عناصر الخطبة
1/ وجوب الإحداد 2/ مدة الإحداد 3/ نسخ ما كان من أمور الجاهلية 4/ على من يجب الإحداد 5/ خمسة أصول يجب على المرأة اجتنابها 6/ وجوب مكوث المرأة في بيت زوجها أربعة أشهرٍ وعشراً 7/ حرمة الخروج من منزل الزوج إلا لضرورة 8/ من بدعيات الإحداد اليوم في الوضع العاماقتباس
الإحداد في الإسلام مضبوطٌ بأحكامٍ معلومةٍ وقواعد معتبرة، فما يتعارف عليه في بعض الأوساط من أمورٍ لا أصل لها -كإيجاب ثوب خاص للإحداد، أو الالتزام بلونٍ معينٍ على المرأة، أو امتناع المرأة في حال إحدادها من مشط رأسها أو غسل بدنها أو التنظف وإزالة الأقذار- فهذا مما لا أصل له في الإسلام، وهو من أمور الجاهلية التي نسخها الإسلام ..
الحمد لله العلي الأعلى تفرد بالكبرياء والبقاء، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له في الآخرة الأولى، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدًا عبده ورسوله النبي المصطفى، اللهم صلِّ وسلِّمْ وبارِكْ عليه وعلى آله وأصحابه الأصفياء.
أما بعد:
يا أيها المسلمون: اتقوا الله حق التقوى، واستمسكوا منه بالعروة الوثقى.
معاشر المؤمنين: لقد كتب الله -سبحانه- الموت على كل مخلوق..
ومما شرعه الإسلام في حق الزوجة عند وفاة زوجها الإحداد، وهو واجب من واجبات الله -جل وعلا- على المرأة المتوفى عنها زوجها.. قال -سبحانه-: ( وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً ) [البقرة: 234]، ويقول المصطفى -صلى الله عليه وسلم-: " لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميتٍ فوق ثلاث.. إلا على زوجٍ أربعة أشهرٍ وعشرا " متفق عليه..
وعلى الوجوب نقل إجماع الصحابة ومن بعدهم من العلماء الإحداد على الميت خاص بالنساء على الزوج وجوباً أربعة أشهرٍ وعشرا، وعلى الميت القريب جوازًا ثلاثة أيامٍ فأقل.
إخوة الإسلام: الإحداد في الإسلام مضبوطٌ بأحكامٍ معلومةٍ وقواعد معتبرة، فما يتعارف عليه في بعض الأوساط من أمورٍ لا أصل لها -كإيجاب ثوب خاص للإحداد، أو الالتزام بلونٍ معينٍ على المرأة، أو امتناع المرأة في حال إحدادها من مشط رأسها أو غسل بدنها أو التنظف وإزالة الأقذار- فهذا مما لا أصل له في الإسلام، وهو من أمور الجاهلية التي نسخها الإسلام، وهكذا لم يفرض على المحد من منعها من الأشغال المباحة أو أكل بعض المأكولات.. كالفاكهة ونحوها أو شرب بعض المشروبات، أو منعها من الخروج في فناء بيتها في ضوء القمر، أو إلزامها بالاعتزال عن الناس مطلقاً، أو أنها لا يجوز لها أن تكلم أحدٍ من الرجال كائنٍ من كان؛ فهذا كله لا يجوز للحاد أن تفعله على أنه من أحكام الإحداد في الإسلام لأنه لا أصل له، بل إنه مخالفٌ للشرع المطهر.
معاشر المسلمين: ومن أحكام الإحداد: أنه واجبٌ على كل زوجةٍ توفي عنها زوجها بعد أن عقد عليها بنكاحٍ صحيحٍ ولو قبل أن يدخل بها..
وكذا يلزم الإحداد المطلقة طلاقًا رجعياً إذا توفي مطلقها قبل انقضاء العدة.. وهو محل إجماعٍ عند العلماء..
ومن مات عنها زوجها وهي حاملٌ -أي في حال حملٍ منه- فمتى انقضى حملها سقط وجوب الإحداد عنها ولو لم تكمل الأربعة أشهر وعشرا؛ لأن زمن الإحداد هو زمن عدة الوفاة كما نص عليه أهل العلم لعموم قوله -جل وعلا-:(..وَأُوْلَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ..) [الطلاق: 4].
إخوة الإسلام: ومن أحكام الإحداد: أن مدته تبدأ منذ وفاة الزوج سواءً علمت بذلك حين الوفاة أم لم تعلم.. فإذا لم يأتها خبر الوفاة حتى مضت بعض عدتها أكملت ما بقي من عدتها حادةً ولم تعد ما مضى منها حينئذٍ..
ولا يجوز للمرأة أن تحد فوق مدة العدة كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة.
إخوة الإيمان: ومما ثبتت به السنة الصحيحة عن رسولنا -صلى الله عليه وسلم- مما يجب على المرأة الحادة اجتنابه جملة أصول هي:
الأول: الطيب واستعماله في بدن أو ثوب أو طعام، ولا بأس بالأدهان غير المطيبة التي لا تستعمل للزينة عادة.
الثاني من الأصول: يحرم على الحادة أن تتزين في بدنها بما يحسنها ويجملها عادة لدى الرجال، ومن ذلك الخضاب بالحناء.
الثالث: الاكتحال إلا عند الضرورة إلى ذلك، وبشرط ألا تنتفع الضرورة بغيره فتكتحل حينئذ إذا اضطرت ليلاً وتمسحه نهاراً كما نص على ذلك حديث أم سلمة -رضي الله عنها-.
الرابع من الأصول: يحرم على الحادة أن تلبس الثياب التي تتزين بها المرأة من أي نوع كان، مما فيه خاصية ترغيب الرجال بالنساء، أما الثياب البذلة التي ليست للزينة فلا تدخل في ذلك النهي.
الخامس من الأصول: أنه يحرم على الحادة لبس الحلي كله من الذهب أو الفضة، وإلى ذلك ذهب الأئمة الأربعة وألحق بعض الفقهاء الجواهر الأخرى، كاللؤلؤ ونحوه بالذهب والفضة؛ لأنه من الحلي، وهو قول معتبر لقول الله -جل وعلا-: ( وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا ) [النحل: 14].
معاشر المسلمين: ومن أحكام الإحداد أنه يجب على المحتدة أن تلزم بيت الزوجية الذي كانت تسكنه عندما بلغها نعي زوجها، إلا إذا كان هناك ضرر يلحق بها من ذلك، فحينئذ لا حرج عليها وَفقَ قواعدَ معتبرةٍ، جاء في قصة الفريعة بنت مالك ابن سنان حينما توفي زوجها أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لها: " امكثي في بيتك حتى يبلغ الكتاب أجله، قالت:
فاعتدت فيه أربعة أشهر وعشرا، قالت: فلما كان عثمان -رضي الله عنه- أرسل إليَّ يسألني عن ذلك ؟ فأخبرته فاتبعه وقضى به " أخرجه مالك وأصحاب السنن.
إخوة الإسلام: ومن أحكام الإحداد أن الحادة لا يجوز لها أن تخرج من منزلها حال الإحداد إلا لحاجة ماسَّة لا تقوم إلا بها.. فمن قواعد الشريعة حينئذ أن الحاجة الخاصة أو العامة تنزل منزلة الضرورة، ولا واجب مع عجز، ولا حرام مع ضرورة.
عباد الله: هذه أحكام الإسلام فالتزموها وأطيعوا الله -جل وعلا- بامتثال حدوده والوقوف عندها، تفلحوا وتسعدوا دنيا وأخرى..( تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ ) [النساء: 13 – 14].
بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة، ونفعنا بما فيهما من الأحكام، أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
أحمد ربي وأشكره، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدًا عبده ورسوله، اللهم صلِّ وسلِّمْ وبارك عليه وعلى آله وأصحابه.
أما بعد:
فياأيها المسلمون: اتقوا الله -جل وعلا- ففي ذلك السعادة الكبرى والغنيمة العظمى.
إخوة الإسلام: ومن الإحداد الممنوع ما تحدثه بعض المجتمعات عند وفاة كبير أو زعيم من إغلاق المحلات وتعطيل الأعمال وتنكيس الأعلام وإقامة المدائح للمتوفى؛ فقد نص أهل العلم على أنها من المحدثات التي ما أنزل الله بها من سلطان، ومن التشبه بالكفار والأعداء.
ثم إن الله -جل وعلا- أمرنا بأمرٍ عظيمٍ ترتفع به أجورنا وتزكو به حياتنا وأخرانا؛ ألا وهو الإكثار من الصلاة والتسليم على سيدنا ونبينا محمدٍ، اللهم صلِّ وسلِّمْ وبارِكْ وأنعمْ على سيدنا ونبينا وحبيبنا محمدٍ، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين -أبي بكر وعمر وعثمان وعلي- وعن سائر الصحابة والآل أجمعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين. اللهم أعز الإسلام والمسلمين. اللهم أعز الإسلام والمسلمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم دمر أعداء المسلمين، اللهم من أراد بالمسلمين سوءًا فأشغله في نفسه، اللهم من أراد بالمسلمين سوءًا فأشغله في نفسه، اللهم احفظ المسلمين في كل مكان. اللهم احفظ المسلمين في كل مكان. اللهم احفظ المسلمين في كل مكان.
اللهم إنا نعوذ بك من المحن والزلازل ومن الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم إنا نعوذ بك من مصيبات هذه الدنيا، اللهم إنا نعوذ بك من مصيبات الدنيا والآخرة.
اللهم إنا نعوذ بك من مصيبات الدنيا والآخرة. اللهم إنا نعوذ بك من مصيبات الدنيا والآخرة، اللهم أعذنا من مصيبات الدنيا والآخرة.
اللهم آمنا في أوطاننا. اللهم آمنا في أوطاننا. اللهم آمنا في أوطاننا، اللهم آمنا في بلداننا..
اللهم أنزل الأمن والاستقرار في ربوع بلاد الإسلام والمسلمين ياذا الجلال والإكرام..
اللهم ولِّ عليهم خيارهم. اللهم ولِّ عليهم خيارهم. اللهم ولِّ عليهم خيارهم، اللهم واكفهم شرارهم، اللهم واكفهم فجارهم، اللهم واكفهم فجارهم ياذا الجلال والإكرام..
اللهم وفق ولي أمرنا لما تحب وترضى، وفق ولي أمرنا لما تحب وترضى يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، ( .. رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) [البقرة: 201]..
اللهم أنزل شفاءك على كل مريض.
اللهم أنزل شفاءك على كل مريض، اللهم أنزل شفاءك على كل مريض ياذا الجلال والإكرام.
عباد الله: اذكروا الله ذكراً كثيراً، وسبحوه بكرةً وأصيلًا.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم