اقتباس
هذه الوصية تبلورت عبر العصور والتجارب لتصبح حربا عالمية عاتية على عقيدة الأمة ودينها وتاريخها وحضارتها وثقافتها ولغتها، وقبل ذلك كله أرضها وحياضها، أو بعبارة أخرى أصبحت حربا على هوية الأمة، وقد زاد سعار هذه الحرب في أعقاب حقبة الحرب الباردة وبداية ما عرف بعصر العولمة وما بعد العولمة.
في سنة 648 هـ قام لويس التاسع ملك فرنسا بكتابة وصية هامة أثر خروجه من محبسه في دار ابن لقمان بالمنصورة بعد فشل حملته الصليبية السابعة على العالم، هذه الوصية صارت بمثابة الدستور والميثاق الذي سار عليه أعداء الأمة الإسلامية، إذ حددت الهدف الذي يجب أن يركز عليه الأوروبيون في حملاتهم الصليبية على العالم الإسلامي، وجاء في هذه الوصية: " أوصي بني قومي ألا يقاتلوا الكفار ـ يقصد المسلمين ـ في ميادين القتال المفتوحة، فنيرانهم حامية ولا يستطيع أحد أن يقوم لهم، والسر وراء قوتهم وصمودهم يرجع إلى تمسكهم بعقيدتهم ودينهم، وإنكم لن تنتصروا عليهم إلا إذا قطعتم العلائق بينهم وبين مصدر قوتهم، وصرفتموهم عن عقيدتهم ودينهم ".
هذه الوصية تبلورت عبر العصور والتجارب لتصبح حربا عالمية عاتية على عقيدة الأمة ودينها وتاريخها وحضارتها وثقافتها ولغتها، وقبل ذلك كله أرضها وحياضها، أو بعبارة أخرى أصبحت حربا على هوية الأمة، وقد زاد سعار هذه الحرب في أعقاب حقبة الحرب الباردة وبداية ما عرف بعصر العولمة وما بعد العولمة.
فلأي مدى تعتبر قضية الهوية مصيرية وخطيرة بالنسبة للأمة الإسلامية عامة والدعاة إلى دين الله خاصة ؟
قضية الهوية قضية محورية، شغلت بال كل الناس على اختلاف ألسنتهم وعقائدهم، إذ إن كل جماعة أو أمة تعوزها الهوية المتميزة ليمكنها المعيشة والمحافظة على وجودها؛ فالهوية هي التي تحفظ سياج الشخصية، وبدونها يتحول الإنسان إلى كائن تافه فارغ غافل تابع مقلد مطموس الشخصية مسطح الثقافة؛ لأن للهوية علاقة أساسية بمعتقدات الفرد ومسلماته الفكرية، وبالتالي تحديد سمات شخصيته فتجعله إنسانًا ذا قيمة ولحياته معنى وغاية. فالأمم لا تحيى بدون هُوية؛ إذ الهُويَّة بالنسبة للأمة بمثابة البصمة التي تُميزها عن غيرها، وهي أيضًا: الثوابت التي تتجدَّد، ولكنَّها لا تتغيَّر، ولا يمكن لأمة تريد لنفسها البقاء والتميُّز أن تتخلَّى عن هُويتها، فإذا حدث ذلك فمعناه: أن الأمة فقدت استقلالها وتميُّزها، وأصبحتْ بدون محتوى فكري، أو رصيدٍ حضاري، ومن ثَمَّ تَتَفَكَّك أواصرُ الولاء بين أفرادها، وتتلاشى شبكة العلاقات الاجتماعية فيها. والنتيجة المحتَّمَة هي السقوط الحضاري المدوِّي؛ بل وتداعي الأمم عليها كما تداعى الأكَلة إلى قصعتها، فتأكل خيرها، وتغزو فكرها، وتطمس معالم وجودها، وتمحو أثرها من ذاكرة التاريخ.
والهوية معناها: تعريف الإنسان نفسه فكرًا وثقافة وأسلوب حياة، أو هي مجموعة الأوصاف والسلوكيات التي تميز الشخص عن غيره، وقد ذكر بعض المتتبعين لأصول كلمة (الهوية) أنَّ أصلها من كلمة (هو) وهو ضمير منفصل يعود على شخص ما، ولهذا فمن الخطأ أن ننطق كلمة الهوية بفتح الهاء بل بضمها فنقول (الهُوية) وليس(الهَوية) فالهوية إذاً هي المرجعية أو الخلفية التي تتشكل منها الشخصية الإنسانية.
وكما أن للإنسان هوية كذلك للمجتمع والأمم هوية، وهوية المجتمع هي مجموعة العقائد والمبادئ والخصائص التي تجعل المجتمع أو الأمة تشعر بالمغايرة عن الأمم والمجتمعات الأخرى، فهناك مجتمع إسلامي، ومجتمع علماني، وهناك نصراني، وأيضا الشيوعي والرأسمالي، ولكل منها مميزاتها وقيمها ومبادئها، فإذا توافقت هوية الفرد مع هوية مجتمعه كان الأمن والراحة والإحساس بالانتماء، وإذا تصادمت الهويات كانت الأزمة والاغتراب. ومن هنا نفهم معنى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "بَدَأَ الإِسْلاَمُ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا؛ فَطُوبىَ لِلْغُرَبَاءِ ".
ولما كانت "الهُوية" بهذه المكانة وهذا التأثير في حياة الأمم، فقد أوْلاها الإسلامُ اهتمامًا كبيرًا، شمل هذا الاهتمام جوهر الهُوية، وكذلك مظهرها، وفي إطار المُحافظة على هذه الهُوية تفرد الإسلام بتكوين الفرد والمجتمع المسلم بصورة ظاهرًا وباطنًا، ولبًّا وقشرة، قلبا وقالبا، بحيث قطع كل منافذ الاختراق التي تستهدف تذويب هذه الهوية الخاصة بالمجتمعات المسلمة.
خصائص الهوية الإسلامية:
1 ـ هوية العقيدة: فينضوي تحتها كل مسلم أيًّا كان مكانه أو شكله أو لغته؛ فلأهل الإسلام مميزاتهم الخاصة بهم، والتي تجعلهم كلهم تحت مسمى واحد ومعتقد واحد هو سماكم المسلمين من قبل. (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ)[الأنبياء:92].
تعتبر هذه الخصيصة هي الأساس الَّذي تقوم عليْه هويَّتنا الإسلاميَّة، فليْس الولاء في الإسلام للجِنس ولا للَّون ولا للأرْض، وإنَّما الولاء للإسلام، وليْس معنى هذا أنَّ الإسلام يَمنع حبَّ القَوم والوطَن، بل إنَّ الإسلام يحثُّ عليْه ويرحِّب به، وهنا يظهر الفرْق بين حبِّ ذي العقيدة الصَّحيحة لقوْمِه ووطنِه، وحبِّ أدْعياء القوميَّة والوطنيَّة؛ فالمسلم الصَّحيح يعتبِر حدود الوطنيَّة بالعقيدة، والقوميُّون والوطنيُّون يعتبرونَها بالتُّخوم الأرضيَّة والحدود الجغرافيَّة. وكونها هوية نابعة من عقيدة صادقةً جعلها تغرس في نفوس أبنائِها حبَّ الجهاد والشِّهادة، والاستِعلاء على الخضوع للغُزاة المحتلِّين، ويُعتبر هذا الأمر من أخْوف ما يَخافه الأعْداء؛ لذا نجِدُهم دائمًا حريصين على تغْيير مسار الثَّورات في عالمِنا الإسلامي من اتِّجاهها الإسلامي إلى اتِّجاهات قوميَّة أو وطنيَّة؛ وما ذلك إلاَّ لعلم المستعمر أنَّه لا يستطيع احتِواء الإسلاميِّين؛ لأنَّ الأمر عندهم لا يعْدو أحد غايتين: النَّصر أو الشهادة، أمَّا القوميُّون والوطنيُّون فيمكن احتواؤُهم بشيء من الوعود الكاذبة أو المعاهدات الخادعة.
إنَّها هوية العقيدة التي تجعل من الوطن الإسلامي كلِّه وحدةً، من اعتدى على شبر منهم فقدِ اعتدى عليهم جميعًا، وعندئذٍ يتحتَّم على كلِّ مسلم في أطراف الأرض كلِّها أن يُعْلِن الجهاد لردِّ الخطر عن ذلك الشبر الواحد من تلك الرقعة الإسلاميَّة العريضة، وهنا يَكمن الخطر الأكبر على أعداء الأمة، خطر التجمُّع والتكتُّل تحت لواء واحد للمقاومة والكفاح، بروح التَّضحية والفداء.
2 ـ هوية الشمول والاتساع؛ حيث أنها تستوعب حياة المسلم كلها وكل مظاهر شخصيته، فهي تامة الموضوع محددة المعالم تحدد لصاحبها بكل دقة ووضوح هدفه ووظيفته وغايته في الحياة: (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ)[الأنعام:162، 163].
تعدُّ هذه الخصيصة من أعظم الخصائص التي تميَّزت بها الهوية الإسلامية، والتي كانت سببًا في إذابتها لكثير من الهويَّات في بوتقتها، لقدِ ارتفعت بعض الهويات في فترات زمنيَّة - طويلة أو قصيرة - ولكنَّها كانت ترتكز في ارتِفاعها هذا على الحديد والنَّار كوسيلة للقضاء على كلِّ هويَّة تعترض طريقها. أمَّا الهويَّة الإسلاميَّة، فإنَّها في سعْيِها للارتفاع تسعى لفتْح الإنسان عبر متطلَّبات فطرته الشموليَّة، وإذا تمَّ فتح الإنسان باقتِناع عقله وانفِتاح قلبه، استسلم الحديد والنَّار تلقائيًّا بإسْلام حاملِهما.
خذ مثالا على ذلك التتار الذين اكتسحوا شرق المعمورة خلال سنوات قليلة، وأبادوا أمما وحضارات بأكملها وكادوا أن يبيدوا الحضارة الإسلامية، بعد أن دمروا بغداد عاصمة الخلافة العباسية، لولا استشعار المسلمين الخطر في لحظة معينة، فاستجمعوا قوتهم وأعادوا اعتزازهم بدينهم، فكان النصر يوم عين جالوت سنة 658 هـ، ولم تمض سوى سنوات قليلة من الاحتكاك المباشر بين التتار والحضارة الإسلامية حتى دخل التتار في دين الله أفواجا، وأصبح التتار فيما بعد من أكبر جند الإسلام وظلوا حماة الديار لمئات السنين.
3 ـ هوية الحيوية والحركية؛ أي أنها هوية تقود أتباعها للنشاط والحركة بهذا الدين، كما أنها تواكب التطورات والتغييرات الحادثة في حياة البشر يكل يسر، مما مكنها من استيعاب كثيرا من الهويات الجامدة والقاصرة عبر التاريخ، وهذا هو عين ما يخشاه أعداء الإسلام من هذه الهوية، قال نيكسون رئيس أمريكا سابقًا في مذاكرته الشهيرة بعنوان " الفرصة السانحة ": "إنَّنا لا نخشى الضَّربة النوويَّة، ولكن نخشى الإسْلام والحرب العقائديَّة الَّتي قد تقْضي على الهويَّة الذاتيَّة للغرب " فهو يقر صراحة بأن الإسلام يمثل تهديدا للهوية الغربية بما يحمله من قوة في أفكاره ومبادئه ورشاقة وحيوية في منهجه، بحيث أصبح ظاهر لكل ذي لب أن هذا الدين هو الدين الحق .قال المبشِّر الإنجليزي الشهير "لورنس براون": "لقد كنَّا نخوف بشعوب مختلفة، ولكنَّنا بعد اختِبار لم نجد مبرِّرًا لمثل هذه المخاوف، لقد كنَّا نخوف من قبل بالخطر اليهودي، وبالخطر الأصْفر، وبالخطر البلشفي، إلاَّ أنَّ هذا التخوُّف كله لم يتَّفق كما تخيَّلناه، إنَّنا وجدنا اليهود أصدِقاء لنا، وعلى هذا يكون كلُّ مضطهد لهم عدوَّنا الألد، ثمَّ رأيْنا أنَّ البلاشفة حلفاء لنا، أمَّا الشعوب الصفر فهناك دول ديمقراطيَّة كبرى تقاومها، ولكنَّ الخطر الحقيقيَّ كامن في نظام الإسلام وفي قوَّته على التوسع والإخضاع، وفي حيويَّته، إنَّه الجدار الوحيد في وجه الاستعمار الأوربي".
أزمة الهوية في عصر العولمة:
كان سقوط الاتحاد السوفيتي سنة 1991 إيذانا بانتهاء حقبة عالم قطبي الثنائية، ودشن الأمريكان حقبة العولمة معلنين فيها عن تفردهم بقيادة العالم والهيمنة على شئونه والتحكم في إدارته بالصورة التي تتواكب مع القيم والثقافة الأمريكية، أو بعبارة أخرى مع الهوية الأمريكية. ولقد اتخذت أمريكا من "العولمة" المزعومة ستارًا لنشْر ثقافتها، وصبغ دول العالم بصبغتها، وفي مقابل ذلك حرصتْ على ألا تعطي فرصة للهُويات الأخرى أن تتحرَّك، أو تثبت وُجُودها، ولم يقتصرْ هذا النهَم الأمريكي في فرْض هُويته على عالمنا الإسلامي، بل لقد امتدَّ حتى شمل دولاً غربية ونصرانيَّة، ولقد تنبه حراس المشروع الثقافي الفرنسي، وأهل الغيرة على الهُوية الفرنسية لهذا النهم الأمريكي، مما جعلهم يرفضون التوقيع على الجزء الثقافي من اتِّفاقية "الجات"، ورفعوا شعار: "الاستثناء الثقافي"، بل وصل الأمر بحراس المشروع الفرنسي أن يستصدروا قانونًا يحظر على الفرنسيين أن يستخدموا أيَّة لغة أجنبية في خطابهم العام، وإلا تعرَّضوا لغرامة تصل إلى ألفي دولار، وذلك في سبيل المحافظة على هويتهم وخصوصيتهم اللغوية ضد العصف العاتي للثقافة الأمريكية.
فالأمم تحاول وهي على طريق الحفاظ على هويتها التعرض دائما بالهجوم على هويات الأمم الأخرى، من باب أن الهجوم هو خير وسيلة للدفاع، ومن هذا المنطلق نستطيع أن نفهم حركة الاستشراق الثقافية التي قادها علماء الغرب منذ أواسط القرن التاسع عشر حتى وقتنا الحالي، ليس من باب التعرف على حضارة وثقافة العرب والمسلمين، ولكن من باب التحصين الفكري لثقافتهم وحضارتهم، يقول الأستاذ محمود محمد شاكر: "وبيِّنٌ لك الآن بلا خفاء أن كتب "الاستشراق" ومقالاته ودراساته كلها مكتوبة أصلاً للمثقف الأوربي وحده لا لغيره، وأنها كتبتْ له لهدفٍ معين في زمان معينٍ، وبأسلوب معين، لا يراد به الوصول إلى الحقيقة المجردة، بل الوصول الموفق إلى حماية عقل هذا الأوربي المثقف من أن يتحرَّك في جهةٍ مخالفة للجهة التي يستقبلها زحف المسيحية الشمالية على دار الإسلام في الجنوب، وأن تكون له نظرة ثابتة هو مقتنع كل الاقتناع بصحتها، ينظر بها إلى صورة واضحة المعالِم لهذا العالَم العربي وثقافته وحضارته وأهله، وأن يكون قادرًا على خَوْض ما يخوض فيه من الحديث، مع من سوف يلاقيهم، أو يُعاشرهم من المسلمين ".
ومن ثم فإن هويتنا الإسلامية بكل مفرداتها ومكوناتها من عقيدة وتاريخ ولغة وثقافة عرضة اليوم لحرب ضروس من أجل تذويب هذه الهوية وسلخ المسلمين من مقومات الصمود والمقاومة والحصانة الفكرية والإيمانية ضد تيارات التغريب والتزييف، وهذه الحرب المقدسة عند أعداء الأمة لها أوجه كثيرة وأساليب متنوعة من أبرزها:
1 ـ الغزو الثقافي والفكري باستخدام آلة إعلامية جبارة تستهدف عقول أبناء المسلمين وتلقي على مسامعهم وقلوبهم الشبهات والشهوات، وتشككهم في تاريخهم وعقيدتهم وتراثهم وثوابتهم الدينية والحضارية.
2 ـ محاولة بث ثقافة التقليد بين أوساط الشباب، وترويج ثقافة الغرب المنتصر دائما والمتفوق حضاريا واجتماعيا وثقافيا، والتقليد هو أنكى سهم ترمى به الهوية الإسلامية .لهذا أدرك أعداء الإسلام مدى ضرورة فتح المدارس الأجنبية في البلاد الإسلامية وذلك لعملية التطهير الديني والتبشير بعقائدهم المناقضة لدين الإسلام، حتى ولو كان في تلك المدارس بعض الأدبيات والمناهج الإسلامية، فنجد أنَّ الحاكم العسكري في مصر "كرومر" في عهد الاحتلال البريطاني لمصر كان يؤكد على ضرورة فتح مدارس تغريبية وأهميته في إفساد عقائد المسلمين بأن أبناء مدرسة فيكتوريا سيكونون جسراً بين الثقافة الإسلامية والثقافة الأجنبية.
3 ـ صرف الناس عن الثقافة الراسخة والأخذ السوي من منابع الدين الأصلية، والاتجاه نحو ثقافة القشور والاهتمام بالفرعيات والتعمق في علوم لا تسمن ولا تغني من جوع، ومحاولة استبدال مناهج التصوف والشطط بالمناهج الأصيلة في الدين.
4 ـ الترويج بقوة للأفكار القومية والمبادئ الوطنية والشعوبية والطائفية والعصبية إلى آخر هذه الهويات البديلة التي تفتت الهوية الأصلية للأمة الإسلامية والتي لا تعرف هذه الحدود والضوابط المصطنعة، ويكفي أن نعرف أن الذي أدخل فكر القومية العربية هم نصارى لبنان بالتعاون مع الإرساليات الأوروبية، والذي أدخل فكر القومية الطورانية هم يهود الدونمة بالتعاون مع المحافل الماسونية.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم