عناصر الخطبة
1/ أهمية أداء النوافل في البيوت وقراءة القرآن 2/ أهمية دخول الملائكة بيوتنا 3/ الأمور التي تُنفر الملائكة من دخول بيوتنا ومجالسنا 4/ حكم وضع التماثيل والمجسمات الحيوانية والصور في البيوت 5/ حكم تعليق الصور في البيوت.اقتباس
فالتماثيل -يا عباد الله- محرم شراؤها أو اقتناؤها سواء كانت أصنامًا كبيرة أو صغيرة، ولقد انتشر في بعض بيوت المسلمين اليوم ظاهرة وضع التماثيل والمجسمات الحيوانية في صورة تحفة على طاولة، وما علم هؤلاء الذين يشترون هذه التُّحَف الصنمية أنهم يطردون ملائكة الرحمة من بيوتهم من حيث لا يشعرون. وقد يتعلل البعض بأنهم يضعون هذه المجسمات لمجرد الزينة وأنهم لا يعظمونها، فأقول لهم حتى لو فعلوا ذلك فإن الملائكة لن تدخل بيوتهم؛ ...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له وليًّا مرشدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وتابعيهم وسلم تسليمًا كثيرًا.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].
أما بعد: فإنَّ خير الحديث كتابُ الله، وخير الهدي هديُ محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
كنا قد تحدثنا في الخطبة الماضية عن بعض أحكام البيوت، وأن بيوت المسلمين تتميز عن بيوت غير المسلمين بخصائص عديدة، من أهمها: أنها بيوت لا تنفر منها الملائكة، وبيوت لا تقوى الشياطين أن تسكن فيها، فبيوت المسلمين بيوت حية بذكر الله -عز وجل- وطاعته؛ لقوله –صلى الله عليه وسلم-: "مَثَلُ الْبَيْتِ الَّذِي يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِ وَالْبَيْتِ الَّذِي لَا يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِ مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ".
وقد أكدنا في تلك الخطبة على أهمية أداء النافلة في البيوت وقراءة القرآن، ثم ذكرنا بعض الوسائل لطرد الشياطين من بيوتنا، ونكمل اليوم الحديث عن أحكام البيوت؛ لنسلط الضوء على أهمية دخول الملائكة بيوتنا؛ إذ إن من صفات بيوت المسلمين أنها بيوت لا تنفر منها الملائكة، وأقصد بالملائكة هنا ملائكة الرحمة، فيجب العلم أنه يوجد العديد من الأمور التي تُنفر الملائكة من دخول بيوتنا ومجالسنا فينبغي تجنبها والحذر منها؛ كي تنزل في بيوتنا السكينة وتغشانا الرحمة، فمن أكثر الأشياء التي تُنفر الملائكة من البيوت ما يلي:
بيت فيه كلب أو تماثيل، فقد روت عَائِشَةَ -رضي الله عنها- أَنَّهَا قَالَتْ: "وَاعَدَ رَسُولَ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام فِي سَاعَةٍ يَأْتِيهِ فِيهَا، فَجَاءَتْ تِلْكَ السَّاعَةُ وَلَمْ يَأْتِهِ وَفِي يَدِهِ عَصًا فَأَلْقَاهَا مِنْ يَدِهِ وَقَالَ: "مَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَا رُسُلُهُ"، ثُمَّ الْتَفَتَ فَإِذَا جِرْوُ كَلْبٍ تَحْتَ سَرِيرِهِ فَقَالَ: "يَا عَائِشَةُ مَتَى دَخَلَ هَذَا الْكَلْبُ هَاهُنَا"؟ فَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا دَرَيْتُ، فَأَمَرَ بِهِ فَأُخْرِجَ، فَجَاءَ جِبْرِيلُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- : "وَاعَدْتَنِي فَجَلَسْتُ لَكَ فَلَمْ تَأْتِ"، فَقَالَ: "مَنَعَنِي الْكَلْبُ الَّذِي كَانَ فِي بَيْتِكَ إِنَّا لَا نَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلَا صُورَةٌ" (رواه الإمام مسلم).
واستثنى بعض أهل العلم كلب الصيد والماشية؛ لقول النبي –صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ اقْتَنَى كَلْبًا إِلَّا كَلْبَ صَيْدٍ أَوْ مَاشِيَةٍ نَقَصَ مِنْ أَجْرِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطَانِ" (رواه مسلم).
ومن البيوت التي تمتنع الملائكة من دخولها: بيت فيه تماثيل لما رواه أَبُو هُرَيْرَةَ –رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم-: "أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ لِي: أَتَيْتُكَ الْبَارِحَةَ فَلَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَكُونَ دَخَلْتُ إِلَّا أَنَّهُ كَانَ عَلَى الْبَابِ تَمَاثِيلُ وَكَانَ فِي الْبَيْتِ قِرَامُ سِتْرٍ فِيهِ تَمَاثِيلُ وَكَانَ فِي الْبَيْتِ كَلْبٌ فَمُرْ بِرَأْسِ التِّمْثَالِ الَّذِي فِي الْبَيْتِ يُقْطَعُ فَيَصِيرُ كَهَيْئَةِ الشَّجَرَةِ وَمُرْ بِالسِّتْرِ فَلْيُقْطَعْ فَلْيُجْعَلْ مِنْهُ وِسَادَتَيْنِ مَنْبُوذَتَيْنِ تُوطَآَنِ وَمُرْ بِالْكَلْبِ فَلْيُخْرَجْ فَفَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- وَإِذَا الْكَلْبُ لِحَسَنٍ أَوْ حُسَيْنٍ كَانَ تَحْتَ نَضَدٍ لَهُمْ فَأُمِرَ بِهِ فَأُخْرِجَ" (رواه أبو داود).
فالتماثيل -يا عباد الله- محرم شراؤها أو اقتناؤها سواء كانت أصنامًا كبيرة أو صغيرة، ولقد انتشر في بعض بيوت المسلمين اليوم ظاهرة وضع التماثيل والمجسمات الحيوانية في صورة تحفة على طاولة، وما علم هؤلاء الذين يشترون هذه التُّحَف الصنمية أنهم يطردون ملائكة الرحمة من بيوتهم من حيث لا يشعرون.
وقد يتعلل البعض بأنهم يضعون هذه المجسمات لمجرد الزينة وأنهم لا يعظمونها، فأقول لهم حتى لو فعلوا ذلك فإن الملائكة لن تدخل بيوتهم؛ لقول النبي –صلى الله عليه وسلم-، فلماذا نطرد ملائكة الرحمة من بيوتنا ونسمح للشياطين أن تسرح وتمرح فيها؟
كما ينبغي أن ننتبه من بعض الخادمات غير المسلمات، خصوصًا البوذيات فهن في الغالب يعبدن الأصنام، ولذلك معظم الخادمات يأتين بصنم بوذا معهن من بلادهن ليعبدنه في بيوتكم، فيطردن الملائكة من بيوتكم وأنتم لا تشعرون، فلذلك امتنعوا من استقدام العمالة البوذية والهندوسية.
ويستثنى من هذه الأصنام ما كان معدًّا للعب الأطفال من عرائس ونحوها لأنها ممتهنة، وقد جاء النص الشرعي في استثنائها؛ حيث روت عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ أَوْ خَيْبَرَ وَفِي سَهْوَتِهَا سِتْرٌ فَهَبَّتْ رِيحٌ فَكَشَفَتْ نَاحِيَةَ السِّتْرِ عَنْ بَنَاتٍ لِعَائِشَةَ لُعَبٍ فَقَالَ: "مَا هَذَا يَا عَائِشَةُ"؟ قَالَتْ: بَنَاتِي وَرَأَى بَيْنَهُنَّ فَرَسًا لَهُ جَنَاحَانِ مِنْ رِقَاعٍ، فَقَالَ: "مَا هَذَا الَّذِي أَرَى وَسْطَهُنَّ"؟ قَالَتْ: فَرَسٌ، قَالَ: "وَمَا هَذَا الَّذِي عَلَيْهِ"؟ قَالَتْ: جَنَاحَانِ، قَالَ: "فَرَسٌ لَهُ جَنَاحَانِ"؟ قَالَتْ: أَمَا سَمِعْتَ أَنَّ لِسُلَيْمَانَ خَيْلًا لَهَا أَجْنِحَةٌ؟ قَالَتْ: فَضَحِكَ حَتَّى رَأَيْتُ نَوَاجِذَهُ. (رواه أبو داود).
ومما يتأذى منه الملائكة: استخدام جلود النمور؛ حيث روى أبو هريرة -رضي الله عنه- أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تصحب الملائكة رفقة فيها جلد نمر" (رواه أبو داود وصححه الألباني).
ولا ندري ما الحكمة في ذلك، ولكن الواجب الانقياد لما يحبه الله ويشرعه لنا؛ لذلك فلتحذر النساء من شراء حقائب أو أحذية من جلد النمور؛ لأن ملائكة الرحمة ستنفر منكنّ!
ومن البيوت التي تنفر منها الملائكة: وجود بول منتقع؛ حيث روى عبدالله بن يزيد الخطمي أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يُنقَعُ بولٌ في طست في البيت فإن الملائكة لا تدخل بيتا فيه بول مُنتَقعٌ، ولا تبولنّ في مغتسلِك" (رواه الحاكم وصححه الألباني).
ومن البيوت التي لا تدخلها الملائكة: بيت فيه صور ذوات أرواح معلقة، أما صور المناظر الطبيعية فلا حرج فيها، فقد سترت عائشة -رضي الله عنها- ذات يوم رفا في حجرتها بستارة قماشية فيها صور لتماثيل، فماذا قال لها رسول الله –صلى الله عليه وسلم-؟
فعن عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قالت: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- مِنْ سَفَرٍ وَقَدْ سَتَرْتُ بِقِرَامٍ –أي بستارة- لِي عَلَى سَهْوَةٍ – أي: رفّ في جدار- لِي فِيهَا تَمَاثِيلُ فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- هَتَكَهُ وَقَالَ: "أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُضَاهُونَ بِخَلْقِ اللَّهِ"، قَالَتْ: فَجَعَلْنَاهُ وِسَادَةً أَوْ وِسَادَتَيْنِ. (رواه البخاري).
وسبق أن ذكرت لكم حديث أبي هريرة –رضي الله عنه- أن رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- قال: "أَتَانِي جِبْرِيلُ -عَلَيْهِ السَّلَام- فَقَالَ لِي: أَتَيْتُكَ الْبَارِحَةَ فَلَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَكُونَ دَخَلْتُ إِلَّا أَنَّهُ كَانَ عَلَى الْبَابِ تَمَاثِيلُ، وَكَانَ فِي الْبَيْتِ قِرَامُ سِتْرٍ فِيهِ تَمَاثِيلُ، وَكَانَ فِي الْبَيْتِ كَلْبٌ فَمُرْ بِرَأْسِ التِّمْثَالِ الَّذِي فِي الْبَيْتِ يُقْطَعُ فَيَصِيرُ كَهَيْئَةِ الشَّجَرَةِ، وَمُرْ بِالسِّتْرِ فَلْيُقْطَعْ فَلْيُجْعَلْ مِنْهُ وِسَادَتَيْنِ مَنْبُوذَتَيْنِ تُوطَآَنِ، وَمُرْ بِالْكَلْبِ فَلْيُخْرَجْ فَفَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم-" (رواه أبو داود).
قال بعض أهل العلم: في هذا الحديث دليل على تحريم تعليق الصور على جدران الغرف والمجالس ونحوها.
وذكر أبو العباس القرطبي -رحمه الله تعالى- تعليل ذلك بقوله: إنما لم تدخل الملائكة البيت الذي فيه الصورة؛ لأن متخذها قد تشبه بالكفار؛ لأنهم يتخذون الصور في بيوتهم ويعظمونها فكرهت الملائكة ذلك فلم تدخل بيته هجرًا له لذلك. اهـ (شرح سنن النسائي 33/115).
ومن البيوت التي لا تدخلها الملائكة بيت فيه جرس؛ لما رواه أبو هُرَيْرَةَ –رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "لَا تَصْحَبُ الْمَلَائِكَةُ رُفْقَةً فِيهَا كَلْبٌ وَلَا جَرَسٌ" (رواه مسلم).
ويقصد بالجرس ما كان صوته يشبه صوت ناقوس الكنائس، وهو صوت متقطع بين فترتين معروف، ولا يدخل في ذلك جرس الهاتف وأجراس البيوت، إلا إذا كانت على نفس صوت ناقوس الكنائس أو الجرس الموسيقي، فقد جاء عن أبي هُرَيْرَةَ –رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "الْجَرَسُ مَزَامِيرُ الشَّيْطَانِ" (رواه مسلم).
وقد سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء: ما هو الجرس المحرم؟ مع العلم بأنه يوجد أجراس كهربائية تصدر أصوات طيور، وأجراس ساعات تدق حديدة بأخرى، وغيرها من الأنواع؟
فأجابت: "الأجراس المستعملة في البيوت والمدارس ونحوها جائزة، ما لم تشتمل على محرم، كشبهها بنواقيس النصارى، أو لها صوت كالموسيقى، فإنها حينئذ تكون محرمة لذلك" اهـ (فتاوى اللجنة الدائمة: 26/284).
فإذا كان مجرد الجرس تنفر منه ملائكة الرحمة، فكيف بالموسيقى والغناء الذي تمتلئ به بعض البيوت؛ لذلك ينبغي للعبد البعد عن النغمات الموسيقية التي في الجوالات لاحتمال نفور الملائكة منها.
هذه بعض الأعمال التي لا يحل أن تدخل بيوتنا.
أسأل الله تعالى أن يطهر بيوتنا مما يسخط الله -عز وجل-، وأن يجعلها بيوتًا مباركة علينا طيبة تنزل فيها السكينة وتغشاها الرحمة؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا، وكفانا وآوانا ورزقنا منازل نؤوي إليها، فكم ممن لا كافي له ولا مئوي، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آل بيته الطاهرين وعلى صحابته الغر الميامين وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.
أما بعد: فاتقوا الله –تعالى- حق التقوى، وتعلموا أحكام البيوت وآدابها؛ لتكون بيوتكم عامرة بذكر الله -عز وجل-، وجنِّبوها الأعمال التي تمنع دخول الملائكة فيها، فإن من موانع السعادة والتوفيق ونزع البركة من البيوت؛ جعل البيت جاذبًا لمردة الجن والشياطين وطاردًا للملائكة، فما بالنا نغلق أبواب بيوتنا في وجوه الملائكة، ونفتحها للشياطين ثم بعد ذلك نشكي سوء أحوالنا، وكثرة مشاكلنا الأسرية؟
أيها الإخوة في الله: لا يزال هناك بعض الخصال المذمومة شرعًا تمنع دخول الملائكة بيوتنا لعلنا نكملها في خطبة قادمة -إن شاء الله تعالى- خشية الإطالة عليكم.
اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت.
اللهم أحينا على أحسن الأحوال التي ترضيك عنا، وأمتنا على أحسن الأحوال التي ترضيك عنا.
اللهم ارزقنا الثبات حتى الممات، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر.
اللهم احفظ علينا أمننا واستقرارنا، وأصلح ولاة أمرنا، وارزقهم بطانة صالحة ناصحة يا رب العالمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، واخذل أعداء الدين.
اللهم لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته…، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم