آفات اللسان

ملتقى الخطباء - الفريق العلمي

2022-10-07 - 1444/03/11 2022-10-30 - 1444/04/05
عناصر الخطبة
1/خطورة اللسان 2/آفات اللسان 3/ السلف الصالح رضي الله عنهم أنموذجاً في حفظ ألسنتهم.

اقتباس

الْوَاجِبُ عَلَى مَنْ عَلِمَ مِنْ أَخِيهِ زَلَّةً: أَنْ يَسْتُرَ عَلَيْهِ وَيُنَاصِحَهُ، أَوْ يَرْفَعَ أَمْرَهُ إِلَى وَلِيِّ الأَمْرِ إِذَا اقْتَضَتِ الْمَصْلَحَةُ ذَلِكَ، أَمَّا أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ زَلَّتِهِ مَوْضُوعًا يَتَحَدَّثُ عَنْهُ فِي الْمَجَالِسِ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ أَقْبَحِ الْخِصَالِ،...

الْخُطْبَةُ الأُولَى:

 

إِنَّ الْحَمْدَ للهِ؛ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَهْدِيهِ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَتَابِعِيهِمْ بِإِحْسَانٍ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا؛ (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب:70-71]، أَمَّا بَعْدُ:

 

أَيُّهَا النَّاسُ: اتَّقُوا اللهَ -تَعَالَى-، وَتَحَفَّظُوا مِنْ أَلْسِنَتِكُمْ؛ فَإِنَّ كَلَامَكُمْ مَحْفُوظٌ عَلَيْكُمْ، قَالَ -تَعَالَى-: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)[ق: 18].

 

وَأَمَرَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِالصَّمْتِ، إِلَّا إِذَا كَانَ الْكَلَامُ خَيْرًا؛ فَقَالَ: "مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ"(رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ).

 

وَقَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِمُعَاذٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- لَمَّا سَأَلَهُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ قَالَ: "ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ! وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ؟!"؛ فَمَنْ زَرَعَ خَيْرًا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ حَصَدَ الْكَرَامَةَ، وَمَنْ زَرَعَ شَرًّا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ حَصَدَ النَّدَامَةَ.

 

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِنَّ آفَاتِ اللِّسَانِ كَثِيرَةٌ وَمُتَنَوِّعَةٌ؛ فَالْآفَةُ الْأُولَى: الْقَوْلُ عَلَى اللهِ بِلَا عِلْمٍ، وَهُوَ قَرِينُ الشِّرْك، وَيَدْخُلُ فِيهَا شَهَادَةُ الزُّورِ الَّتِي عَدَلَتِ الْإِشْرَاكَ بِاللهِ، وَيَدْخُلُ فِيهَا السِّحْرُ وَالْقَذْفُ.

 

الْآفَةُ الثَّانِيَةُ: الْخَوْضُ فِي الْبَاطِلِ، وَهُوَ الْكَلَامُ فِي الْمَعَاصِي، وَالتَّحَدُّثُ عَنْهَا بِمَا يُرَوِّجُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَيُشِيعُ الْفَاحِشَةَ بَيْنَهُمْ، وَمِنْ ذَلِكَ مَا يَقَعُ فِي الْمُجْتَمَعِ مِنَ الْمُخَالَفَاتِ الَّتِي يَرْتَكِبُهَا بَعْضُ الْأَفْرَادِ؛ فَإِنَّ التَّحَدُّثَ عَنْهَا فِي الْمَجَالِسِ يُفْرِحُ الْأَشْرَارَ وَالْمُنَافِقِينَ، وَيُشِيعُ الْفَاحِشَةَ فِي الْمُؤْمِنِينَ، وَقَدْ قَالَ اللهُ -تَعَالَى-: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)[النور: 19].

 

الْآفَةُ الثَّالِثَةُ: التَّكَلُّمُ بِالْفُحْشِ وَالسَّبِّ وَالْبَذَاءَةِ وَالشَّتْمِ؛ فَإِنَّ بَعْضَ النَّاسِ يَعْتَادُ النُّطْقَ بِلَعْنِ الْأَشْخَاصِ وَالْأَمَاكِنِ وَالدَّوَابِّ؛ فَيَكُونُ النُّطْقُ بِاللَّعْنَةِ أَسْهَلَ الْأَلْفَاظِ عَلَيْهِ، وَرُبَّمَا يُوَاجِهُ بِهَا صَدِيقَهُ وَصَاحبَهُ الْعَزِيزَ عَلَيْهِ، وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَعْنُ الْمُؤْمِنِ كَقَتْلِهِ"، وَقَالَ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-: "لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَاللَّعَّانِ، وَلَا الْفَاحِشِ وَلَا الْبَذِيءِ".

 

وَقَدْ لَعَنَتِ امْرَأَةٌ نَاقَةً لَهَا؛ فَأَمَرَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِأَخْذِ مَا عَلَيْهَا وَتَرْكِهَا، وَقَالَ: "لَا تَصْحَبْنَا نَاقَةٌ مَلْعُونَةٌ"؛ وَبَعْضُ النَّاسِ حِينَمَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ مُنَازَعَةٌ أَوْ مَشَادَّةٌ؛ فَإِنَّهُ يُطْلِقُ لِسَانَهُ عَلَيْهِ بِالسَّبِّ وَالشَّتْمِ وَالتَّعْيِيرِ، وَرَمْيِهِ بِمَا لَيْسَ فِيهِ مِنْ قَبِيحِ الْخِصَالِ.

 

وَلَا يَدْرِي هَذَا الْمِسْكِينُ أَنَّهُ إِنَّمَا يَجْنِي عَلَى نَفْسِهِ، وَيُحَمِّلُهَا أَوْزَارَ مَا يَقُولُ. وَاللهُ -تَعَالَى- قَدْ أَمَرَ مَنْ وُجِّهَ إِلَيْهِ شَيْءٌ مِنَ الشَّتَائِمِ وَالسِّبَابِ أَنْ يَدْفَعَ ذَلِكَ بِالْكَلَامِ الْحَسَنِ، قَالَ -تَعَالَى-: (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)[المؤمنون: 96]؛ فَإِذَا كَانَ الْمُعْتَدَى عَلَيْهِ بِالْكَلَامِ السَّيِّئِ مَأْمُورًا بِدَفْعِهِ بِكَلَامٍ حَسَنٍ؛ ابْتِعَادًا عَنِ النُّطْقِ بِالْفُحْشِ وَلَوْ قِصَاصًا، فَكَيْفَ الَّذِي يَبْدَأُ بِالْفُحْشِ وَيَتَفَوَّهُ بِالْإِثْمِ؟!

 

الْآفَةُ الرَّابِعَةُ مِنْ آفَاتِ اللِّسَانِ: كَثْرَةُ الْمِزَاحِ؛ فَإِنَّ الْإِفْرَاطَ فِي الْمِزَاحِ وَالْمُدَاوَمَةَ عَلَيْهِ مَنْهِيٌّ عَنْهُمَا؛ لِأَنَّهُ يُسْقِطُ الْوِقَارَ، وَيُوجِبُ الضَّغَائِنَ وَالْأَحْقَادَ؛ أَمَّا الْمِزَاحُ الْيَسِيرُ النَّزِيهُ؛ فَإِنَّهُ لَا بَأْسَ بِهِ؛ لِأَنَّ فِيهِ انْبِسَاطاً وَطِيبَ نَفْسٍ، وَكَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَمْزَحُ وَلَا يَقُولُ إِلَّا حَقًّا.

 

الْآفَةُ الْخَامِسَةُ مِنْ آفَاتِ اللِّسَانِ: الِاسْتِهْزَاءُ وَالسُّخْرِيَةُ بِالنَّاسِ، وَتَتَبُّعُ عَثَرَاتِهِمْ، وَالْبَحْثُ عَنْ عَوْرَاتِهِمْ، وَالتَّنَدُّرُ بِذَلِكَ، وَانْتِقَاصُهُمْ، وَالضَّحِكُ مِنْهُمْ، قَالَ -تَعَالَى-: (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ)[الهمزة:1]؛ يَعْنِي: الَّذِي يَزْدَرِي النَّاسَ وَيَنْتَقِصُهُمْ، وَقِيلَ: الْهَمْزُ بِالْقَوْلِ وَاللَّمْزُ بِالْفِعْلِ، تَوَعَّدَهُ اللهُ بِالْوَيْلِ.

 

الْآفَةُ السَّادِسَةُ وَالسَّابِعَةُ مِنْ آفَاتِ اللِّسَانِ: الْغِيبَةُ وَالنَّمِيمَةُ، وَهُمَا مِنْ كَبَائِرِ الذُّنُوبِ، وَالْغِيبَةُ: ذِكْرُكَ أَخَاكَ حَالَ غَيْبَتِهِ بِمَا يَكْرَهُ، وَالنَّمِيمَةُ: نَقْلُ الْحَدِيثِ بَيْنَ النَّاسِ عَلَى وَجْهِ الْإِفْسَادِ، وَقَدْ شَبَّهَ اللهُ الْمُغْتَابَ بِآكِلِ الْمَيْتَةِ، قَالَ -تَعَالَى-: (وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ)[الحجرات: 12].

 

وَأَخْبَرَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّ النَّمَّامَ يُعَذَّبُ فِي قَبْرِهِ، وَأَخْبَرَ أَنَّ النَّمَّامَ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ فَقَدْ رَوَى الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ نَمَّامٌ"، وَالنَّمَّامُ يُفْسِدُ بَيْنَ النَّاسِ وَيَزْرَعُ فِي الْقُلُوبِ الْأَحْقَادَ وَالْأَضْغَانَ، وَيَهْدِمُ الْبُيُوتَ وَيُخَرِّبُ الْأَوْطَانَ، وَقَدْ قَالَ -تَعَالَى-: (وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ * هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ * مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ)[القلم: 10 - 12].

 

أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ؛ فَاسْتَغْفِرُوهُ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

 

 

الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:

 

الْحَمْدُ للهِ وَحْدَهُ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنْ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ، أَمَّا بَعْدُ:

 

عِبَادَ اللهِ: لَقَدْ كَانَ خَوْفُ السَّلَفِ الصَّالِحِ مِنْ آفَاتِ اللِّسَانِ عَظِيمًا، كَانَ أَبُو بَكْرٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- يُمْسِكُ لِسَانَهُ وَيَقُولُ: "هَذَا الَّذِي أَوْرَدَنِي الْمَوَارِدَ".

 

وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- يَأْخُذُ بِلِسَانِهِ وَهُوَ يَقُولُ: "وَيْحَكَ! قُلْ خَيْرًا تَغْنَمْ، أَوِ اسْكُتْ عَنْ سُوءٍ تَسْلَمْ، وَإِلَّا فَاعْلَمْ أَنَّكَ سَتَنْدَمُ"؛ فَقِيلَ لَهُ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ لِمَ تَقُولُ هَذَا؟ قَالَ: "إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ الْإِنْسَانَ لَيْسَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ جَسَدِهِ أَشَدَّ حَنَقًا أَوْ غَيْظًا مِنْهُ عَلَى لِسَانِهِ، إِلَّا مَنْ قَالَ بِهِ خَيْرًا، أَوْ أَمْلَى بِهِ خَيْرًا".

 

وَكَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- يَحْلِفُ بِاللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ: مَا عَلَى الْأَرْضِ شَيْءٌ أَحْوَجُ إِلَى طُولِ سَجْنٍ مِنْ لِسَانٍ".

 

وَقَالَ الْحَسَنُ: "اللِّسَانُ أَمِيرُ الْبَدَنِ؛ فَإِذَا جَنَى عَلَى الْأَعْضَاءِ شَيْئًا جَنَتْ؛ وَإِذَا عَفَّ عَفَّتْ".

 

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِنَّ الْإِكْثَارَ مِنَ الْكَلَامِ الَّذِي لَا حَاجَةَ إِلَيْهِ يُوجِبُ قَسَاوَةَ الْقَلْبِ، كَمَا رَوَى التِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا: "لَا تُكْثِرُوا الْكَلَامَ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللهِ؛ فَإِنَّ كَثْرَةَ الْكَلَامِ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللهِ قَسْوَةٌ لِلْقَلْبِ، وَإِنَّ أَبْعَدَ النَّاسِ عَنِ اللهِ الْقَلْبُ الْقَاسِي".

 

وَقَالَ عُمَرُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: "مَنْ كَثُرَ كَلَامُهُ كَثُرَ سَقَطُهُ، وَمَنْ كَثُرَ سَقَطُهُ كَثُرَتْ ذُنُوبُهُ، وَمَنْ كَثُرَتْ ذُنُوبُهُ كَانَتِ النَّارُ أَوْلَى بِهِ".

 

وَاللِّسَانُ تَرْجُمَانُ الْقَلْبِ وَالْمُعَبِّرُ عَنْهُ، وَقَدْ أُمِرْنَا بِاسْتِقَامَةِ الْقَلْبِ وَاللِّسَانِ، قَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ، وَلَا يَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ"(رَوَاهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ).

 

وَرَوَى التِّرْمِذِيُّ: "إِذَا أَصْبَحَ ابْنُ آدَمَ؛ فَإِنَّ الْأَعْضَاءَ كُلَّهَا تُكَفِّرُ اللِّسَانَ؛ فَتَقُولُ: اتَّقِ اللهَ فِينَا؛ فَإِنَّمَا نَحْنُ بِكَ؛ فَإِنِ اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنَا، وَإِنِ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا".

 

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: احْفَظُوا أَلْسِنَتَكُمْ، وَزِنُوا أَقْوَالَكُمْ؛ فَإِنَّ الْإِنْسَانَ قَبْلَ أَنْ يَتَكَلَّمَ يَمْلِكُ كَلَامَهُ، لَكِنَّهُ إِذَا تَكَلَّمَ مَلَكَهُ كَلَامُهُ.

 

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، واخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ، اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، وَارْزُقْهُمُ الْبِطَانَةَ الصَّالِحَةَ النَّاصِحَةَ.

 

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ.

 

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا وَوَالِدِينَا عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ.

 

هَذَا، وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ؛ حَيْثُ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ؛ فَقَالَ فِي كِتَابِهِ: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56].

المرفقات

آفات اللسان.pdf

آفات اللسان.doc

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات