آثار الطلاق ومساوئه على الأسرة

ملتقى الخطباء - الفريق العلمي

2023-02-10 - 1444/07/19 2023-02-12 - 1444/07/21
عناصر الخطبة
1/آثار الطلاق ومساوئه على الزوج المطلِّق 2/آثار الطلاق ومساوئه على الزوجة المطلقة 3/آثار الطلاق ومساوئه على الأولاد 4/ آثار الطلاق ومساوئه على أهل الزوجين 5/وصايا للزوجين والأولاد وأقارب الزوجين عند حدوث الطلاق.

اقتباس

مِنْ آثَارِ الطَّلَاقِ وَمَسَاوِئِهِ: ضَيَاعُ الْأَبْنَاءِ تَرْبِيَةً وَرِعَايَةً فِي ظِلِّ الْأَجْوَاءِ الْمَشْحُونَةِ بِالْخِلَافِ وَالشِّقَاقِ وَالنِّزَاعِ وَالتَّقَاطُعِ وَانْشِغَالِ الْأَبِ بِوَضْعِهِ الطَّارِئِ، وَحَالِ الْأُمِّ الْمِسْكِينَةِ الَّتِي انْهَدَّ عَلَيْهَا بَيْتُ الزَّوْجِيَّةِ؛ فَالْأَبُ الْعَاقِلُ يُدْرِكُ تَبِعَاتِ الطَّلَاقِ عَلَى نَفْسِهِ وَأَوْلَادِهِ فَيَحْرِصُ عَلَى حِمَايَةِ جِدَارِ الْأُسْرَةِ...

الخطبة الأولى:

 

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَتُوبُ إِلَيْهِ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آلِ عِمْرَانَ: 102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النِّسَاءِ: 1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 70-71]، أَمَّا بَعْدُ:

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِنَّ الْحَيَاةَ الزَّوْجِيَّةَ جَنَّةٌ وَارِفَةُ الظِّلَالِ، يَتَفَيَّأُ الْإِنْسَانُ بِأَشْجَارِهَا الظَّلِيلَةِ فَيَجِدُ السَّعَادَةَ وَالسَّكِينَةَ، وَالْمَوَدَّةَ وَالطُّمَأْنِينَةَ، وَبَيْنَ أَجْوَائِهَا الْعَطِرَةِ يَشْرَعُ فِي بِنَاءِ مُسْتَقْبَلِهِ الْحَيَاتِيِّ، وَيُحَقِّقُ بَعْضَ أَمَانِيهِ فِي سَبِيلِهِ الْمَعِيشِيِّ، فِي رُفْقَةِ شَرِيكٍ مُسَاعِدٍ مَحْبُوبٍ، وَجَلِيسٍ مُعَاضِدٍ مَرْغُوبٍ؛ غَيْرَ أَنَّ هَذِهِ الرَّابِطَةَ إِذَا انْحَلَّتْ عُرَاهَا بِالْفِرَاقِ، وَذَهَبَ كُلُّ شَرِيكٍ إِلَى سَبِيلِهِ بَعْدَ الطَّلَاقِ، وَنَتَجَ عَنْهُ آثَارٌ سَيِّئَةٌ بَعْدَ هَذِهِ الْعِشْرَةِ الطَّيِّبَةِ الَّتِي لَمْ تَدُمْ؛ خَاصَّةً إِذَا جَاءَ الطَّلَاقُ عَنِ اسْتِعْجَالٍ، وَسَبَبٍ لَا يُوجِبُ اتِّخَاذَ هَذَا الْقَرَارِ.

 

عِبَادَ اللَّهِ: وَالْآثَارُ السَّيِّئَةُ لَا تَقْتَصِرُ عَلَى طَرَفٍ دُونَ طَرَفٍ بَلْ تَشْمَلُ كُلَّ الْأَطْرَافِ الْمَعْنِيِّينَ بِهَذِهِ الْقَضِيَّةِ؛ فَلَهُ آثَارٌ سَيِّئَةٌ عَلَى الزَّوْجِ الْمُطَلِّقِ، وَآثَارٌ عَلَى الزَّوْجَةِ الْمُطَلَّقَةِ، وَآثَارٌ عَلَى أَوْلَادِهِمَا، وَآثَارٌ عَلَى سَائِرِ الْأُسْرَةِ؛ فَتَعَالَوْا بِنَا لِنَنْظُرَ فِي بَعْضِ هَذِهِ الْآثَارِ؛ حَتَّى يَتَرَيَّثَ مُرِيدُ الطَّلَاقِ قَبْلَ طَلَاقِهِ، مُفَكِّرًا فِي الْعَوَاقِبِ النَّاتِجَةِ عَنْ قَرَارِهِ فَيَدْرُسَ الْمَصَالِحَ وَالْمَفَاسِدَ فَإِنْ رَأَى أَنَّ مَفَاسِدَ الطَّلَاقِ أَكْثَرُ أَمْسَكَ صَابِرًا، وَإِنْ رَأَى أَنَّ مَصَالِحَ الطَّلَاقِ أَكْثَرُ طَلَّقَ مُضْطَرًّا كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ:

إِذَا لَمْ تَكُنْ إِلَّا الْأَسِنَّةُ مَرْكَبًا *** فَمَا حِيلَةُ الْمُضْطَرِّ إِلَّا رُكُوبُهَا

 

فَمِنْ آثَارِ الطَّلَاقِ السَّيِّئَةِ عَلَى الْمُطَلِّقِ: زِيَادَةٌ فِي التَّبِعَاتِ الْمَالِيَّةِ عَلَيْهِ؛ فَالرَّجُلُ مُلْزَمٌ بِالدَّفْعِ لِزَوْجَتِهِ الْمُطَلَّقَةِ مُتْعَتَهَا عَلَى قَدْرِ حَالِهِ، كَمَا قَالَ -تَعَالَى-: (لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ)[الْبَقَرَةِ:236]، وَإِذَا كَانَ عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنَ الْمَهْرِ لَهَا أَدَّاهُ.

 

وَكَذَا نَفَقَتُهُ عَلَى مُطَلَّقَتِهِ إِذَا كَانَتْ حَامِلًا حَتَّى تَضَعَ حَمْلَهَا، وَإِعْطَاؤَهَا أُجْرَةً مَالِيَّةً عَلَى إِرْضَاعِهَا حَتَّى تَفْطِمَ وَلِيدَهَا فَإِنْ رَفَضَتِ الْإِرْضَاعَ وَجَبَ عَلَيْهِ أَنْ يَسْتَأْجِرَ مُرْضِعَةً لِوَلَدِهِ، قَالَ -تَعَالَى-: (وَإِنْ كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى)[الطَّلَاقِ:6].

 

وَمِنْ آثَارِ الطَّلَاقِ السَّيِّئَةِ عَلَى الْمُطَلِّقِ: أَنَّ بَعْضَ الرِّجَالِ قَدْ يُصَابُ عَقِبَ طَلَاقِهِ بِالِاكْتِئَابِ وَالْإِحْبَاطِ؛ فَيَخْشَى إِنْ تَزَوَّجَ بِأُخْرَى أَنْ تَتَكَرَّرَ فِي بَيْتِهِ الْمُشْكِلَاتُ الزَّوْجِيَّةُ السَّابِقَةُ فَيَبْقَى مُحْجِمًا عَنِ الزَّوَاجِ، كَارِهًا لِلنِّسَاءِ، حَالُهُ كَمَا قَالَ الْقَائِلُ:

إِنَّ النِّسَاءَ شَيَاطِينٌ خُلِقْنَ لَنَا *** نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ الشَّيَاطِينِ!

 

وَهَذَا قَدْ يُؤَدِّي بِهِ إِلَى التَّبَتُّلِ وَالِانْقِطَاعِ عَنِ الزَّوَاجِ، وَهُوَ مَا نَهَتْ عَنْهُ شَرِيعَتُنَا الْإِسْلَامِيَّةُ؛ فَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "رَدَّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ التَّبَتُّلَ، وَلَوْ أَذِنَ لَهُ لَاخْتَصَيْنَا".

 

وَمِنْ آثَارِ الطَّلَاقِ وَمَسَاوِئِهِ: ضَيَاعُ الْأَبْنَاءِ تَرْبِيَةً وَرِعَايَةً فِي ظِلِّ الْأَجْوَاءِ الْمَشْحُونَةِ بِالْخِلَافِ وَالشِّقَاقِ وَالنِّزَاعِ وَالتَّقَاطُعِ وَانْشِغَالِ الْأَبِ بِوَضْعِهِ الطَّارِئِ، وَحَالِ الْأُمِّ الْمِسْكِينَةِ الَّتِي انْهَدَّ عَلَيْهَا بَيْتُ الزَّوْجِيَّةِ؛ فَالْأَبُ الْعَاقِلُ يُدْرِكُ تَبِعَاتِ الطَّلَاقِ عَلَى نَفْسِهِ وَأَوْلَادِهِ فَيَحْرِصُ عَلَى حِمَايَةِ جِدَارِ الْأُسْرَةِ، وَالصَّبْرِ عَلَى مَا يَطْرَأُ مِنَ الْمُشْكِلَاتِ وَيَسْعَى فِي مُعَالَجَتِهَا.

 

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ: وَلَيْسَتِ الزَّوْجَةُ الْمُطَلَّقَةُ بِمَنْأًى عَنِ الْآثَارِ السَّيِّئَةِ لِلطَّلَاقِ خَاصَّةً إِذَا كَانَتِ الزَّوْجَةُ فِي حَيَاةٍ سَعِيدَةٍ، وَعِيشَةٍ رَخِيَّةٍ رَغِيدَةٍ فَصَدَرَ عَلَيْهَا قَرَارُ الطَّلَاقِ وَهِيَ كَارِهَةٌ لَهُ؛ فَإِنَّهَا -بِلَا شَكٍّ- سَتَتَضَرَّرُ، وَتَحْصُلُ عَلَيْهَا آثَارٌ سَيِّئَةٌ مِنْ طَلَاقِهَا؛ فَمِنَ الْآثَارِ: افْتِقَادُهَا الْأُنْسَ وَالْأَمَانَ، فَتَصِيرُ بِالطَّلَاقِ فِي وَحْشَةٍ وَخَوْفٍ بَعْدَ أَنْ كَانَتْ تَحْتَ جَنَاحِ الزَّوْجِ تُرَفْرِفُ بِالطُّمَأْنِينَةِ وَالْأَمْنِ مِنَ الْمَخَاوِفِ، وَهَذَا -بِدَوْرِهِ- يُؤَثِّرُ عَلَى صِحَّتِهَا النَّفْسِيَّةِ وَالْجَسَدِيَّةِ فَإِذَا رَأَتِ النِّسَاءَ الْمُتَزَوِّجَاتِ تَنَهَّدَتْ وَتَحَسَّرَتْ، فَيَكُونُ حَالُهَا كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ:

فَأَصْبَحَ كَالْبَازِيِّ الْمُنَتَّفِ رِيشُهُ *** يَرَى حَسَرَاتٍ كُلَّمَا طَارَ طَائِرُ

وَقَدْ كَانَ دَهْرًا فِي الرّيَاضِ مُنَعَّمًا *** عَلَى كُلِّ مَا يَهْوَى مِنَ الصّيْدِ قَادِرُ

إِلَى أَنْ أَصَابَتْهُ مِنَ الدَّهْرِ نَكْبَةٌ *** إِذَا هُوَ مَقْصُوصُ الْجَنَاحَيْنِ حَاسِرُ

 

وَتَأَمَّلُوا -رَحِمَكُمُ اللَّهُ- فِي قَوْلِهِ -تَعَالَى- وَهُوَ يُشِيرُ إِلَى السَّكَنِ الزَّوْجِيِّ وَأَمَانِهِ وَسَعَادَتِهِ: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)[الرُّومِ:21].

 

وَلَوْ سَطَّرَتْ مُطَلَّقَةٌ كَارِهَةٌ شُعُورَهَا عَقِبَ طَلَاقِهَا لَسَالَتْ حُرُوفُهَا عَبَرَاتٍ، وَلَكَانَ لِكَلِمَاتِهَا لَهَبٌ وَدُخَانٌ يَحْكِيَانِ عِظَمَ الْأَنِينِ وَالزَّفِرَاتِ.

 

وَمِنْ آثَارِ الطَّلَاقِ السَّيِّئَةِ عَلَى الْمُطَلَّقَةِ: الْعَوَزُ وَالْفَقْرُ وَالْحَاجَةُ فَكَمْ مِنِ امْرَأَةٍ كَانَتْ فِي ظِلِّ الزَّوْجِيَّةِ فِي كِفَايَةٍ أَوْ غِنًى، لَا تَحْتَاجُ إِلَى أَحَدٍ، وَلَا تَشْتَهِي شَيْئًا أَوْ تُرِيدُهُ إِلَّا وَجَدَتْهُ، مِنْ غَيْرِ مَنٍّ وَلَا أَذًى؛ لِأَنَّ نَفَقَتَهَا عَلَى زَوْجِهَا وَاجِبَةٌ، وَلَهَا الْحَقُّ فِيهَا بِعِزٍّ وَشَرَفٍ، قَالَ -تَعَالَى-: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)[الْبَقَرَةِ:228].

 

قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ: "أَيْ: وَلَهُنَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ الْحَقِّ مِثْلُ مَا لِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ، فَلْيُؤَدِّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِلَى الْآخَرِ، مَا يَجِبُ عَلَيْهِ بِالْمَعْرُوفِ.. وَقَوْلُهُ: (وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌأَيْ: فِي الْفَضِيلَةِ فِي الْخَلْقِ وَالْخُلُقِ وَالْمَنْزِلَةِ وَطَاعَةِ الْأَمْرِ وَالْإِنْفَاقِ وَالْقِيَامِ بِالْمَصَالِحِ وَالْفَضْلِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ".

 

فَلَمَّا طُلِّقَتْ أَضْحَتْ فِي فَاقَةٍ لَا تُسَدُّ، إِلَّا مَا يَأْتِيهَا مِنْ أَقَارِبِهَا أَوْ مُحْسِنِينَ إِلَيْهَا، مَعَ مَا فِي ذَلِكَ مِنَ الْقِلَّةِ أَوِ الْمَنِّ فَمَا أَحْسَنَ مَا مَضَى، وَمَا أَسْوَأَ مَا أَتَى!

 

وَمِنْ آثَارِ الطَّلَاقِ السَّيِّئَةِ عَلَى الْمُطَلَّقَةِ: أَنْ تُصْبِحَ الْمَرْأَةُ عُرْضَةً لِأَطْمَاعِ ضُعَفَاءِ النُّفُوسِ، وَمُنْتَهِكِي الْحُرُمَاتِ، الَّذِينَ قَلَّ خَوْفُهُمْ مِنَ اللَّهِ، وَضَعُفَتْ أَخْلَاقُهُمْ وَقِيَمُهُمُ الْحَمِيدَةُ بَيْنَ عِبَادِ اللَّهِ؛ فَقَدْ يَسْتَغِلُّونَ حَاجَتَهَا وَحِرْمَانَهَا مِنَ الزَّوْجِ، وَمِنْ حِمَايَتِهِ وَغَيْرَتِهِ فَتَمْتَدُّ أَيْدِيهِمْ إِلَيْهَا بِالسُّوءِ، وَهِيَ فِي هَذَا الْعُدْوَانِ لَا تَنْجُو مِنْ إِحْدَى ثَلَاثِ مَكَارِهَ:

فَإِمَّا أَنْ تَسْتَجِيبَ لَهُمْ بِدَافِعِ حَاجَتِهَا وَتَوَقَانِهَا وَضَعْفِهَا، وَتِلْكَ الْكَارِثَةُ الْعَظِيمَةُ، الَّتِي قَدْ تَجُرُّ عَلَيْهَا وَيْلَاتٍ أَلِيمَةً.

 

وَإِمَّا أَنْ تَتَمَنَّعَ وَتَلْزَمَ حِصْنَ الْعِفَّةِ، وَلَكِنَّهَا لَا تَسْلَمُ مِنَ الِاتِّهَامِ بِالِانْحِرَافِ الْأَخْلَاقِيِّ مِنْ قِبَلِ أُولَئِكَ الْأَشْقِيَاءِ عُقُوبَةً مِنْهُمْ لَهَا عَلَى تَمَنُّعِهَا، أَوْ مِنْ غَيْرِهِمْ.

 

وَإِمَّا أَنْ تَكُونَ عَفِيفَةً شَرِيفَةً، لَكِنْ لَا تَسْلَمُ مِنْ إِيذَاءِ الْمُؤْذِينَ، وَآلَامِ الْحِرْمَانِ، وَتَخَوُّفِ النِّسْوَانِ مِنْهَا عَلَى أَزْوَاجِهِنَّ أَنْ يَتَزَوَّجُوا بِهَا.

 

وَلَكِنْ مَعَ كُلِّ هَذَا: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)[الطَّلَاقِ:3]، (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا)[الطَّلَاقِ:4].

 

نَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يُدِيمَ عَلَى بُيُوتِ الْمُسْلِمِينَ نِعْمَةَ الزَّوْجِيَّةِ السَّعِيدَةَ، وَأَنْ يُذْهِبَ عَنْهَا كُلَّ مُكَدِّرٍ وَمُعَكِّرٍ.

 

أَقُولُ قَوْلِي وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى، وَقَدَّرَ فَهَدَى، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى النَّبِيِّ الْمُصْطَفَى، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ الْأَخْيَارِ الْأَوْفِيَاءِ، أَمَّا بَعْدُ:

 

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: فَكَمَا تُصِيبُ الْآثَارُ السَّيِّئَةُ الزَّوْجَ وَالزَّوْجَةَ فَكَذَلِكَ صِنْفَانِ آخَرَانِ يَحْصُلُ لَهُمَا نَصِيبٌ وَافِرٌ مِنَ الْآثَارِ السَّيِّئَةِ لِلطَّلَاقِ:

الصِّنْفُ الْأَوَّلُ: الْأَوْلَادُ؛ فَطَلَاقُ أَبِيهِمْ لِأُمِّهِمْ مُصِيبَةٌ كُبْرَى عَلَيْهِمْ، تَنْتُجُ عَنْهَا آثَارٌ سَيِّئَةٌ تُصِيبُهُمْ كَالْحِرْمَانِ مِنَ الْجَوِّ الْأُسَرِيِّ، الَّذِي يَتَوَفَّرُ فِيهِ سُلْطَانُ الْحَزْمِ وَالْجِدِّ وَالْإِنْفَاقِ الْمُتَمَثِّلِ بِالْأَبِ، وَجَنَّةُ الْحَنَانِ وَالْعَطْفِ وَالرِّعَايَةِ الْمُتَمَثِّلَةُ بِالْأُمِّ، وَبِهَذَا يَشْعُرُ الْأَوْلَادُ فِي ظِلِّ هَذِهِ الْحَيَاةِ السَّعِيدَةِ الْمُتَكَامِلَةِ بِالِاطْمِئْنَانِ وَالْكِفَايَةِ، وَتَحْصُلُ لَهُمُ التَّرْبِيَةُ الصَّحِيحَةُ.

 

وَلَكِنْ إِذَا حَصَلَ الطَّلَاقُ انْطَفَأَ ضِيَاءُ تِلْكَ الْأَفْرَاحِ، وَذَهَبَ ذَلِكَ الْجَوُّ النَّاعِمُ السَّعِيدُ فَيَغْدُو الْأَوْلَادُ مَكْسُورِي الْجَنَاحِ، لَا يَجْبَرُ كَسْرَهُمْ إِلَّا عَوْدَةُ أُمِّهِمْ إِلَى أَبِيهِمْ.

تَغْدُو الْحَيَاةُ بِغَيْرِ أُمٍّ أَوْ أَبٍ *** لَيْلًا دَجُوجِيَّ الْجَوَانِبِ حَالِكَا

 

قَالَتْ خَوْلَةُ بِنْتُ ثَعْلَبَةَ: "يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ زَوْجِي أَوْسَ بْنَ الصَّامِتِ تَزَوَّجَنِي وَأَنَا ذَاتُ مَالٍ وَأَهْلٍ، فَلَمَّا أَكَلَ مَالِي، وَذَهَبَ شَبَابِي، وَنَفَضْتُ بَطْنِي، وَتَفَرَّقَ أَهْلِي؛ ظَاهَرَ مِنِّي، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَا أَرَاكِ إِلَّا قَدْ حَرُمْتِ عَلَيْهِ، فَبَكَتْ وَصَاحَتْ وَقَالَتْ: أَشْكُو إِلَى اللَّهِ فَقْرِي وَوَحْدَتِي، وَصِبْيَةً صِغَارًا إِنْ ضَمَمْتُهُمْ إِلَيْهِ ضَاعُوا، وَإِنْ ضَمَمْتُهُمْ إِلَيَّ جَاعُوا" فَنَزَلَتْ آيَاتُ حُكْمِ الظِّهَارِ.

 

وَمِنْ آثَارِ الطَّلَاقِ السَّيِّئَةِ عَلَى الْأَوْلَادِ: التَّشَرُّدُ وَالتَّعَرُّضُ لِلِانْحِرَافِ فَكَمْ مِنْ أَوْلَادٍ ضَاعُوا وَانْحَرَفُوا بَعْدَ طَلَاقِ أَبِيهِمْ لِأُمِّهِمْ، وَأَصْبَحُوا فِي أَيْدِي شَيَاطِينِ الشَّوَارِعِ وَالْمَلَاهِي، وَأَصْبَحُوا رُمُوزًا مِنْ رُمُوزِ الشَّرِّ وَالْفَسَادِ فَضَاعُوا وَأَضَاعُوا. وَهَذَا الْأَثَرُ سَيُؤَدِّي إِلَى نَشْأَةٍ فِيهَا ضَعْفٌ وَشُعُورٌ جَرِيحٌ، وَهُبُوطٌ فِي الْمُسْتَوَى الدِّرَاسِيِّ وَالْأَخْلَاقِيِّ.

 

أَيُّهَا الْأَفَاضِلُ: وَأَمَّا الصِّنْفُ الثَّانِي الَّذِي تَحْصُلُ لَهُ آثَارٌ سَيِّئَةٌ جَرَّاءَ الطَّلَاقِ -بَعْدَ الْأَوْلَادِ-؛ فَهُوَ أَهْلُ الزَّوْجَيْنِ؛ فَمِنَ الْآثَارِ السَّيِّئَةِ عَلَيْهِمْ:

أَنْ تَحْصُلَ بَيْنَهُمُ الْقَطِيعَةُ بَعْدَ الصِّلَةِ، وَالْعَدَاوَةُ بَعْدَ الْمَحَبَّةِ، وَالتَّبَاعُدُ بَعْدَ الْقُرْبِ، وَقَدْ يَتَطَوَّرُ الْأَمْرُ إِلَى خِصَامٍ لَا يُفْصَلُ إِلَّا فِي الْمَحَاكِمِ؛ فَبَعْدَ أَنْ كَانَتِ الْأُسْرَتَانِ أُسْرَةً وَاحِدَةً فِي تَلَاحُمِهِمَا وَتَعَاوُنِهِمَا وَتَعَارُفِهِمَا وَارْتِبَاطِهِمَا يَنْتَهِي ذَلِكَ كُلُّهُ بِكَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ هِيَ كَلِمَةُ الطَّلَاقِ.

 

وَهَذَا نَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَتَزَوَّجُ ذَلِكَ الْعَدَدَ الْكَبِيرَ مِنَ النِّسَاءِ، وَمِنْ قَبَائِلَ شَتَّى أَيْضًا؛ حَتَّى يُؤَلِّفَ قَبَائِلَ زَوْجَاتِهِ عَلَى الْإِسْلَامِ، وَيَكُونَ أَهْلُهَا نُصَرَاءَ لِلدِّينِ، وَقُوَّةً لِلْمُسْلِمِينَ.

 

وَمِنْ آثَارِ الطَّلَاقِ السَّيِّئَةِ عَلَى أَهْلِ الزَّوْجَيْنِ: أَنَّهُ قَدْ تُوجَدُ قَرِيبَةٌ لِلزَّوْجِ -مِنْ بِنْتٍ أَوْ أُخْتٍ مُتَزَوِّجَةٍ بِقَرِيبٍ لِزَوْجَتِهِ- فَرُبَّمَا تُطَلَّقُ مِنْ غَيْرِ مَا جِنَايَةٍ إِلَّا عُقُوبَةً عَلَى طَلَاقِهِ!

 

وَهَذَا مِنَ الظُّلْمِ وَالْجَهْلِ؛ فَمَا ذَنْبُ الثَّانِيَةِ فِي طَلَاقِ الْأُولَى؟! قَالَ -تَعَالَى-: (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ)[الْأَنْعَامِ:164].

 

فَيَا -أَيُّهَا الْأَزْوَاجُ- تَرَوَّوْا فِي أَمْرِ الطَّلَاقِ وَانْظُرُوا فِي آثَارِهِ السَّيِّئَةِ قَبْلَ أَنْ تُقْدِمُوا عَلَيْهِ، وَانْظُرُوا فِي عِظَمِ خَطَرِهِ قَبْلَ أَنْ تَلْجَأُوا إِلَيْهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُ الطَّلَاقَ خَيْرًا فَاتَّقُوا اللَّهَ بَعْدَ ذَلِكَ فِي أَنْفُسِكُمْ وَفِي أَوْلَادِكُمْ.

 

وَنَقُولُ -أَيْضًا لِلزَّوْجَاتِ- لَا تَكُنَّ سَبَبًا لِطَلَاقِكُنَّ بِسُوءِ عِشْرَتِكُنَّ لِأَزْوَاجِكُنَّ، كُنَّ زَوْجَاتٍ صَالِحَاتٍ، صَابِرَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ، وَتَفَكَّرْنَ فِي آثَارِ الطَّلَاقِ لَوْ حَدَثَ؛ حَتَّى يَدْعُوكُنَّ ذَلِكَ إِلَى تَحْكِيمِ الْعُقُولِ لَا الْعَوَاطِفِ، وَالصَّبْرِ عَلَى الشَّرِّ الْقَلِيلِ دَفْعًا لِلشَّرِّ الْكَثِيرِ، فَإِذَا قَضَى اللَّهُ بِالطَّلَاقِ فَاتَّقِينَ اللَّهَ فِي أَنْفُسِكُنَّ، وَأَرْسِلْنَ عَيْنَ الرِّقَابَةِ عَلَى أَوْلَادِكُنَّ؛ فَإِنَّهُمْ أَمَانَةٌ فِي مُجْتَمَعٍ قَلَّتْ فِيهِ الْأَمَانَةُ وَالْأَمْنُ.

 

وَنَقُولُ لِلْأَوْلَادِ الْكِبَارِ -بَنِينَ وَبَنَاتٍ-كُونُوا صَالِحِينَ بَارِّينَ؛ حَتَّى لَا تَكُونُوا سَبَبًا فِي حُدُوثِ الطَّلَاقِ بَيْنَ آبَائِكُمْ وَأُمَّهَاتِكُمْ، وَكُونُوا مُصْلِحِينَ -بِالْأُسْلُوبِ الْحَسَنِ- إِذَا رَأَيْتُمْ بَيْنَهُمْ بُذُورَ الشِّقَاقِ قَدْ بَدَتْ فَإِذَا حَصَلَ الطَّلَاقُ فَلَا تَعُقُّوا آبَاءَكُمْ وَلَا أُمَّهَاتِكُمْ، وَاحْرُسُوا إِخْوَانَكُمُ الصِّغَارَ وَأَخَوَاتِكُمْ.

 

وَنَقُولُ لِأَهْلِ الزَّوْجَيْنِ: كُونُوا حُكَمَاءَ وَمُصْلِحِينَ، وَعَلَى الْعِشْرَةِ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ حَرِيصِينَ، وَإِيَّاكُمْ أَنْ تَتَعَصَّبُوا لِقَرِيبَتِكُمْ أَوْ قَرِيبِكُمْ فَالْخَيْرُ لَكُمْ وَلَهُمْ بِدَوَامِ رَابِطَةِ الزَّوْجِيَّةِ، وَلَا تَأْخُذْكُمُ الْحَمِيَّةُ أَنْ تَنْصَاعُوا لِلْحَقِّ، أَوْ يَغُرَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ أَنْ تَعْدِلُوا عَنِ الْبَاطِلِ وَلَا تَرْضَوْا بِالْعَضْلِ.

 

نَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَ الْأَزْوَاجَ صَفَاءَ الْعَقْلِ وَالتَّأَمُّلَ، وَيَرْزُقَ الزَّوْجَاتِ الصَّبْرَ وَحُسْنَ التَّبَعُّلِ.

 

وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ، وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ؛ حَيْثُ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ فَقَالَ فِي كِتَابِهِ: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ:56].

 

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَاخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ.

 

اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، وَارْزُقْهُمُ الْبِطَانَةَ الصَّالِحَةَ النَّاصِحَةَ.

 

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ.

 

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.

 

إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى، وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ، يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، فَاذْكُرُوا اللَّهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى النِّعَمِ يَزِدْكُمْ، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.

 

المرفقات

آثار الطلاق ومساوئه على الأسرة.pdf

آثار الطلاق ومساوئه على الأسرة.doc

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات