَّقِيضِ فَإِنَّ (97%) مِنْ شَاغِلِي الْمَنَاصِبِ الْقِيَادِيَّةِ الْعُلْيَا فِي كُلِّ مَجَالٍ هُمْ مِنَ الرِّجَالِ.

 

وَذَكَرَتْ جَرِيدَةُ: "نِيُويُورْكْ تَايِمْزْ" أَنَّ هُنَاكَ مَطَاعِمَ فِي أَمِرِيكَا وَأُورُوبَّا لَا تُقَدِّمُ الطَّعَامَ إِلَّا عَلَى أَجْسَادِ النِّسَاءِ الْعَارِيَاتِ! وَأَنَّ مَغَاسِلَ السَّيَّارَاتِ تَسْتَخْدِمُ النِّسَاءَ الْعَارِيَاتِ كَذَلِكَ فِي غَسِيلِ السَّيَّارَاتِ!

 

وَتُخْبِرُنَا التَّقَارِيرُ وَالْإِحْصَائِيَّاتُ أَنَّ الرَّجُلَ الْوَاحِدَ هُنَاكَ يُقِيمُ عَلَاقَاتٍ جِنْسِيَّةً مَعَ سَبْعٍ إِلَى خَمْسَ عَشْرَةَ امْرَأَةً! وَإِذَا حَمَلَتِ الْمَرْأَةُ هُنَاكَ خِلَالَ تِلْكَ الْعَلَاقَاتِ فَهِيَ مَسْؤُولِيَّتُهَا وَحْدَهَا، فَإِمَّا أَنْ تَقُومَ بِعَمَلِيَّةِ إِجْهَاضٍ، وَإِمَّا أَنْ تَضْطَلِعَ وَحْدَهَا بِتَرْبِيَةِ طِفْلِهَا! وَتُحَدِّثُنَا الْأَرْقَامُ أَنَّ الْإِجْهَاضَ يَقْتُلُ سَنَوِيًّا أَكْثَرَ مِنْ مِلْيُونِ طِفْلٍ فِي أَمْرِيكَا وَحْدَهَا! وَأَنَّ أَكْثَرَ مِنْ مِلْيُونِ أُسْرَةٍ أَمْرِيكِيَّةٍ تَعُولُهَا الْأُمُّ وَحْدَهَا دُونَ وُجُودِ أَبٍ!

مَا كَفَاكُمْ فِي الْغَرْبِ مِلْيُونُ طِفْلٍ *** أَنْتَجَتْهُمْ خَطِيئَةُ الدُّخَلَاءِ

مَا كَفَاكُمْ مِلْيَارُ أُنْثَى تُنَادِي *** أَنْقِذُونَا مِنْ وَطْأَةِ الْفَحْشَاءِ

 

أَمَّا مَجَالُ الدَّعَارَةِ وَالْبِغَاءِ فَحَدِّثْ وَلَا حَرَجَ؛ فَطِبْقًا لِوَكَالَةِ "رُوِيتَرْزْ" فَإِنَّ اسْتِغْلَالَ أَجْسَادِ النِّسَاءِ فِي الْإِبَاحِيَّةِ بِأَنْوَاعِهَا أَصْبَحَتْ صِنَاعَةً تُدِرُّ (12) مِلْيَارَ دُولَارٍ سَنَوِيًّا، وَتَبَعًا لِذَلِكَ فَقَدِ انْتَشَرَتِ الْأَمْرَاضُ الْجِنْسِيَّةُ الْمُسْتَعْصِيَةُ حَتَّى بَلَغَ عَدَدُ الْمُصَابِينَ بِهَا (65) مِلْيُونَ مَرِيضٍ فِي أَمِرِيكَا وَحْدَهَا!

 

وَالْعَجِيبُ أَنَّهُ مَعَ هَذَا الْكَمِّ الطَّافِحِ مِنَ الْبِغَاءِ الْمُقَنَّنِ، فَقَدْ أَعْلَنَتْ وِزَارَةُ الْعَدْلِ الْأَمْرِيكِيَّةُ أَنَّ: (683) أَلْفَ امْرَأَةٍ يَتِمُّ اغْتِصَابُهُنَّ سَنَوِيًّا، أَيْ بِمُعَدَّلِ (78) امْرَأَةً مُغْتَصَبَةً فِي السَّاعَةِ الْوَاحِدَةِ، عِلْمًا بِأَنَّهُ لَا يَتِمُّ الْإِبْلَاغُ إِلَّا عَنْ: (16%) فَقَطْ مِنْ حَالَاتِ الِاغْتِصَابِ!

 

وَتَعُودُ وِزَارَةُ الْعَدْلِ الْأَمْرِيكِيَّةُ فَتُفْجِعُنَا بِأَنَّ أَكْثَرَ مِنْ أَلْفٍ وَثَلَاثِمِائَةِ امْرَأَةٍ تُقْتَلُ سَنَوِيًّا بِوَاسِطَةِ زَوْجِهَا أَوْ صَدِيقِهَا الْحَمِيمِ، بِمُعَدَّلِ أَرْبَعِ قَتِيلَاتٍ يَوْمِيًّا! وَسَجَّلَتْ إِسْبَانْيَا أَكْثَرَ مِنْ نِصْفِ مِلْيُونِ حَالَةِ اعْتِدَاءٍ جَسَدِيٍّ عَلَى النِّسَاءِ خِلَالَ عَامٍ وَاحِدٍ!

 

وَمَنْ يُعَمِّرْنَ مِنْهُنَّ فَلَسْنَ أَفْضَلَ حَالًا مِمَّنْ قُتِلْنَ؛ فَبِحَسْبِ دَائِرَةِ الْإِحْصَاءَاتِ الْأَمْرِيكِيَّةِ، فَإِنَّ نِصْفَ النِّسَاءِ الْأَمْرِيكِيَّاتِ اللَّاتِي تَجَاوَزْنَ (75) عَامًا، يَعِشْنَ بِمُفْرَدِهِنَّ دُونَ عَائِلٍ وَلَا رَفِيقٍ!

 

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِنَّ الْمَرْأَةَ هُنَاكَ -كَمَا رَأَيْتُمْ- مُعَذَّبَةٌ مُهَانَةٌ مُسْتَغَلَّةٌ مُبْتَذَلَةٌ، لَا تَمْتَلِكُ إِلَّا الْحَسَرَاتِ وَالْآهَاتِ، وَهَاكُمْ بَعْضَ صَرَخَاتِهِنَّ.

فَالصَّرْخَةُ الْأُولَى تُطْلِقُهَا الصَّحَفِيَّةُ الْأَمْرِيكِيَّةُ "هِيلْسِيَانْ سْتَانِسْبِرِي" بَعْدَ أَنْ زَارَتْ عِدَّةَ دُوَلٍ عَرَبِيَّةٍ قَائِلَةً: "امْنَعُوا الِاخْتِلَاطَ، وَقَيِّدُوا حُرِّيَّةَ الْفَتَاةِ، بَلِ ارْجِعُوا إِلَى عَصْرِ الْحِجَابِ، فَهَذَا خَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إِبَاحِيَّةِ وَانْطِلَاقِ وَمُجُونِ أُورُبَّا وَأَمْرِيكَا"!

 

وَهَذِهِ الْكَاتِبَةُ "اللَّادِي كُوكْ" تَضَعُ يَدَهَا عَلَى الْجُرْحِ فَتَقُولُ: "إِنَّ الِاخْتِلَاطَ يَأْلَفُهُ الرِّجَالُ... وَعَلَى قَدْرِ كَثْرَةِ الِاخْتِلَاطِ تَكُونُ كَثْرَةُ أَوْلَادِ الزِّنَا، وَهُنَا الْبَلَاءُ الْعَظِيمُ عَلَى الْمَرْأَةِ".

 

وَهَذِهِ صَرْخَةٌ مُدَوِّيَةٌ أَفْلَتَتْ مِنْ حَلْقِ "رُوزْ مَارِي هَاوْ" صَادِعَةً: "عَلَى عَكْسِ مَا يَظُنُّ النَّاسُ مِنْ أَنَّ الْمَرْأَةَ الْغَرْبِيَّةَ حَصَلَتْ عَلَى حُقُوقِهَا، فَالْمَرْأَةُ الْغَرْبِيَّةُ لَا تَسْتَطِيعُ حَتَّى أَنْ تُمَارِسَ إِنْسَانِيَّتَهَا الْكَامِلَةَ"!

 

وَتَصِيحُ الدُّكْتُورَةُ "أَيْبِرِينْ" فِي بَنِي قَوْمِهَا قَائِلَةً: "إِنَّ التَّجَارِبَ أَثْبَتَتْ أَنَّ عَوْدَةَ الْمَرْأَةِ إِلَى الْحَرِيمِ هِيَ الطَّرِيقَةُ الْوَحِيدَةُ لِإِنْقَاذِ الْجِيلِ الْجَدِيدِ مِنَ التَّدَهْوُرِ الَّذِي يَسِيرُ فِيهِ".

 

وَيُبَيِّنُ الدُّكْتُورُ سُولِيفَانْ سَبَبَ كُلِّ الْمَفَاسِدِ الَّتِي تَقَعُ عِنْدَهُمْ قَائِلًا: "إِنَّ السَّبَبَ الْحَقِيقِيَّ فِي جَمِيعِ مَفَاسِدِ أُورُوبَّا وَفِي انْحِلَالِهَا بِهَذِهِ السُّرْعَةِ هُوَ: إِهْمَالُ النِّسَاءِ لِلشُّؤُونِ الْعَائِلِيَّةِ الْمَنْزِلِيَّةِ، وَمُزَاوَلَتُهُنَّ الْوَظَائِفَ وَالْأَعْمَالَ اللَّائِقَةَ بِالرِّجَالِ".

 

وَعَنْ خُدْعَةِ الْمُسَاوَاةِ يَقُولُ الْأَمِيرُ شَارْلِزْ وَلِيُّ عَهْدِ بِرِيطَانْيَا: "إِنَّ هَؤُلَاءِ النِّسَاءَ اللَّائِي يُطَالِبْنَ بِالْمُسَاوَاةِ مَعَ الرِّجَالِ أَعْتَقِدُ أَنَّهُنَّ يُرِدْنَ أَنْ يُصْبِحْنَ رِجَالًا، نَاسِيَاتٍ أَنَّ تَنْشِئَةَ النَّسْلِ أَعْظَمُ مُهِمَّةٍ يَقُمْنَ بِهَا".

شَقِيَتْ نِسَاءُ الْغَرْبِ *** فَهْيَ تَئِنُّ يَائِسَةً ذَلِيلَةْ

لَوْ تَرَقُبِينَ ضَمِيرَهَا *** لَسَمِعْتِ فِي أَلَمٍ عَوِيْلَهْ

وَعَلِمْتِ زَيْفَ الْوَاقِعِ *** الْمَحْمُومِ وَالْقِيَمِ الْهَزِيلَةْ

 

فَمَاذَا أَغْنَتِ الْقَوَانِينُ الْغَرْبِيَّةُ عَنِ الْمَرْأَةِ؟! وَأَيُّ شَيْءٍ قَدَّمَتْ لَهَا؟! اللَّهُمَّ إِلَّا الشَّقَاءَ وَالتَّعَاسَةَ، فَلْنَحْمَدِ اللَّهَ -تَعَالَى- أَنَّنَا مُسْلِمُونَ؛ نُكْرِمُ الْمَرْأَةَ وَنَصُونُهَا وَنَغَارُ عَلَيْهَا وَنَحْمِيهَا مِنْ كُلِّ شَرٍّ.

 

بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ، وَأَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الْحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنْ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ، أَمَّا بَعْدُ:

 

عِبَادَ اللَّهِ: تَرَاكُمْ تَتَسَاءَلُونَ: لِمَاذَا يَحْرِصُ أَعْدَاؤُنَا عَلَى إِفْسَادِ نِسَائِنَا؟! وَتَتَلَخَّصُ الْإِجَابَةُ فِي أَنَّ إِفْسَادَ النِّسَاءِ هُوَ أَقْصَرُ طَرِيقٍ لِإِفْسَادِ الْمُجْتَمَعِ الْإِسْلَامِيِّ كُلِّهِ، وَهَذَا عَيْنُ مَا يُرِيدُونَ!

 

أَلَا تَرَى أَنَّ فَسَادَهُنَّ كَانَ سَبَبَ هَلَاكِ بَنِي إِسْرَائِيلَ؛ فَهَذَا نَبِيُّنَا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ، فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ"(رَوَاهُ مُسْلِمٌ).

 

إِنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا فَسَدَتْ أَفْسَدَتْ رِجَالَ الْأُمَّةِ: "مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ"(مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ)، وَبِمُجَرَّدِ خُرُوجِهَا مِنْ بَيْتِهَا مُخَالِطَةً لِلرِّجَالِ فَقَدْ أَصْبَحَتْ سِلَاحًا فِي أَيْدِي شَيَاطِينِ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ، يَقُولُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "الْمَرْأَةُ عَوْرَةٌ، فَإِذَا خَرَجَتِ اسْتَشْرَفَهَا الشَّيْطَانُ"(رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ، وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ)، أَيْ "يَرْفَعُ بَصَرَهُ إِلَيْهَا لِيُغْوِيَهَا أَوْ يُغْوِيَ بِهَا، فَيُوقَعُ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فِي الْفِتْنَةِ"(التَّنْوِيرُ، لِلصَّنْعَانِيِّ).

 

فَبِهَجْرِهَا لِبَيْتِهَا قَدْ ضَيَّعَتْ نَفْسَهَا، ثُمَّ ضَيَّعَتْ أَوْلَادَهَا؛ إِذْ لَا يَبْقَى لَهُمْ إِلَّا الْفُتَاتُ مِنَ اهْتِمَامِهَا وَوَقْتِهَا! ثُمَّ فَتَنَتِ الرِّجَالَ مِنْ حَوْلِهَا! وَهُنَا تَظْهَرُ حِكْمَةُ الْعَلِيمِ الْخَبِيرِ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- حِينَ حَرَّمَ اخْتِلَاطَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ، وَخَاطَبَهُنَّ قَائِلًا: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى)[الْأَحْزَابِ: 33].

مَا كَانَ رَبُّكَ جَائِرًا فِي شَرْعِهِ *** فَاسْتَمْسِكِي بِعْرَاهُ حَتَّى تَسْلَمِي

وَدَعِي هُرَاءَ الْقَائِلِينَ سَفَاهَةً: *** إِنَّ التَّقَدُّمَ فِي السُّفُورِ الْأَعْجَمِ

إِنَّ الّذِينَ تَبَرَّأُوا مِنْ دِينِهِمْ *** فَهُمُ يَبِيعُونَ الْعَفَافَ بِدِرْهَمِ

 

فَهَاكُمْ -إِخْوَةَ الْإِسْلَامِ- قَدْ تَبَيَّنَ لَنَا فَشَلُ تِلْكَ الْقَوَانِينِ الْغَرْبِيَّةِ فِي صِيَانَةِ الْمَرْأَةِ، وَرَأَيْنَا مَا جَرَّتْهُ عَلَى الْمُجْتَمَعَاتِ مِنْ وَيْلَاتٍ، وَأَدْرَكْنَا أَنَّهُ لَا تَكْرِيمَ لِلْمَرْأَةِ بِحَقٍّ إِلَّا فِي الْإِسْلَامِ، وَتَهَافَتَتْ أَمَامَنَا تِلْكَ الدَّعَوَاتُ الْخَبِيثَاتُ إِلَى التَّحَرُّرِ وَالِاخْتِلَاطِ، فَحَقٌّ عَلَى الْمُسْلِمَاتِ أَنْ يَتَمَسَّكْنَ بِشَرْعِهِنَّ، وَيَحْمَدْنَ اللَّهَ عَلَى نِعْمَةِ الْإِسْلَامِ.

 

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَاخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ.

اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، وَارْزُقْهُمُ الْبِطَانَةَ الصَّالِحَةَ النَّاصِحَةَ.

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ.

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا وَوَالِدِينَا عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ.

 

وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ؛ حَيْثُ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ؛ فَقَالَ فِي كِتَابِهِ: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56].

 

عِبَادَ اللَّهِ: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؛ فَاذْكُرُوا اللَّهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.

المرفقات

أسباب الطلاق الفكرية والحداثية الانبهار بقوانين الغرب المتعلقة بالمرأة -2.pdf

أسباب الطلاق الفكرية والحداثية الانبهار بقوانين الغرب المتعلقة بالمرأة -2.doc

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات